وقد ظهر ، والحمد لله ، أن الأمر كما [ ص: 5102] ذكرناه ، وظهوره لا يرتاب العاقل فيه. المقام الثاني - أن يقال: هب أن لفظ الآية لا يدل عليه ، إلا أنه كلام ذكره الناس. فما قولك فيه ؟ وجوابنا أن الأدلة الكثيرة قامت على عصمة الأنبياء عليهم السلام ، ولم يدل دليل على صحة هذه الحكايات ، ورواية الآحاد لا تصلح معارضة للدلائل القوية ، فكيف الحكايات عن أقوام لا يبالى بهم ولا يلتفت إلى أقوالهم ؟ والله أعلم. انتهى كلام الرازي. تفسير سورة ص الآية 37 تفسير ابن كثير - القران للجميع. وسبقه ابن حزم حيث قال: تأويل الآية على أنه قتل الخيل; إذ اشتغل بها عن الصلاة. خرافة موضوعة مكذوبة سخيفة باردة ، قد جمعت أفانين من القول; لأن فيها معاقبة خيل لا ذنب لها ، والتمثيل بها ، وإتلاف مال منتفع به بلا معنى ، ونسبة تضييع الصلاة إلى نبي مرسل ، ثم يعاقب الخيل على ذنبه لا على ذنبها ، وإنما معنى الآية أنه أخبر أنه أحب حب الخير. من أجل ذكر ربه حتى توارت الشمس ، أو تلك الصافنات بحجابها ، ثم أمر بردها. فطفق مسحا بسوقها ، وأعناقها بيده ، برا بها ، وإكراما لها ، هذا هو ظاهر الآية الذي لا يحتمل غيره ، وليس فيها إشارة أصلا إلى ما ذكروه من قتل الخيل وتعطيل الصلاة ، وكل هذا قد قاله ثقات المسلمين.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة ص - القول في تأويل قوله تعالى " ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب "- الجزء رقم21
فإن احتمالية المعنى الآخر قائمة إذا وجد الدليل
عليه بالسند وهو أنه قتلها أو ذبحها كان تقرباً الى الله تعالى لأنها شغلت النبي سليمان
عن عبادة أو ورد أو ذكر. وقد يكون ذلك جائز في شرعهم سواء كان الذبح للأكل
أو لغيره. فقد ورد أن نبياً من الأنبياء احرق قرية من النمل لأنها قرصته نملة. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم:
أَنَّ نَمْلَةً قَرَصَتْ نَبيًّا مِنَ الأنْبِيَاءِ. فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأحْرِقَتْ. فَأوْحَى الله إِلَيْهِ:
أَفِي أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أهْلَكْتَ أمَّةً مِنَ الأمَمِ تُسَبِّحُ. أما حجة من قال أن التخلّف عن صلاة العصر منافية لعصمة الأنبياء وأن ذلك لا يجوز
بحقهم، فقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه تخلّف عن صلاة العصر حتى غابت
الشمس حيث صلّاها بعد المغرب. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة ص - القول في تأويل قوله تعالى " ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب "- الجزء رقم21. فعن زر بن حبيش عن حذيفة
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الخندق: شغلونا عن صلاة العصر ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا. قال ولم يصلها يومئذ حتى غابت الشمس. ولكن السؤال الذي ينبغي لنا أن نسأله:
إذا كان المقصود بالمسح هو المسح باليد على العراقيب والأعناق. فلماذا ذُكر أولاً السوق ثم الأعناق؟؟.
تفسير سورة ص الآية 37 تفسير ابن كثير - القران للجميع
القرآن الكريم - ص 38: 33 Sad 38: 33
عَلَى أَنَّ إِفْسَادَ الْمَالِ الْمَنْهِيَّ عَنْهُ فِي شَرْعِنَا: إِنَّمَا هُوَ
مُجَرَّدُ إِضَاعَتِهِ لِغَيْرِ غَرَضٍ صَحِيحٍ ، وَأَمَّا لِغَرَضٍ صَحِيحٍ ،
فَقَدْ جَازَ مِثْلُهُ فِي شَرْعِنَا، كَمَا وَقَعَ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِنْ إِكْفَاءِ الْقُدُورِ الَّتِي طُبِخَتْ مِنَ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ
الْقِسْمَةِ، وَلِهَذَا نَظَائِرُ كَثِيرَةٌ فِي الشَّرِيعَةِ، وَمِنْ ذَلِكَ مَا
وَقَعَ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْ إِحْرَاقِ طَعَامِ الْمُحْتَكِرِ ". انتهى من " فتح القدير " (4/ 495). وهو ـ أيضا ـ اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ؛ قال: " لَمَّا فَاتَتْهُ
صَلَاةُ الْعَصْرِ بِسَبَبِ الْخَيْلِ ، طَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ
، فَعَقَرَهَا كَفَّارَةً لِمَا صَنَعَ " انتهى من " منهاج السنة النبوية " (5/
231). واختاره: تلميذه ابن القيم ، رحمه الله ، كما في " مدارج السالكين " (3/ 48) ،
والسعدي في تفسيره (712) ، وابن عثيمين ، وحكاه عن أكثر المفسرين ، كما في " اللقاء
الشهري " (39/ 33) بترقيم الشاملة. وحكى ابن الجوزي الخلاف فيه على ثلاثة أقوال، قال: "والمفسِّرون على القول الأول"
، أي: أنه قطع أعناقها وسوقها بالذبح.
إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها. فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها. فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها. فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها. وَلا يَخافُ عُقْباها. والمراد بثمود: تلك القبيلة التي أرسل الله- تعالى- إلى أهلها صالحا- عليه السلام- لكي يأمرهم بإخلاص العبادة لله وحده. ومفعول «كذبت» محذوف للعلم به. والباء في قوله «بطغواها» للسببية، والطّغوى: اسم مصدر من الطغيان، وهو مجاوزة الحد المعتاد. أى: كذبت قبيلة ثمود- نبيهم صالحا- عليه السلام بسبب طغيانهم وإفراطهم في الجحود والتكبر والعناد. وقيل: إن الباء للتعدية، والطغوى: اسم للعذاب الذي نزل بهم، والذي توعدهم به نبيهم. أى: كذبت ثمود بعذابها، الذي توعدهم رسولهم به، إذا ما استمروا في كفرهم وطغيانهم. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
يخبر تعالى عن ثمود أنهم كذبوا رسولهم ، بسبب ما كانوا عليه من الطغيان والبغي. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الشمس - الآية 11. وقال محمد بن كعب: ( بطغواها) أي: بأجمعها. والأول أولى ، قاله مجاهد وقتادة وغيرهما. فأعقبهم ذلك تكذيبا في قلوبهم بما جاءهم به رسولهم من الهدى واليقين. ﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: كذبت ثمود بطغواها أي بطغيانها ، وهو خروجها عن الحد في العصيان قاله مجاهد وقتادة وغيرهما.
القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة الشمس - الآية 11
( كذبت ثمود بطغواها إذ انبعث أشقاها)
أما قوله تعالى: ( كذبت ثمود بطغواها) ، قال الفراء: الطغيان والطغوى مصدران إلا أن الطغوى أشبه برؤوس الآيات فاختير لذلك وهو كالدعوى من الدعاء وفي التفسير وجهان:
أحدهما: أنها فعلت التكذيب بطغيانها ، كما تقول: ظلمني بجراءته على الله تعالى ، والمعنى أن طغيانهم حملهم على التكذيب به هذا هو القول المشهور. والثاني: أن الطغوى اسم لعذابهم الذي أهلكوا به ، والمعنى كذبت بعذابها أي لم يصدقوا رسولهم فيما أنذرهم به من العذاب ، وهذا لا يبعد لأن معنى الطغيان في اللغة مجاوزة القدر المعتاد فيجوز [ ص: 177] أن يسمى العذاب الذي جاءهم طغوى لأنه كان صيحة مجاوزة للقدر المعتاد أو يكون التقدير كذبت بما أوعدت به من العذاب ذي الطغوى ويدل على هذا التأويل قوله تعالى: ( كذبت ثمود وعاد بالقارعة) [ الحاقة: 4] أي بالعذاب الذي حل بها ، ثم قال: ( فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية) [ الحاقة: 5] فسمى ما أهلكوا به من العذاب طاغية. قوله تعالى: ( إذ انبعث أشقاها) انبعث مطاوع بعث ، يقال: بعثت فلانا على الأمر فانبعث له ، والمعنى أنه كذبت ثمود بسبب طغيانهم حين انبعث أشقاها وهو عاقر الناقة وفيه قولان:
أحدهما: أنه شخص معين واسمه قدار بن سالف ويضرب به المثل يقال: أشأم من قدار ، وهو أشقى الأولين بفتوى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
| كذبت ثمود بطغواها | مقام البيات | القارئ سعيد طوسي اندونيسيا 2022 - YouTube
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الشمس - الآية 11
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( بِالطَّاغِيَةِ) قال: أرسل الله عليهم صيحة واحدة فأهمدتهم. وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: فأُهلكوا بالصيحة الطاغية. وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب، لأن الله إنما أخبر عن ثمود بالمعنى الذي أهلكها به، كما أخبر عن عاد بالذي أهلكها به.
والثاني: يجوز أن يكونوا جماعة ، وإنما جاء على لفظ الوحدان لتسويتك في أفعل التفضيل إذا أضفته بين الواحد والجمع والمذكر والمؤنث تقول: هذان أفضل الناس وهؤلاء أفضلهم ، وهذا يتأكد بقوله: ( فكذبوه فعقروها) ، وكان يجوز أن يقال: أشقوها ، كما يقال: أفاضلهم.
| كذبت ثمود بطغواها | مقام البيات | القارئ سعيد طوسي اندونيسيا 2022 - Youtube
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا): أي الطغيان. وقال آخرون: كذّبت ثمود بمعصيتهم الله. * ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد &; 24-459 &; ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا) قال: معصيتها. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا) قال: بغيانهم وبمعصيتهم. وقال آخرون: بل معنى ذلك بأجمعها. القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة الشمس - الآية 11. * ذكر من قال ذلك:حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يحيى بن أيوب وابن لَهِيعة، عن عُمارة بن غزية، عن محمد ب رفاعة القُرَظِيّ، عن محمد بن كعب، أنه قال: ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا) قال: بأجمعها. حدثني ابن عيد الرحيم الْبَرِقيّ، قال: ثنا ابن أبي مَرْيم، قال: أخبرني يحيى بن أيوب، قال: ثني عمارة بن غزية، عن محمد بن رفاعة القُرَظِيّ، عن محمد بن كعب، مثله. وقيل ( طَغْوَاهَا) بمعنى: طغيانهم، وهما مصدران للتوفيق بين رءوس الآي، إذ كانت الطغْوَى أشبه بسائر رءوس الآيات في هذه السورة، وذلك نظير قوله: وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ بمعنى: وآخر دعائهم.
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) وقوله: ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا) يقول: كذَّبت ثمود بطغيانها، يعني: بعذابها الذي وعدهموه صالح عليه السلام، فكان ذلك العذاب طاغيا طغى عليهم، كما قال جلّ ثناؤه: فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، وإن كان فيه اختلاف بين أهل التأويل. * ذكر من قال القول الذي قلنا في ذلك: حدثني سعيد بن عمرو السَّكونّي، قال: ثنا الوليد بن سَلَمة الفِلَسْطِينيّ، قال: ثني يزيد بن سمرة المَذحِجيّ عن عطاء الخُراسانيّ، عن ابن عباس، في قول الله: ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا) قال: اسم العذاب الذي جاءها، الطَّغْوَى، فقال: كذّبت ثمود بعذابها. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا): أي الطغيان. وقال آخرون: كذّبت ثمود بمعصيتهم الله. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد &; 24-459 &; ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا) قال: معصيتها. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا) قال: بغيانهم وبمعصيتهم.