تفسير سورة الأنبياء للناشئين
(الآيات 1 - 35)
معاني المفردات من (1) إلى (10) من سورة «الأنبياء»:
﴿ اقترب ﴾: قرب. ﴿ وهم في غفلة ﴾: لهو ونسيان. ﴿ ذكر ﴾: قرآن. ﴿ محدث ﴾: جديد. ﴿ لاهية ﴾: غافلة. ﴿ وأسرُّوا النجوى الذين ظلموا ﴾: أخفى الكفار الحديث. ﴿ هل هذا ﴾: ما هذا. ﴿ أضغاث أحلام ﴾: خرافات أحلام. ﴿ بل افتراه ﴾: وضعه من عند نفسه. ﴿ بآية ﴾: بمعجزة. ﴿ كما أرسل الأولون ﴾: مثلما جاء به السابقون من الرسل. ﴿ أفهم يؤمنون ﴾: لن يؤمنوا. ﴿ رجالاً ﴾: رسلاً من البشر. ﴿ أهل الذكر ﴾: العلماء بالكتب السابقة. ﴿ جسدًا ﴾: أصحاب جسد. ﴿ خالدين ﴾: لا يموتون. ﴿ صدقناهم الوعد ﴾: حققناه لهم. ﴿ المسرفين ﴾: المكذِّبين دائمًا. ﴿ إليكم ﴾: يا معشر العرب. ﴿ فيه ذكركم ﴾: شرفكم. معاني المفردات من (11) إلى (24) من سورة «الأنبياء»:
﴿ وكم قصمنا ﴾: وكثيرًا أهلكنا. ﴿ أحسُّوا بأسنا ﴾: أدركوا عذاب الله الشديد. ﴿ يركضون ﴾: يهربون مسرعين. ﴿ أترفتم فيه ﴾: نعمتم فيه من لين العيش. ﴿ قالوا يا ويلنا ﴾: ﴿ قالوا ﴾: يا هلاكنا. ﴿ تلك ﴾: أي قولهم: يا ويلنا. ﴿ حصيدًا ﴾: مثل النبات المحصود. ﴿ خامدين ﴾: ميتين. تفسير سوره الانبياء لابن كثير. ﴿ لاعبين ﴾: للهو واللعب. ﴿ نتخذ لهوًا ﴾: ما يتلهَّى به من صاحبة أو ولد.
تفسير سوره الانبياء الشعراوي
الآية 42: ﴿ قُلْ ﴾ - أيها الرسول - لهؤلاء المستعجلين بالعذاب: ﴿ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ ﴾ يعني: مَن يَحفظكم ويَحرسكم - في ليلكم ونهاركم - مِن عذاب الرحمن إذا نزل بكم؟ (والجواب: لا أحد يستطيع أن يَرُدّ عذاب الله عنكم)، إذاً فلماذا لا تتوبون إليه بتوحيده وطاعته؟ ﴿ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ ﴾ يعني: بل هم عن مواعظ القرآن وحُجَجه مُعرضون، فلا يَستمعون إليها ولا يتفكرون فيها، (وهذا هو السبب في عدم استجابتهم للحق). الآية 43: ﴿ أَمْ لَهُمْ آَلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا ﴾ أي تَمنعهم مِن عذابنا؟! ﴿ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ ﴾: يعني إنَّ آلهتهم لا يستطيعون أن ينصروا أنفسهم، فكيف يَنصرون عابِدِيهم؟ ﴿ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ ﴾ أي ولا يجدون مَن يُنقذهم مِن عذابنا.
تفسير سوره الانبياء لابن كثير
وقوله تعالى: ﴿ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ﴾؛ أي: لتحميكم وتحفظكم وتقيكم من سيوف أعدائكم ورماحهم وسهامهم. وقد قرأ حفص وعبدالله بن عامر قارئ أهل الشام: ﴿ لِتُحْصِنَكُمْ ﴾ بالتاء المثناة. وقرأ شعبةُ ﴿ لِنُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ﴾ بالنون. تفسير سوره الانبياء ابن كثير. وقرأ الباقون ﴿ لِيُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ﴾ بالياء المثناة التحتية. فعلى قراءة حفص وابن عامر الفاعل ضمير يعود على صناعة اللبوس. وعلى قراءة شعبة الضمير المرفوع يعود على الله عز وجل. وعلى قراءة الباقين: أي: الله عز وجل، أو داود عليه السلام.
تفسير سوره الانبياء ابن كثير
وقد جاء في صحيحي البخاري ومسلم بعض القضايا التي حكم فيها داود عليه السلام، ثم حكم سليمان حكمًا يُخالف حكم أبيه، والإشادة بحكم سليمان عليه السلام؛ فقد روى البخاري ومسلم - واللفظ للبخاري - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كانت امرأتان ومعهما ابناهما جاء الذئب فذهب بابن إحداهما، فقالتْ لصاحبتها: إنما ذهب بابنك، فقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فتحاكمَتا إلى داود، فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود فأخبرتاه، فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينهما، فقالت الصغرى: لا تفعل يرحمك الله هو ابنها، فقضى به للصُّغرى))! وقد أحسن الحسن البصري حيث قال: حمد سليمان، ولم يلم داود.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ﴿ وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ * وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 78 - 80]. الغَرَض الذي سِيقَتْ له هذه الآيات: هو تثبيتُ فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقرير رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث لم يكن صلى الله عليه وسلم بِدْعًا من الرسل، وبيان أن الله يفعل ما يشاء، وأنه قد يعطي الصغير ما لا يعطيه لمن هو أكبر منه؛ حيث مكث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا؛ يدعوهم سرًّا وجهرًا وليلًا ونهارًا؛ فلم يؤمن به إلا قليل، وهو أحد أولي العزم من المرسلين، ومع ذلك مكَّن لداود وسليمان وآتاهما الملك والنبوة، وهما ليسا من أولي العزم، كما فهَّم سليمان ما لم يُفهمه أباه داود. وفي هذا كله تطمين لخاطر رسول الله صلى الله عليه سلم وتثبيت لفؤاده صلوات الله وسلامه عليه وعلى جميع النبيين والمرسلين.
مالحكمة من وجوب المهر: الحكمة من وجوب المهر هو: إظهار خطر هذا العقد ومكانته، وإعزاز المرأة وإكرامها، وتقديم الدليل على بناء حياة زوجية كريمة معها، وتوفير حسنُ النية على قصدِ معاشرتها بالمعروف ودوام الزواج بينهما. وفيه تمكين المرأة من التهيؤ للزواج بما يلزم لها من لباس ونفقة وما شابه ذلك. وكون المهر واجباً على الرجل دون المرأة:فإنَّه ينسجم مع المبدأ التشريعي في أنَّ المرأة لا تُكلف بشيءٍ من واجبات النفقة، سواء أكانت أمَّةً أم بنتاً أم زوجة، وإنَّما يكلف الرجل بالإنفاق، سواء كانَ مهراً أو نفقةً للمعيشة وغيرها؛ لأنَّ الرجل أقدر على الكسب والسعي للرزق، وأمّا المرأة فوظيفتها إعداد المنزل وتربية الأولاد وإنجاب الذرية، فهذا عبءٌ ليس بالهيِّن ولا باليسير، فإذا كلفت بتقديم المهر، وألزمت السعي في تحصيله اضطرت إلى تحمُّل أعباء جديدة، وقد تمتهن كرامتها في هذا السبيل. المهر حق شرعي واجب على الزوج تجاه زوجته. - إسلام ويب - مركز الفتوى. هل المهر ركناً أم شرطاً؟ المهر ليس ركناً ولا شرطاً في الزواج: فقد تبين في شروط الزواج أن المهر وإن كان واجباً في العقد إلّا أنَّه ليس ركناً ولا شرطاً من شروط الزواج، وإنَّما هو أثر من آثاره المترتبة عليه، لذا اغتفر فيه الجهل اليسير والغرر الذي يرجى زواله؛ لأنَّ القصد من النكاح الوصلة والاستمتاع، فإذا تمَّ العقدُ بدون مهر صح، ووجب للزوجة المهر اتفاقاً.
المهر حق شرعي واجب على الزوج تجاه زوجته. - إسلام ويب - مركز الفتوى
لأنه مما يتنافى مع كرامة المرأة وإنسانيتها اعتبار المهر مقابل الاستمتاع بها، فهو ليس كذلك بدليل:
وجوب نصف المهر للمرأة إذا طلقت بعد انعقاد العقد وقبل الدخول بها، فلو كان المهر مقابل الاستمتاع، لما وجب لها أي قدر منه إذا طلقت قبل الدخول لعدم حصول الاستمتاع. أن الاستمتاع في الزواج لا يكون من جانب الرجل وحده، بل هو استمتاع متبادل بين الزوجين. فإذا اعتبر المهر مقابل الاستمتاع بالمرأة، لما وجب لها مهر على الإطلاق. والمهر ليس ركناً في عقد الزواج ولا شرطاً من شروط صحته، فيصح عقد الزواج ولو لم ينص في العقد على مهر أو نص فيه على مهر صوري. س ما هو الحد الأقصى أو الأدنى لمقدار المهر المقدر للزوجة ؟
لا يوجد حد أقصى للمهر، لكن من المستحب شرعاً عدم المغالاة في المهور، تيسيراً على الناس، وتشجيعاً للشباب على الزواج. وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "خير الصداق أيسره"، وقوله "إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة". أما الحد الأدنى للمهر، فقد حدده فقهاء الحنفية بعشرة دراهم استناداً إلى حديث شريف، وهي تساوي خمسة وعشرون قرشاً، وهو ما يجوز إثباته في العقد أخذاً بالمذهب الحنفي المعمول به في مصر، ويكون رمزياً في هذه الحالة.
والله تعالى أعلم.