سماحة الشيخ محمّد صنقور
﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء﴾
المسألة:
﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللاَّتي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (1). ما هو المرادُ من القواعد؟ وما هو المقدارُ الذي يجوز لهنَّ كشفُه؟
الجواب:
الآيةُ المباركُة أوضحت المراد من القواعد حيثُ أفادت أنَّهنَّ اللاَّتي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا، ومعنى ذلك هو أنَّ المرأة تكون من القواعد إذا بلغت مرحلة من العمر لا تكون معه راغبةً في الزواج، وذلك لا يتَّفق غالباً إلا في سنِّ الشيخوخة، أي عندما يتقادمُ العمرُ بالمرأة فتُصبح مسنَّة. فليس المراد من القواعد هو مُطلق النساء اللاّتي لا يرجونَ نكاحاً حتى لو كان لسببٍ غير تقادم العمر بل المرادُ من القواعد هو المُسنَّات من النساء، ووصفهن باللاتي لا يرجون نكاحاً نشأ عن أنَّ عدم الرغبةِ في النكاح غالباً ما تكون بسببِ تقادم العمر. ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء﴾ | مركز الهدى للدراسات الإسلامية. فالمٌصحِّح لاستظهار إرادة النساء المسنّات من لفظ القواعد هو الملازمة العاديَّة بين التقدُّم في العمر وعدم الرغبة في النكاح، فالآيةُ المباركة استعانت بهذه الملازمة في تفسير معنى القواعد.
﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء﴾ | مركز الهدى للدراسات الإسلامية
والمتحصَّل مما ذكرناه أنَّه يجوز للقواعد من النساء أنْ يضعن عن جسدهن الجلباب والخمار، وذلك يقتضي جواز كشف الشعر والذراع والعنق وشيءٍ من الصدر ممَّا يلي العنق، ولا يصح لهنَّ كشفُ مادون ذلك. كالبطن والأرداف والظهر ونحو ذلك ممَّا اعتِيد سترُه. نعم لا يصحُّ للقواعد أنْ يكشفن ذلك إذا كنَّ مشتملات على الزينة كالحليِّ والأصباغ بل لا يصحُّ لهنَّ كشف الثياب المزيَّنة أي المشتملة على الزينة أو الثياب ذات الألوان الزاهية التي تُتَّخذ عادة للزينة أو يرى العرف أنَّها من الزينة، وهذا هو معنى قوله تعالى: ﴿غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ﴾ ورغم أنَّ وضع الجلباب والخمار جائزٌ للقواعد من النساء إلا أنَّ الأولى بهنَّ التعفُّف عن ذلك كما هو مقتضى قولِه تعالى: ﴿وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾. والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
3 / ربيع الأول / 1426هـ
1- النور / 60.
وروي عن ابن مسعود أيضا ( من جلابيبهن) والعرب تقول: امرأة واضع ، للتي كبرت فوضعت خمارها. وقال قوم: الكبيرة التي أيست من النكاح ، لو بدا شعرها فلا بأس ؛ فعلى هذا يجوز لها وضع الخمار. والصحيح أنها كالشابة في التستر ؛ إلا أن الكبيرة تضع الجلباب الذي يكون فوق الدرع والخمار ، قاله ابن مسعود ، وابن جبير ، وغيرهما. الخامسة: قوله تعالى: غير متبرجات بزينة أي غير مظهرات ولا متعرضات بالزينة لينظر إليهن ؛ فإن ذلك من أقبح الأشياء وأبعده عن الحق. والتبرج: التكشف والظهور للعيون ؛ ومنه: بروج مشيدة. وبروج السماء والأسوار ؛ أي لا حائل دونها يسترها. وقيل لعائشة - رضي الله عنها -: يا أم المؤمنين ، ما تقولين في الخضاب ، والصباغ ، والتمائم ، والقرطين ، والخلخال ، وخاتم الذهب ، ورقاق الثياب ؟ فقالت: يا معشر النساء ، قصتكن قصة امرأة واحدة ، أحل الله لكن الزينة غير متبرجات لمن لا يحل لكن أن يروا منكن محرما. وقال عطاء: هذا في بيوتهن ، فإذا خرجت فلا يحل لها وضع الجلباب. وعلى هذا غير متبرجات غير خارجات من بيوتهن. وعلى هذا يلزم أن يقال: إذا كانت في بيتها فلا بد لها من جلباب فوق الدرع ، وهذا بعيد ، إلا إذا دخل عليها أجنبي.
سبب قتل علاء عبد القادر المجيد ابن عم صدام حسين - YouTube
عبد المجيد حسن الجبرتي - المعرفة
ونلتقي في حلقة جديدة..
اقرأ أيضا:
مئوية الدبلوماسية المصرية (6).. نبيل العربي: صاحب بصمة كبيرة في استعادة طابا
جريدة المدينة. حلقة خاصة عن الشيخ عبد المجيد حسن عبد المجيد. عبد المجيد حسن عبد المجيد ( 1332 هـ / 1914 - 2017) عضو هيئة كبار العلماء السعودية سابقاً. وإمام الحرم المدني
هو عبد المجيد بن حسن بن أحمد بن مصطفى الجبرتي، بقرية قلقالة من قبيلة أدكبيري من مقاطعة جمة في الحبشة. انتقل إلى مكة المكرمة عام 1345 هـ، فأقام بها ثلاث سنوات، ودرس على عدد من مشايخها ثُمَّ انتقل إلى المدينة المنوَّرة ودرس فيها ودرّس. عبد المجيد حسن الجبرتي - المعرفة. تولى القضاء في عدد من المناطق وتدرج في سلك القضاء حتى مجلس القضاء الأعلى ثم عين عضواً في هيئة كبار العلماء ، وبقي فيها حتى سنة 1412 هـ، عين إماما وخطيبا للمسجد النبوي سنة 1372هـ بدأ الصلاة بالمسجد النبوي مساعداً للشيخ عبد العزيز بن صالح يعاونه في الصلوات الخمس، وينوب عنه في جميعها، وفي الخطبة عند غيابه، ويشترك معه في صلاتي التراويح والقيام......................................................................................................................................................................... مراجع
كتاب التراويح أكثر من مائة عام في مسجد النبي " ـ عطية محمد سالم ، ص 122.