وسبب نزول هذه الآية ما رواه البخاري في «صحيحه» في قصة وفد بني تميم بسنده إلى ابن الزبير قال «قدم ركب من بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: أمَّرْ عليهم القعقاع بن معبد بن زُرارة. وقال عُمر: بل أمِّر الأقرعَ بن حابس. قال أبو بكر: ما أردت إلاّ خلافي أو إلَى خلافي قال عمر: ما أردت خِلافك أو إلى خلافك فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما في ذلك فنزل { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون} [ الحجرات: 1 ، 2]. يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله امرا. فهذه الآية توطئة للنهي عن رفع الأصوات عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والجهرِ له بالقول وندائه من وراء الحجرات.
- يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله امرا
- يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله الى الذين عاهدتم
- طرق علاج النفس «الأمارة بالسوء» في الإسلام | فتاوى وأحكام | الموجز
يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله امرا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) تفسير سورة الحجرات. مدنية بإجماع. وهي ثماني عشرة آية. بسم الله الرحمن الرحيم. يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم. فيه ثلاث مسائل: الأولى: قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله قال العلماء: كان في العربي جفاء وسوء أدب في خطاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وتلقيب الناس. فالسورة في الأمر بمكارم الأخلاق ورعاية الآداب. وقرأ الضحاك ويعقوب الحضرمي: ( لا تقدموا) بفتح التاء والدال من التقدم. الباقون تقدموا بضم التاء وكسر الدال من التقديم. ومعناهما ظاهر ، أي: لا تقدموا قولا ولا فعلا بين يدي الله وقول رسوله وفعله فيما سبيله أن تأخذوه عنه من أمر الدين والدنيا. ومن قدم قوله أو فعله على الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد قدمه على الله تعالى لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - إنما يأمر عن أمر الله عز وجل. يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله الى الذين عاهدتم. الثانية: واختلف في سبب نزولها على أقوال ستة: الأول: ما ذكره الواحدي من حديث ابن جريج قال: حدثني ابن أبي مليكة أن عبد الله بن الزبير أخبره أنه قدم ركب من بني تميم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد.
يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله الى الذين عاهدتم
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل وإن اختلفت ألفاظهم بالبيان عن معناه. * ذكر من قال ذلك: حدثنا عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, في قوله ( لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) يقول: لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة. إعراب قوله تعالى: ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الآية 1 سورة الحجرات. حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, في قوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)... الآية قال: نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه. حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) قال: لا تفتاتوا على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بشيء حتى يقضيه الله على لسانه. حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) ذُكر لنا أن ناسا كانوا يقولون: لو أنـزل في كذا لوضع كذا وكذا, قال: فكره الله عزّ وجلّ ذلك, وقدم فيه.
وقد سلك القرآن لإقامة أهم حُسن المعاملة طريقَ النهي عن أضدادها من سوء المعاملة لأن درء المفسدة مقدم في النظر العقلي على جلب المصلحة. يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله لعنهم. وعَطْف { واتقوا اللَّه} تكملة للنهي عن التقدم بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ليدل على أن ترك إبرام شيء دون إذن الرسول صلى الله عليه وسلم من تقوى الله وحده ، أي ضده ليس من التقوى. وجملة { إن اللَّه سميع عليم} في موضع العلة للنهي عن التقدم بين يدي الله ورسوله وللأمر بتقوى الله. والسميع: العليم بالمسموعات ، والعليم أعم وذكرها بين الصفتين كناية عن التحذير من المخالفة ففي ذلك تأكيد للنهي والأمر.
ولن يتوقف عنك كيد الشيطان ولكنك ستصبح قوياً تستعصي على الشيطان، ولن تستطيع نفسك أن تسول لك بما تفعله معك الآن لأنك في مرحلة امتحان واختبار، فاثبت ثبتك الله، ووفقك الله، ودعواتي لك من أعماق قلبي أن يثبتك الله وأن يوفقك وأن يمدك بمدد من عنده وأن يجعل لك من لدنه وليّاً ونصيراً، وأن يجعل لك على الخير أعواناً. كما أوصيك بصحبة الصالحين وحضور مجالس العلم والإكثار من قراءة القرآن والاستغفار، والصلاة على النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، واعلم أن الذكر حصن حصين من كيد الشيطان الرجيم، فأكثر من ذكر الله، واعلم أنك إن ذكرته ذكرك، والله تبارك وتعالى يتولى الصالحين، مع تمنياتي لك بالتوفيق. والله الموفق.
طرق علاج النفس «الأمارة بالسوء» في الإسلام | فتاوى وأحكام | الموجز
تاريخ النشر: 2008-04-29 11:52:49
المجيب: الشيخ / موافي عزب
تــقيـيـم:
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كنت فيما مضى شاب طائش لا همّ له إلا المجون والجري وراء الفتيات، وقد هداني الله لطريقه فالتزمت بديني ولله الحمد، وأصبحت مواظباً على صلاتي ولا أتركها أبداً، وأقرأ القرآن وأصلي في جوف الليل ولله الحمد. ومشكلتي هي نفسي، حيث أشعر كأن شخصين في جسدي، أحدهما ثابت على التوبة والآخر يحاول جاهداً أن يثنيني عنها، وفي بعض المرات أفكر في أمور محظورة كوجود الله والتشكيك في بعض الأمور، وأتوجه بعدها لله وأصلي وأبكي وأدعوه أن يبعد عني هذه الشكوك. وأحياناً تحدثني نفسي بالرجوع لعالم الفتيات وتجعلني أسترق النظرات، ولكني أعود وأصلي وأبكي وأدعو الله أن يثبتني، وأدعو الله دوماً أن يبعد عني هذه الوساوس وأن يعينني على نفسي، والأمر يزداد سوءاً كلما ازددت التزاماً، وكلما زادت نفسي حدة، فكيف أستطيع أن أسكت هذه النفس الأمارة بالسوء وأن أتبع درب الرحمن بصفة كاملة؟
وشكراً. الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله. فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يثبتك على الحق وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يقيك شر نفسك، وأن يجعلك من الصالحين ومن المتقين.
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
النفس الإنسانيّة وأقسامها
امتحن الله الإنسان بالنفس الأمارة واللوامة، وأكرمه بالنفس المطمئنة، وصلاح القلب يكون بمحاسبة النفس، وفسادها بالاسترسال معها، فمن لم تلمه نفسه يسود قلبه ويموت، فإنّما يموت القلب بكثرة درنات المعاصي؛ فإن لم يجد له واعظاً أو مانعًا يردعه عن الهوى صار في حضيض البهائم، وينسلخ عن الفضائل الإنسانيّة، فهو لا يشارك الإنسان إلّا بشكله وهيئته، وهذه النفس هي الأمارة بالسوء، فالنفس واحدةٌ؛ أولاً تكون أمَّارةً، ثمّ لوَّامةً، ثمّ مطمئنةً، وبها يصل المرء إلى غاية الكمال والصلاح. [١]
علاج النفس الأمّارة بالسوء
النفس الأمارة مذمومةٌ؛ فهي التي تأمر بكلّ سوءٍ، وتقود إلى كلّ قبيحٍ وكلّ مكروهٍ، وهذه طبيعتها، فالشيطان قرين النفس الأمارة بالسوء، فإذا فتحت لهم النفس باب الهوى، دخلوها فجاسوا خلال الديار، فعاثوا وأفسدوا، وفتكوا ودمّروها تدميرًا، فإن لم يخلص المرء من شرّها بمناجاة الله، ومحاسبة نفسه وردعها بالتقوى، فما تخلّص أحدٌ من شرّ نفسه إلّا بتقوى الله، [٢] وطرق الوقاية من سلطة النفس الأمارة كثيرةٌ، وفيما يأتي ذكر جملةٍ منها. ردع الجهل بالعلم
النفس الأمارة جاهلةٌ ظالمةٌ، يجب تهذيبها بالإدراك والوعي؛ فالجهل يصدر عنه كلّ أمرٍ وقولٍ قبيحٍ؛ فتهذيبها يكون بحضور المجالس الدينية، والدروس التي تقوي الوازع الديني، وتزيد معرفة الإنسان، وتوسّع مداركه؛ [٣] فقال الله-تعالى-: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَه عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا).