فقال له حُصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته مَن حُرم الصدقَةَ بعده، قال: ومَن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عَقيل، وآلُ جعفر، وآلُ عباس، قال: كلٌّ هؤلاء حُرِم الصَّدقة؟ قال: نعم\". وفي لفظ: \"فقلنا: مَن أهلُ بيته؟ نساؤه؟ قال: لا، وايمُ الله إن المرأة تكون مع الرَّجل العصرَ من الدَّهر، ثم يُطلِّقها، فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصلُه وعَصَبتُه الذين حُرِموا الصَّدقة بعده\". فضل اهل البيت. وهنا أنِّبه على أمور:
الأول: أن ذِكر عليٍّ, وفاطمة وابنيهما - رضي الله عنهم - في حديث الكِساء وحديث المباهلة المتقدِّمين لا يدلٌّ على قَصر أهل البيت عليهم، وإنما يدلٌّ على أنهم من أخصِّ أهل بيته، وأنهم مِن أَولَى مَن يدخل تحت لفظ (أهل البيت)، وتقدَّمت الإشارةُ إلى ذلك. الثاني: أن ذكر زيد - رضي الله عنه - آل عقيل وآل علي وآل جعفر وآل العبَّاس لا يدلٌّ على أنهم هم الذين تحرُم عليهم الصَّدقةُ دون سواهم، بل هي تحرُم على كلِّ مسلمٍ, ومسلمةٍ, من نسل عبد المطلب، وقد مرَّ حديث عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب في صحيح مسلم، وفيه شمول ذلك لأولاد ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب.
- فضل أهل البيت عليهم السلام
- فضل اهل البيت
- فضل اهل البيت عليهم السلام
- ولله على الناس حج البيت - الكلم الطيب
- بحث عن الحج : اقرأ - السوق المفتوح
- يدل قول الله تعالى: (وَلله عَلَى الناس حِجٌ الْبَيْتٍ مَنِ اسْتطَاع إِليْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفرَ فَِإن الله عَنِيٌ عَنِ الْعَالمِين) على - موقع المتقدم
- ولله على الناس حج البيت | موقع البطاقة الدعوي
فضل أهل البيت عليهم السلام
( 17) الفردوس: 2 / 142 / 2721 ، ينابيع المودة: 3 / 191 كلاهما عن ابن مسعود. ( 18) أمالي الطوسي: 526 / 1162 ، مكارم الأخلاق: 2 / 363 / 2661 ، تنبيه الخواطر: 2 / 51 ، أعلام الدين: 189. ( 19) غرر الحكم: 3363. ( 20) المحاسن: 1 / 247 / 462 عن حفص الدهان. ( 21) المحاسن: 1 / 247 / 463 ، الكافي: 1 / 187 / 12 عن محمد بن الفضيل نحوه مضمرا. فضل أهل البيت عليهم السلام. ( 22) الاختصاص: 86 ، وراجع المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 215. المصدر: أهل البيت في الكتاب والسنة / الشيخ محمد الريشهري
فضل اهل البيت
43- باب إكرام أهل بيت رَسُول الله ﷺ وبيان فضلهم
قَالَ الله تَعَالَى: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [الأحزاب:33]، وَقالَ تَعَالَى: وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32].
فضل اهل البيت عليهم السلام
مقدمة
الفصل الأول: من هم أهل البيت؟
الفصل الثاني: مجمل عقيدة أهل السنة والجماعة في أهل البيت
الفصل الثالث: فضائل أهل البيت في القرآن الكريم
الفصل الرابع: فضائل أهل البيت في السنة المطهرة
الفصل الخامس: علو مكانة أهل البيت عند الصحابة وتابعيهم بإحسان
الفصل السادس: ثناء بعض أهل العلم على جماعة من الصحابة من أهل البيت
الفصل السابع: ثناء بعض أهل العلم على جماعة من الصحابيات من أهل البيت
الفصل الثامن: ثناء بعض أهل العلم على جماعة من التابعين وغيرهم من أهل البيت
الفصل التاسع: مقارنة بين عقيدة أهل السنة وعقيدة غيرهم في أهل البيت
الفصل العاشر: تحريم الانتساب بغير حق إلى أهل البيت
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 25/9/2010 ميلادي - 17/10/1431 هجري
الزيارات: 127921
إنَّ محبَّةَ آل بيت النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - واجبةٌ على كلِّ مسلم مؤمنٍ يؤمِن بيوم الحساب؛ لِمَا لهم من مكانة عند الله - عزَّ وجلَّ - ولقُربِهم من حبيب ربِّ العالمين. وآلُ البيت هم زوجات النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وآل علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - وآل جعفر بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - وآل العبَّاس بن عبد المطلب - رضي الله تعالى عنه - ومَن تناسل منهم بإحسان إلى يوم الدِّين، فالجميع تربَّى في بيت النبوة، واقتبسَ من المشكاة النورانية المحمديَّة. فأصبحوا أئمَّةً يُقتدَى بهم، ولِمَ لا، وقد علَّمهم خيرُ البَشر فصاروا علماءَ حكماءَ أجلاَّء، معلِّمين عاملين بعلمهم؟! فطوبَى لِمَن سلك مسلَكَهم، ونهج منهجَهم، وسار على طريقهم؛ لأنَّ مسلَكهم ومنهجَهم وطريقهم هو مسلكُ ومنهج وطريقُ محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلاَّ وحي يُوحَى. فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السنة والجماعة. وقد ألحقَ النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - سلمانَ الفارسيَّ - رضي الله تعالى عنه - بآل البيت. فعندما جاء الأحزابُ إلى المدينة لقتال المسلمين اقترحَ سلمانُ الفارسيُّ حَفْرَ خندق حولها، وعندما بدأَ الحفرُ قالت الأوس: سلمان منَّا، وقالت الخزرج: بل سلمان منَّا، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((سلمانُ منَّا آلَ البيت)) [1].
( 10) سنن الترمذي: 5 / 622 / 3789 ، تاريخ بغداد: 4 / 160 ، المستدرك على الصحيحين: 3 / 163 / 4716 ، المعجم الكبير: 3 / 46 / 2639 ، وذكره أيضا في: 10 / 281 / 10664 ، شعب الإيمان: 1 / 366 / 408 ، وذكره أيضا في: 2 / 130 / 1378 ، أسد الغابة: 2 / 18 ، أمالي الصدوق: 298 / 6 ، علل الشرائع: 139 / 1 ، بشارة المصطفى: 61 ، وذكره أيضا في: 237 كلها عن ابن عباس و: 132 ، أمالي الطوسي: 278 / 531 كلاهما عن عيسى بن أحمد بن عيسى عن الإمام الهادي عن آبائه ( عليهم السلام) ، الصواعق المحرقة: 230 وفي بعضها " يغدوكم " بالدال المهملة. ( 11) أي ثياب منسوجة من صوف الأغنام وأشعار الماعز. ( 12) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام) ": 91 / 126. ( 13) مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام) للكوفي: 2 / 160 / 637 عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب. فضل اهل البيت عليهم السلام. ( 14) الكافي: 2 / 46 / 3 ، بشارة المصطفى: 157 وفيه " في قلوب أهل الأرض فمؤمن " كلاهما عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن الإمام الجواد عن آبائه ( عليهم السلام). ( 15) المحاسن: 1 / 246 / 457 عن أبي بصير. ( 16) تحف العقول: 313 عن أبي جعفر محمد بن النعمان الأحول.
الإعراب: الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (افترى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف في محلّ جزم فعل الشرط (على اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (افترى)، (الكذب) مفعول به منصوب (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (افترى)، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه واللام للبعد والكاف للخطاب الفاء رابطة لجواب الشرط (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ (هم) ضمير فصل لا محل له (الظالمون) خبر المبتدأ أولئك مرفوع وعلامة الرفع الواو. جملة: (من افترى... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة قل في السابقة. وجملة: (افترى... ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من). وجملة: (أولئك... ) الظالمون: في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الصرف: (افترى)، فيه إعلال بالقلب، أصله افتري بالياء، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه افتعل.. إعراب الآية رقم (95): {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (95)}. ولله على الناس حج البيت | موقع البطاقة الدعوي. الإعراب: (قل) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت والخطاب موجّه إلى الرسول صلى اللّه عليه وسلّم (صدق) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب (اتّبعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل (ملّة) مفعول به منصوب (إبراهيم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (حنيفا) حال من إبراهيم منصوبة، الواو عاطفة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من المشركين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان، وعلامة الجرّ الياء.
ولله على الناس حج البيت - الكلم الطيب
وجملة: (ما تنفقوا.. ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (إنّ اللّه به عليم) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. الجزء الرابع:. ولله على الناس حج البيت - الكلم الطيب. إعراب الآية رقم (93): {كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلاَّ ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (93)}. الإعراب: (كلّ) مبتدأ مرفوع (الطعام) مضاف إليه مجرور (كان) فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو (حلّا) خبر كان منصوب (لبني) جارّ ومجرور متعلّق ب (حلّا)، وعلامة الجرّ الياء (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف (إلا) أداة استثناء (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء (حرّم) فعل ماض (إسرائيل) فاعل مرفوع (على نفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (حرّم) والهاء ضمير مضاف إليه (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (حرّم)، (أن) حرف مصدري ونصب (تنزّل) مضارع منصوب مبنيّ للمجهول (للتوراة) نائب فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل (أن تنزّل التوراة) في محلّ جرّ مضاف إليه. (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت الفاء رابطة لجواب مقدّر (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون... والواو فاعل (بالتوراة) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائتوا)، الفاء عاطفة (اتلوا) مثل ائتوا و(ها) ضمير مفعول به (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و(تم) ضمير اسم كان (صادقين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
بحث عن الحج : اقرأ - السوق المفتوح
إعراب الآية رقم (92): {لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)}. الإعراب: (لن) حرف نفي ونصب (تنالوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (البرّ) مفعول به منصوب (حتّى) حرف غاية وجرّ (تنفقوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى، والواو فاعل (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تنفقوا)، والعائد محذوف (تحبّون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن تنفقوا) في محلّ جرّ ب (حتّى)، والجارّ والمجرور متعلّق ب (تنالوا). يدل قول الله تعالى: (وَلله عَلَى الناس حِجٌ الْبَيْتٍ مَنِ اسْتطَاع إِليْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفرَ فَِإن الله عَنِيٌ عَنِ الْعَالمِين) على - موقع المتقدم. الواو عاطفة (ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (تنفقوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (من شيء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من ما، الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عليم) (عليم) خبر إنّ مرفوع. جملة: (لن تنالوا.. ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (تنفقوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن). وجملة: (تحبّون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
يدل قول الله تعالى: (وَلله عَلَى الناس حِجٌ الْبَيْتٍ مَنِ اسْتطَاع إِليْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفرَ فَِإن الله عَنِيٌ عَنِ الْعَالمِين) على - موقع المتقدم
4. وأخيراً تأمل: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران:97] ü فترى أن الله أوجب هذا الحق على العبد بلفظ الألوهية فقال: {ولله} ولم يقل وللرحمن أو للجبار فلم يخص هذا الحق بصفة من صفاته دون الأخرى بل أتى باسم الله الذي يشتمل على كل صفات الألوهية من رحمة وحنان وكرم أو من جبروت وعظمة وكبرياء. فقال: {ولله} حتى لا يتوهم أن هذا الحق يختص بصفة من صفات الله دون أخرى بل لأنه الله المتصف بكل هذه الصفات كان أهلا لهذا الحق. فتستلمح في الحج ما يذكرك بصفات الرحمة والحنان وما يذكرك بصفات الجبروت والكبرياء وما يذكرك بصفات الجلال والجمال لأنه حق لله المتصف بكل هذه الصفات. ü ثم قدم الله الجار والمجرور فقال: {ولله} ؛ تنبيها على الإخلاص وإشارة إلى أن هذا الحق لا ينبغي أن يكون إلا لله -سبحانه- لما فيه من شعائر العبودية التي لا تكون إلا لله مثل تقبيل الجر الأسود والسعي والطواف والوقوف… ü أظهر سبحانه في مقام الإضمار فقال: {حِجُّ الْبَيْتِ}. ولم يقل (حجه) على اعتبار أن البيت قد سبقت الإشارة إليه في الآية السابقة في قوله سبحانه: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ} [آل عمران: 96] فأظهر هنا ولم يضمر؛ تنبيها على أن الحج المراد هنا هو قصد هذا البيت بعينه لا قصد غيره فهناك من يدعي أنه يحج فيؤم بيت المقدس ومنهم من يؤم البدوي أو الحسين ومنهم من يؤم كربلاء أو النجف …فقال سبحانه: {حِجُّ الْبَيْتِ} ؛ليخرج كل هؤلاء.
ولله على الناس حج البيت | موقع البطاقة الدعوي
عن زيد ابن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: جائني جبريل فقال: مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعائر الحج. موقف عرفة من أعظم المواقف الإسلامية ومن أرجى اوقات إجابة الدعاء واقربها الى القبول وذلك لكثرة من يحضر هناك من الملائكة ومن الاولياء الصالحين وهو اليوم المشهود الذي سماه الله تعالى. روى البيهقي عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم عرفة فإن الله تبارك وتعالى يباهي بهم الملائكة فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً ضاحين من كل فج عميق أشهدكم أني قد غفرت لهم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنوا ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟
وروى الإمام مالك عن طلحة بن عبدالله بن كريز رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما رؤي الشيطان أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذلك إلا مما يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما رأى يوم بدر رأى جبريل يزع الملائكة. وروى الخطيب عن أنس قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: إن الله عزوجل تطول على أهل عرفات فباهى بهم الملائكة فقال: انظروا يا ملائكتي إلى عبادي شعثاً غبراً أقبلوا يضربون إلى من كل فج عميق.
وللعلماء في تفسير السبيل في قوله تعالى ( من استطاع إليه سبيلا) أقوال اختلفت ألفاظها ، واتحدت أغراضها ، فلا ينبغي بقاء الخلاف بينهم لأجلها مثبتا في كتب التفسير وغيرها ، فسبيل القريب من البيت الحرام سهل جدا ، وسبيل البعيد الراحلة والزاد ، ولذلك قال مالك: السبيل القدرة والناس على قدر طاقتهم وسيرهم وجلدهم. واختلف فيمن [ ص: 23] لا زاد له ويستطيع الاحتراف في طريقه: فقال مالك: إذا كان ذلك لا يزري فليسافر ويكتسب في طريقه ، وقال بمثله ابن الزبير ، والشعبي ، وعكرمة. وعن مالك كراهية السفر في البحر للحج إلا لمن لا يجد طريقا غيره كأهل الأندلس ، واحتج بأن الله تعالى قال يأتوك رجالا وعلى كل ضامر ولم أجد للبحر ذكرا. قال الشيخ ابن عطية: هذا تأنيس من مالك وليست الآية بالتي تقتضي سقوط سفر البحر. وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر وهل الجهاد إلا عبادة كالحج ، وكره مالك للمرأة السفر في البحر لأنه كشفة لها ، وكل هذا إذا كانت السلامة هي الغالب وإلا لم يجز الإلقاء إلى التهلكة ، وحال سفر البحر اليوم أسلم من سفر البر إلا في أحوال عارضة في الحروب إذا شملت البحار.