فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من أغلق بابه دون جاره مخافة على أهله وماله، فليس ذلك بمؤمن، وليس بمؤمن من لم يأمن جاره بوائقه، أتدري ما حق الجار؟ إذا استعانك أعنته، وإذا استقرضك أقرضته، وإذا افتقر تصدقت عليه، وإذا مرض عدته. وإذا أصابه خير هنأته، وإذا أصابته مصيبة عزيته، وإذا مات اتبعت جنازته، ولا تستطل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذه بقتار ريح قدرك إلا أن تغرف له منها، وإن اشتريت فاكهة فأهد له، فإن لم تفعل فأدخلها سراً، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده». أشرف محمد شبل
تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز
إيمان المسلم لا يكتمل إلا بحسن معاملة الجار
متفق عليه. ولقوله صلى الله عليه وسلم: والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: من يا رسول لله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه. رواه البخاري. وبناء عليه، فيجب عليه إزالة الضرر عنكم؛ فقد ثبت مرفوعًا إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: لا ضرر ولا ضرار. أخرجه الإمام أحمد، وغيره. والأفضل أن تصبر على أذى جارك، وأن تنصحه بالتي هي أحسن، فإن هذا أيضًا من حقوق الجار، ومن الخلق الحسن، إلا إذا لم تطق تحمل أذيته، ولم يستجب لنصحك، فيجوز لك حينئذ أن تشتكيه إلى الجهات المسؤولة، فقد روى أبو داود، و ابن حبان، و الحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره، فقال: اذهب فاصبر، ثم أتاه الثانية: فقال: اذهب فاصبر، فقال في الثالثة، أو الربعة: اذهب فاطرح متاعك في الطريق، فطرح متاعه في الطريق، فجعل الناس يسألونه، فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنونه، فعل الله به، وفعل، وفعل، فجاء إليه جاره، فقال له: ارجع لا ترى مني شيئًا تكرهه. فإن لم ترفع السلطة ضرره عنكم، فاستعينوا عليه بالكبير المتعال، فتضرعوا إليه سبحانه أن يكفيكم شره، ويدفع عنكم أذاه. والله أعلم.
يقول علماء الدين إن مقاطعة الجار السيئ لا تحدث إلا بعد أن يتحدث الجيران مع الجار للمطالبة بوقف ذلك الفعل. يجوز الفقهاء مقاطعة الجار السيئ في حالة وقوع ضرر غير محتمل على الجيران وامتناع الجار عن أرتكاب تلك الأفعال. آداب التعامل مع الجار
بعد أن تناولنا كيف نتعامل مع الجار ذي الخلق السيئ في بداية المقال، نستعرض في تلك الفقرة آداب التعامل مع الجار بشكل تفصيلي فيما يلي. يرشدنا الإسلام إلى حسن التعامل مع الجار، فقد ورد عن النبي محمد حديث يقول فيه"«ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورِّثه". يجب على الجار أحترام خصوصيات الآخرين ومراعاة مشاعرهم، ومشاركتهم في الحزن والفرح. يجب أن يتعامل الجار مع جيرانه بكل حب وود مثل مشاركة الطعام والاحتفال بالأعياد معاً وتقديم التهاني. يوضح لنا الإسلام كيفية التعامل مع الجيران في حالة وجود خلاف، وذلك عبر التحدث والنصح له بلطف وعرض المشكلة بأسلوب حسن، وبذلك سيتقبل المتلقي الكلام وسيتوقف عن أفعاله. لا يجوز إهانة الجار والتقليل من شأنه، فقد جاء عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول"لا يدخل الجنةَ مَن لا يأمَنُ جارُه بوائقَه". يتضح من الحديث إن الذي يظلم جاره ويجور على حقه ويؤذيه لا يدخل الجنة.