29 جمادى الآخرة 1431هـ/11-06-2010م, 01:01 AM
النوع السادس: حروف تجزم الفعل المضارع
النوع السادس: حروفٌ تَجْزِمُ الفعلَ المضارعَ، وَهي خمسةُ أحرفٍ: (لَمْ، ولَمَّا، ولام الأمر، ولا (في النهي)، وإِنْ في الشرط والجزاء). 22 رجب 1431هـ/3-07-2010م, 11:06 PM
شرح العوامل المائة للشيخ خالد الأزهري
النوع السادس
حروف تجزم الفعل المضارع
لما فرغ المصنف عن النوع الخامس شرع في بيان النوع السادس. فقال: النوع السادس. فإن قيل: لم قدم المصنف النوع السادس على النوع السابع؟
قيل: إن الجازم ضربان:
جازم لفعل واحد. وجازم لفعلين. فالجازم لفعل واحد مقدم على الجازم لفعلين لتقدم الواحد على الاثنين. فقدم ما هو جازم للواحد على ما هو جازم للاثنين، وهي خمسة أحرف، وما يجزم الفعل الواحد منها أربعة:
1 – [أحدها: لم]. أحدها: لم – وهي حرف ينفي المضارع ويقلبه ماضيا، نحو: لم يخرج – حرف جزم المضارع ونفى معناه – وقلبه إلى الماضي، بمعنى: لم يخرج ما خرج. ويخرج: مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون الجيم. 2 – والثاني: لما
هي المرادفة للم، نحو: لما يركب الأمير. الحروف التي تجزم الفعل المضارع المعتل. فلما: حرف جزم المضارع ونفى معناه، وقلبه إلى الماضي. ويركب: فعل مضارع مجزوم بلما – وعلامة جزمه سكون الباء.
- الحروف التي تجزم الفعل المضارع الذي سبق
- الحروف التي تجزم الفعل المضارع ثناة عين
- الحروف التي تجزم الفعل المضارع المعتل
- ان رحمة الله قريب من المحسنين
- من اقوال الامام الشافعي رحمه الله
- من اقوال ابن تيميه رحمه الله
الحروف التي تجزم الفعل المضارع الذي سبق
تخفوا: فعل مضارع مجزوم لأنه معطوف، والمعطوف على مجزوم مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. يحاسب: فعل مضارع وهو جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون الظاهرة على آخره. وقال الله تعالى في سورة الزلزلة: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه}. كيفما تجلس أجلس:
تجلس: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون. أجلس جواب الشرط وهو مجزوم وعلامة جزمه السكون الظاهرة على آخره. إعراب أدوات الجزم
إن إعراب أدوات الجزم تكون كالتالي:
إن وإذما ليس لهما محل من الإعراب لأنهما حرفان. من وما ومهما وتعرب كل منها مبتدأ في محل رفع إذا كان فعل الشرط لازماً أو متعدياً استوفى مفعوله، ومن الممكن أن يتم إعراب كل مهما مفعولاً به لفعل الشرط ويكون في محل نصب في حال فعل الشرط كان متعدياً ولم يستوف مفعوله. متى وأيان ويعرب كل منهما في محل نصب على الظرفية الزمانية وتكون بفعل الشرط. الحروف التي تجزم الفعل المضارع - رمز الثقافة. أين وأنى وحيثما ويعرب كل منها في محل نصب على الظرفية المكانية بفعل الشرط. كيفما وتعرب في محل نصب على الحالية في حال كان فعل الشرط تاماً، أما في حال فعل الشرط ناقصاً فتعرب أداة الجزم كيفما في محل نصب على الخبرية بفعل الشرط. أيُّ وتعرف ظرف زمان إذا أضيفت إلى ظرف زمان، أما إذا أضيف إلى ظرف مكان فتعرب ظرف مكان، وإذا تم إضافتها إلى مصدر فتعرب مفعول مطلق.
الحروف التي تجزم الفعل المضارع ثناة عين
أما القسم الأول: فأدوات تجزم فعلاً مضارعاً واحداً، وهي: لم وألم ولما وألما ولا الناهية ولام الأمر ولا الدعائية. لم: حرف يفيد نفي الفعل المضارع، وقلب الزمن الحاضر (المضارع) إلى الزمن الماضي، وهي جازمة. إذاً: لم: حرف نفي وجزم وقلب، والقلب معناه: أن يقلب زمن الفعل المضارع إلى الماضي. ومن الأمثلة قال تعالى: لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [الإخلاص:3]: يلد: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون، وهذا في الفعل المضارع الذي يكون صحيح الآخر. فصل: الفصل الحادي عشر: في الحروف التي تجزم الأفعال المضارعة:|نداء الإيمان. وقولك: لم يخرج زيد أمس: يخرج: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون. ومن أدوات الجزم للفعل المضارع: لما وهي: حرف نفي وجزم وقلب ومن كلام الذهبي وهو مشهور جداً: أراد أن يطير ولما يريش ما طلع ريشه حتى الآن، إن المغاث في أرضنا بستنصره، فجزم ونفى، فأداة الجزم لما: تنفي الفعل المضارع، وتقلب زمنه أيضاً إلى الماضي، ويستمر النفي بها إلى زمن المتكلم. فإذا قلت مثلاً: حان موعد وصول الطائرة ولما تصل، تصل: فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه السكون، وكذلك قال تعالى: بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ [ص:8] يذوقوا: فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. فإذا كان الفعل من الأفعال الخمسة يحزم بحذف النون، وإذا كان صحيح الآخر يجزم بالسكون، وإذا كان معتل الآخر يجزم بحذف حرف العلة قال تعالى: لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ [عبس:23]، يقضي: فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه حذف حرف العلة.
الحروف التي تجزم الفعل المضارع المعتل
واعلم أن فعلي الشرط والجزاء لم يخلوا من أن يكونا مضارعين أو ماضيين، أو الشرط مضارعا والجزاء ماضيا أو بالعكس. فالأول: مجزومان جميعا نحو: إن تأتني أكرمك. والثاني: لا يظهر فيه الإعراب نحو: إن جئتني أكرمتك. أدوات الجزم الفعل المضارع. والثالث: نحو: إن تأتني أكرمتك، فالأول فيه مجزوم، والثاني لا يظهر فيه الجزم. والرابع: نحو: إن أتيتني أكرمك، فالأول لا يظهر فيه الجزم والثاني يجوز فيه الوجهان الرفع والجزم، وعليه قول الشاعر:
وإن أتاه خليل يوم مسألة يقول لا غائب مالي ولا حرم
ففي "يقول" جاز الرفع والجزم. قوله: "ولم" أي الثاني كلمة "لم" نحو: لم يضرب، وإنما وجب أن يعمل الجزم، لأنها شبهت بإن من حيث إنها تدخل على الفعل المضارع، فتنقله إلى معنى الماضي، كما أن إن تدخل على الفعل فينقله إلى معنى المستقبل سواء كان ماضيًا أو مضارعًا، فلما أشبهتها عملت عملها. قوله: "ولما" أي الثالث كلمة "لما" نحو: لما يركب، وهي محمولة على "لم" في نفي الفعل، والفرق بينهما أن "لم" نفي فعل، و"لما" نفي قد فعل. قوله: "ولا في النهي" أي الرابع كلمة "لا" في النهي، نحو: لا تضرب، وإنما عين الجزم لمشابهتها إن في لزومها المضارع ونقل معناه من الإخبار إلى الأمر كما أن "إن" تنقل الفعل من كونه مجزوما به إلى كونه مشكوكا فيه.
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. الحروف التي تجزم الفعل المضارع الذي سبق. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. جوازم الفعل المضارع قسمان: قسم يجزم فعلاً واحداً، والقسم الثاني: يجزم فعلين.
التمرين الثالث: ضع «لا» النّاهية قبل كلّ فعل مضارع في الجمل الآتية واشكل آخره
تلوّث يديك بالمداد
الحلّ: لا تلوّثْ يديك بالمداد
تشرب بعد الجري
الحلّ: لا تشربْ بعد الجري
تأخذ ما ليس لك
الحلّ: لا تأخذْ ما ليس لك
تتلف أثاث المنزل
الحلّ: لا تتلفْ أثاث المنزل
التمرين الرابع: أكمل الجمل الآتية بوضع فعل مضارع في كلّ مكان خال واشكل آخره
إن تهمل في عملك …. الحلّ: إن تهمل في عملك تخسرْ. إن تسمع نصيحة والدك …. الحلّ: إن تسمعْ نصيحة والدك تغنمْ
إن تستحمّ بالماء البارد …
الحلّ: إن تستحمّْ بالماء البارد تمرضْ
التمرين الخامس: ايت بثلاث جمل في كلّ منها فعل مضارع مجزوم «بلم»
لم أسافرْ إلى بلاد بعيدة، سأبقى في القاهرة. المعلّم لم يتأخّر أبداً عن موعد درسه. الحروف التي تجزم الفعل المضارع ثناة عين. لم يركضْ خالد بسرعة كافية، لذلك خسر. التمرين السادس: ايت بثلاث جمل في كلّ منها فعل مضارع مجزوم «بلا النّاهية»
لا تأكلْ كثيراً كيلا تصابَ بعسر الهضم. البرد شديد في الخارج،لا تنظرْ من النافذة لا تسمعْ إلى رفقاء السّوء
التمرين السابع: ايت بثلاث جمل تبتدىء كلّ واحدة منها بإن
إن تستمعْ لشرحِ المعلّم تفهمْ. إن تغادرْ مسرعاً تلحقْ موعدك. إن تقرأ في القرآن كلّ يوم يَسعدْ قلبك.
فما أصاب العبد فهو من تمام رحمة الله به، لا من بخله عليه، كيف وهو سبحانه الجواد الكريم، الذي له الجود كله، وجود جميع الخلائق في جنب جوده أقل من ذرة في جبال الدنيا ورمالها، بل جود جميع الخلق كلهم من جوده عزَّ وجلَّ. فمن رحمة الله عزَّ وجلَّ بعباده ابتلاؤهم بالأوامر والنواهي رحمة لهم وحمية، لا حاجة منه سبحانه إليهم بما أمرهم به، فهو الغني الحميد، ولا بخلاً منه عليهم بما نهاهم عنه، فهو الجواد الكريم، وهو العليم الخبير. ومن رحمته سبحانه بهم أن نغَّص عليهم الدنيا وكدرها، لئلا يسكنوا إليها، ولا يطمئنوا بها، كي يرغبوا في النعيم المقيم في دار جواره. فساقهم العليم الخبير إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان، فمنعهم ليعطيهم، وابتلاهم ليعافيهم، وأماتهم ليحييهم: ومن رحمته سبحانه بعباده أن حذرهم نفسه، لئلا يغتروا به فيعاملوه بما لا تحسن معاملته به، من الشرك والمعاصي والتقصير، كما قال سبحانه: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُرَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)} [آل عمران: 30]. وتمام النعمة على العبد إنما هو بالهدى والرحمة، ولذا أمرنا الله سبحانه أن نسأله كل يوم وليلة مرات عديدة أن يهدينا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم وهم أولو الهدى والرحمة، وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم، وهم ضد المرحومين، وطريق الضالين وهم ضد المهتدين.
ان رحمة الله قريب من المحسنين
تاريخ النشر: الخميس 9 جمادى الأولى 1431 هـ - 22-4-2010 م
التقييم:
رقم الفتوى: 134641
81830
0
555
السؤال
ماهو اليأس من رحمة الله ؟ وماهي صوره ؟ وهل التشاؤم بغير شيء وإنما توقع المصيبة كفر ؟ وإذا كانت الظروف تدل على وقوع الشيء المحزن يعتبر ذلك تشاؤما ؟ مثلا لم أدرس جيدا وتوقعت أن لا أحصل على علامات جيدة، هل يعتبر هذا تشاؤما ويأسا من رحمة الله ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن اليأس من فضل الله ورحمته معصية قد يصل الحال أن يكون كفرا إذا أدى إلى إنكار سعة رحمة الله تعالى كما مر بيانه في الفتوى: 113961. فقد قال الطحاوي في عقيدته: والأمن والإياس ينقلان عن ملة الإسلام وسبيل الحق بينهما لأهل القبلة. اهـ.
من اقوال الامام الشافعي رحمه الله
أما إذا وُجد عنده اليأس ووُجد عنده رجاء فإنه لا يخرج من الملّة. اهـ. وأما صور اليأس فكثيرة، جاء في (الموسوعة الفقهية): اليأس قد ينضم إليه حالة هي أشد منه، وهي التصميم على عدم وقوع الرحمة له، وهذا هو القنوط، بحسب ما دل عليه سياق الآية: { وإن مسه الشر فيئوس قنوط} وتارة ينضم إليه أنه مع اعتقاده عدم وقوع الرحمة له يرى أنه سيشدد عذابه كالكفار. وهذا هو المراد بسوء الظن بالله تعالى. وقد ورد النهي عن اليأس من الرزق في مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم لحبة وسواء ابني خالد: "لا تيأسا من الرزق ما تهزهزت رءوسكما". وورد النهي عن القنوط بسبب الفقر والحاجة أو حلول المصيبة في مثل قوله تعالى: { وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون *أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون}. وورد النهي عن اليأس من مغفرة الذنوب في قوله تعالى: { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} فإن الله تعالى لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، فرحمته وسعت كل شيء. ومن أجل ذلك فالإنابة إلى الله تعالى مطلوبة، وباب التوبة إليه من الذنوب جميعا مفتوح للعبد ما لم يغرغر، أي حين ييأس من الحياة.
من اقوال ابن تيميه رحمه الله
فإذا عطاه ربه الثواب، كان مجرد صدقة منه وفضل ورحمة، لا عوضاً عن عمله، والعبد مملوك لا يستحق شيئاً على سيده، فإن أعطاه شيئاً فهو إحسان منه وفضل. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لَنْ يُدْخِلَ أحَداً عَمَلُهُ الْجَنَّةَ». قَالُوا: وَلا أنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لا، وَلا أنَا، إِلا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَلا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ الْمَوْتَ: إِمَّا مُحْسِناً فَلَعَلَّهُ أنْ يَزْدَادَ خَيْراً، وَإِمَّا مُسِيئاً فَلَعَلَّهُ أنْ يَسْتَعْتِبَ» متفق عليه (1). والرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى الإنسان وإن كرهتها نفسه وشقت عليه، فهذه الرحمة حقاً، فأرحم الناس بك من أخذ بك إلى ما يصلحك وإن كرهت ذلك نفسك. فمن رحمة الأب بولده أن يكرهه على التأدب بالعلم والعمل، ويمنعه شهواته التي تضره، ومتى أهمل ولده كان لقلة رحمته به، وإن ظن أنه يرحمه ويرفهه، فهذه رحمة مقرونة بجهل، ولهذا كان من تمام رحمة أرحم الراحمين تسليط أنواع البلاء على العبد، فإنه سبحانه أعلم بمصلحته. فابتلاؤه له وامتحانه، ومنعه من كثير من أغراضه وشهواته، من كمال رحمته به، ولكن العبد لجهله وظلمه يتهم ربه بابتلائه، ولا يعلم أنه محسن إليه بابتلائه وامتحانه.
4-سورة النساء 40 ﴿40﴾ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا إن الله تعالى لا ينقص أحدًا من جزاء عمله مقدار ذرة، وإن تكن زنة الذرة حسنة فإنه سبحانه يزيدها ويكثرها لصاحبها، ويتفضل عليه بالمزيد، فيعطيه من عنده ثوابًا كبيرًا هو الجنة. 4-سورة النساء 110 ﴿110﴾ وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا ومن يُقْدِمْ على عمل سيِّئ قبيح، أو يظلم نفسه بارتكاب ما يخالف حكم الله وشرعه، ثم يرجع إلى الله نادمًا على ما عمل، راجيًا مغفرته وستر ذنبه، يجد الله تعالى غفورًا له، رحيمًا به. 4-سورة النساء 146 ﴿146﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا إلا الذين رجعوا إلى الله تعالى وتابوا إليه، وأصلحوا ما أفسدوا من أحوالهم باطنًا وظاهرًا، ووالوا عباده المؤمنين، واستمسكوا بدين الله، وأخلصوا له سبحانه، فأولئك مع المؤمنين في الدنيا والآخرة، وسوف يعطي الله المؤمنين ثوابًا عظيمًا.