[ ص: 34] [ ص: 35] بسم الله الرحمن الرحيم سورة الطور سميت هذه السورة عند السلف سورة الطور دون واو قبل الطور. ففي جامع الطواف من الموطإ حديث مالك عن أم سلمة قالت: فطفت ورسول الله إلى جنب البيت يقرأ ب ( الطور وكتاب مسطور) ، أي: يقرأ بسورة الطور ولم ترد يقرأ بالآية ؛ لأن الآية فيها " والطور " بالواو وهي لم تذكر الواو. وفي باب القراءة في المغرب من الموطإ حديث مالك عن جبير بن مطعم سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ بالطور في المغرب. وفي تفسير سورة الطور من صحيح البخاري عن جبير بن مطعم قال سمعت النبيء يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ هذه الآية أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون كاد قلبي أن يطير. وكان جبير بن مطعم مشركا قدم على النبيء - صلى الله عليه وسلم - في فداء أسرى بدر وأسلم يومئذ. وكذلك وقعت تسميتها في ترجمتها من جامع الترمذي وفي المصاحف التي رأيناها ، وكثير من التفاسير. وهذا على التسمية بالإضافة ، أي: سورة ذكر الطور كما يقال: سورة البقرة ، وسورة الهدهد ، وسورة المؤمنين. وفي ترجمة هذه السورة من تفسير صحيح البخاري ( سورة والطور) بالواو على حكاية اللفظ الواقع في أولها كما يقال ( سورة قل هو الله أحد).
- تفسير سوره الطور للشيخ الشعراوي
- سورة الطور تفسير
- تفسير سورة الطور للاطفال
- شرح حديث (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة) إلى آخر (إن الله كان عليكم رقيبًا)
- وخلق منها زوجها - موضوع
تفسير سوره الطور للشيخ الشعراوي
تفسير سورة الطور-في ظلال القرآن/ سيد قطب- تفسير سياسي للقران بظل الطغاة والجاهلية الثانية - مسموع - YouTube
سورة الطور تفسير
فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ (34) ( فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين) أي: إن كانوا صادقين في قولهم: " تقوله وافتراه " فليأتوا بمثل ما جاء به محمد [ - صلى الله عليه وسلم -] من هذا القرآن ، فإنهم لو اجتمعوا هم وجميع أهل الأرض من الجن والإنس ، ما جاءوا بمثله ، ولا بعشر سور [ من] مثله ، ولا بسورة من مثله.
تفسير سورة الطور للاطفال
﴿ فمنَّ الله علينا ﴾: فأكرمنا ربنا بالمغفرة والجنة. ﴿ ووقانا عذاب السموم ﴾: ونجانا من نار جهنم التي تنفذ في مسام الجسم من شدة حرها. ﴿ البر ﴾: المحسن العطوف. ﴿ بنعمة ربك ﴾: بفضل ربك عليك، وإكرامه لك بالرسالة. ﴿ بكاهن ﴾: الذي يخبر بالأمور الغيبية من غير وحي. ﴿ نتربص به ريب المنون ﴾: ننتظر أن تنزل به أحداث الزمان المهلكة فنستريح منه. ﴿ تربصوا ﴾: انتظروا موتي. مضمون الآيات الكريمة من (15) إلى (31) من سورة "الطور":
1- تستمر الآيات في بيان توبيخ خزنة جهنم للكافرين الذين كانوا يزعمون أن القرآن سحر، ثم تبيِّن مكانة المتقين وما يكونون فيه من النعيم يوم القيامة في الجنة لتثير مشاعرنا نحوه؛ فنتطلع إليه، ونجد في العمل للوصول إليه. 2- ثم توجِّه الأمر إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يستمر في تذكير قومه ووعظهم على الرغم من سوء أدبهم معه، وترد عليهم في سخرية واستهزاء وتوبيخ. دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (15) إلى (31) من سورة "الطور":
1- يجمع القرآن الكريم بين الترهيب والترغيب، فيعلمنا أن نكافئ المجيدين كما نعاقب المقصِّرين والمخطئين. 2- الطريق إلى رضا الله - سبحانه وتعالى - والفوز بجنته، والنجاة من عذابه هو الحذر من يوم القيامة، والخشية من لقاء الله، والخوف من حسابه، وعدم الانخداع في الدنيا وما فيها من متاع قليل.
3- تقوى الآباء وصلاحهم ينفع أبناءهم المؤمنين، فيرفعهم الله إلى درجات آبائهم العالية في الجنة. معاني مفردات الآيات الكريمة من (32) إلى (49) من سورة "الطور":
﴿ أحلامهم ﴾: عقولهم. ﴿ طاغون ﴾: متجاوزون الحد في العناد والكفر والطغيان. ﴿ تقوله ﴾: اختلق القرآن وأتى به من عند نفسه. ﴿ بل لا يؤمنون ﴾: ليست الحقيقة كما زعموا؛ وإنما الحقيقة أنهم لا يصدقون بالقرآن؛ لأنهم معاندون مستكبرون. ﴿ بحديث مثله ﴾: بكلام مماثل للقرآن في ألفاظه ومعانيه وحسن بيانه. ﴿ بل لا يوقنون ﴾: إنهم لا يصدقون بوحدانية الله وقدرته على البعث. ﴿ خزائن ربك ﴾: خزائن رزق الله ورحمته، أو مقدوراته. ﴿ المصيطرون ﴾: الغالبون أو المسلطون يفعلون ما يشاؤون. ﴿ سلم ﴾: مصعد إلى السماء. ﴿ بسلطان مبين ﴾: بدليل واضح. ﴿ فهم من مغرم مثقلون ﴾: فهم بسبب ذلك الأجر متعبون مرهقون. ﴿ كيدًا ﴾: تآمرًا وتخلصًّا من الرسول ومن دعوته. ﴿ المكيدون ﴾: يجزون بكيدهم ومكرهم أسوأ الجزاء. ﴿ كسفًا ﴾: قطعة عظيمة. ﴿ ساقطًا ﴾: نازلاً عليهم من السماء لتعذيبهم. ﴿ مركوم ﴾: مجموع بعضه على بعض، ينزل عليهم مطرًا. ﴿ فذرهم ﴾: فاتركهم يا محمد في ضلالهم بعدما أديت ما عليك نحوهم.
قال تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً"، (النساء: 1). وخلق منها زوجها - موضوع. وقال: "وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً"، (النساء: 2). السؤال: لِمَ قيل: "اتقوا ربكم" ولم يقل: اتقوا الله؟ الجواب: لأن من معاني الرب: الإصلاح والتربية والتدبير والإحسان، وفي ذلك حث للعباد على امتثال أوامره واجتناب نواهيه، وعلى أن يجعلوا بينهم وبين سخطه وقاية ، ولأن المقام مقام ترغيب ، كان من الملائم إيثار التعبير بالربوبية هنا، وخولف ذلك بالتعبير بالألوهية في قوله تعالى: "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام"، (النساء: 1) في الآية نفسها لأن المقام مقام تشريع فناسبه التعبير بالألوهية ، لإدخال المهابة والرَّوْع في نفوس المخاطبين والسامعين. والله أعلم. قدرة الله المطلقة
السؤال: ما علاقة الأمر بالتقوى في قوله تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم" بخلق المخاطبين من نفس واحدة؟ الجواب: لأن في خلق البشر جميعهم من نفس واحدة أي من آدم - عليه السلام - ومن حواء دلالةً على طلاقة القدرة الإلهية، ومن تلك القدرة عقاب العصاة، فالتدبر في ذلك يؤدي إلى تقواه تعالى بتوحيده وتنزيهه - سبحانه - عن النِّد والشريك، والاعتراف له - سبحانه - بصفات الكمال.
شرح حديث (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة) إلى آخر (إن الله كان عليكم رقيبًا)
والله أعلم.
وخلق منها زوجها - موضوع
[٧] وفي قوله تعالى في سورة الزمر: ( خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا) ، [٨] يُستخدم حرف العطف (ثمَّ) ليفيد الترتيب مع التراخي. أي إنّ الله عزّ وجل عندما خلق آدم وأسكنه الجنّة واستوحش فيها ثمّ بعدها بمدّة زمنيّة خلق الله له حوّاء من ضلعه، وهذا يدلّ على الترتيب في الخَلْق. [٩]
الحكمة من خلق حوّاء من ضلع آدم
ذكر بعض أهل التفسير في أنّ الحكمة من خلق حوّاء من ضلع آدم -عليه السلام-؛ ليأنس بها ويألفها وتحصل بينهم السكن والمودّة والرحمة كما ذُكر في الآية الكريمة؛ لأنّ الأشكال المتشابهة تميل إلى بعضها وتألف لها. [١٠] ويدل أيضًا على مدى ارتباط الرجل بالمرأة، والمرأة بالرجل، ولا يستطيع أحدهما أنْ يستغني عن الآخر، ويدل على أنّ الرجل يبقى هو السند والستر والمأمن لزوجته، وهي كذلك له، كما قال الله تعالى: ( هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ). [١١] [١٢]
المراجع ^ أ ب ت ث سورة النساء، آية:1
↑ عبدالرحمن السعدي، تيسير الكريم الرحمن ، صفحة 163. شرح حديث (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة) إلى آخر (إن الله كان عليكم رقيبًا). بتصرّف. ↑ أبو جعفر الطبري، جامع البيان ، صفحة 515. بتصرّف. ↑ محمود الزمخشري، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل ، صفحة 461.
وعلى هذا حمل بعضهم قوله تعالى {وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين} [الحجر: 20] فعطف على الكاف والميم. وقرأ عبدالله بن يزيد "والأرحام" بالرفع على الابتداء، والخبر مقدر، تقديره: والأرحام أهل أن توصل. ويحتمل أن يكون إغراء؛ لأن من العرب من يرفع المغرى. وأنشد الفراء: إن قوما منهم عمير وأشباه ** عمير ومنهم السفاح لجديرون باللقاء إذا قال ** أخو النجدة السلاح السلاح وقد قيل: إن "والأرحام" بالنصب عطف على موضع به؛ لأن موضعه نصب، ومنه قوله: فلسنا بالجبال ولا الحديدا ** وكانوا يقولون: أنشدك بالله والرحم. والأظهر أنه نصب بإضمار فعل كما ذكرنا. الثالثة: اتفقت الملة على أن صلة الرحم واجبة وأن قطيعتها محرمة. وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأسماء وقد سألته أأصل أمي (نعم صلي أمك) فأمرها بصلتها وهي كافرة. فلتأكيدها دخل الفضل في صلة الكافر، حتى انتهى الحال بأبي حنيفة وأصحابه فقالوا بتوارث ذوي الأرحام إن لم يكن عصبة ولا فرض مسمى، ويعتقون على من اشتراهم من ذوي رحمهم لحرمة الرحم؛ وعضدوا ذلك بما رواه أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ملك ذا رحم محرم فهو حر). وهو قول أكثر أهل العلم. روي ذلك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعبدالله بن مسعود، ولا يعرف لهما مخالف من الصحابة.