متبعين بذلك أوامر الله ونواهيه التي يأمر بها المسلمون لذلك جاءت أقوال العلماء والسلف الصالح دالة على صلاح حالهم وخوفهم من عقاب الله في هذه المسألة، فمن هذه الأقوال ما يلي:
قال عبد الله بن مسعود: " لو سخرت من كلب، لخشيت أن أكون كلبًا، وإني لأكره أن أرى الرجل فارغًا؛ ليس في عمل آخرة ولا دنيا ".
- يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم
- قصة حارة المظلوم على الظالم
- قصة حارة المظلوم ع الظالم
- قصة حارة المظلوم المقهور
- قصة حارة المظلوم في
يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم
وجملة عسى أن يكونوا خيراً منهم} مستأنفة معترضة بين الجملتين المتعاطفتين تفيد المبالغة في النهي عن السخرية بذكر حالة يكثر وجودها في المسخُورية ، فتكون سخرية الساخر أفظع من الساخر ، ولأنه يثير انفعال الحياء في نفس الساخرة بينه وبين نفسه. وليست جملة { عسى أن يكونوا خيراً منهم} صفةً لقوم من قومه: { من قوم} وإلا لصار النهي عن السخرية خاصاً بما إذا كان المسخور به مظنة أنه خير من الساخر ، وكذلك القول في جملة { عسى أن يكُنَّ خيراً منهنّ} وليست صفة ل { نسَاء} من قوله: { من نسَاء}. وتشابه الضميرين في قوله: { أن يكونوا خيراً منهم} وفي قوله: { أنْ يَكُنَّ خيراً منهن} لا لبس فيه لظهور مرجع كل ضمير ، فهو كالضمائر في قوله تعالى: { وعَمروها أكثَر مما عمَروها} في سورة الروم ( 9 ( ، وقول عباس بن مرداس: عُدنا ولولا نحن أحْدَق جمعهم... يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم. بالمسلمين وأحرَزُوا ما جَمَّعوا مِّنْهُنَّ وَلاَ تلمزوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ}. اللمز: ذكر ما يَعُده الذاكر عيباً لأحد مواجهةً فهو المباشرة بالمكروه. فإن كان بحق فهو وقاحة واعتداء ، وإن كان باطلاً فهو وقاحة وكذب ، وكان شائعاً بين العرب في جاهليتهم قال تعالى: { ويل لكلِّ هُمَزة لُمزة} [ الهمزة: 1] يعني نفراً من المشركين كان دأبهم لَمز رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكون بحالة بين الإشارة والكلام بتحريك الشفتين بكلام خفيّ يعرِف منه المواجه به أنه يذمّ أو يتوعد ، أو يتنقص باحتمالات كثيرة ، وهو غير النبز وغير الغِيبة.
فقال له: تفسَّح فقال له الرجل: قد أصبت مجلساً فاجلس فجلس ثابت من خلفِه مغضباً، فلمَّا أُبينت الظلمة غمز ثابت الرجل وقال: مَن هذا؟ قال: أنا فلان فقال له ثابت: ابن فلانة، ذكر أُمَّاً له كان يُعيَّر بها في الجاهليَّة فنكَّس الرجلُ رأسه واستحيى، فأنزل اللهُ عزّ وجل هذه الآية(6). وذكر ذلك الواحديُّ في كتابه أسباب النزول إلا أنَّه لم ينسبه إلى ابن عباس، ولعلَّ النزول نشأ عن كلا الأمرين المذكورين. لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم | حصة بنت سعود. وأمَّا الفقرةُ الثانية وهي قوله تعالى: ﴿وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ﴾ فأكثرُ المفسِّرين من الفريقين ذكروا أنَّها نزلت في عائشة أو فيها وفي حفصة زوجتي النبيِّ الكريم (ص) فذكروا أنَّ عائشة سخِرت من أمِّ سلمة زوجة النبيِّ (ص) ووصفتها بالقصر في القامة أو أشارت بيدها إلى قصر قامتها أو أنَّها وصفت ثوباً لأمِّ سلمة كانت قد لبسته فتدلَّى طرفٌ منه خلفها فوصفته عائشة بقولها "مخاطبةً حفصة"انظري ما تجرُّ خلفها كأنَّه لسانُ كلب"(7). ورُويَ عن ابن عباس أنَّ الآية نزلت عند ما شكت صفيةُ بنت حيِّ بن أخطب زوجة النبيِّ (ص) إليه نساءً يُعيِّرنها بأنَّها يهوديَّة بنت يهوديين، فقال النبيُّ (ص) لها هلا قلتِ: "إنَّ أبي هارون وإنَّ عمِّي موسى وإنّ زوجي محمَّد" فنزلت هذه الآية(8).
ما حقيقة قصة حارة المظلوم بجدة التاريخية!
قصة حارة المظلوم على الظالم
راجت بين العامة قصة أسطورية عن سبب تسمية حارة المظلوم بهذا الاسم اعتماداً على ما نقلته مراجع تاريخية تتحدث عن مدينة جدة وأحيائها. ومع الأيام ازدادت الأسطورة رسوخاً حتى طغت على كل حقيقة قد تخالفها. ففي أيامنا هذه ونحن في العام 1437هـ - 2015م مازلت وأنا أعيش في مدينة جدة أسمع من بعض زملائي الأكاديميين ممن هم من أبناء جدة أباً عن جد ذات القصة الأسطورية، وبتفاصيل متعددة ومتنوعة. يقول عبدالقدوس الأنصاري في كتابه "موسوعة تاريخ جدة": (إن سبب تسمية حارة المظلوم بهذا الاسم نسبة للسيد عبدالكريم البرزنجي المدني الذي قتلته بها الحكومة العثمانية). ويردد القصة ذاتها محمد علي مغربي في كتابه "أعلام الحجاز" عند حديثه عن القصيدة التي نظمها الشاعر جعفر البيتي عن فتنة الأغوات "قصة العهد" كما يسميها أهل المدينة المنورة والتي قتل بسببها السيد عبدالكريم البرزنجي. حيث يقول: (والفتنة التي وقعت في سنة 1134هـ - 1721م كان من نتائجها الحكم على السيد عبدالكريم البرزنجي بالقتل وقتل في جدة وألقيت جثته في محلة المكلام وسميت محلة المظلوم نتيجة لهذه الحادثة). ويكرر ابن جدة محمد صادق دياب في كتابه "جدة، التاريخ والحياة الاجتماعية" نفس القصة وتفاصيل الأسطورة عند حديثه عن سبب تسمية حارة المظلوم بقوله: (في عام 1134هـ - 1721م وقعت فتنة بين أغوات المدينة ورجال حاميتها من العسكر، وذلك حينما أراد رجل من توابع الأغوات الانخراط في سلك العسكرية فحيل بينه وبين ذلك فغضب لأجله الأغوات وأغلظ بعضهم القول لرجال الحامية فثارت الفتنة وتحصن الأغوات في المسجد النبوي فأراد قاضي المدينة المنورة أن يتوسط فامتنع الأغوات عن الحضور واعتبرهم القاضي عصاة للشرع وأمر بقتالهم في المسجد فقاتلوهم فيه حتى طلعت صلاة الجمعة.
قصة حارة المظلوم ع الظالم
وبعد بضعة أيام، تمكّن مبعوثو الدولة من القبض على الثائر الحجازي، الذي كانت تؤويه عائلة باناجة سراً، وتم سحله بعربة تجرها الجياد على طول الشارع الذي يقع عليه مسجد الشافعي، وصلبه بالقرب من باب المسجد أياماً عدة، وروايات أخرى تقول إنه بقي مصلوباً هناك حتى بدأ الدود يقتات على أجزاء جسمه. وانطلقت من هنا الأسطورة القائلة إن دماءه شكّلت على الأرض الحجرية ما يشبه كلمة مظلوم. [1] [2]
الرواية الثانية في عام 1134 هـ وقعت فتنة بين أغوات المدينة ورجال حاميتها من العسكر، حين أراد رجل من توابع الأغوات، وكانوا من أصحاب الجاه والمكانة الاجتماعية في المدينة، الانخراط في سلك الجندية، فحِيل بينه وبين ذلك. غضب لأجله الأغوات، وأغلظ بعضهم القول لرجال الحامية فثارت الفتنة، وتمت ملاحقتهم وإهدار دمهم، حتى أن عدداً منهم تحصّن في مسجد الشافعي، وتم قتلهم في المسجد حتى عُطّلت الصلاة بحسب الرواية. فاتصل بعض ممن بقي منهم بالسلطان، وقاموا بإقناع القيادات بأن أحد أعيان المدينة كان مسبب الفتنة، فصدر الأمر بإعدامه. إلا أنه فر إلى جدة، ولكن قبض عليه هناك ونفذ فيه حكم الإعدام شنقاً، ثم ترك جسده مسجى في بعض الشوارع حتى توسط له بعض الناس ودفنوه في الحارة التي تُسمى اليوم حارة المظلوم نسبة إليه.
قصة حارة المظلوم المقهور
تاريخ مايو 11, 2020
حارة المظلوم أو محلة المظلوم كما يرويها المؤرخون هي إحدى الحارات القديمة في جدة التاريخية، حيث يروي خالد صلاح أبو الجدائل الباحث والمهتم بتاريخ مدينة جدة في إضاءة تاريخية عن الشيخ عبدالله المظلوم الذي سميت هذه الحارة باسمه سبب تسميتها بهذا الاسم. وفي التفاصيل، يقول "أبو الجدائل": تعد محلة المظلوم هي القلب النابض لجدة التاريخية بموقعها الجغرافي في وسط محال جدة الأخرى وهما الشام واليمن وثالثهما المظلوم. وأشار إلى أن هناك فرقًا بين مصطلح محلة ومصطلح حارة بأبسط العبارات وأوجزها المحلة جزءٌ رئيس من المدينة أما الحارة فهي جزءٌ رئيس من المحلة، لذلك تجد في محال جدة قديمًا حارات كانت معلومة لمن عاش في تلك الفترة لم يبق منها سوى حارة البحر التي هي جزءٌ أصيل من محلة اليمن. وأوضح أبو الجدائل أن الاعتقاد السائد لدى الأهالي والمهتمين بجدة التاريخية حتى عهود قريبة أن بداية تسمية محلة المظلوم يعود إلى عام ١١٣٤ للهجرة وان سبب تسميتها يعود إلى الشيخ عبدالكريم برزنجي وهو من أهالي المدينة المنورة الذي حُكم عليه بالإعدام في المدينة المنورة بتهمة إثارة الفتن وفي طريقه إلى مدينة جدة قتل، وعُثر على جثته في هذا الجزء من مدينة جدة الذي عرف فيما بعد بمحلة المظلوم كما تقول بعض الروايات، حيث قام الأهالي بغسله والصلاة عليه ودفنه وإيمانًا منهم ببراءته سميت المنطقة بمحلة المظلوم.
قصة حارة المظلوم في
وكان مبعوثو الدولة العثمانية يقرعون أبواب الناس ليلاً لإيقاظهم، واقتيادهم إلى موقع العمل كرهًا بلا شفقة ولا رحمة. وتحكي القصة أن أحد مواطني البلدة غلبه النوم من شدة التعب؛ فأمر مبعوثو السلطان العثماني بقلته جزاء له على نومه أثناء البناء، وأمروا رجال البلدة باستكمال العمل، وبناء السور فوق جثته! وهو ما حرك الدماء الحارة في عروق أحد الحجازيين الأحرار، ويسمى عبد الرحمن البرزنجي، وفي روايات أخرى عبد الكريم، الذي رفض تلك الطريقة الوحشية الظالمة في التعامل مع رجال جدة، فما كان منه إلا أن أعلن العصيان على الدولة العثمانية ومبعوثيها، وقام بمخاطبة أهالي البلدة وتجييش مشاعرهم ضد ما يواجهونه من ظلم وطغيان؛ وهو ما جعله المطلوب الأول في البلدة؛ لاعتراضه على السياسات العثمانية، وتقليبه الأهالي ضدها. وبعد بضعة أيام تمكن مبعوثو الدولة من القبض على الثائر الحجازي، الذي كانت تؤويه عائلة باناجة سرًّا، وتم سحله بعربة تجرها الجياد على طول الشارع الذي يقع عليه مسجد الشافعي، وصلبه بالقرب من باب المسجد، وتركه معلقًا مصلوبًا أيامًا عدة، حتى بدأ الدود يقتات على جسده، ومن هنا سُميت الحارة بهذا الاسم تخليدًا لذكرى هذا الثائر، وشاهدًا على طغيان الدولة العثمانية في الجزيرة العربية.
ويصل الدكتور العرابي إلى القول: "شاهدنا من إيراد كل هذه الروايات التأكيد لرسوخ الحادثة في أذهان الغالبية العظمى إن لم يكن الكل ممن يؤرخون لمدينة جدة أو ممن هم من أهلها ويأخذونها على أنها حقيقة تاريخية ثابتة".