الخطبة الأولى:
الحمد لله؛ حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحبه ربنا ويرضاه، نحمده -تعالى- ونشكره، ونتوب إليه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها النجاة، ( إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ) [العاديات:9،10]، ( يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [النحل:111]، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: يقول الله -تعالى-: ( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج:32]. أيها الإخوة: لقد حثَّ الله -تعالى- في هذه الآية على تعظيم شعائره، وجعله من التقوى، فما هي شعائر الله؟ قال السعدي -رحمه الله-: " أي: أعلام دينه الظاهرة، التي تعبَّد الله بها عباده، وشعائر جمع شعيرة بمعنى علامة. وتعظيم شعائر الله من تقوى القلوب، والتقوى واجبة على كل مكلف ".
- تعظيم شعائر الله: قضايا المعتقد نموذجًا | مركز سلف للبحوث والدراسات
- تعظيم شعائر الله - ملتقى الخطباء
- زياره الامام الرضا بصوت ايراني
- زياره الامام الرضا في المنام
- زيارة الامام الرضا مكتوبة
- فضل زيارة الامام الرضا
تعظيم شعائر الله: قضايا المعتقد نموذجًا | مركز سلف للبحوث والدراسات
فكل عمل صالح هو من شعائر الله؛ وكما عظم الله شعائره، وجب على المؤمنين تعظيمها؛ فقد عظم الله قرآنه وباركه سبحانه؛ فقال جل جلاله: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). فيا من تحملون كتاب الله في صدوركم: اتقوا الله كما علمكم الله، عظموا كتاب الله تدبروا آياته طبقوها في أيام حياتكم واحذروا الدنيا كونوا القدوة في تصرفاتكم؛ فأنتم أهل الله وخاصته، والقرآن الذي في صدوركم هو مرقاتكم على مدارج الجنة، وهو كتاب المسلمين، وكل أمر فيه ملزم لجميع الأمة؛ فواجبنا العمل بما فيه. نعم -أيها المؤمنون وأيتها المؤمنات- كل آية فيه هي كلمة الله إلى كل واحد منا، هذا الكتاب فيه حياتنا، وفيه سعادتنا في الدنيا، وفيه نجاتنا يوم القيامة؛ فإذا كان يوم القيامة قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تتقدمه سورة البقرة وآل عمران" رواه الإمام مسلم. يأتي القرآن شاهداً؛ فاللهم اجعله شاهداً لنا لا علينا. ومن تعظيم شعائر الله: تعظيم بيوت الله؛ لقوله جل وعلا في الحديث القدسي: "إن بيوتي في أرضي المساجد، وإن زواري فيها عمارها؛ فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي" نعظمها بالإقبال عليها بمحبة وشغف؛ بدخولها وقد اشتاقت الأرواح إليها؛ بالوقوف فيها أمام الله في خشوع وإنابة؛ بالجلوس فيها مع كلام الله ومع ذكره والتوسل إليه، نعظمها بمحبتها في قلوبنا بتقديسها في عقولنا بالعمل الدؤوب على عزها ورفعتها؛ لتظل في حياتنا منارات تهدينا إلى هدى الله.
تعظيم شعائر الله - ملتقى الخطباء
وقوله: ( لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ) أي: لا تحلوا مُحَرَّمَ شعائرَ الله. أيها الإخوة: وشعائر الله منها: أمكنة، ومنها أزمنة، ومنها ذوات. والشعائر المكانية هي الأماكن التي عظَّمها الله -تبارك وتعالى- وأمر بتعظيمها، وجعلها علامة على أداء عمل من عمل الحج والعمرة، مثل: الكعبة المشرفة، والمسجد الحرام، والمقام، والصفا والمروة، والمشعر الحرام بمزدلفة، ومنى، والجمار. وحَرَم مكة والمدينة كليهما معظَّمان، ومن الشعائر المكانية. ومنها ما يكون مشعراً حلالاً كعرفة والمواقيت المكانية التي يقع عندها الإحرام. وكل مكان جعله الله علامة على أداء عمل صالح فهو من شعائر الله؛ فالمساجد الثلاثة مكة والمدينة وبيت المقدس من شعائر الله.. وكل مسجدٍ لله أيضاً من شعائر الله كما قال -عز وجل-: ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) [النور:36]؛ فالمساجد من شعائر الله، ورفع الأذان فيها من شعائر الله، وتعظيم المساجد من تعظيم شعائر الله. وأفضل المساجد هي المساجد الثلاثة التي ثبت عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: " لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَيْها " (متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-).
وأما شعائر الله من الذوات فمنها الهدي والقلائد..
وعلينا أن نعظِّم ما عظَّمه الله وعظَّمه رسوله -صلى الله عليه وسلم- على الكيفية التي أمرا بها دون ابتداع أو غلو في التعظيم. أيها الأحبة: ومصيبة الأمة بابتداع أعمال يعدونها من العبادة والتقرب إلى الله عند الشعائر المكانية ويقع عندها من البدع ما يفوق البدع عند الشعار الزمانية بمراحل.
الفائدة الأُولى: مشروعيّة الزيارة ، باعتبار أنّ الامام الهادي عليه السلام معصوماً من الخطأ وهو أحد العترة الطاهرة ، عترة النبي صلّى الله عليه وآله التي خلّفها وتركها النبي صلّى الله عليه وآله مع القرآن الكريم في هذه الأُمّة بقوله المعروف: « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما بعدي لن تضلّوا أبداً ، وقد نبّأني العليم الخبير بأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ». فقول النبي صلّى الله عليه وآله لن يفترقا شاهد على عصمة العترة الطاهرة إذ لو كانت غير معصومة لافترقت عن القرآن الكريم حيث أنّ القرآن ( لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ) وقال تعالى حاكياً عن كتابه المجيد ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ). وقول المعصوم حجّة ، إذن أمر الامام الهادي عليه السلام بزيارة جدّه الرضا عليه السلام قول صريح وإذن مشروع في مشروعيّة زيارة الإمام الرضا عليه السلام وهذا الحديث يدعم بأحاديث أُخرى عن الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين في مشروعيّة زيارة الامام الرضا عليه السلام وفضل زيارته ، ومن هذه الأحاديث ، ما روي عن الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله إنّه قال: « ستدفن بضعة منّي بأرض خراسان ما زارها مكروب إلّا نفسّ الله كربته ، ولا مذنب إلّا غفر الله ذنوبه » (٤).
زياره الامام الرضا بصوت ايراني
السلام على الإمام الضامن لزواره الجنة إذا زاروه عارفين بولايته وأحقيته بقيادة الأمة والحياة.
زياره الامام الرضا في المنام
إضافة هلی روايات كثيرة في هذا المعنى.
زيارة الامام الرضا مكتوبة
روى حمدان الديواني قال: «سمعت أبا جعفر محمّد بن علي بن موسى يقول: من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وإذا كان يوم القيامة ينصب له منبر بحذاء منبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى يفرغ الله من حساب عباده»(4). روى أيوب بن نوح قال: «سمعت أبا جعفر محمّد بن علي بن موسى يقول: من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وإذا كان يوم القيامة ينصب له منبر بحذاء منبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى يفرغ الله من حساب عباده»(5). روى ياسر الخادم قال: «قال علي بن موسى الرضا: لا تشد الرحال الى شيء من القبور الاّ الى قبورنا، ألا واني مقتول بالسم ظلماً ومدفون في موضع غربة، فمن شد رحله الى زيارتي استجيب دعاؤه وغفر ذنوبه»(6). مَعرِفَةُ الإِمَام وَالوَلِي أَصْلُ المَعَارِفِ .. تَأمُلاتٌ فِي الزِّيَارَةِ الرَّضَوِيَّةِ المُبَارَكَةِ - دار الهدى للثقافة والإعلام. قال الحمويني: «قال الحاكم: سمعت أبا الحسين بن أبي بكر الفقيه يقول: قد أجاب الله لي في كل دعوة دعوته بها عند مشهد الرضا، حتى أني دعوت الله أن يرزقني ولداً فرزقت ولداً بعد الاياس منه»(7). روى العلامة الحلي بأساده عن الصادق عليه السّلام قال: «أربع مواضع أو مواقع او بقاع ضجت الى الله تعالى أيام الطوفان، البيت المعمور فرفعه الله تعالى، والغري، وكربلاء، وطوس»(8).
فضل زيارة الامام الرضا
مقدمة معرفية
المعرفة هي أصل المعارف بعد التوحيد بل هي شرط من شروط قبول التوحيد كما ورد في القصة المشهورة عن الإمام الثامن من أئمة المسلمين علي بن موسى الرضا في حديثه الذهبي، الذي روي عن إسحاق بن راهويه قال: لمّا وافى أبو الحسن الرضا عليه السلام بنيسابور وأراد أن يخرج منها إلى المأمون اجتمع إليه أصحاب الحديث، فقالوا له: يا ابن رسول الله ترحل عنّا، ولا تحدثنا بحديث، فنستفيده منك! وكان قد قعد في العَمَارية، فأطلع رأسه، وقال: " سمعتُ أبي موسى بن جعفر، يقول: سمعتُ أبي جعفر بن محمد، يقول: سمعتُ أبي محمد بن علي، يقول: سمعتُ أبي علي بن الحسين، يقول: سمعتُ أبي الحسين بن علي بن أبي طالب، يقول: سمعتُ أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، يقول: سمعتُ رسول الله، يقول: سمعتُ جبرئيل يقول: سمعتُ الله جلّ جلاله يقول: ( لا إله إلا الله حصني فمَنْ دخل حصني أمِنَ من عذابي)، قال الرواي: فلمّا مرّت الراحلة نادانا: ( بشروطها وأنا من شروطها). (عيون الأخبار: 2 – 134). زياره الامام الرضا بصوت ايراني. فمعرفة الإمام والولي شرط في قبول ومعرفة الله سبحانه وتعالى وهذا ما جاء في العديد من الروايات عن أهل بيت العصمة والطهارة، كقول الإمام الباقر عليه السلام: " بُني الإسلام على خمس: على الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والولاية، ولم ينادَ بشيء كما نودي بالولاية ".
(1 ـ 2) فرائد السمطين ج2 ص192ـ195. (4) فرائد السمطين ج2 ص195. (5 ـ 6) المصدر ص195 ص218 ص220. (8) رسالة الدلائل البرهانية، تعليقات الغارات ج2 ص853. (9) عيون أخبار الرضا ج2 ص263. (10) عيون أخبار الرضا ص265 وروى القصيدة بتمامها الاربلي في كشف الغمة ج2 ص318. (11) سورة الاعراف: 187.