تاريخ النشر: الأحد 22 رجب 1420 هـ - 31-10-1999 م
التقييم:
رقم الفتوى: 1904
5300
0
157
السؤال
تعرفون قصة الذي قتل مائة وتاب الله عليه، السؤال هنا مادام أن الشهيد يغفر له كل شيء إلا الدين، لأنه حق آدمي، فما بالك بالآدمي نفسه، فكيف يغفر لمن قتل مائة ولا يغفر لمن أخذ حقًا من حقوق الناس دون أن يعمل على إرجاعها، كما مثلت لكم بالدين مثلا؟ والدليل على كلامي أن الصحابة تعددت آراؤهم حول هل للقاتل العمد توبة؟ وتعرفون قصة ابن عباس الشهيرة، وما أود الوصول إليه لو أن حاكمًا لبلاد قتل وفسق وخان الله ورسوله، وقبل وفاته أصيب بمرض خطير وتاب. فهل ينجو يوم القيامة، أم إنه على خطر وأمره إلى الله؟ أرجو أن ترحبوا بالسؤال خاصة أنه يتعلق بالعقائد. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
لقد ذكر الله لنا في كتابه أنه يغفر جميع الذنوب، إلا إذا كان هذا الذنب شركاً، فإنه لا يغفره، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ {النساء:48}، فيكون القاتل للمائة نفس داخلاً تحت هذه المشيئة إن شاء غفر له، وعفو الله واسع وإن شاء حاسبه.
ان الله لايغفر ان يشرك به سورة النساء
* * * وأما قوله: " ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدًا " ، فإنه يعني: ومن يجعل لله في عبادته شريكًا، فقد ذهب عن طريق الحق وزال عن قصد السبيل، ذهابًا بعيدًا وزوالا شديدًا، وذلك أنه بإشراكه بالله في عبادته قد أطاع الشيطان وسلك طريقه، (19) وترك طاعة الله ومنهاج دينه. فذاك هو الضلال البعيد والخُسران المبين.
إن الله لايغفر أن يشرك بی بی
السؤال:
مستمع بعث برسالة ضمنها جمعًا من الأسئلة، ووقع في نهاية رسالته بالحروف (ع. غ. ع) من الجمهورية العراقية، يقول: فسروا لنا قول الحق -تبارك وتعالى-: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:116]. الجواب:
هذه الآية على ظاهرها يخبر سبحانه أنه لا يغفر الشرك لمن مات عليه، إذا مات على الشرك؛ لا يغفر له، إذا مات يسب الدين، يسأل الأموات، ويستغيث بالأموات، أو بالملائكة، أو بالجن، أو بالأصنام يدعوهم، يسألهم النصر، يسألهم الغوث، شفاء المرضى، إلى غير هذا، هذا إذا مات على هذا؛ لا يغفر له إلى النار، نعوذ بالله. وهكذا على الصحيح لو مات تاركًا للصلاة لا يصلي...... لا يغفر له؛ لأنه مات على الكفر بالله، أو مات جاحدًا للصلاة، جاحدًا للزكاة، جاحدًا لصيام رمضان، جاحدًا للحج مع الاستطاعة؛ يكون إلى النار، ما يغفر له -نعوذ بالله- أو مات يسب الدين، أو يستهزئ بالدين، أو ينكر الآخرة والجنة، أو النار أو الجنة، هذا كله كفر بالله، وشرك به سبحانه، من مات عليه؛ فإنه لا يغفر له أبدًا -نسأل الله العافية- بل له النار أبد الآباد. إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء - إسلام ويب - مركز الفتوى. أما من مات على المعصية وهي التي دون الشرك، مات على الزنا ما تاب، أو على الخمر، أو على الربا، أو العقوق لوالديه، أو أحدهما، أو قطيعة الرحم، أو ما أشبه ذلك من المعاصي.. لم يتب؛ هذا تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له سبحانه بتوحيده وإسلامه وطاعته الأخرى، وإن شاء ربنا سبحانه أدخله النار، وعذبه فيها على قدر المعصية التي مات عليها، ثم يخرج من النار إلى الجنة بعدما يمحص في النار ويطهر.
إن الله لايغفر أن يشرك با ما
يعني ما دون الشرك من الذنوب كالزنا، والعقوق، والخمر، ونحو ذلك تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر لصاحبه يوم القيامة بأعمالٍ صالحة أخرى، وبحسناته الأخرى فضلاً من الله وجوداً وكرما وإن شاء عاقبه على قدر معاصيه التي مات عليها من عقوق ٍ للوالدين أو أحدهما أو شرب المسكر من الزنا من الغيبة وغير ذلك، ثم قال سبحانه:ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيما. في الآية الأخيرة: وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (116) سورة النساء.
أى: ومن يشرك بالله- تعالى- بأن يعبد سواه، أو يجعل معه شريكا في العبادة فقد سار في طريق الشرور والآثام سيرا بعيدا ينتهى به إلى الهلاك، ويفضى به إلى العذاب المهين. وهذه الآية قد مر الكلام مفصلا في آية تشبهها من هذه السورة وهي قوله- تعالى- إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ. تفسير سورة النساء - تفسير قوله إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَش. وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً قالوا: وقد ختمت هذه الآية بقوله: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً لأنها في شأن أهل الكتاب من اليهود وهم عندهم علم بصحة نبوته صلى الله عليه وسلم وبأن شريعته ناسخة لجميع الشرائع ومع ذلك فقد حملهم الحسد على إنكار الحق، فصار فعلهم هذا افتراء بالغ العظم في الكذب والجرأة على الله. وختمت الآية التي معنا بقوله- تعالى-: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً لأنها في قوم مشركين لم يعرفوا من قبل كتابا ولا وحيا، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق، وميز لهم طريق الرشد من طريق الغي، ولكنهم لم يتبعوه فكان فعلهم هذا ضلالا واضحا عن طريق الحق. وابتعادا شديدا عن الصراط المستقيم.
يوم شعب جبلة
كان لقيط بن زرارة قد عزم على غزو بني عامر بن صعصعة للأخذ بثأر أخيه معبد بن زرارة ، وقد ذكرنا موته عندهم أسيرا. فبينما هو يتجهز أتاه الخبر بحلف بني عبس وبني عامر ، فلم يطمع في القوم وأرسل إلى كل من كان بينه وبين عبس ذحل يسأله الحلف والتظافر على غزو عبس وعامر. لقيط بن زرارة التميمي - ويكيبيديا. فاجتمعت إليه أسد وغطفان وعمرو بن الجون ومعاوية بن الجون واستوثقوا واستكثروا وساروا ، فعقد معاوية بن الجون الألوية ، فكان بنو أسد وبنو فزارة بلواء مع معاوية بن الجون ، وعقد لعمرو بن تميم مع حاجب بن زرارة وعقد للرباب مع حسان بن همام ، وعقد لجماعة من بطون تميم مع [ ص: 523] عمرو بن عدس ، وعقد لحنظلة بأسرها مع لقيط بن زرارة ، وكان مع لقيط ابنته دختنوس ، وكان يغزو بها معه ويرجع إلى رأيها. وساروا في جمع عظيم لا يشكون في قتل عبس وعامر وإدراك ثأرهم. فلقي لقيط في طريقه كرب بن صفوان بن الحباب السعدي ، وكان شريفا ، فقال: ما منعك أن تسير معنا في غزاتنا ؟ قال: أنا مشغول في طلب إبل لي. قال: لا بل تريد أن تنذر بنا القوم ، ولا أتركك حتى تحلف أنك لا تخبرهم ، فحلف له ، ثم سار عنه وهو مغضب. فلما دنا من عامر أخذ خرقة فصر بها حنظلة وشوكا وترابا وخرقتين يمانيتين وخرقة حمراء وعشرة أحجار سود ثم رمى بها حيث يسقون ولم يتكلم.
لقيط بن زراره التميمي - المعرفة
لقيط بن زرارة الدارمي
لقيط بن زرارة بن عدس الدارمي من تميم
فارس جاهلي من أشراف قومه كنيته ( ابو دختنوس) و هي بنته و لا عقب له غيرها و يقال له ابو نهشل و كان دينه المجوسية
قتل يوم ( شعب جبلة) في نجد و كان لقيط رئيس تميم فيه فقتله عبد الوهاب العبسي و قيل شريح بن الأحوص.
وسار حتى نزل على فم الشعب بعساكر جرارة كثيرة الصواهل وليس لهم هم إلا الماء ، فقصدوه. فقال لهم قيس: أخرجوا عليهم الآن الإبل ، ففعلوا ذلك ، فخرجت الإبل مذاعير عطاشا وهم في أعراضها وأدبارها ، فخبطت تميما ومن معها وقطعتهم ، وكانوا في الشعب ، وأبرزتهم إلى الصحراء على غير تعبية.
لقيط بن زراره التميمي
[23] [24]
في الصّيف ضيّعْتِ اللّبن يا دختنوس [ عدل]
ثم بعد ذلك تزوجت خالد الزراري وهو فتى ذا جمال وشباب جسيماً وسيماً ولكنه فقيراً قليل المال, [25] وذات عام أجدبت الارض وأصبحت قاحلة وكان الوقتُ صيفاً قائضاً فمرت إبل عمرو بن عدس عليها كأنها الليل من كثرتها فقالت دختنوس لخادمتها:
« ويلك إنطلقي إلى أبي شريح - وكان عمرو يكنى بأبي شريح - فقولي له فليسقنا من اللبن ». فأتت الخادمة تطلب منه حلوبة [26] فقالت له:
« إن بنت عمك دختنوس تقول لك إسقِنا من لبنك ». فقال لها عمرو:
« قولي لها في الصّيف ضيّعْتِ اللّبن يا دختنوس [27] [28] [29] ». لقيط بن زراره التميمي. فمضى مثلاً مُتداول بين العرب يضرب لمن ضيّع الفرصة، وفوّت الغنيمة [30] [31] وقيل أن هذا المثل يروى هكذا:
« الصيف ضيحت اللبن »
بالحاء بدلاً من العين وهو من الضياح والضيج، وهو اللبن الممذوق الكثير الماء، يُريد ويقصد: الصيف أفسدت اللبن وحرمته نفسك. [32] [33] [34]
ثم أرسل إليها بلقوحين ورواية من لبن، فقالت الخادمة:
« أرسل إليكِ أبو شريح بِهذا »
وهو يقول لكِ:
« في الصّيف ضيّعْتِ اللّبن يا دخنتوس ». فقالت دختنوس حين سمعت ذلك وضربت بيدها بخفة على منكب زوجها خالد الزُراري: [35]
« هذا ومِذقَةُ خيرٌ [36] ».
وفي هذا اليوم ولد عامر بن الطفيل العامري. وقد قال بعض العلماء إن المجوسية كان يدين بها بعض العرب بالبحرين ، وكان زرارة بن عدس وابناه حاجب ولقيط والأقرع بن حابس وغيرهم مجوسا ، وإن لقيطا تزوج ابنته دختنوس وسماها بهذا الاسم الفارسي ، وإنه قتل وهي تحته ، فقال في ذلك: يا ليت شعري عنك دختنوس
الأبيات. والأول أصح ، والله أعلم.
لقيط بن زرارة التميمي - ويكيبيديا
ثم مضى إلى ملك الحيرة المنذر بن ماء السماء، فأعطاه مئة من إبله الهِجان، فبعث بها إلى أبيه، ثم توجه إلى كسرى، فأعجب به وكساه ومنحه الحليَّ والجواهر. لقيط بن زيارة موقع. إلاّ أن لقيطاً، على ما كان فيه من صفات النبل والفروسية، تعرض لهجاء الشعراء لـه وتعييرهم إياه، ففي يوم (رَحْرَحان الثاني) وهو يوم وقع قبل الهجرة النبوية بأربع وخمسين سنة وانتصر فيه بنو عامر على بني تميم، أُسر مَعْبَد أخو لقيط من غير أمه، فأبى لقيط أن يدفع الدِّيَة ليفك أسره، زاعماً أن العرب بعد ذلك تطمع بهم وتقتسم أموالهم، فعمد بنو عامر إلى معبد وشدوا عليه الوثاق، وبعثوا به إلى الطائف خوفاً من بني تميم أن يستنقذوه، فلم يزل هناك حتى مات. وبعد سنة من يوم (رَحْرَحان) أي سنة ثلاث وخمسين قبل الهجرة، نشبت الحرب من جديد بين بني عامر وحلفائهم من قيس وبني تميم وحلفائهم من ذبيان، وهي التي عرفت بيوم (شِعْب جَبَلَة)، فخرج لقيط يقود قومه في هذه الحرب مطالباً بدم أخيه معبد، إلاّ أن الغلبة كانت لبني عامر، فانهزم بنو تميم وقتل آنذاك لقيط، وكان الذي تولى قتله عُمارة الوهَّاب العبسي. فلما أشرف على الموت جعل يذكر ابنته ويقول:
يا ليتَ شِعْري عنكِ دَخْتَنُوسُ
إذا أتاكِ الخبرُ المَرْموسُ
أتحلِقُ القُرونَ أم تميسُ
لا بل تميسُ إنها عروسُ
فاندفعت ابنته ترثيه وتذكر ما كان من غدر بني عبس حين أخذوا يضربونه وهو ميت فتقول:
ألا يالَها الوَيلاتُ ويلاتُ مَنْ بكى
لضربِ بني عبسٍ لقيطاً وقد قَضَى
فلو أنكم كنتمْ غداةَ لقيتمُ
لَقيطاً ضربتمْ بالأسنَّةِ والقَنا
لم يكن لقيط شاعراً مكثراً، فقد كان يرتجل الشعر في مناسبات ترتبط بالوقائع والأحداث التي عاشها وشارك فيها.
أما لقيط فقد غضب عليه كسرى بعد أن عرف بأمر الرسالة، فقطع لسانه ثم قتله. لقيط بن زراره التميمي - المعرفة. من المصادر:
الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني، دار الفكر، ج22، ص 356. الشعر والشعراء لابن قتيبة، ج1، ص 199- 201. معجم الشعراء لعفيف عبد الرحمن، ص 231- الشاعر 1570. ليسمح لي القراء أن أثبت هنا مقاطع من قصيدة لي حذرت فيها أبناء شعبي مما يكاد لهم، وكنت كتبت القصيدة سنة 1970 متمثلًا قصيدة "العَوْدَةُ إلى حِكايَةِ لَقِيط"، والشيء بالشيء يُذكر:
سَوْطُ حَظِّي ذابَ في حَرْفِي مَشَقَّهْ
دَلَّني دَرْبًا خَفوتَ الأُخرَياتْ
كانَ في دَرْبِيَ خَصْمًا
يَدُهُ َزْرقاءُ
لَفَّها بين الثَّنايا الواجِماتْ
حِقْدُ سِكِّينٍ تَلَظَّى
(وَقعُهُ خَلْفَ العُيونْ
كادَ أَن يَغتالَ رِقَّةْ)
- بعضَ صَبْرٍ بَعْضَ تَأساءْ!