تاريخ النشر: الإثنين 12 ربيع الآخر 1433 هـ - 5-3-2012 م
التقييم:
رقم الفتوى: 174857
38783
0
559
السؤال
أريد أن أستفر عن معنى هذا الدعاء: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك, ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك, ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا, ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا... ؟ فأنا أقولها في قنوت الوتر ولا أعرف معناها، وجزاكم الله خير الجزاء.
- اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول
- اللهم اقسم لنا من خشيتك ما
- اللهم اقسم لنا من خشيتك
- اللهم اقسم لنا من خشيتك artinya
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول
الثلاثاء 4 رمضان 1443هـ 5 أبريل 2022م
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أبقيتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. انتهت الفترة المسموحة للتعليق على الموضوع
النشرة الإخبارية
اشترك في النشرة الإخبارية لدينا من أجل مواكبة التطورات.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما
وقدم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الخشية على الطاعة, قال: {... اقسم لنا من خشيتك... } ثم قال: {... ومن طاعتك... } لأن من خشي الله حقيقة, سارع إلى طاعته, قوله عليه الصلاة والسلام: {... واقسم لنا من طاعتك ما تبلغنا به جنتك... } أي اجعل لنا نصيبا من طاعتك, يوصلنا إلى جنتك, فدل هذا الحديث على أن الجنة ليست للخاملين الكسالى, ولكنها للمطيعين المشمرين, فإذا رزق العبد الخشية من الله, نجى من النار, وإذا قسم له من طاعة الله نصيب, فاز بالدرجات العلى, والنعيم المقيم. قوله صلى الله عليه وسلم: {... ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا... } اليقين أعلى درجات الإيمان, وقد وصف سبحانه وتعالى عباده المتقين في اول سورة البقرة بقوله: [وبالآخرة هم يوقنون]. ليس عندهم شك, إذا بلغ العبد درجة اليقين, شاهد ما غاب عنه, مما أخبر به الله ورسوله كأنه ينظر إليه بين يديه, وإذا بلغ العبد درجة اليقين, هان عليه ما يكابده من عناء الدنيا, وهان عليه ما يلقاه من الشدائد والمحن, لأنه يوقن ان مرة الدنيا حلوة الآخرة, وأن المصائب مكفرات للخطيئات, رافعة للدرجات, يقول الله تعالى: [إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب] أي بلا عد, ولا كيل, ولا وزن.
اللهم اقسم لنا من خشيتك
ا لخطبة الأولى ( اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
اللهم اقسم لنا من خشيتك Artinya
ولو صبر المظلوم, فلم يدع على من ظلمه, حتى ينال أجره كاملا يوم القيامة, لكان خيرا له. قوله عليه الصلاة والسلام: {... وانصرنا على من عادانا... } أكبر عدو لنا هو الشيطان, الشيطان المريد, قال الله تعالى: [إن الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير] ومن أكبر أعدائنا, نفوسنا التي بين جنوبنا, وذلك حين تكون أمارة بالسوء, كذلك من الأعداء الهوى, فإن اتباع الهوى مهلك ومرد, ومن أعداء المسلم أهل النفاق, قال الله تعالى: [هم العدو فاحذرهم], ومن ذلك الكفرة الفجرة, على اختلاف مللهم ونحلهم, قال الله تعالى: [إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده].
ولما حصلت المعرفة بالأولين [ أي: السمع والبصر] ، وترتب عليها [ أي: على المعرفة بالله] العبادة ، سأل القوة ليتمكن بها من عبادة ربه ، قاله الطيبي. والمراد بالقوة: قوة سائر الأعضاء والحواس أو جميعها ، فيكون تعميماً بعد تخصيص. ( واجعله) أي: المذكور من الأسماع والأبصار والقوة. ( الوارث أي: الباقي. ( منا) أي: بأن يبقى إلى الموت. ( واجعل ثأرنا) أي: إدراك ثأرنا. ( على من ظلمنا) أي: مقصوراً عليه ، ولا تجعلنا ممن تعدى في طلب ثأره فأخذ به غير الجاني كما كان معهوداً في الجاهلية ، فنرجع ظالمين بعد أن كنا مظلومين ، وأصل الثأر الحقد والغضب ، يقال ثأرت القتيل وبالقتيل أي قتلت قاتله. ( ولا تجعل مصيبتنا في ديننا) أي: لا تصبنا بما ينقص ديننا من اعتقاد السوء ، وأكل الحرام ، والفترة في العبادة ، وغيرها. ( ولا تجعل الدنيا أكبر همنا) أي: لا تجعل طلب المال والجاه أكبر قصدنا أو حزننا ، بل اجعل أكبر قصدنا أو حزننا مصروفاً في عمل الآخرة ، وفيه أن قليلاً من الهم فيما لا بد منه في أمر المعاش مرخص فيه ، بل مستحب ، بل واجب. ( ولا مبلغ أي: غاية علمنا ، أي: لا تجعلنا حيث لا نعلم ولا نتفكر إلا في أمور الدنيا ، بل اجعلنا متفكرين في أحوال الآخرة ، متفحصين من العلوم التي تتعلق بالله تعالى وبالدار الآخرة ، والمبلغ الغاية التي يبلغه الماشي والمحاسب فيقف عنده.