يُنظر: ((إكمال المعلم بفوائد مسلم)) للقاضي عياض (3/177)، ((كشف المشكل من حديث الصحيحين)) لابن الجوزي (2/165)، ((شرح النووي على مسلم)) (6/93).. 3- أنها من السُّورِ العَتيقةِ، ومن قديمِ ما حُفِظَ عند الصَّحابةِ: فعن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ الله عنه، أنَّه قال: (سورةُ بني إسرائيل والكهف، ومريم وطه والأنبياء: هُنَّ مِن العِتاقِ الأُوَلِ [9] العِتاق الأُوَل: أي: السُّوَر التي أُنزِلت أوَّلًا بمكةَ. يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (3/179). من موضوعات سورة الكهف. ، وهُنَّ مِن تِلادي [10] تِلادي: أي: مِن أوَّل ما أخذْتُه وتعلَّمْتُه بمكةَ. يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (1/194). [11] أخرجه البخاري (4739).. 4- أنَّها كُلَّها مُحكَمةٌ: وقد نُقل الإجماعُ على أنَّه ليس فيها مَنسوخٌ [12] يُنظر: ((الناسخ والمنسوخ)) لابن سلامة المقري (ص: 117)، ((الناسخ والمنسوخ)) لابن حزم (ص: 44)، لكنْ خالف السُّدِّي وقال: إنَّ فيها آيةً واحدةً منسوخةً، وهي قولُه تعالى: فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ... [الكهف: 18]، قال: نسخَها قولُه تعالى: إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [الإنسان: 30]. ونَسَبه ابنُ حزمٍ إلى قتادةَ أيضًا.
مقاصد سورة البقرة
رواه البيهقي وحسنه الألباني. قراءة سورة الكهف، لما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- "من قرأ سورة كهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين الجمعتين" الدعاء في ساعة الإجابة وتحرّيها، وهي آخر ساعة بعد العصر فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: " فيه ساعة، لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي، يسأل الله تعالى شيئًا، إلا أعطاه إياه". مقاصد سورة البقرة. وأشار بيده يقللها. رواه البخاري ومسلم.
لو قيل: بنو إسرائيل، لا ندري إن كانوا ممدوحين أو مذمومين، لكن حين يشار إلى الشخص بما يذمه؛ دلَّ ذلك على أن المقصود ذمُّ هذا الشخص؛ فذكر الله اسم البقرة؛ ليشير إلى قصة البقرة في حياة بني إسرائيل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [البقرة: 67] إلى آخره؛ ذكر هذه القصة عنوانًا على هذه السورة إشارةٌ واضحة للمتدبِّرين إلى أن هذه السورة إنما تذكر سيئات بني إسرائيل - وما أكثرها! - على طول السورة، وهم قوم عصاة، ظَلَمة، قَتَلَة، ناقضون للعهد، مخالفون لشريعة الله، لم يتحمَّلوا أمر التوراة، حتى وإن كان الأمر التكليفيُّ سهلًا جدًّا، ولو كلَّفهم الله بذبح بقرة من الأبقار أيًّا كانت هذه البقرة، فما أيسر هذا الأمر! وما أسهله على المكلَّفين أن يأتوا بأيَّة بقرة - صغيرة أو كبيرة، سمينة أو هزيلة - ويذبحونها!
ويظهر أن الجحود سمة أساسية في طبائع الفساد والإفساد؛ فهم أنكر الخلق للحقائق، وأكثرهم تكذيباً للصدق وأهله، وأعلى الناس صوتاً مجاهراً بالإفك والزيغ والشبهات والشهوات، وهم - لحمقهم وقلة توفيقهم - يقعون في هذه الضلالة الشخصية والمتعدية مع يقينهم التام ببطلان ما هم عليه، ودون شكٍّ بأن الحقَّ الصريح يقف مع مناوئيهم في الصف ذاته؛ بَيْد أن الغطرسة والأمراض النفسية حالت بينهم وبين الخضوع للصواب والانقياد لمرضاة الرب سبحانه الذي وصف حالهم بقوله: { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْـمُفْسِدِينَ} [النمل: 14]. لأجل هذا فهم دوماً في شقاق وخلاف مع أوامر الله ونواهيه، حتى قال الله سبحانه وتعالى عنهم: { الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْـخَاسِرُونَ} [البقرة: 27]، وإن الظلوم لنفسه، الجهول بحقيقة نفسـه، لَـمَن يعاند خالقه ومولاه، فينقُضُ العهدَ بعد توثيقه وتوكيده، ويقطع ما أمر الله به أن يوصَل، ويفسد في الأرض ما وسعه الجهد، ويا له من عناء وطريق ذي وعثاء خاتمته الخسارة الدنيوية أو الأخروية أو كلاهما.
وقال فرعون ذروني اقتل موسى وليدع ربه
الوقفة الثانية: من فقه الداعية (التدرج في إقامة الحجة): - وهذا ظاهر في طريقة الداعية المؤمن الحكيمة: ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ( النحل:125). - ثم جعل يرهبهم من زوال نعمة الله عليهم وحلول نقمته: ( يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِن جَاءَنَا). كلاب الصهاينة وحرب الهاشتاقات (أنا عقبة) - الصفحة 4 - هوامير البورصة السعودية. - ثم ذكرهم بتاريخ مصر نفسها، وتشكيك مَن سبقهم في دعوة يوسف -عليه السلام-، ولولا أنهم آمنوا لهلكوا، ثم ما الغرابة في إرسال الرسل من بعده؟ ( وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ). - ثم ذكرهم بتاريخ الأمم قبلهم، وكيف كان هلاكهم بسبب تكذيب الرسل: ( وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ. مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ).
اية وقال فرعون ذروني اقتل موسى Mp3
أحدث المقالات
اية وقال فرعون ذروني اقتل موسى
- ثم كانت الكلمة الأخيرة بإصرارهم على الكفر واتباع الفرعون وعبادة غير الله: ( وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ. لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ). - فكان زجرهم بسوء عاقبتهم وما سيكون من ندمهم إذا نزل العذاب، مع إظهار عدم المبالاة بتهديدهم ووعيدهم، مبينًا لهم أنه في حفظ وجناب مَن بيده كل شيء: ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ). الوقفة الرابعة: بيان عاقبة الفريقين: - الآيات شاهدة بحسن عاقبة المؤمن، وسوء عاقبة الطغاة المجرمين: قال -تعالى-: ( فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ. وقال فرعون ذروني - طموحاتي. النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)، وقال -تعالى-: ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ. إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ.
فأصبح يهديهم إلى الطريق الصحيح وهو منهج موسى عليه السلام، لأن الدنيا متاع أما الآخرة هي دار القرار وأصبح يدعوهم للنجاة وهم يدعوهم للشرك بالله. فقال تعالى: "وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ" غافر:41. اية وقال فرعون ذروني اقتل موسى mp3. ثم ختم مؤمن آل فرعون موعظته وخطبته بقوله تعالى: " فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ" غافر:44. إن هذه ليست بقدرتي وليس بأمري، ولكن أدع أمري لله تعالى وأفوضه له لأنه هو بصير بالعباد. ما هي نهاية مؤمن آل فرعون؟
وفي نهاية خطبة مؤمن آل فرعون، قام فرعون بتجهيز خطة لقتله، ولكن فرعون لم يستطع فعل ذلك؛ لأن الله تعالى نجّا هذا المؤمن مع موسى عليه السلام، عندما خرج بني إسرائيل من مصر إلى البحر، وكان مؤمن آل فرعون يدخل البحر بفرسه ويقول لموسى هل هنا وعدك ربك، فيردُ عليه موسى ويقول له: نعم هنا وعدني ربي، فنجا الله تعالى موسى عليه السلام ومعه مؤمن آل فرعون ومعهم بني إسرائيل، وأغرق الله تعالى فرعون ومن معه من الجنود، فقال تعالى: "فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ" غافر:45.