والأصل أن الدية في القتل الخطأ تجب على العاقلة، وهذه الأموال الزكوية تجمع من العاقلة نفسها، فإذا أخرجنا الزكاة منها عادت فائدة الزكاة على المزكي وهذا لا يجوز شرعاً، وللعاقلة في مثل هذه الحالة أن تدفع من أموال الصدقات لا من الزكاة. أما إذا استدان الشخص المتسبب بالحادث ودفع الدية، فيصبح غارماً ويجوز عندها إعطاؤه من سهم الغارمين. وقفية خير الاردن. والله تعالى أعلم. تدارك ما فات الميت من صلاة وصيام وزكاة
رقم الفتوى: 3281
التاريخ: 09-03-2017
التصنيف: الوصايا والفرائض
توفي والدي ولم يكن يصلي ولا يزكي أمواله ولا يصوم، وكان ماله وديعة في إحدى البنوك الربوية، فما يجب علينا تجاه والدنا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
تارك الصلاة والصيام والزكاة والحج ذنبه عظيم، وموقفه بين يدي الله موقف عصيب، فهذه هي أركان الإسلام من أقامها أقام الإسلام، ومن هدمها هدمه، ولكن رحمة الله واسعة، والدعاء والقضاء طريق لنيل هذه الرحمة بإذن الله. أما بالنسة للصلاة فلا سبيل لتداركها؛ لأنها عبادة بدنية محضة، ولم يرد في قضائها عن الميت شيء بخلاف الصيام والحج، ولكن يستحب الإكثار من الدعاء للميت والصدقة عنه؛ لعل الله أن يعفو عنه, أو تخفف الصدقة من إثمه.
يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون - Youtube
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩ (77) يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله (ارْكَعُوا) لله في صلاتكم (واسْجُدُوا) له فيها ( وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ) يقول: وذلوا لربكم, واخضعوا له بالطاعة, الذي أمركم ربكم بفعله ( لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) يقول: لتفلحوا بذلك, فتدركوا به طَلباتكم عند ربكم.
تفسير: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)
وقد نَهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن قراءة القرآن في الركوع والسجود؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كشف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الستارةَ والناس صفوف خلف أبي بكر فقال: ((أيها الناس، إنه لم يَبْق من مبشِّرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة، يراها المسلم أو تُرى له، ألا وإني نُهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا، فأما الركوعُ فعظِّموا فيه الربَّ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء؛ فقَمِنٌ [3] أن يُستجاب لكم)) [4]. فضل السجود:
عن مَعدان بن أبي طلحة اليَعمُريِّ قال: لقيتُ ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أخبرني بعملٍ أعمله يُدخِلني الله به الجنة - أو قال: قلتُ: بأحبِّ الأعمال إلى الله - فسكت، ثم سألتُه فسكت، ثم سألته الثالثة، فقال: سألتُ عن ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((عليك بكثرة السُّجود لله؛ فإنك لا تسجدُ لله سجدةً إلا رفَعَك الله بها درجةً، وحطَّ عنك بها خطيئة))، قال معدان: ثم لقيتُ أبا الدرداء فسألتُه، فقال لي مثل ما قال ثوبان [5]. وعن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرب ما يكون العبدُ من ربِّه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء)) [6]. تفسير: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون). الركوع والسجود ركنان في الصلاة:
وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الركوع يضعُ يدَيه على ركبتيه، فيمكِّنهما من ركبتيه، ويفرِّج بين أصابعه، ويجافي مرفقيه عن جنبيه صلى الله عليه وسلم، ويجعل رأسَه حيال ظهره، ويمدُّ ظهره، ثم يقول: ((سبحان ربي العظيم))، وربما مكث قدرَ ما يقول القائل عشر مرات، وأَدنى الكمال ثلاث مرات، وتمامُ الكمال عشر، وربما يمكثُ فوق ذلك ودونَه، وربما قال: ((سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي))، وربما قال: ((سُبُّوح قدُّوس، ربُّ الملائكة والروح))، وربما قال غير ذلك مما ورد، وكان ركوعه مناسبًا لقيامه في التطويل والتخفيف، وهذا بيِّن في سائر الأحاديث.
وقفية خير الاردن
وقوله: ﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [النحل: 49]؛ ينطوي على النوعين من السجود والتسخير والاختيار، وقوله: ﴿ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ﴾ [الرحمن: 6]؛ فذلك على سبيل التسخير، وقوله: ﴿ اسْجُدُوا لِآدَمَ ﴾ [البقرة: 34]، قيل: أُمروا بأن يتخذوه قِبلة، وقيل: أُمروا بالتذلل له والقيام بمصالحه ومصالح أولادِه، فائتمَروا إلا إبليس، وقوله: ﴿ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ﴾ [البقرة: 58]؛ أي: متذلِّلين مُنقادين. وخصَّ السجود في الشريعة بالركن المعروف من الصلاة وما يَجري مَجري ذلك من سُجود القرآن وسجود الشكر، وقد يعبَّر به عن الصلاة بقوله تعالى: ﴿ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ﴾ [ق: 40]؛ أي: أدبار الصلاة، (والمسجد): مَوضع الصلاة اعتبارًا بالسجود، وقيل المساجد: مواضِع السجود؛ الجبهة، والأنف، واليدان، والركبتان، والرِّجلان [2]. وفي الصحيحين عن أبي ذرٍّ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتدري أين تذهب هذه الشمس؟)) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإنها تذهب فتسجد تحت العرش، ثم تستأذن، فيوشك أن يُقال لها: ارجعي من حيث جئت)).
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الحج - الآية 77
أما المال الموروث عن الميت؛ فأصل المال حلال، ولا حرج على الورثة في أخذه، أما ما نتج عنه من الربا أي الزائد على أصل المال فلا يحل، ولا بد من التخلص منه بالتبرع به للفقراء والمساكين. والله تعالى أعلم. تفصيل زكاة الأسهم
رقم الفتوى: 3279
التاريخ: 22-02-2017
التصنيف: الشركات والأسهم
أرجو بيان كيفية زكاة الأسهم بالنسبة للمضارب أو للمستثمر طويل الأجل؟
تجب الزكاة في الأموال، سواء كانت نقوداً أو عروض تجارة، أو أسهماً في شركة ما، فالأسهم حصة شائعة في ملكية الشركة المساهَم فيها، وبالتالي فمن اشترى أسهماً بقصد المضاربة بها، وجب عليه أن يزكيها زكاة عروض التجارة؛ لأنها حصة استثمارية في شركة، ففي نهاية كل حول يقيّم أسعار أسهمه بالقيمة السوقية، ويخرج 2. 5% مقدار زكاتها. أما إن اشترى الأسهم بنية الحصول على عائد سنوي -أو ما يسمى بالاستثمار طويل الأجل-فحينئذ يزكي أرباحه السنوية، ولكن ذلك لا يعفيه عما يقابل أصل أسهمه من الموجودات الزكوية، فكما هو معلوم أن السهم حصة شائعة من الملكية، والشركة قد تتضمن أصولاً ثابتة، وقد تتضمن نقوداً وديوناً، وبالتالي يجب عليه التحري بحسب الإمكان ما يقابل أسهمه من موجودات زكوية كالنقود والديون وعروض التجارة إن وجدت، ويضم ذلك إلى الأرباح التي حصلها، ثم يزكي ذلك كله بمقدار ربع العشر (2, 5%).
ومعنى ﴿ حَقَّ جِهَادِهِ ﴾؛ أي: كما ينبغي الجهاد من استفراغِ الجهد والطاقة كلها نفسًا ومالاً. وقوله: ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [الحج: 78]، هذه منَّةٌ ذكَّر الله بها المؤمنين حتى يشكروا اللهَ بفعل ما أمرهم به؛ أي: لم يضيِّق عليكم فيما أمركم به، بل وسَّع فجعل التوبةَ لكل ذنب، وجعل الكفارةَ لبعض الذنوب، ورخَّص للمسافر والمريض في قَصر الصلاة، والإفطار في رمضان، ومن لم يجد الماءَ أو عجز عن استعماله في التيمم [8]. فوائد السجود:
ذُكر السجودُ في القرآن حوالي 92 مرة في حوالي 32 سورة، منها مَواضعُ يُستحبُّ فيها السجود أثناء التلاوة؛ فإن الإنسان يوميًّا يتعرض إلى شحنات كهرومغناطيسية من البيئة المحيطة به، وهذه الشحنة تتسلَّط على الجهاز العصبيِّ المركزي، وخاصة المنطقة الأمامية من الدماغ، ولذلك يجب التخلص من هذه الشحنات، وإلا الناتج يكون آلامًا وتشنُّجات في الرَّقبة وبعض عضلات الجسم، ولهذا يلجأ كثيرٌ من الناس لأخذ المهدِّئات والعقاقير والأدوية؛ لتقليل الضغط على الدماغ، وأحيانًا يصلُ الحال إلى أننا نحتاج أطباء علم النفس والأعصاب.
كذا في جامع البيان لابن جرير. 7- الإضلال: كما في قوله تعالى: ( ومن يرد الله فتنته) المائدة / 41 ، فإن معنى الفتنة هنا الإضلال. البحر المحيط لأبي حيان ( 4 / 262)
8- القتل والأسر: ومنه قوله تعالى: (وإن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا) النساء / 101. والمراد: حمل الكفار على المؤمنين وهم في صلاتهم ساجدون حتى يقتلوهم أو يأسروهم. كما عند ابن جرير. 9- اختلاف الناس وعدم اجتماع قلوبهم: كما في قوله تعالى: ( ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة) أي يوقعوا الخلاف بينكم كما في الكشاف ( 2 / 277). إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا | موقع البطاقة الدعوي. 10 – الجنون: كما في قوله تعالى ( بأيِّكم المفتون). فالمفتون بمعنى المجنون. 11- الإحراق بالنار: لقوله تعالى: ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات). ( البروج:10)
قال ابن حجر: ويعرف المراد حيثما ورد بالسياق والقرائن. الفتح ( 11 / 176)
تنبيه:
قال ابن القيم رحمه الله: " وأما الفتنة التي يضيفها الله سبحانه إلى نفسه أو يضيفها رسوله إليه كقوله: ( وكذلك فتنا بعضهم ببعض) وقول موسى: ( إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء) فتلك بمعنى آخر وهي بمعنى الامتحان والاختبار والابتلاء من الله لعباده بالخير والشر بالنعم والمصائب فهذه لون وفتنة المشركين لون ، وفتنة المؤمن في ماله وولده وجاره لون آخر ، والفتنة التي يوقعها بين أهل الإسلام كالفتنة التي أوقعها بين أصحاب علي ومعاوية وبين أهل الجمل ، وبين المسلمين حتى يتقاتلوا و يتهاجروا لون آخر.
إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا | موقع البطاقة الدعوي
زاد المعاد ج: 3 ص: 170. ارجوا مراجعة مواقع إسلامية مثل بن باز أو بن عثيمين للتأكد من المعلومة:)
الباحث القرآني
( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق) [ ص: 111] قوله تعالى: ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق)
اعلم أنه سبحانه لما ذكر قصة أصحاب الأخدود ، أتبعها بما يتفرع عليها من أحكام الثواب والعقاب فقال: ( إن الذين فتنوا المؤمنين) وهاهنا مسائل:
المسألة الأولى: يحتمل أن يكون المراد منه أصحاب الأخدود فقط ، ويحتمل أن يكون المراد كل من فعل ذلك وهذا أولى; لأن اللفظ عام والحكم عام فالتخصيص ترك للظاهر من غير دليل. المسألة الثانية: أصل الفتنة الابتلاء والامتحان ، وذلك لأن أولئك الكفار امتحنوا أولئك المؤمنين وعرضوهم على النار وأحرقوهم ، وقال بعض المفسرين الفتنة هي الإحراق بالنار وقال ابن عباس ومقاتل: ( فتنوا المؤمنين) حرقوهم بالنار ، قال الزجاج: يقال فتنت الشيء أحرقته والفتن أحجار سود كأنها محترقة ، ومنه قوله تعالى: ( يوم هم على النار يفتنون) [ الذاريات: 13]. المسألة الثالثة: قوله تعالى: ( ثم لم يتوبوا) يدل على أنهم لو تابوا لخرجوا عن هذا الوعيد وذلك يدل على القطع بأن الله تعالى يقبل التوبة ، ويدل على أن توبة القاتل عمدا مقبولة خلاف ما يروى عن ابن عباس.
الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات
ويصح أن يراد بهم جميع من عذبوا المؤمنين والمؤمنات، ويدخل فيه أصحاب الأخدود، وكفار قريش دخولا أوليا. وجمع- سبحانه- بين عذاب جهنم لهم، وبين عذاب الحريق، لبيان أن العذاب لهم مضاعف، بسبب طغيانهم وشركهم. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات) أي حرقوا قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وابن أبزى( ثم لم يتوبوا) أي لم يقلعوا عما فعلوا ويندموا على ما أسلفوا( فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق) وذلك أن الجزاء من جنس العمل قال الحسن البصري انظروا إلى هذا الكرم والجود قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات أي حرقوهم بالنار. والعرب تقول: فتن فلان الدرهم والدينار إذا أدخله الكور لينظر جودته. ودينار مفتون. ويسمى الصائغ الفتان ، وكذلك الشيطان ، وورق فتين ، أي فضة محترقة. ويقال للحرة فتين ، أي كأنها أحرقت حجارتها بالنار ، وذلك لسوادها. ثم لم يتوبوا أي من قبيح صنيعهم مع ما أظهره الله لهذا الملك الجبار الظالم وقومه من الآيات والبينات على يد الغلام. ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات تفسير. فلهم عذاب جهنم لكفرهم. ولهم عذاب الحريق في الدنيا لإحراقهم المؤمنين بالنار.
وقوله: ( ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا) يقول: ثم لم يتوبوا من كفرهم وفعلهم الذي فعلوا بالمؤمنين والمؤمنات من أجل إيمانهم بالله ( فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ) في الآخرة ( وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) في الدنيا. كما حُدثت عن عمار، قال: ثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع ( فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ) في الآخرة ( وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) في الدنيا.