وقرأ الجمهور ( ذي الجلال) بالياء مجرورا صفة ل ربك وهو كذلك مرسوم في غير المصحف الشامي. وقرأه ، ابن عامر ، ( ذو الجلال) صفة ل ( اسم) كما في قوله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. وكذلك هو مرسوم في غير مصحف أهل الشام. ياجونسون.. وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ. والمعنى واحد على الاعتبارين. ولكن إجماع القراء على رفع ( ذو الجلال) الواقع موقع ويبقى وجه ربك واختلاف الرواية في جر ذي الجلال هنا يشعر بأن لفظ ( وجه) أقوى دلالة على الذات من لفظ ( اسم) لما علمت من جواز أن يكون المعنى جريان البركة [ ص: 278] على التلفظ بأسماء الله بخلاف قوله ويبقى وجه ربك فذلك من حكمة إنزال القرآن على سبعة أحرف. والجلال: العظمة ، وهو جامع لصفات الكمال اللائقة به تعالى. والإكرام: إسداء النعمة والخير ، فهو إذن حقيق بالثناء والشكر.
ياجونسون.. وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
تفسير آية (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)
ذكر الله -تعالى- هذه الآية الكريمة بعد ذكره وامتنانه بمجموعة من الآلاء والنعم التي أنعمها على الناس، ومن ضمن هذه النعم: النعم المادية المؤدية إلى حفظ حياة الناس؛ كالسفن العظيمة في البحار، يقول الله -تعالى-: (وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) ، [١] وبعد ذكر هذه النعم التي تحفظ حياة الناس بين الله -تعالى- الحقيقة التي لا مفر منها، وهي فناء هذه الحياة الدنيا. [٢] يقول الله -تعالى-: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ)، [٣] فالكل سيفنى ولو امتلك كل أسباب النجاة والحياة وهذه الحقيقة معجزة بحد ذاتها؛ إذ إن الله -تعالى- قد تحدى الخلق أجمعين بالموت فلم يستطع أحدٌ من الخلق دفع هذا الأمر عن نفسه ولم يستطع أحدٌ أن يهرب من هذه الحقيقة. [٢] وبناءً على ما تقدم فهو تنبيهٌ شديد اللهجة من الله -تعالى- للإنسان أنه مهما أوتي من نعيمٍ هذه الدنيا وزخرفها فإن مصيره للفناء، فعليه أن يجد ويجتهد ويعمل من الصالحات ما ينفعه يوم القيامة، وذلك لأن مصير هذه النعم إلى الفناء، وبعد كل هذه المقدمات يُذَكِّر الله تعالى جميع الخلائق بالحقيقة الأعظم وهي بقاء الله -تعالى- مالك الملك ذي الجلال والإكرام.
تفسير آية (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) - موضوع
[٢] إذ هو الحي القيوم الذي لا يموت، بل هو المحيي والمميت سبحانه وتعالى عما يشرك المشركون، وذلك حتى يعظموا الله في أنفسهم فيقوموا بأداء حقه أحسن القيام، ومع الوقع الشديد والتقريع العظيم بالفناء تبقى رحمة الله -تعالى- سابقة وظاهرة، فيصف الله -تعالى- نفسه بأنه ذو الجلال والهيبة والعظمة الذي يترفع ويتعالى عن الضر بخلقه، وهو ذو الإكرام الذي يُكرم بلا مقابل ولا حد. [٢]
الحقائق العامة في الآية الكريمة
لقد تضمنت الآية الكريمة مجموعة من الحقائق التي أثبتها الله -تعالى-، وآتيًا ذكر جملةٍ من هذه الحقائق. إثبات الله -تعالى- لنفسه الوجه
حيث يقول: (وَجْهُ رَبِّكَ)، وهو وجه لا يشبه وجوه المخلوقين، بل هو وجه يليق بعظمة وجلال الله تعالى، فنؤمن به من غير تكييف ولا تعطيل ولا تشبيه، [٤] وقد أطلق الله تعالى الجزء وهو الوجه وأراد به الكل وهو ذات الله تعالى على ما هو معروف عند أهل البلاغة والفصاحة بالمجاز المرسل. [٥]
إكرام الله تعالى نبيه والرفع من شأنه وقدره
إذ أضاف إليه الضمير الكاف في قوله: (وَجْهُ رَبِّكَ)، فقد أضاف ضمير الكاف العائد للنبي -صلى الله عليه وسلم- لوجهه الكريم -سبحانه وتعالى- إضافة إكرامٍ وتقديرٍ للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام. إيذان بانتهاء الكلام وفذلكة لما بنيت عليه السورة من التذكير بعظمة الله تعالى ونعمائه في الدنيا والآخرة. والكلام: إنشاء ثناء على الله تعالى مبالغ فيه بصيغة التفعل التي إذا كان فعلها غير صادر من اثنين فالمقصود منها المبالغة. والمعنى: وصفه تعالى بكمال البركة ، والبركة: الخير العظيم والنفع ، وقد تطلق البركة على علو الشأن ، وقد تقدم ذلك في أول سورة الفرقان. والاسم ما دل على ذات سواء كان علما مثل لفظ الله أو كان صفة مثل الصفات العلى وهي الأسماء الحسنى ، فأي اسم قدرت من أسماء الله فهو دال على ذات الله تعالى. وأسند تبارك إلى اسم وهو ما يعرف به المسمى دون أن يقول: تبارك ربك ، كما قال تبارك الذي نزل الفرقان وكما قال فتبارك الله أحسن الخالقين قصد المبالغة في قوله تعالى بصفة البركة على طريقة الكناية لأنها أبلغ من التصريح كما هو مقرر في علم المعاني ، وأطبق عليه البلغاء لأنه إذا كان اسمه قد تبارك فإن ذاته تباركت لا محالة لأن الاسم دال على المسمى ، وهذا على طريقة قوله تعالى سبح اسم ربك الأعلى فإنه إذا كان التنزيه متعلقا باسمه فتعلق التنزيه بذاته أولى ومنه قوله تعالى وثيابك فطهر على التأويل الشامل ، وقول عنترة: فشككت بالرمح الأصم ثيابه ليس الكريم على القنا بمحرم أراد فشككته بالرمح.
عن عائشة أم المؤمنين قالت كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَسْتَرْقِيَ مِنَ العَيْنِ، صحيح مسلم، حديث صحيح. عن سهل بن حنيف مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا رأى أحدُكم ما يُعجبُهُ في نَفسِهِ، أو مالِهِ فليبرِّكْ علَيهِ فإنَّ العَينَ حقٌّ"، رواه الألباني، حديث صحيح. عن جابر بن عبدالله أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ " العينُ حقٌّ تُدخِلُ الجملَ القِدرَ والرَّجلَ القبرَ"، المحدث الزرقاني، حديث صحيح أخرجه ابن حبان، وابن عدي، والديلمي. اية عن الحسد – لاينز. أحاديث عن علاج الحسد بالرقية احاديث علاج الحسد عن عائشة أم المؤمنين قالت "كانَ إذَا اشْتَكَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَقَاهُ جِبْرِيلُ، قالَ: باسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ"، صحيح مسلم، حديث صحيح. عن أبي سعيد الخدري قال " أنَّ جِبْرِيلَ، أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟ فَقالَ: نَعَمْ قالَ: باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ"، صحيح مسلم، حديث صحيح.
ايه قرانيه عن الحسد
►
المصدر: كتاب الشريعة السمحاء
اية عن الحسد في
العجب، وهو الشعور بانتقاص الناس وانهم غير مؤهلين أو مستحقين للنعمة التي لديهم. حب النفس، حيث يريد بعض الأشخاص الخير لأنفسهم فقط ويعتبرون أنهم الأولى بأن يحصلوا على القوة والمدح دون غيرهم. الحسد في القرآن الكريم. هل الحسد من الممكن أن يؤثر على حياة الإنسان؟ هناك الكثير من الناس الذين يقعون في واحدة من الأفكار الخاطئة تماما بسبب الحسد، حيث أنهم يظنون أن مجرد أن الله نهى عنه وأمر عباده بالاستعاذة منه فإن من الممكن أن يؤثر الحسد على حياتهم بشكل أو بآخر، لذلك نجد أن كثير من الأشخاص يفسرون الكثير من الأمور المتعلقة بالمشاكل التي يواجهونها على أنها من تأثير الحسد، فمثلا في حالة الإصابة بمرض معين يقولون أن هذه الإصابة حدثت نتيجة للحسد، وفي حالة وجود أي من المشاكل أو العقبات المادية أو أي من الأمور التي يواجهها أي شخص في الحياة فإنهم يرجعون هذا الأمر إلى أنه له علاقة بالحسد. وتكمن المشكلة الرئيسية في هذا الأمر أن الإيمان بأن الحسد هو العامل المؤثر على الحياة يمنع المرء من الالتفات إلى أسباب المشكلة الرئيسية التي يعاني منها، ويبدأ في التفكير في الأمور المتعلقة بحياته بشكل غير منطقي وبالتالي لا يستطيع أن يتعامل مع الأمور بشكل عقلاني مما يزيد من تعقيدها ومن المشاكل التي يعاني منها طوال عمره.
"وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ" هكذا قال الله عز وجل في القرآن الكريم محدثنا عن الحسد والحاسدين، فالحسد حقيقة موجودة في عالمنا لا يمكن إنكارها، وكما ذُكرت تلك الحقيقة في القرآن ذُكرت أيضاً في الكثير من الأحاديث الصحيحة عن الحسد والعين الحاسدة Envy and Envious eye وذلك أيضاً بأكثر من صيغة. الأحاديث الصحيحة عن الحسد والعين الحاسدة أحاديث صحيحة عن الحسد احاديث عن الحسد عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ القُرْآنَ فَهو يَقُومُ به آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ، ورَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا، فَهو يُنْفِقُهُ آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ"، صحيح مسلم، حديث صحيح، وفي رواية أخرى عن عبدالله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا، فَسَلَّطَهُ علَى هَلَكَتِهِ في الحَقِّ، ورَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ حِكْمَةً، فَهو يَقْضِي بها ويُعَلِّمُها". عن أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تَحاسَدُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَناجَشُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا"، صحيح مسلم، حديث صحيح، وفي رواية أخرى " إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللَّهِ إخْوانًا"، صحيح البخاري، حديث صحيح.