الْقَوْل في تَأْويل قَوْله تَعَالَى: { وَإنْ تَجْهَر بالْقَوْل فَإنَّهُ يَعْلَم السّرّ وَأَخْفَى} يَقُول تَعَالَى ذكْره: وَإنْ تَجْهَر يَا مُحَمَّد بالْقَوْل, أَوْ تَخْفَ به, فَسَوَاء عنْد رَبّك الَّذي لَهُ مَا في السَّمَوَات وَمَا في الْأَرْض { فَإنَّهُ يَعْلَم السّرّ} يَقُول: فَإنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْه مَا اسْتَسْرَرْتهُ في نَفْسك, فَلَمْ تُبْده بجَوَارحك وَلَمْ تَتَكَلَّم بلسَانك, وَلَمْ تَنْطق به وَأَخْفَى. ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْويل في الْمَعْنيّ بقَوْله { وَأَخْفَى} فَقَالَ بَعْضهمْ: مَعْنَاهُ: وَأَخْفَى منْ السّرّ, قَالَ: وَاَلَّذي هُوَ أَخْفَى منْ السّرّ مَا حَدَّثَ به الْمَرْء نَفْسه وَلَمْ يَعْمَلهُ.
سنقرئك فلا تنسى - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. ذكْر مَنْ قَالَ ذَلكَ: 18092 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد, قَالَ: ثنا حَكَّام, عَنْ عَمْرو, عَنْ عَطَاء, عَنْ سَعيد بْن جُبَيْر, عَنْ ابْن عَبَّاس { يَعْلَم السّرّ وَأَخْفَى} قَالَ: السّرّ: مَا عَملْته أَنْتَ وَأَخْفَى: مَا قَذَفَ اللَّه في قَلْبك ممَّا لَمْ تَعْمَلهُ. * - حَدَّثَني مُحَمَّد بْن سَعْد, قَالَ: ثني أَبي, قَالَ: ثني عَمّي, قَالَ: ثَنَى أَبي, عَنْ أَبيه, عَنْ ابْن عَبَّاس, قَوْله { يَعْلَم السّرّ وَأَخْفَى} يَعْني بأَخْفَى: مَا لَمْ يَعْمَلهُ, وَهُوَ عَامله; وَأَمَّا السّرّ: فَيَعْني مَا أَسَرَّ في نَفْسه.