فالمؤمن يزن الأمور بهذه الطريقة بحيث يعلم أن العوج الذي في المرأة ليس من تكلفها، بل قسم كبير جداً منه يكون فطرياً جبلت عليه، فينبغي الصبر عليها، وعلى العموم في ضوء هذا الكلام ينبغي أن لا يغضب النساء من هذا؛ لأن هذا فيه عذر لهن، وتخفيف من وقوع الحرج عليهن، على أي الأحوال هذا هو الفرق بين الرجل والمرأة في البغض. ذكر الفعل الأول قال تعالى: ﴿فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ ، كان يمكن في غير القرآن الكريم الاستغناء عن هذا الفعل كأن يقال: فإن كرهتموهن فعسى أن يكون فيهن خير كثير، وحصر عليه هذا الحكم في الفعل الثاني الذي هو ((فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا))، لماذا؟ للتوصل إلى تعميم مفعوله، فكرر فعلين، يعني: إذا قال: فإن كرهتموهن فعسى أن يجعل الله فيهن خيراً كثيراً. فتكون هنا الكراهة تتعلق بالمرأة فقط التي يبغضها، لكن كرر الفعل فقال: ((فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ))، ثم قال: ((فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا))، يدل على عموم هذه القاعدة: أن الأمر ليس فقط مختصاً بكراهية الزوجات، ولكن المقصود به في عامة أحوالك وفي كل شئونك، هذه سنة من الله سبحانه وتعالى (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)، كما نلاحظ عامة الناس يستدلون بها في كل مناسبة ولا يحصرونها في شأن النساء.
عسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ))
القول في تأويل قوله: ( فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ( 19))
قال أبو جعفر: يعني بذلك تعالى ذكره: لا تعضلوا نساءكم لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن من غير ريبة ولا نشوز كان منهن ، ولكن عاشروهن بالمعروف وإن كرهتموهن ، فلعلكم أن تكرهوهن فتمسكوهن ، فيجعل الله لكم في إمساككم إياهن على كره منكم لهن - خيرا كثيرا ، من ولد يرزقكم منهن ، أو عطفكم عليهن بعد كراهتكم إياهن ، كما:
8908 - حدثني محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله: فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ، يقول ، فعسى الله أن يجعل في الكراهة خيرا كثيرا. 8909 - حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله:
8910 - حدثني محمد بن الحسين قال: حدثني أحمد بن مفضل قال: حدثنا أسباط ، عن السدي في قوله: ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ، قال: الولد. [ ص: 123] 8911 - حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس: ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ، والخير الكثير: أن يعطف عليها ، فيرزق الرجل ولدها ، ويجعل الله في ولدها خيرا كثيرا.
تفسير القرآن الكريم - المقدم - الجزء: 31 صفحة: 25
ليكن رمضان فرصة للتسامح، وتعظيم أواصر المودة من أجل حياة مطمئنة.
نعم لإكرام الزوجة.. لا لضربها أيها الأزواج أكرموا زوجاتكم على مائدة رمضان - الأسبوع
وقد عهدنا من الشارع: أن خطابه المطلق يجري على النمط الثاني. وقولنا: المطلق، احتراز من المقيد مثل قوله: والمؤمنين والمؤمنات. ومن هؤلاء من يدعي أن مطلق اللفظ في اللغة يشمل القسمين. والقول الثاني: أنهن لا يدخلن إلا بدليل. فعسي ان تكرهوا شييا ويجعل الله. ثم لا خلاف بين الفريقين أن آيات " الأحكام " و " الوعد " و " الوعيد " التي في القرآن: تشمل الفريقين ، وإن كانت بصيغة المذكر. فمن هؤلاء من يقول: دخلوا فيه لأن الشرع استعمل اللفظ فيهما ، وإن كان اللفظ المطلق لا يشمله ، وهذا يرجع إلى القول الأول. ومنهم من يقول: دخلوا ، لأنا علمنا من الدين استواء الفريقين في الأحكام ، فدخلوا ؛ كما ندخل نحن فيما خوطب به الرسول ، وكما تدخل سائر الأمة فيما خوطب به الواحد منها. وإن كانت صيغة اللفظ لا تشمل غير المخاطب" انتهى من "مجموع الفتاوى" (6/ 437). وقال ابن قدامة رحمه الله: "ويدخل النساء في الجمع المضاف إلى "الناس" ، وما لا يتبين فيه لفظ التذكير والتأنيث ، كأدوات الشرط. ولا يدخلن فيما يختص بالذكور من الأسماء، كالرجال والذكور. فأما الجمع بالواو والنون، كالمسلمين، وضمير المذكرين، كقوله، تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا: فاختار القاضي أنهن يدخلن فيه، وهو قول بعض الحنفية وابن داود.
(الشنقيطي). (لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً) معنى الآية يتضح بمعرفة سبب نزولها: قال ابن عباس (كانوا إذا مات الرجل، كان أولياؤه أحق بامرأته، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاء زوجوها، وإن شاءوا لم يزوجوها، وهم أحق بها من أهلها، فنزلت هذه الآية) رواه البخاري. وفي لفظ لأبي داود (كان الرجل يرث امرأة ذي قرابته فيعضلها حتى يموت أو ترد إليه صداقها). وفي لفظ لابن جرير وابن أبي حاتم (فإن كانت جميلة تزوجها، وإن كانت دميمة حبسها حتى تموت فيرثها). ومعنى الوراثة: قال ابن جرير: إن ذلك ليس من معنى وراثتهن إذا هنّ متن فتركن مالاً، وإنما ذلك أنهم في الجاهلية كانت إحداهن إذا مات زوجها، كان ابنه أو قريبه أولى بها من غيره، ومنها بنفسه، إن شاء نكحها، وإن شاء عضلها فمنعها من غيره ولم يزوجها حتى تموت، فحرم الله تعالى ذلك على عباده. تفسير القرآن الكريم - المقدم - الجزء: 31 صفحة: 25. • قوله (لكم) الخطاب لأولياء الزوج، ومعنى (ترثوا النساء) أي تخلفوا أزواجهن عليهن، وتكون لكم الولاية عليهن، وليس المراد أنهم يرثونهن كما يورث المال والمتاع، بل المراد الخلافة عليهن. • قال ابن عاشور: وصيغة (لا يحل) صيغة نهي صريح لأنّ الحلّ هو الإباحة في لسان العرب ولسان الشريعة، فنفيه يرادف معنى التحريم.
أما حق الوالي على الرعية الوفاء له، وعدم التكلم عليه سواء في محضره أو في مغيبه، والإجابة له وقت الشدة لأن عدم الإجابة للوالي الناصح تورث الحسرة والندامة وتسبب البلوى.
من حقوق الرعية على الراعي – – منصة قلم
الراعي و الرعية يعملان بشكل متكامل مع بعضهما البعض و أي اختلال في هذه العلاقة سيؤدي قطعاً إلى عواقب وخيمة، لن تحمد عاقبتها. تعريف الراعي و الرعية الراعي هو الشخص المسؤول عن عدد من الأشخاص تحته، و قد يكون العدد متراوحاُ بين الشخص الواحد و بين الملايين، و سواء كان يرعى شخصاً واحداً ام ملايين الأشخاص، تُشتق كلمة الراعي من الرعي أما الرعية، هم كل من يقع تحت مسؤولية الراعي و إشرافه و حمايته. من حقوق الراعي على رعيته. حقوق الراعي و الرعية حق الراعي حسن الولاء و السمع و الطاعة فيما لا يخالف شرع الله عزَّ وجل، و فيما يخص شؤون رعايته، و معاونته على الحق. من حق الراعي على رعيته أن يدعوا له بالصلاح و تقوى الله، وكذلك أن يدعوا المولى عز وجل أن يوفقه الله، و ينير بصيرته لما فيه الخير له، مع تعظيم المكانة والمنزلة التي وصل إليها، وعدم الاستهانة بها. الدعاء له بالتوفيق والسداد في كل أمور رعايته لهم. ضرورة احترامه و عدم التقليل من شأنه أو من شأن ما يبذله من جهد في سبيل رعايتهم. من حقوق الراعي أن يُنادي في رعيته بالصلاة خلفه، و كذلك الجهاد معه، و يأثم من يُخالف فتلك هي طاعة أولي الأمر التي أوصانا بها الله تعالى في كتابه العزيز.
وعنه قال: "الرعية مؤدية إلى الإمام ما أدى الإمام إلى الله، فإن رتع الإمام رتعوا". رواهما ابن سعد في (الطبقات) وفي إسناديهما مقال. وعن الأحنف بن قيس قال: "الوالي من الرعية مكان الروح من الجسد الذي لا حياة له إلا به، وموضع الرأس من أركان الجسد الذي لا بقاء له إلا معه". رواه ابن حبان في (روضة العقلاء). قال أبو بكر الطرطوشي في (سراج الملوك): "لم أزل أسمع الناس يقولون: أعمالكم عُمَّالُكُم، كما تكونوا يولَّ عليكم، إلى أن ظفرت بهذا المعنى في القرآن: {وَكَذَلِكَ نُوَلّي بَعْضَ الظّالِمِينَ بَعْضاً} [الأنعام: 129]. من حقوق الرعية على الراعي – – منصة قلم. وكان يقال: ما أنكرت من زمانك؛ فإنما أفسده عليك عملك".