تاريخ النشر: الإثنين 13 شوال 1442 هـ - 24-5-2021 م
التقييم:
رقم الفتوى: 442012
906
0
السؤال
قال الله تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى. فما الزمن المقدر في: ثم اهتدى، من الآية. هل هو شهر، أم 3 أشهر أم أكثر؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن قوله تعالى: ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}، فيه عدة أقوال. يقول القرطبي في تفسيره: (وإني لغفار لمن تاب) أي: من الشرك. (وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) أي: أقام على إيمانه حتى مات عليه. قاله سفيان الثوري وقتادة وغيرهما. وقال ابن عباس: أي: لم يشك في إيمانه، ذكره الماوردي والمهدوي. وقال سهل بن عبد الله التستري وابن عباس أيضا: أقام على السنة والجماعة، ذكره الثعلبي. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة طه - الآية 82. وقال أنس: أخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره المهدوي، وحكاه الماوردي عن الربيع بن أنس. وقول خامس: أصاب العمل. قاله ابن زيد، وعنه أيضا تعلم العلم ليهتدي كيف يفعل. ذكر الأول المهدوي، والثاني الثعلبي. وقال الشعبي ومقاتل والكلبي: علم أن لذلك ثوابا وعليه عقابا، وقاله الفراء. وقول ثامن: ثم اهتدى. في ولاية أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، قاله ثابت البناني.
- القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة طه - الآية 82
- تفسير وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى - إسلام ويب - مركز الفتوى
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة طه - الآية 82
- ما هي حرمات الله الرقمية جامعة أم
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة طه - الآية 82
519 - أخبرناه: أبو الحسن الأهوازي قال: ، أخبرنا: أبوبكر البيضاوي قال: ، حدثنا: محمد بن القاسم قال: ، حدثنا: عباد بن يعقوب ، قال: ، حدثنا: مخول بن إبراهيم ، عن جابر بن الحسن ، عن جابر: ، عن أبي جعفر (ع) في قوله: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاًً ثم إهتدى ، قال: إلى ولايتنا أهل البيت. الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء: ( 1) - رقم الصفحة: ( 492)
520 - أخبرنا: أحمد بن محمد بن أحمد الفقيه ، قال: ، أخبرنا: عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال: ، حدثنا: موسى بن هارون قال: ، حدثنا: إسماعيل بن موسى الفزاري قال: ، حدثنا: عمر بن شاكر البصري: ، عن ثابت البناني في قوله: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاًً ثم إهتدى ، قال: إلى ولاية أهل بيته. - ورواه أيضاًً إبن عدي في ترجمة أبي الجارود زياد بن المنذر من كتاب ( الكامل: ج 3 ص 1048) ، قال: ، حدثنا: أحمد بن علي بن الحسين بن زياد الكوفي ، حدثني: يحيى بن زكريا اللؤلؤي ، حدثنا: محمد بن سنان ، عن أبي الجارود: ، عن أبي جعفر (ع) قال: في قوله تعالى: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاًً ثم إهتدى ، قال: تاب من ظلمه وآمن من كفره وعمل صالحاًً بعد أساءته ثم إهتدى إلى ولايتنا أهل البيت.
تفسير وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى - إسلام ويب - مركز الفتوى
معنى الآيات
هداية الآيات
قال: [ هداية الآيات: من هداية الآيات: أولاً: تقرير النبوة المحمدية، إذ مثل هذا القصص لا يقصه إلا بوحي إليه، إذ لا سبيل إلى معرفته إلا من طريق الوحي الإلهي]. أول هداية من هداية الآيات: أن هذه الآيات تقرر والله إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، والله إنه لنبي الله ورسوله. كيف يأتيه هذا الكلام ولا يكون نبياً؟ وقد عرفتم أنت السور المكيات كلها تقرر هذه الحقيقة.. إثبات النبوة المحمدية. [ ثانياً: آية انفلاق البحر ووجود طريق يابس فيه لبني إسرائيل حتى اجتازوه دالة على وجود الله تعالى وقدرته وعلمه ورحمته وحكمته]. قطعاً، انفلاق البحر فيصبح شوارع وطرق لولا وجود الله.. لولا قدرة الله.. وإني لغفار لمن تاب وآمن. لولا علم الله كيف يتم هذا؟ لا إله إلا الله. فكيف يكفر بالله أو يعبد معه سواه وهو صاحب هذا القدرة العظيمة؟! [ ثالثاً: تذكير اليهود المعاصرين للدعوة الإسلامية بإنعام الله تعالى على سلفهم، لعلهم يشكرون فيتوبون فيسلمون]. في الآيات تذكير لليهود.. بني إسرائيل على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه النعم الإلهية التي أنعم الله بها على آبائهم وأجدادهم؛ لعلهم يسلمون ويدخلون في الإسلام. [ رابعاً: تحريم الإسراف والظلم، وكفر النعم].
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة طه - الآية 82
تاريخ النشر: السبت 12 ربيع الآخر 1423 هـ - 22-6-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 17784
7003
0
153
السؤال
كيف تكون التوبة من النميمة والغيبة وسب الناس في غيابهم عندما لا أستطيع رد حقوقهم أو الاعتراف بسبب الخوف من الفتنة والمشاكل والزعل وهل ربي يغفر لمن يسبح له مائة تسبيحه باليوم؟؟ أفيدوني أفادكم الله ؟؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر. لكن هذا الأجر العظيم لا يكون إلا لمن اجتنب الكبائر ولم يصر على المعاصي وانتهاك حرمات الله، قال ابن حجر في الفتح: وذكر ابن بطال عن بعض العلماء أن الفضل الوارد في حديث الباب وما شابهه إنما هو لأهل الفضل في الدين والطهارة من الجرائم العظام، وليس من أصر على شهواته وانتهك دين الله وحرماته بلاحق بالأفاضل المطهرين في ذلك ويشهد له قوله تعالى: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ [الجاثية:21].
وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ (82) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) وقوله ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ) يقول: وإني لذو غفر لمن تاب من شركه، فرجع منه إلى الإيمان لي ( وآمَنَ) يقول: وأخلص لي الألوهة، ولم يشرك في عبادته إياي غيري. ( وَعَمِلَ صَالِحًا) يقول: وأدّى فرائضي التي افترضتها عليه، واجتنب معاصي ( ثُمَّ اهْتَدَى) يقول: ثم لزم ذلك فاستقام ولم يضيع شيئا منه. وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) قال أهل التأويل. وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا. * ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ) من الشرك (وآمَنَ) يقول: وحد الله ( وَعَمِلَ صَالِحًا) يقول: أدى فرائضي. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ) من ذنبه (وآمَنَ) به ( وَعَمِلَ صَالِحًا) فيما بينه وبين الله. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ) من الشرك (وآمَنَ) يقول: وأخلص لله، وعمل في إخلاصه.
وقال عليه الصلاة والسلام: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسَّهر والحُمَّى يعني: المؤمن كالمؤمن لا بدّ من العناية به، ورحمته إياه، لا يظلمه، ولا يؤذيه، مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد يعني: الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسَّهَر والحُمَّى ، مثلًا إذا اشتكى عينه تأذَّى الجسد، وإذا اشتكى بطنه أو اشتكى رجله تألم الجسد كله وسهر وتعب ورجع للأطباء، فالمسلم أخو المسلم، لا بدّ أن يلاحظ حقَّه عليه، ويبتعد عن أذاه: في نفس، أو في مال، أو في عرض. كذلك يقول ﷺ: مَن مَرَّ في مساجدنا أو في أسواقنا بنَبْلٍ فليأخذ بنصالها يعني: ليُمْسِك حتى لا يُصيب أحدًا من المسلمين بشيءٍ من الأذى، وهكذا إذا مرَّ بحطبٍ أو أخشابٍ أو أبوابٍ أو أشياء من ذلك، يحذر أن يؤذي الناس؛ لأنه إذا مرَّ بخشبٍ قد يؤذي أحدًا، أو بالأبواب، أو بالحطب، أو بالحشيش، أو ما أشبه ذلك، فعليه أن يتحرى ألا يؤذي مَن حوله من الناس، كما لو مرَّ بالنبال أو بالسيوف أو بغير هذا مما يكون له أطرافٌ قد تُؤذِي. والمقصود من هذا أنَّه ﷺ يحثُّ المسلمين على أن يهتموا بكفِّ الأذى عن إخوانهم ولو من غير قصدٍ، فالأشياء التي يُخشى أن تؤذي -حطب أو نبال أو خشب أو أبواب أو غير ذلك في الأسواق- ينبغي أن تُلاحَظ حتى لا يُؤذَى بها أحدٌ.
ما هي حرمات الله الرقمية جامعة أم
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأنْعَامُ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج 30 - 31]. حرمات الله هي كل ما له حرمة أو تستحق التوقير و التكريم و التعظيم كالحرم و مواسم الطاعات كالحج و شهر رمضان و عيدي الفطر و الأضحى و كالمناسك و الأضحية و غيرها. ما هي حرمات الله الرحمن الرحيم. من عظم حرمات الله و شعائره ووقرها فقد أحسن و أثيب ثواباً جزيلاً. و قد أحل الله لخلقه من اللحوم أطيبها و حرم عليهم كل خبيث كرماً منه و رحمة بعباده ثم لم يطلب منهم إلا اجتناب كل ما يتسبب لهم في مضرة سواء في اعتقاد (كالأوثان) أو في أخلاق(كقول الزور وأفعال الزور) أو في مآكل (كلحم الخنزير و ذوات الناب و المخلب و الميتة و الدم المسفوح) و كذا حرم كل مفسد من المعاملات (كالربا و أكل مال اليتيم و الرشوة). قال تعالى: { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأنْعَامُ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [ الحج 30 - 31].
فإذا كان صاحبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبان رضي الله عنه، يخاف أن يكون منهم، ويحذر أن يكون من جملتهم؛ فماذا سنقول نحن، والتقصير قد ملأ حياتنا، والشهوات قد أحاطت بنا من كل جانب؟.. فهذا الصحابي ثوبان رضي الله عنه يقول: "صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لا نَعْلَمُ"، فيجيب صلى الله عليه وسلم بما لم يكن في الحسبان، ويخبر أنهم من المسلمين، ولهم من الأعمال الجليلة ما لهم؛ لكنهم جعلوا الله عز وجل أهون الناظرين إليهم عندما راقبوا الناس، فعملوا في الظاهر ما يخالف الباطن، ووقعوا في محارم الله، ونسوا أو تناسوا أن الله بكل شيء عليم، وأنه يعلم السر وأخفى. 85 من: (باب تعظيم حُرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم ). ومحارم الله: هي كل ما حرَّمه الله تعالى من الصغائر والكبائر. فلماذا هؤلاء انتهكوا المحرمات؟ لأنه ليس في قلوبهم من التقوى ومراقبة الله عز وجل ما يكفي لحجزهم عن الحرام، فأكلت سيئاتهم حسناتهم، وأصبحت حسناتهم هباءً منثورًا، وتأملوا كيف أن الله تعالى أراهم حسناتهم كالجبال، ثم جعلها أمامهم هباءً منثورًا ليزيدهم حسرة.