بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-
(( التوفيق ليس بيتا تسكنه ولا شخصا تعاشره))
التوفيق ليس بيتًا تسكنه ولا شخصًا تعاشره ولا ثوبًا ترتديه التّوفيق غيثٌ إن أذن الله بهطوله على حياتك ما شقيت أبداً فاستمطروه بالصلاة والدّعاء. حتى تتيقن أن المسألة هي مسألة "توفيق"، انظر إلى "الذِّكر" من أسهلِ الطاعات، لكن لا يوفق له إلا قليل. عائض القرني
*****************
- التوفيق ..
- ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - التوفيق
- من فرائد تفسير ابن عاشور لقوله (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا) - إسلام أون لاين
- حديث الجمعة : - من كان يريد العاجلة عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد - OujdaCity
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الإسراء - القول في تأويل قوله تعالى " من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد "- الجزء رقم17
التوفيق ..
التوفيق ليس بيتًا تسكنه، ولا شخصًا تعاشره، ولا ثوباً ترتديه، التّوفيق غيثٌ إنْ أذنَ الله بهطوله على حياتك ما شقيت أبداً، فاستمطروه بالصلاة و الدّعاء، و حسن الظن بالله ثم حسن الظن بالناس دائماً، و حتى تتيقن أن المسألة هي مسألة "توفيق"، انظر إلى "الذِّكر" من أسهلِ الطاعات، لكن لا يوفق له إلا القليل. إذا أحبك الله ، فلن يحبك أحد أكثر منه.. و إذا أعطاك ، فلن يعطيك أحد عطية أكرم منه.. التوفيق ... و إذا غضب عليك ، فلن ينجيك أحد منه. فمن لك غير الله ؟
اذا ضاق صدرك تدبر قوله تعالى:
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ(97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ(98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ(99)} (سوره الحجر)
لا تقارن حياتك بحياة الآخرين الاكثر حظا في الدنيا… بل قارن دينك بدين الصالحين …ففي الاولى ستخسر راحة بالك …وفي الثانية تكسب دينك ودنياك. إن خسِرت شيئًا لم تتوقع يومًا أن تخسره، فإن الله سيرزقك
شيئًا لم تتوقع يومًا أن تملكه". تفاءل عندما تصعب عليك الأمور ،فأن الله تعالى اقسم مرتين
( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)
" ثَلاثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ جَمَعَ الإِيمَانَ: الإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ ، وَالإِنْصَافُ مِنَ النَّفْسِ ، وَبَذْلُ السَّلامِ لِلْعَالِمِ
ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - التوفيق
ومن هذه المنظور تسجل الآية سبقا فريدا من حيث الإخبار عن السلوك الداخلي للعنكبوت ووهن بيتها من الناحية الأخلاقية والاجتماعية!!. ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - التوفيق. والتفريق بين وهن البيت «كوصف مجازي» وقوة المادة التي يبنى منها يثبته استعمال الآية الكريمة لكلمة «بيت» وليس «خيطاً» أو «شبكة». أضف لهذا أن وهن البيت - من الناحية الاجتماعية والأخلاقية- جاء أصلا في سياق ضرب المثل بمن يتخذ من دون الله أولياء حيث الصلات واهية والروابط متقطعة والغدر وارد في أي لحظة! !
وهذه الحقيقة تستطيع اكتشافها بنفسك حيث يمكنك بسهولة إزاحة بيت العنكبوت «بسبب وزنه الخفيف» ولكن يصعب عليك قطعه أو تغيير شكله الهندسي! هذه الحقائق المدهشة تدفعنا للتساؤل عن كيفية التوفيق بين «وهن البيت» في الآية الكريمة و «قوة المادة» التي يبنى منها. وكيف يجتمع في منشأة واحدة «الحد الأدنى» من الوهن والهشاشة و«الحد الأقصى» من القوة والمرونة! ؟
قبل الإجابة على هذا السؤال أذكر أولا بأن الآية الكريم تسجل نوعين من الإعجاز في بيت العنكبوت. الأول مادي فيزيائي؛ والثاني معنوي أخلاقي. فبالنسبة للإعجاز المادي نلاحظ أن كلمة العنكبوت وردت في الآية الكريمة بصيغة التأنيث لا التذكير «اتخذت بيتا». فالعلماء لم يكتشفوا إلا مؤخرا أن أنثى العنكبوت هي من يقوم بفرز المادة الحريرية وجدل الخيوط وغزل الشبكة. و كلمة «اتخذت» لا تشير فقط إلى أنثى العنكبوت بل وإلى وجود عملية بناء حقيقية تقوم بها بغرض السكن والتفريخ. وفي المقابل يقتصر دور الذكر على التلقيح والارتماء عند قدمي الأنثى كي «تأكله» بعد انتهاء عملية التزاوج. وهذا المصير المخيف جعل بعض المفسرين يرون أن المقصود -في الآية الكريمة- هو وهن البيت من الناحية الاجتماعية والأخلاقية لا المادية والميكانيكية؛ فبالمقارنة -حتى مع عالم الحشرات- يعد بيت العنكبوت «أوهن البيوت» من الناحية الأسرية وأكثرها أنانية وشراسة؛ فالأنثى تأكل الذكر بعد التلقيح وتأكل أبناءها بعد خروجهم من البيض كما الإخوة بعضهم البعض كلما سنحت لهم الفرصة.
مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا (18) قوله: من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا قوله تعالى: من كان يريد العاجلة يعني الدنيا ، والمراد الدار العاجلة; فعبر بالنعت عن المنعوت. عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد أي لم نعطه منها إلا ما نشاء ثم نؤاخذه بعمله ، وعاقبته دخول النار. مذموما مدحورا أي مطردا مبعدا من رحمة الله. وهذه صفة المنافقين الفاسقين ، والمرائين المداجين ، يلبسون الإسلام والطاعة لينالوا عاجل الدنيا من الغنائم وغيرها ، فلا يقبل ذلك العمل منهم في الآخرة ولا يعطون في الدنيا إلا ما قسم لهم. وقد تقدم في [ هود] أن هذه الآية تقيد الآيات المطلقة; فتأمله.
من فرائد تفسير ابن عاشور لقوله (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا) - إسلام أون لاين
حدثني علي بن داود ، قال: ثنا عبد الله ، قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله ( مذموما) يقول: ملوما. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قوله ( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد) قال: العاجلة: الدنيا.
حديث الجمعة : - من كان يريد العاجلة عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد - Oujdacity
وقد يتساءل البعض تعليقاً على ذلك: إذا كانت القضية متعلقةً بالأسباب الطبيعية الكامنة في حركة الأشياء، فكيف نفهم نسبة الله التعجيل إلى فعله لبعض الناس دون البعض الآخر؟ ونجيب على ذلك بما أجبنا عنه في أمثاله، بأن إرادة الله للأشياء، لا تعني ـ دائماً ـ مباشرته لها، بل يتحقق ذلك من خلال سننه. ثم لماذا نفكر دائماً باستبعاد علاقته ـ تعالى ـ بالسنن الكونية التي يتحرك ـ من خلالها ـ كل شيء في الكون ما دام الله قد أقام الحياة كلها عليها؟
{ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً}.. وهذا هو جزاء الذي ينكر الله ورسالاته ورسله واليوم الآخر، أو لا يعمل في هذا الخط، بل ينحرف عنه إلى أجواء التمرُّد والعصيان، فقد أقام الله عليه الحجة في ذلك كله، فلا عذر له في ما عمله من شرٍّ أو انتسب إليه من باطلٍ، لهذا سيحترق في نار جهنم وهو مذمومٌ لسوء فعله، ومطرود لانحراف إيمانه.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الإسراء - القول في تأويل قوله تعالى " من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد "- الجزء رقم17
{مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ} والظاهر أن المراد بها الدنيا التي تختنق داخلها كل أفكاره وتطلعاته ومشاعره، ولا يفهم للسعادة معنىً إلا ما يتصوره من نعيم السعادة الدنيوية، فلا يفكر ولا يتطلع إلا إلى الطمأنينة وراحة العيش. وهكذا نجده ينظر من هذا المنظار إلى القضايا والغايات والأهداف ويعالج المشاكل والحلول في واقع هذه الحياة، فليست هناك بنظره مشاكل مستقبليةٌ تتجاوز حدود هذه الدنيا من قريبٍ أو من بعيد، فهي البداية وهي النهاية. ولعل التعبير القرآني الوارد في آيةٍ أخرى، يقدم نموذجاً عن ذلك: {وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} [الأعراف:176] بما تمثله كلمة الإخلاد إلى الأرض وما تعنيه من الالتصاق بها، والاستسلام لطبيعتها والاستغراق في داخلها، والتحديق في أبعادها، بحيث لا ينظر إلى أيّ أفق آخر بعيداً عنها فهي القيمة وهي المثال في ميزان طموحات الشخصية وخصائصها. إن الإنسان الذي يعيش هذه الروح الغارقة في وحول الأرض لن يخيب أمله في ما يريد، بل سيحقق الله له ما يريده منها تبعاً لمشيئته وحكمته، وهذا ما عبرت عنه الفقرة التالية {عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ} فلن يعطيه الله كل ما يريده، بل سيختار له ما يتفق مع طبائع الأشياء وأسبابها دون أن يتجاوز سننه الكونية لمجرد تحقيق رغباته، وقد لا يحقق الله ذلك لكل امرىءٍ، لأن خصائص الواقع الذي يحيط به لا تسمح بذلك.
وهكذا يكون التوحيد في العقيدة والعبادة، منسجماً مع الطبيعة الإنسانية في نداء الفطرة الصادر من الأعماق، ودليلاً للعمل في الحياة، فلا تترك السير على هداه {فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً} لأنك ابتعدت عن مواقع الرحمة ومنابع النعمة، فتعيش مذموماً، لأنّك أوقعت نفسك في الضياع والضلال، ولأنك فقدت الصلة القوية بالله، عندما انحرفت عن خط الاستقامة في العقيدة والعمل، ففقدت النصير الذي بيده النصر كله وله القوة كلها، ولن تجد من دونه ولياً ولا نصيراً، فتعيش مخذولاً عاجزاً ذليلاً. ـــــــــــــــــــ
(1) الطوسي، أبو جعفر، محمد بن الحس، تهذيب الأحكام، دار التعارف للمطبوعات، بيروت ـ لبنان، 1412 هـ ـ 1992م، ج:6، ص:21، باب:7، رواية:7.
[ ص: 24]
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الضحاك في الآية قال: نزلت في أهل الشرك. وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في الآية قال: هم أهل الرياء.