وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( فهل عسيتم إن توليتم)... الآية. يقول: فهل عسيتم كيف رأيتم القوم حين تولوا عن كتاب الله ، ألم يسفكوا الدم الحرام ، وقطعوا الأرحام ، وعصوا الرحمن. إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة القتال - قوله تعالى فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم - الجزء رقم14. [ ص: 178]
حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) قال: فعلوا. حدثني محمد بن عبد الرحيم البرقي قال: ثنا ابن أبي مريم قال: أخبرنا محمد بن جعفر وسليمان بن بلال قالا ثنا معاوية بن أبي المزرد المديني ، عن سعيد بن يسار ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " خلق الله الخلق ، فلما فرغ منهم تعلقت الرحم بحقو الرحمن فقال مه: فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، قال: أفما ترضين أن أقطع من قطعك ، وأصل من وصلك ؟ قالت: نعم ، قال: فذلك لك ". قال سليمان في حديثه: قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) وقد تأوله بعضهم: فهل عسيتم إن توليتم أمور الناس أن تفسدوا في الأرض بمعنى الولاية ، وأجمعت القراء غير نافع على فتح السين من عسيتم ، وكان نافع يكسرها عسيتم.
فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم | موقع البطاقة الدعوي
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
ملف نصّي
فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه ، قال الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة. قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك. وأقطع من قطعك. قالت بلى يا رب. قال فهو لك. قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –.. فاقرءوا إن شئتم ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم). متفق عليه
بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة محمد - الآية 22
باب: تحريم العقوق وقطيعة الرحم:
قال الله تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23]. وقال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ [الرعد: 25]. فهل عسيتم ان توليتم. وقال الله تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24]. وعن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أُنبِّئُكم بأكبرِ الكبائرِ - ثلاثًا -))، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: ((الإشراكُ بالله، وعقوقُ الوالدينِ))، وكان متكئًا فجلس فقال: ((ألا وقول الزُّور، وشهادة الزُّور))، فما زال يكرِّرها حتى قلنا: ليتَه سكت.
الباحث القرآني
وقال الطبري رحمه الله: هؤلاء الذين يفعلون هذا - يعني الذين يفسدون ويقطعون الأرحام - الذين لعنهم الله، فأبعدَهم من رحمته، ﴿ فَأَصَمَّهُمْ ﴾ [محمد: 23]؛ يقول: فسلبهم فَهْمَ ما يسمعون بآذانهم من مواعظ الله في تنزيله، وأعمى أبصارَهم وسَلَبَهم عقولَهم، فلا يتبيَّنون حُجج الله، ولا يتذكَّرون ما يرون من عبره وأدلَّته [19]. وقال ابن عجيبة رحمه الله: أولئك المذكورون - فالإشارة إلى المخاطبين - إيذانًا بأن ذِكْر مساوئهم أوجَبَ إسقاطَهم عن رتبة الخطاب، وحكاية أحوالهم الفظيعة لغيرهم، لعنهم اللهُ فأبعدَهم عن رحمته، وأصَمَّهم عن استماع الحقِّ والموعظة لتصامُمِهم عنه بسوء اختيارهم، وأعمى أبصارهم لتعاميهم عمَّا يُشاهدونه من الآيات المنصوبة في الأنفُس والآفاق [20]. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه. المصادر والمراجع:
1- البحر المديد في تفسير القرآن المجيد؛ لابن عجيبة. 2- التحرير والتنوير؛ لابن عاشور. 3- تفسير ابن جريج. 4- الجامع لأحكام القرآن؛ للقرطبي. 5- جامع البيان عن تأويل آي القرآن؛ للطبري. 6- زاد المسير في علم التفسير؛ لابن الجوزي. فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض. 7- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني؛ للألوسي.
إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة القتال - قوله تعالى فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم - الجزء رقم14
وفي حديث أبي هريرة الأول أن الله سبحانه وتعالى تَكفَّل للرحم بأن يصل مَن وصَلَها، ويقطَعَ مَن قطَعَها، وفي هذا الحديث حثٌّ وترغيب في صلة الرحم، فإذا أردتَ أن يَصِلَك اللهُ - وكلُّ إنسان يريد أن يصله ربُّه - فصِلْ رَحِمَك، وإذا أردتَ أن يقطَعَك اللهُ فاقطَعْ رحمَك، جزاء وِفاقًا، وكلما كان الإنسان لرحمه أوصَلَ، كان الله له أوصَلَ، وكلما قصَّر جاءه من الثواب بقدر ما عمل، لا يظلم الله أحدًا.
الرسم العثماني فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوٓا أَرْحَامَكُمْ الـرسـم الإمـلائـي فَهَلۡ عَسَيۡتُمۡ اِنۡ تَوَلَّيۡتُمۡ اَنۡ تُفۡسِدُوۡا فِى الۡاَرۡضِ وَتُقَطِّعُوۡۤا اَرۡحَامَكُمۡ تفسير ميسر: فلعلكم إن أعرضتم عن كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن تعصوا الله في الأرض، فتكفروا به وتسفكوا الدماء وتُقَطِّعوا أرحامكم. القرآن الكريم - محمد 47: 22 Muhammad 47: 22
والصواب عندنا قراءة ذلك بفتح السين لإجماع الحجة من القرّاء عليها، وأنه لم يسمع في الكلام: عَسِيَ أخوك يقوم، بكسر السين وفتح الياء؛ ولو كان صوابا كسرها إذا اتصل بها مكنّى، جاءت بالكسر مع غير المكنّى، وفي إجماعهم على فتحها مع الاسم الظاهر، الدليل الواضح على أنها كذلك مع المكنّى، وإن التي تَلِي عسيتم مكسورة، وهي حرف حزاء، و "أن" التي مع تفسدوا في موضع نصب بعسيتم. * * *
وقوله ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ﴾
يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين يفعلون هذا، يعني الذين يفسدون ويقطعون الأرحام الذين لعنهم الله، فأبعدهم من رحمته فأصمهم، يقول: فسلبهم فَهْمَ ما يسمعون بآذانهم من مواعظ الله في تنزيله ﴿وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾ يقول: وسلبهم عقولهم، فلا يتبيَّنون حُجج الله، ولا يتذكَّرون ما يرون من عبره وأدلته.