لا بد للعاقل من النظر فيها بعين البصيرة، ليزداد إيمان بالله، وتعظيمًا لقضائه وقدره، وأن الأمر كله بيده سبحانه وتعالى، وأن ما شاء كان، وما لم يشاء لم يكن، وأن قدرة البشر وما يملكون من وسائل لا تقدم سببًا، ولا تؤخر أجلاً، وأن قدرة جميع الخلائق لو اجتمعوا محدودة، ووسائلهم قاصرة، لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًّا، ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا. عباد الله: هذه الأحداث للشرع فيها أوامر يجب أن نعمل بها، وأن نتعامل معها، وأعظم ذلك مضاعفة العمل الصالح، واجتناب الذنوب والقبائح، والتوكل الصادق على الله، والرضا بالقضاء والقدر، والحذر من الشائعات، والتثبت في الأخبار، ودوام شكر المولى في السراء والضراء واليقين بما قال صلى الله عليه وسلم: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً» رواه ابن ماجه وصححه الألباني. ألا وصلوا عباد الله...
قل لن يصيبنا الا ما كتبه الله لنا
ا لخطبة الأولى ( لا تقلق، ولا تخف ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا
أي قُلْ أيها الرسول لأولئك المنافقين الشامتين في مصاب المؤمنين أنه {لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا} في اللوح المحفوظ من خير أو شر، فالقلم جفَّ بما هو كائن إلى يوم القيامة، رُفِعتْ الأقلام وجفَّت الصُّحف، فلا يقدر أحدٌ أن يدفع عن نفسه مكروها أو يجلب لنفسه نفعا ما لم يُقدَّر له، وهذا هو الاحتجاجٌ بالقَدَر في موضعه الصحيح؛ لأنَّ القدر يُحتجُّ به في المصائب، ولا يُحتجُّ به في الذنوب والمعائب. قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا | وجهة نظر قرآنية. أي قُلْ أيها الرسول لأولئك المنافقين الشامتين في مصاب المؤمنين أنه { لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا} في اللوح المحفوظ من خير أو شر، فالقلم جفَّ بما هو كائن إلى يوم القيامة ، رُفِعتْ الأقلام وجفَّت الصُّحف، فلا يقدر أحدٌ أن يدفع عن نفسه مكروها أو يجلب لنفسه نفعا ما لم يُقدَّر له، وهذا هو الاحتجاجٌ بالقَدَر في موضعه الصحيح؛ لأنَّ القدر يُحتجُّ به في المصائب، ولا يُحتجُّ به في الذنوب والمعائب. وعندما نتأمل قول الله: { مَا كَتَبَ الله لَنَا} أي أن المسألة في صالحنا وبما فيه نفعنا وخيرنا، ولم يقل الحق: كتب الله علينا، لأنها لو كانت كذلك لكان معناها أنها عقوبة لا مثوبة. وأي كدَر يصيب المؤمن، فعليه أن يسائل فيه نفسه: أعدلا كان أم ظلما؟ فإن كانت عدلا فقد جبرت الذنب ورحمتك من عقوبته الأخروية، وإن كانت ظلما فسوف يقتص الله له ممن ظلمه، وعلى هذا فالمؤمن رابح في كلتا الحالتين { كتب الله لنا}.
قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا هو مولانا
وفي الآية تعليمٌ للأمة بأسرها أن تتخلق بهذا الخُلُق، وهو أن لا يحزنوا لما أصابهم في سبيل الله، وأن يرضوا بما قدَّر الله لهم، ويرجوا رضا ربهم لأنهم واثقون بأنه لا يريد بهم إلا الخير، وهذا ما يورث المؤمنين قمة السكينة والصحة النفسية، ولعلَّ أبلغ ما يوصف به هؤلاء هو ما وعدهم ربهم به: { لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62]. قال أبو منصور الثعالبي في تعليقه على بلاغة هذه الآية مسلِّطا الضوء على أرباح المؤمنين: فقد أدرج فيه ذكر إقبال كل محبوب عليهم، وزوال كل مكروه عنهم. ولا شيء أضر بالإنسان من الحزن والخوف، لأن "الحزن" يتولّد من مكروه ماض أو حاضر، و"الخوف" يتولد من مكروه مستقبل، فإذا اجتمعا على امرئ لم ينتفع بعيشه، بل يتبرم بحياته. والحزن والخوف أقوى أسباب مرض النفس ، كما أن السرور والأمن أقوى أسباب صحتها! فالحزن والخوف موضوعان بإزاء كل محنة وبليَّة! والسرور والأمن موضوعان بإزاء كل صحة ونعمة هنيَّة! النبع الثامن عشر: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا} - ينابيع الرجاء - خالد أبو شادي - طريق الإسلام. [2]. المانع المُعطي! ويزيد في طمأنينتك أن توقن أن أمرك بيد الله وحده، ونفعك وضرك لا يتجاوز إرادته، وهو سبحانه إذا أراد شيئا فلا يُعجِزه شيء، ولو اجتمعت الدنيا بأسرها على أن تمنع عنك عطاءه لك فهيهات، ولو اجتمعوا على أن يمسوا شعرة منك دون إذنه فمحال، ولذا صار تذكيرك عقب كل صلاة بهذا المعنى سُنَّة نبوية وذِكرا ثابتا تحافظ عليه خمس مرات في اليوم والليلة، وإليك الحديث: كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة: أيَّ شيء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سلَّم من الصلاة؟!
أى: " قل " يا محمد – لهؤلاء المنافقين الذين يسرهم ما يصبك من شر ، ويحزنهم ما يصيبك من خير ، والذين خلت قلوبهم من الإِمان بقضاء الله وقدره ، قل لهم على سبيل التقريع والتبكيت. لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا وقدره علينا " هو مولانا " الذى يتولانا فى كل أمورنا ، ونلجأ إليه فى كل أحوالنا. قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا. وعليه وحده – سبحانه نكل أمورنا وليس على أحد سواه. تفسيرالبغوى:
قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ( قل) لهم يا محمد ( لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) أي: علينا في اللوح المحفوظ ( هو مولانا) ناصرنا وحافظنا. وقال الكلبي: هو أولى بنا من أنفسنا في الموت والحياة ، ( وعلى الله فليتوكل المؤمنون). تفسيرابن كثير:
قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَفأرشد الله تعالى رسوله – صلوات الله وسلامه عليه – إلى جوابهم في عداوتهم هذه التامة ، فقال: ( قل) أي: لهم ( لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) أي: نحن تحت مشيئة الله وقدره ، ( هو مولانا) أي: سيدنا وملجؤنا ( وعلى الله فليتوكل المؤمنون) أي: ونحن متوكلون عليه ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
أستمع حفظ
11 - الكلام على إسناد حديث: ( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا زمرة واحدة، منهم على صورة القمر). أستمع حفظ
12 - هل هم محصورون بسبعين ألف؟ أستمع حفظ
13 - حدثنا يحيى بن خلف الباهلي، حدثنا المعتمر، عن هشام بن حسان، عن محمد، يعني ابن سيرين، قال: حدثني عمران، قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب)، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: ( هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون)، فقام عكاشة، فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: (أنت منهم)، قال: فقام رجل، فقال: يا نبي الله، ادع الله أن يجعلني منهم، قال: ( سبقك بها عكاشة). الشيخ عبد المحسن العباد-صحيح مسلم-كتاب الإيمان-الشريط 049. أستمع حفظ
14 - الكلام على إسناد حديث: ( هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون). أستمع حفظ
15 - حدثني زهير بن حرب، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا حاجب بن عمر أبو خشينة الثقفي، حدثنا الحكم بن الأعرج، عن عمران بن حصين، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب)، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: ( هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون). أستمع حفظ
16 - الكلام على إسناد حديث: ( هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون).
يدخلون الجنة بغير حساب - موقع مقالات إسلام ويب
فجعل بين عبد الله بن علي وأبي الدرداء أبا خالد البكري، غير أن رواية الإمام أحمد رحمه الله التي ظاهرها الاتصال بين علي وأبي الدرداء أثبت، فالراوي عن موسى بن عقبة هناك أنس بن عياض، وهو أثبت من عبدالرحمن بن أبي الزناد الذي في إسناد التاريخ الكبير، فقد قال عنه أحمد بن حنبل: مضطرب الحديث، وقال أبو حاتم وابن معين: لا يحتج به. انظر: (تهذيب التهذيب [6/172]). وقد وردت أسانيد أخرى لهذا الحديث فيها شيء من الاضطراب، يمكن مراجعتها في (التاريخ الكبير [9/17-18])، غير أن الإمام الحاكم ذكرها في (المستدرك [2/462]) ثم قال: "وإذا كثرت الروايات في الحديث ظهر أن للحديث أصلاً" انتهى، وكذلك قال البيهقي رحمه الله في (البعث والنشور ص/83)، ونقل العلامة ابن القيم عن طائفة من العلماء أنها: "قد بلغت في الكثرة إلى حد يشد بعضها بعضًا، ويشهد بعضها لبعض" انتهى من (طريق الهجرتين ص/201). يدخلون الجنة بغير حساب - موقع مقالات إسلام ويب. ثانياً:
الآثار الواردة عن الصحابة في تفسير هذه الآيات تدل على أن السابقين بالخيرات هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه قال في تفسير الآية: "هم أمة محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، ورثهم الله كل كتاب أنزله؛ فظالمهم يغفر له، ومقتصدهم يحاسب حسابًا يسيرًا، وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب"
رواه ابن جرير الطبري في (جامع البيان [20/465]).
الشيخ عبد المحسن العباد-صحيح مسلم-كتاب الإيمان-الشريط 049
أستمع حفظ
20 - الكلام على إسناد حديث: ( عرضت علي الأمم، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان... ). أستمع حفظ
21 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل، عن حصين، عن سعيد بن جبير، حدثنا ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عرضت علي الأمم)، ثم ذكر باقي الحديث نحو حديث هشيم ولم يذكر أول حديثه. من هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب - تعلم. أستمع حفظ
22 - باب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة. أستمع حفظ
23 - حدثنا هناد بن السري، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟) قال: فكبرنا، ثم قال: ( أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟) قال: فكبرنا، ثم قال: ( إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة، وسأخبركم عن ذلك، ما المسلمون في الكفار إلا كشعرة بيضاء في ثور أسود، أو كشعرة سوداء في ثور أبيض). أستمع حفظ
24 - الكلام على إسناد حديث: ( أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟). أستمع حفظ
25 - حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، واللفظ لابن المثنى، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة نحوا من أربعين رجلا، فقال: ( أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟) قال: قلنا: نعم، فقال: ( أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟) فقلنا: نعم، فقال: ( والذي نفسي بيده، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، وذاك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر).
من هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب - تعلم
وهذا إسناد صحيح، رواته ثقات، أولهم شيخ الإمام أحمد إسحاق بن عيسى البغدادي، وكذلك شيخه أنس بن عياض، وإمام المغازي موسى بن عقبة، وكلهم ذكروا في طبقة تلاميذ ومشايخ بعضهم. وأما علي بن عبد الله الأزدي فهو كذلك ثقة، قال فيه ابن عدي: "لا بأس به عندي" انتهى من (الكامل [6/307])، وذكره ابن حبان في (مشاهير علماء الأمصار ص/152) وقال: "من رهط محمد بن واسع، كان يختم القرآن في رمضان في كل ليلة" انتهى. "ولما ذكره ابن خلفون في كتاب (الثقات) قال: هو ثقة، قاله أحمد بن صالح وغيره" هكذا جاء في (إكمال تهذيب الكمال [9/357]). وقال الذهبي رحمه الله: "ما علمت لأحد فيه جرحة، وهو صدوق" انتهى من (ميزان الاعتدال [3/142])
وسماعه من أبي الدرداء محتمل أيضاً، فقد أثبت العلماء سماعه من عبد الله بن عمر ومن أبي هريرة رضي الله عنهما، فليس من المستبعد إثبات سماعه من أبي الدرداء رضي الله عنه أيضًا. ولذلك قال الهيثمي رحمه الله: "رواه أحمد بأسانيد رجال أحدها رجال الصحيح، وهي هذه إن كان علي بن عبد الله الأزدي سمع من أبي الدرداء، فإنه تابعي" انتهى من (مجمع الزوائد [7/95]). وقد أعل محققو (المسند) في طبعة مؤسسة الرسالة هذا الحديث بالانقطاع بين علي بن عبد الله الأزدي وأبي الدرداء رضي الله عنه، مستدلين بقول الإمام البخاري رحمه الله في (التاريخ الكبير [19/18]): "وقال محمد بن علي: نا سعيد بن عبد الحميد قال: نا ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن علي الأزدي -هكذا في المطبوع، والصواب علي بن عبد الله-، عن أبي خالد البكري، أن رجلاً جاء المدينة فلقي أبا الدرداء نحوه" انتهى.
الطبقة الثانية: المقتصدون الذين فعلوا الواجبات وتركوا المحرمات، وقد يفعلون بعض المكروهات ويتركون بعض المستحبات، وهم الأبرار. الطبقة الثالثة: التي سَلِمَت من الشرك الأكبر والأصغر ومن البدع، وتركت المحرمات والمكروهات وبعض المباحات، واجتهدت في الطاعات من واجبات ومستحبات، وهؤلاء هم السابقون بالخيرات، ومن كان بهذه المرتبة دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب" انتهى من (إعانة المستفيد شرح كتاب التوحيد [1/74-75]). ويقول الشيخ عبدالله الغنيمان حفظه الله: "الذين يسبقون إلى الجنة بغير حساب هم الذين يفعلون الواجبات ويتركون المحرمات والمكروهات، ويفعلون المستحبات، وهؤلاء هم الذين ذكرهم الله جل وعلا في أحد أقسام الذين أورثهم الله جل وعلا الكتاب، وهم الذين اصطفاهم الله، فهم السابقون بالخيرات بإذن ربهم؛ لأن الله جل وعلا قسمهم ثلاثة أقسام: قسم ظالم لنفسه، وقسم مقتصد، وقسم سابق بالخيرات بإذن الله تعالى. فهؤلاء الذين يسبقون بالخيرات بإذن الله جل وعلا هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فيسبقون إليها قبل غيرهم، وهذا أيضاً لا يلزم منه أن الذين يحاسبون ولا يسبقون إليها يكونون أقل منهم درجة، فقد يكون الذين يحاسبون منهم من إذا دخل الجنة كان أعلى من السابقين الذين دخلوها بلا حساب، كما إذا كان الإنسان عنده جهاد وعنده أموال، ولكنه ينفق في سبيل الله وينفع عباد الله بأمواله، فهو يحاسب عن ماله: من أين جمعه وفيم أنفقه، ولا بد من المحاسبة، ولكن بعد المحاسبة قد تكون درجته أرفع من درجة الذين يسبقون إلى الجنة بغير حساب" انتهى من (شرح فتح المجيد درس رقم18/ص7 بترقيم الشاملة).