من جهة أخرى سيكون التواضع خير معلم للمجتمع بأسره، فعندما يرى الناس الإنسان المتواضع، وكيف تعلو مكانته في قلوب الناس، وكيف يزيده الله من فضله ونعمه، لا بد أن يعرفوا أثر هذا التواضع ودوره وأهميته، إضافة لذلك أنهم سيشعرون انهم مقصرون في هذا الجانب الأخلاقي، ويعملون بكل جهدهم كي يتحلوا بهذا الخلق، وكلما شاع التواضع في المجتمع، خلا المجتمع من الفساد والتدهور والتراجع والانحدار، ويصير المجتمع فاضلًا بأفراده وأخلاقهم وتصرفاتهم السلوكية والأخلاقية، ويقوى عوده ويعلو شأنه بين المجتمعات الأخرى. ولعل التواضع يقوى كلما غُرست بذوره في قلوب الأبناء منذ الصغر، وكلما عرفوا قيمته ومكانته عند الله تعالى، وذلك يكون من خلال سرد القصص، وإعطاء الأمثلة، وأن يكون الأهل قدوة في هذا التواضع، قادرين على إيصال مفهومه بأبهى صورة وأحلى شكل، ومن خلال ذلك سترقى الأمم والمجتمعات بشباب يافع ناضج خلقه التواضع وصفته الحكمة والعقل، والتعاون يزينه في كل تفاصيل حياته، فلا يرى واحدهم في المجتمع أنه أعلى من غيره أو أرقى درجة وأنه سيأمر ويطلب وينهى وغيره سيطيعه، بل سيكون يدًا بيد مع كل من حوله ليحافظوا على بنيان المجتمع بنيانًا مرصوصًا قويًا متينًا.
صور من التواضع
معنى التَّواضُع لغةً: التواضع التذلل، يُقَال: وضَعَ فُلانٌ نَفْسَهُ وضْعًا، ووُضُوعًا بالضَّم، وَضَعَةً، بالفَتْحِ: أي أذلَّها. وتَوَاضَعَ الرَّجُلُ: إذا تَذَلَّلَ، وقيل: ذَلَّ وتَخاشَعَ [734] ((العين)) للفراهيدي (2/196)، ((تاج العروس)) لمرتضى الزبيدي (22/343). معنى التَّواضُع اصطلاحًا: التَّواضُع هو: (ترك التَّرؤس، وإظهار الخمول، وكراهية التَّعظيم، والزِّيادة في الإكرام، وأن يتجنَّب الإنسان المباهاة بما فيه مِن الفضائل، والمفاخرة بالجاه والمال، وأن يتحرَّز مِن الإعجاب والكِبْر) [735] ((تهذيب الأخلاق)) للجاحظ (ص 25). وقيل هو: (رضا الإنسان بمنزلة دون ما يستحقُّه فضله ومنزلته. وهو وسطٌ بين الكِبْر والضِّعَة، فالضِّعَة: وضع الإنسان نفسه مكانًا يزري به بتضييع حقِّه. والكِبْر: رفع نفسه فوق قدره) [736] ((الذَّريعة إلى مكارم الشَّريعة)) للرَّاغب الأصفهاني (ص 299). وقيل هو: (إظهار التَّنزُّل عن المرتبة لمن يراد تعظيمه، وقيل: هو تعظيم مَن فوقه فضله) [737] ((فتح الباري)) لابن حجر (11/341). انظر أيضا:
الفرق بين التَّواضُع وبعض الصِّفات. صور من التواضع. التَّرغيب في التَّواضُع. أقوال السَّلف والعلماء في التَّواضُع.
وفي التفسير يمشون على الأرض حُلماء متواضعين يمشون في اقتصاد. كما قال ابن كثير: أي بسكينة ووقار من غير تجبُّر ولا استكبار، لقول الله تعالى: { وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} [الإسراء:37]، قال القرطبي هذا نَهي عن الخيلاء وأمر بالتواضع، والمرح شدة الفرح وقيل التكبر في المشي، وقيل تجاوز الإنسان قدره. وكذلك أخبر الله تعالى عن قارون أنّه خرج على قومه في زينته وأنّ الله تعالى خسف به وبداره الأرض ( تفسير القرآن)، وقال - تعالى: { وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان:18]. قال ابن كثير: لا تتكبّر فتحتقر عباد الله وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك. ما هو تعريف التواضع. وأصل الصعر داء يأخذ الإبل في أعناقها أو رؤوسها حتى تفلت أعناقها من رؤوسها، فشبه به الرجل المتكبر. { وَلا تَمْشِ في الأرْضِ مَرَحاً}، أي متكبّراً جبّاراً عنيداً، لا تفعل ذلك يبغضك الله؛ ولهذا قال تعالى: { إنّ الله لا يُحِبُّ كُلَّ مُختَالٍ فَخُورٍ} ، أي مختال مُعجَب بنفسه فخور على غيره (تفسير القرآن العظيم).
بحث عن التواضع ومظاهره وأهميته - موسوعة
↑ الفراهيدي، كتاب العين، ج 3، ص 1961. ↑ النراقي، جامع السعادات ج 1، ص 341. ↑ الصدر، أخلاق أهل البيت, ص 36. ↑ مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج 2، ص 57. ↑ مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج 2، ص 58. ↑ الفرقان: 63
↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 15، ص 238. ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 15، ص7. ↑ الشعراء: 215. ↑ لقمان: 18. ↑ الكليني، الكافي، ج 2، ص150، ح ر 1856. ↑ مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية، غرر الحكم، ص 249، ح 5145. ↑ المجلسي، مرآة العقول، ج 3، ص 379. ↑ الكليني، الكافي، ج 2، ص 151. ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 78، ص 312. ↑ مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية، غرر الحكم، ص 249، ح 5179. ↑ المتقي الهندي، كنز العمّال، ج 6، ص 113، ح 5737. ↑ الريشهري، ميزان الحكمة, ج 7، ص 2716، ح 13526. ↑ النراقي، جامع السعادات، ج 1، ص 344. ↑ المتقي الهندي، كنز العمّال، ح 8506. ↑ مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج 2، ص 63. ما من عبد إلا وفي رأسه حكمة بيد ملك، فإذا تواضع رفعه الله، وإذا ارتفع وضعه الله، فإذا رفع نفسه قال: اخفض خفضك الله. المصادر والمراجع
القرآن الكريم. الريشهري، محمد، ميزان الحكمة, قم، دار الحديث، ط 1، 1422 هـ. الصدر، محمد مهدي، أخلاق أهل البيت ، قم، دار الكتاب الإسلامي، ط 4، 1429 هـ/ 2008 م. الفراهيدي، الخليل بن أحمد، ترتيب كتاب العين ، طهران، انتشارات أسوة، ط 3، 1432 هـ
المجلسي، محمد باقر، نور وحي ، قم، منشورات، د.
النتائج 1 إلى 1 من 1
يوم أمس, 03:55 PM #1 تاريخ التسجيل Jul 2019 المشاركات 368 الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة لا تستطيع الرد على المواضيع لا تستطيع إرفاق ملفات لا تستطيع تعديل مشاركاتك قوانين المنتدى الساعة الآن 12:52 AM
Powered by ®vBulletin Copyright © 2022 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.
ما من عبد إلا وفي رأسه حكمة بيد ملك، فإذا تواضع رفعه الله، وإذا ارتفع وضعه الله، فإذا رفع نفسه قال: اخفض خفضك الله
التواضع خلق حميد، وجوهر لطيف يستهوي القلوب، ويستثير الإعجاب والتقدير وهو من أخصّ خصال المؤمنين المتّقين، ومن كريم سجايا العاملين الصادقين، ومن شِيَم الصالحين المخبتين. التواضع هدوء وسكينة ووقار واتزان، التواضع ابتسامة ثغر وبشاشة وجه ولطافة خلق وحسن معاملة، بتمامه وصفائه يتميّز الخبيث من الطيب، والأبيض من الأسود والصادق من الكاذب. نعم.. فاقد التواضع عديم الإحساس، بعيد المشاعر، إلى الشقاوة أقرب وعن السعادة أبعد، لا يستحضر أن موطئ قدمه قد وطأه قبله آلاف الأقدام، وأن من بعده في الانتظار، فاقد التواضع لا عقل له، لأنه بعجبه وأنفته يرفع الخسيس، ويخفض النفيس، كالبحر الخضم تسهل فيه الجواهر والدرر، ويطفو فوقه الخشاش والحشاش. فاقد التواضع قائده الكبر وأستاذه العجب، فهو قبيح النفس ثقيل الطباع يرى لنفسه الفضل على غيره. إن التواضع لله تعالى خُلُق يتولّد من قلب عالم بالله سبحانه ومعرفة أسمائه وصفاته ونعوت جلاله وتعظيمه ومحبته وإجلاله. إن التواضع هو انكسار القلب للرب جل وعلا وخفض الجناح والذل والرحمة للعباد، فلا يرى المتواضع له على أحد فضلاً ولا يرى له عند أحد حقاً، بل يرى الفضل للناس عليه، والحقوق لهم قبله.
[6]
قال تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا﴾ »، [7] فالهون هو التذلل والتواضع، [8] وكذلك معنى الهون في سورة الفرقان. [9]
قال تعالى: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ » [10]
قال تعالى: ﴿وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ » [11] حيث ذكر تعالى ما يناقض التواضع وهو التكبر ليؤكد على أهمية التواضع. التواضع في الروايات
قال رسول الله (ص): «إنّ التَّواضُعَ يَزيدُ صاحِبَهُ رِفعَةً، فتَواضَعُوا يَرفَعْكُمُ اللّهُ». [12]
قال الإمام علي (ع): «تواضعوا لمن تتعلّموا منه العلم ولمن تعلّمونه, ولاتكونوا من جبابرة العلماء فلا يقوم جهلكم بعلمكم». [13]
ورد في الكافي حديث حسن [14] «عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله(ع)قال: سمعته يقول إن في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن تواضع لله رفعاه، ومن تكبر وضعاه». [15]
آثاره
لكل فضيلة يزكي بها العبد نفسه آثارها التي تظهر عليه حين تكون التزكية خالصة لله سبحانه وتعالى،وكذلك التواضع له آثاره منها:
الحكمة:قال الإمامُ الكاظمُ (ع):«إنّ الزَّرعَ يَنبُتُ في السَّهلِ ولايَنبُتُ في الصَّفا؛ فكذلكَ الحِكمَةُ تَعمُرُ في قَلبِ المُتَواضِعِ، ولا تَعمُرُ في قَلبِ المُتَكبِّرِ الجَبّارِ ؛ لأنّ اللّهَ جَعلَ التَّواضُعَ آلَةَ العَقلِ، وجَعَلَ التَّكبُّرَ مِن آلَهِ الجَهلِ».
ومن شهادة الزور ما يفعله بعض الدلالين والمروجين للسلع حيث يصفونها بأوصاف يعلمون أنها كذب وغير موجودة في السلعةأو ينفون عنها عيوباً هي موجودة فيها أو يشهدون أن فلاناً قد وضع على البضاعة سعراً أكثر من الذي وضعته من أجل أن يخدعوا المشتري حتى يزيد في الثمن وهذه خيانة وبيع للأمانة ومحق لبركة البيع والشراء. ومن الزور ما يفعله بعض المهندسين أو المشرفين على المشاريع حيث يشهد بعضهم أنها حسب المواصفات المتفق عليها وهي في الحقيقة ليست كذلك وهو يعلم بذلك وهذا زور يترتب عليه نتائج خطيرة على البلاد والعباد. ومن أعظم الزور تلك الشهادات المزورة التي تعطى لمن ليس أهلاً لها كالشهادات التي تعطى لمن نجح بالغش أو لمن لم يدرس أصلاً وكذلك شهادات الخبرة في مجال معين لمن ليس كذلك. وعلى كل حال فالزور موجود ومنتشر على كافة الأصعدة والمستويات وما ذكر من النماذج والأمثلة كاف لمن ظن أن الزور مقتصر على شهادة الزور المعروفة في المرافق التي يتحاكم الناس إليها. وكما أن من أظهر الشهادة زوراً قد اقترف إثماً عظيماً فكذلك من كتم الشهادة وهو يعلمها وشهد بغير الحقيقة التي يعرفها فقد اقترف أيضاً كبيرة من الكبائر يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ ويقول ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ((ألا أخبركم بخير الشهداء؟ الذي يأتي بشهادته قبل أن يُسألها)).
شهادة الزور من كبائر الذنوب - إسلام ويب - مركز الفتوى
قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان r متكئا فجلس فقال: ألا وشهادة الزور ألا وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت ». عباد الله: إن شهادة الزور من أكبر الكبائر. إن شاهد الزور مخادع لله، خائن لعباد الله، والله سبحانه لا يحب من كان خوانا أثيما. إن شهادة الزور من الإفساد في الأرض،والله يقول:( فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) [يونس: 81]. فاتقوا الله إذا قلتم، وقولوا الحق إذا شهدتم، وأدوا الأمانات إذا اؤتمنتم، ولا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون، فشاهد الزور خوان أثيم، وله عند الله العذاب الأليم، وقد قال r: «لا إيمان لمن لا أمانة له ». وهل يكون شاهد الزور ذا أمانه؟! هل يؤمن شاهد الزور في حال من الأحوال؟!. إن الذي شهد شهادة الزور قد أوبق نفسه في الآثام، وظلم كلا من الطرفين، ظلم المشهود عليه، وقهره وغلبه بالباطل، وأوغر صدره عليه، وحرمه حقه، وأفسد مجتمعه، وظلم المشهود له بإعانته على أكل الحرام، وظلم الناس، وعصى الله بأمره في قوله سبحانه:{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].
شهادة الزور. البلاغ الكاذب. حكم قتل الحيوانات المستأنسة أو الإضرار بها. عقوبة شهادة الزور: إن شهادة الزور من المعاصي التي حرمتها الشريعة الإسلامية، واعتبرتها من الكبائر، وقد ورد النص على ذلك في القرآن الكريم والسنة الشريفة. ففي القرآن الكريم جاء قول الله تعالى: " فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ " الحج:30. فقد قرن المولى عَز وجل قول الزور با الرجس من الأوثان، وهذا الأمر الذي يدل على عظم الجرم في شهادة الزور. وفي السنة روى أبو بكر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قالها ثلاثاً، فقال الحاضرون: بلى يارسول الله، قال: "الإشراك بالله، ثم عقوق الوالدين"، وكان متكئاً فجلس، فقال: " ألا وقول الزور، وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت. ولما كانت الشريعة الإسلامية لم تقدر مقدماً عقوبة شاهد الزور، فإن هذه العقوبة هي عقوبة التعزير. وقد اختلف الفقهاء في عقوبة شاهد الزور من حيث تفصيلات هذه العقوبة، لا من حيث مبدأ عقاب شاهد الزور بالتعزير،، إذ إنه لا خلاف في تعزيره، وليس هنا مجال الكلام في عقوبة شاهد الزور. البلاغ الكاذب: إذا بلّغ أحد على آخر بشيء ما، وظهر كذبة في هذه الدعوى بما يؤذي المُدعي عليه، فإنه يكون في ذلك قد ارتكب معصية ليست فيها عقوبة مقدرة، فيُعزر عليها.