وفيها تتركّز دلالة الكرم أي في الشّيء نفسه من حيث هو واسطة العقد بين المعطي والمعطى. ومحور الصورة قلب العلاقة المميّزة التي تصل الكريم بكرمه، فالكرم أو ما يدلّ عليه من أعطيات هو العنصر المميّز، على حين أنّ الكريم المعيّن بطبيعته الإنسانيّة هو المميّز. ويتحوّل عند محمود درويش إلى نوع من مخالفة اللغة. حكم تزويج المرأة نفسها – فريست. والصورة المجازيّة هي بطبعها «مخالفة» أو إخبار غير مألوف، يمكن أن يخالف القواعد السّياقيّة الماثلة في معنى الكلمات نفسه، وأن يتعلّق بالاستعمالات اللّغويّة العاديّة، على قدر ما يتعلّق بالاستعمالات الخارقة للعادة والألفة؛ ممّا نعتبره عادة نتاج المخيّلة الشّعريّة والزّخرفة البلاغيّة، بل هو يخصّ الكلمات مثلما يخصّ الفكر وبنية نظام الإدراك نفسه، فالاستعارة ممكنة في اللّغة لأنّ هناك استعارات أكثر من أن تحصى في نظام الإدراك عند أيّ منّا. فالمصطلح «مذكّر» عند درويش يستدعي المعنى، والمعنى يستدعي اسم الجنس أو الذكر. وهذا يستدعي «الأنثى». واللافت أنّ «مذكّر» في نصّه جاءت بصيغة التنكير، فيما جاءت كلمة «الأنثى» بصيغة التعريف وهو هنا تعيين. أمّا قديما فإنّ زاوية النّظر عند هذا القارئ هي نفسها عند ذاك؛ إذ تتذرّع كلّها بالأقيسة اللّغويّة والفقهيّة ذاتها.
- حكم تزويج المرأة نفسها – فريست
- عَطَاءُ بن أبي رَبَاحٍ | صور من حياة التابعين
- عطاء بن أبي رباح (نشأته - انجازاته في خدمة الإسلام) - الموقع الرسمي للدكتور علي الربيعي
- سيرة حياة عطاء بن أبي رباح - موقع معلومات
- عطاء بن أبي رباح والرواية – e3arabi – إي عربي
حكم تزويج المرأة نفسها – فريست
وهي أقيسة استدلاليّة جدليّة تضفي على القراءة طابعا حجاجيّا لا يخفى يمكن أن ننعته بالمعياريّ. والمقصود به هذا الحجاج القائم على البحث في التّرابط الدّلاليّ بين جزئين في الخطاب ومدى صحّته: فالكعاب تقوم مقام البكر عند الآمدي، لأنّ هذا محتمل الوقوع ما دامت الكعاب في «الأكثر» هي البكر غير المفترعة. وليست « الأكثر» سوى الاستعمال الغالب أو المعنى الحافّ الذي يمكن أن يحلّ محلّ الأصل. والأيّم تقوم مقام الثـيّب عند القاضي الجرجاني، لأنّ عادة الاستعمال تجوّز ذلك. وهو ما يعترض عليه الآمدي احتجاجا بالآية: «وانكحوا الأيامى منكم والصّالحين من عبادكم وإمائكم». ويعقّب الآمدي: «أفتراه قال انكحوا الثّيّبات من النّساء دون الأبكار؟». وكلام الآمدي لا يخلو من تناقض، ما دام لفظ الأيّم لفظا جامعا، تدخل فيه بصريح عبارته الثـيّب والبكر والصّغيرة والكبيرة ممّن لا زوج لها. والمرأة الثـيّب هي التي فارقت زوجها بموت أو طلاق. إنّ هذا النّوع من الحجاج المعياريّ هو أبعد من أن يجوّز دلالة الصّورة في بيت أبي تمّام، القائمة بدورها على الحِجاج، شأنها شأن الصورة نفسها في قصيدة درويش، لكنّه حجاج من نوع آخر يمكن أن ننعته بالمخالف أو الانتهاكيّ التّجاوزيّ المتحقّق داخل النصّ حيث لا تحتوي الكلمات الأربع (الثـيّب/ الكعاب/البكر/الأيّم، والمذكّر/ الأنثى) على أيّ من هذه المعاني المتداولة.
وكلمة «أنثى» كذلك فهي في التصوّر اللغوي والديني، أدنى منزلة. وفي القرآن «إِن يَدْعُون دونه إِلا إِناثاً» (النساء 117) وتقرأ: «إِلا أُنُثاً» جمع إِناث، ومَن قرأَ إِلا «إِناثاً» أَراد إِلا مَواتاً مثل الحَجَر والخَشَب والشجر والمَوات، كلُّها يخبر عنها كما يُخْبر عن المُؤَنث؛ وفي لغة العرب يقال للمَوات الذي هو خلاف الحَيوان: الإِناثُ أي الأشياء التي ليس فيها روح. وقرأَ ابن عباس: إِن يَدْعون دونه إِلا أُثُناً؛ وهو جمع الوَثَنْ فضم الواو وهمزها. على أنّ مزيّة الخطاب في هذا النّوع من الصّور«الجندريّة» أنّه يبني الصّورة بما تبنى به الأملوحة عادة أي بملء «المعنى الشّاغر». ومن وظائف اللّغة الثّابتة التّخاطب والتّواصل، ولذلك من الطّبيعيّ أن يكون كلّ جزء في اللّغة قابلا للفهم. فإذا استعمل المتكلّم كلمة في معنى مختلف، أو هو استعملها على مقتضى المعنى المبذول في الظّاهر، وكان قصده منها معنى آخر؛ فإنّ المحصّلة ليست الغموض كما هو الشّأن في اللّغة الخاصّة، وإنّما المعنى المزدوج. فلا غرابة في أن يتعطّل التّواصل وتتفكّك «مفهوميّة» اللّغة، وتخيب العلاقة بين المتكلّم والمخاطب؛ إذ يكفي أن يذهب المتلقّي إلى المحسوس فيما المجرّد هو المقصود، أو أن يعود إلى المعنى الحرفيّ فيما المجاز هو المقصود.
27 شوال 1428 ( 08-11-2007)
علو الهمة صفة ملازمة لعلماء هذه الأمة، وقد قيل فيما قيل: رجل ذو همة يحيي أمة. وعلو الهمة لا تحتاج إلى جمال منظر، ولا إلى كثرة مال، ولا إلى منصب رفيع، بل تحتاج إلى إخلاص نية، وحسن طوية، وصدق عزيمة، وتوكل على الله. هذه الصفات التي أتينا على ذكرها كانت صفات التابعي الجليل عطاء بن أبي رباح الذي انتهت إليه الفتوى في مكةº كان ثقة، فقيهًا، عالمًا، كثير الحديث. عَطَاءُ بن أبي رَبَاحٍ | صور من حياة التابعين. حدث عن نفسه فقال: أدركت مائتين من الصحابة. فقد سمع من ابن عباس ، و ابن عمر ، و ابن الزبير ، و عبد الله بن عمرو ، و أبي هريرة ، و أبي سعيد ، و زيد بن خالد رضي الله عنهم أجمعينº وروى عنه من التابعين جمعº منهم: عمرو بن دينار ، و الزهري ، و أبو الزبير ، و قتادة ، و مالك بن دينار ، وغيرهم. و عطاء هذا، هو الذي خاطب فيه ابن عباس رضي الله عنهما أهل مكة، بقوله: \" تجتمعون إليَّ يا أهل مكة وعندكم عطاء \"º وهو الذي قال فيه ابن عمر رضي الله عنهما، وقد سئل في مسألة - وكان بمكة - فقال: تجمعون لي المسائل، وفيكم عطاء بن أبي رباح! º وهو الذي قال في حقه الإمام الأوزاعي: مات عطاء وهو أرضى أهل الأرضº ثم - أخيرًا وليس آخرًا - هو الذي قال فيه أبو حنيفة: \" ما رأيت فيمن لقيت أفضل من عطاء \" حتى إنه كان ينادى في موسم الحج: \" لا يفتى الناس إلا عطاء \".
عَطَاءُ بن أبي رَبَاحٍ | صور من حياة التابعين
قال أبو عاصم الثّقفيّ: سمعت أبا جعفر الباقر يقول للنّاس عندما اجتمعوا لديه: عليكم بعطاء فإنّه والله خير لكم منّي. قال أبو جعفر الباقر: خذوا من عطاء ما استطعتم. حدّث أسلم المنقريّ، عن أبي جعفر، أنّه قال: لم يبقَ على ظهر الأرض أحدٌ أعلم بمناسك الحجّ من عطاء. عطاء بن أبي رباح والرواية – e3arabi – إي عربي. نقل هذا القول أيضًا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه. يقول مالك بن أنس: ظلّ عمرو بن دينار، ومجاهد، وغيرهما من أهل مكّة متناظرين، حتّى قَدِم عطاء بن أبي رباح إلى المدينة، واستبان فضله عليهم. روى إبراهيم بن عمر بن كيسان: أنّه في زمان بني أميّة، كانوا يأمرون في الحجّ مناديا يصيح: لا يفتي النّاس إلا عطاء بن أبي رباح، فإن لم يكن عطاء، فعبد الله بن أبي نجيح. قال عنه أبو حازم الأعرج: لقد فاق عطاء أهل مكّة في الإفتاء. يقول همام بن قتادة: قال لي سليمان بن هشام: هل بمكّة أحد؟ فقلت: نعم، إنّه أقدم رجل في جزيرة العرب علمًا، فقال: من؟ فقلت: عطاء بن أبي رباح. يُحدّثُ عبد الحميد الحمانيّ، عن أبي حنيفة أنّه قال: ما رأيت فيمن لقيت أفضل من عطاء بن أبي رباح، ولا أكذَبَ من جابر الجعفيّ، ما أتيته بشيء قط، إلّا جاءني فيه بحديث، وزعم أنّ عنده كذا وكذا ألف حديث، ولم ينطق بها الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، بحسب علمي.
عطاء بن أبي رباح (نشأته - انجازاته في خدمة الإسلام) - الموقع الرسمي للدكتور علي الربيعي
ثم أقبل على الشاب برفق وعطف قائلا:
– يا ابن أخي إن لي إليك حاجة. رد الغلام: وما هي يا عمّ؟
قال صلة: أن ترفع إزارك، فإن ذلك أنقى لثوبك، وأتقى لربك، وأدنى لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم. أجاب الغلام خجلا: نعم، ونعمة عين. ثم بادر لرفع إزاره. فتوجه صلة لأصحابه مُذكرا بنهج الحكمة والموعظة الحسنة: إن هذا أمثل مما أردتم، ولو أنكم ضاربتموه وشاتمتموه، لضارَبكم وشاتَمكم، وأبقى إزاره مسدلا يمسح به الأرض! تزوج صلة من ابنة عم له زاهدة وعابدة تدعى "معاذة العدوية"، ومن طريف ما ورد في خبرهما أنهما لما اجتمعا في ليلة العرس، قام صلة يصلي الركعتين اللتين حث النبي صلى الله عليه وسلم على أن يستفتح المسلم حياته الزوجية بهما. عطاء بن أبي رباح. فقامت معاذة تصلي خلفه، وجذبهما سحر الصلاة فمضى يصليان حتى طلع الفجر! ويواصل أبو الصهباء سيرته في النصح والحث على الخير، وغرس قيم البذل ونكران الذات في سبيل الله، ويحرص على أن يكون قدوة لمن خلفه، وأن يعمل بما يدعو الناس إليه، فيدفع بابنه إلى الشهادة في إحدى أبلغ مواقف التضحية. ففي سنة ست وسبعين للهجرة خرج صلة بن أشيم صحبة ابن له مع جيوش المسلمين المتوجهة إلى بلاد ما وراء النهر- وهي أرض تركستان التي تحتلها روسيا اليوم!
سيرة حياة عطاء بن أبي رباح - موقع معلومات
لذا كان تعيينه قاضيا على البصرة من طرف الخليفة عمر بن عبد العزيز، دليلا على أن تولية "الأكفأ" هي عنوان الحكم الراشد. من شواهد فطنته أن الناس خرجوا يوما يلتمسون هلال رمضان، وفي مقدمتهم الصحابي الجليل أنس بن مالك وهو يومئذ شيخ كبير. فنظر الناس إلى السماء فلم يروا شيئا، لكن أنس كان يحدق في السماء ويقول: لقد رأيت الهلال، ها هوذا.. وأشار بيده غير أن أحدا لم ير شيئا. انتبه إياس إلى أن في الأمر خطأ، فلما دنا من أنس رأى شعرة طويلة في حاجبه تتدلى أمام عينه. فاستأذنه ومسح الشعرة بيده وسواها، ثم سأل أنس: أترى الهلال الآن يا صاحب رسول الله؟
أجاب أنس: كلا ما أراه.. سيرة حياة عطاء بن أبي رباح - موقع معلومات. كلا ما أراه! دهاء إياس المزني
في مجلس إياس يتضح أن الدهاء من أهم الخصال التي ينبغي أن يتمتع بها القاضي إلى جانب العلم و السيرة الحسنة، خاصة حين يدب الفساد وتتراجع القيم. ومما يحكى في هذا الباب أن رجلا في الكوفة كان يُظهر للناس شيئا من الورع والتقوى حتى صاروا يتركون أموالهم عنده وديعة، ويجعلونه وصيا على أهلهم وأبنائهم. وذات مرة استودعه رجل مالا، فلما جاء لأخذه أنكره الرجل وقال: لم تترك عندي شيئا. فتوجه صاحب المال إلى القاضي إياس ليُنصفه. قال إياس: أعلم صاحبك أنك تأتيني؟
قال: كلا
قال: انصرف وعُد إلي غدا.
عطاء بن أبي رباح والرواية – E3Arabi – إي عربي
- فلما اشتد القتال وحميت المعركة قال صلة لابنه:
– أي بني، تقدم وجاهد أعداء الله حتى أحتسبك عند الذي لا تضيع عنده الودائع. فانطلق الفتى يقاتل بكل ما أوتي من عزم حتى خرَّ شهيدا. فما كان من الأب إلا أن مضى على إثر الابن مقاتلا حتى ثوى إلى جانبه. لما بلغ النعي مدينة البصرة، خرجت النساء ليواسين "معاذة" فقالت:
– إن كنتن جئتن لتهنئتي فمرحبا بكن، أما إذا كنتن قد جئتن لغير ذلك؛ فارجعن جُزيتن خيرا! إن بيت صلة بن أشيم من البيوت التي يجدر بتاريخ الإنسانية أن ينحني لها إجلالا وتقديرا، وأن تتوارثها الأجيال كمرآة ناصعة لما ينبغي أن يكون عليه المسلم في علاقته بربه وبمجتمعه.
وزكاها بالزهادة بما في أيدي الناس, والرغبة بما عند الله…..
فلما أتاه اليقين [ الموت] وجده خفيف الحمل من أثقال الدنيا…. كثير الزاد من عمل الآخرة…. ومعه فوق ذلك …
سبعون حجة…. وقف خلالها سبعين مره على عرفات…..
وهو يسأل الله تعالى رضاه والجنة…. ويستعيذ به من سخطه والنار……
فهذه مشكلة، ولذلك أقول: الهوى مذموم، ومن كان خلافه جرياً مع الهوى فإنه يلام ولا يعذر، ولا يُتبع على قوله، وينكر عليه، هذا هو الفرق، فالذين يريدون أن يبحثوا عن الرخص ويتتبعوا الأسهل بحجة أن هناك مذاهب أخرى وأطيافاً -كما تسمى اليوم- فمثل هذا العبث والترقيق لهذه القضايا، وتمييعها وتضييعها أمر مرفوض، فالذي يأتي لمجتمع محافظ كهذا المرأة فيه تغطي وجهها ويقول: هناك مذاهب وأقوال أخرى في المسألة، وسعوا مدارككم، لماذا تبقون مع قول أصحاب الفتاوى الصحراوية؟ نقول له: لا، وألف لا، هذا متبع للهوى، ينبغي أن يوقف عند حده، الذي يأتي للناس ويقول: افتحوا الذرائع، لماذا نفتح الذرائع؟ للفساد! ، للشر! ، سد الذرائع أصل من أصول الشريعة. وهناك من يقول: ما بين نجد والأندلس أطياف ومدارس، فهؤلاء يحرمون الموسيقى، وأولائك يحلون الموسيقى، هؤلاء يفتون بناء على بيئتهم الصحراوية بأن الموسيقى حرام، وأن الاختلاط حرام، وأن كشف الوجه حرام، لكن الذين يكونون قريبين من النيل تختلف فتاواهم، وكلهم من رسول الله مقتبسون، لا تستطيع أن تقول هؤلاء على ضلال، أو هؤلاء على ضلال، وينشر في مجلة في ملاحق، ويُذكر على أنه من قبيل التنظير، ويتلقفه بعض الجهلة، ويقيمون فيه دورات ويقتاتون عليه، ويأخذون أموال الناس تحت مسمى سعة الأفق، وفقه النظر في الخلاف والتعامل معه، هذه مصيبة.