وَلَمَّا: ظرفية شرطية والواو عاطفة. جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور وموسى فاعله. والجملة في محل جر بالإضافة. وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ: فعل ماض والهاء مفعوله وربّه فاعله، والجملة معطوفة. قالَ: فعل ماض وفاعله ضمير مستتر والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم. رَبِّ: منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم. أَرِنِي: فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة لأنه معتل الآخر، والنون للوقاية. والياء مفعوله الأول. ومفعوله الثاني محذوف تقديره نفسك، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. أَنْظُرْ إِلَيْكَ: مضارع مجزوم جواب الطلب وفاعله مستتر
ومتعلقان بالفعل قبلهما، وجواب الطلب وفعله مقول القول. قالَ: الجملة مستأنفة
لَنْ: حرف ناصب. تَرانِي: مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، والنون للوقاية، والياء مفعول به، والجملة مقول القول،
وَلكِنِ: حرف استدراك والواو عاطفة. انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ: فعل أمر تعلق به الجار والمجرور فاعله أنت والجملة معطوفة. قوله تعالى : ولمآ جآء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرنى أنظر إليك.. فَإِنِ: إن شرطية جازمة والفاء عاطفة. اسْتَقَرَّ: ماض في محل جزم فعل الشرط. مَكانَهُ: ظرف مكان متعلق باستقر.
قوله تعالى : ولمآ جآء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرنى أنظر إليك.
وقيل: إن هذا الكلام في هذا المقام كالكلام في قوله تعالى: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: 103]. وقد تقدم ذلك في الأنعام وفي الكتب المتقدمة: إن الله تعالى قال لموسى عليه السلام: (يا موسى إنه لا يراني حي إلا مات ولا يابس إلا تدهده) ولهذا قال تعالى: ﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا﴾ [الأعراف: 143]. " (1)
______________________
(1) تفسير القرآن العظيم: ابن كثير، 4/ 82، تحقيق: أ. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 143. د حكمت بشير ياسين، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1431 هـ.
وما أنت يا حميد ؟! يحدثني به أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فتقول أنت: ما تريد إليه ؟! وهكذا رواه الترمذي في تفسير هذه الآية عن عبد الوهاب بن الحكم الوراق ، عن معاذ بن معاذ به. المحتوى القرآني - بسم الله الرحمن الرحيم خر موسى صعقاً قال.... وعن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، عن سليمان بن حرب ، عن حماد بن سلمة به ثم قال: هذا حديث حسن صحيح غريب ، لا نعرفه إلا من حديث حماد. وهكذا رواه الحاكم في مستدركه من طرق ، عن حماد بن سلمة ، به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه ورواه أبو محمد الحسن بن محمد الخلال ، عن محمد بن علي بن سويد ، عن أبي القاسم البغوي ، عن هدبة بن خالد ، عن حماد بن سلمة ، فذكره وقال: هذا إسناد صحيح لا علة فيه. وقد رواه داود بن المحبر ، عن شعبة ، عن ثابت ، عن أنس مرفوعا وهذا ليس بشيء ، لأن داود بن المحبر كذاب ورواه الحافظان أبو القاسم الطبراني وأبو بكر بنحوه وأسنده ابن مردويه من طريقين ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس مرفوعا بنحوه ، وأسنده ابن مردويه من طريق ابن البيلماني ، عن أبيه ، عن ابن عمر مرفوعا ، ولا يصح أيضا. وقال السدي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قول الله تعالى: ( فلما تجلى ربه للجبل) قال: ما تجلى منه إلا قدر الخنصر ( جعله دكا) قال: ترابا ( وخر موسى صعقا) قال: مغشيا عليه.
المحتوى القرآني - بسم الله الرحمن الرحيم خر موسى صعقاً قال...
ويقال في قوله: { انظر إلى الجبل} بلاء شديد لموسى لأنه نفي عن رؤية مقصوده ومني برؤية الجبل ، ولو أذن أن يغمض جفنه فلا ينظر إلى شيء بعدما بقي عن مراده من رؤيته لكان الأمر أسهل عليه ، ولكنه قال له: { لن ترانى ولكن انظر إلى الجبل}. ثم أشد من ذلك أنه أعطى الجبل التجلي؛ فالجبل رآه وموسى لم يره ، ثم أمر موسى بالنظر إلى الجبل الذي قدم عليه في هذا السؤال ، وهذا - والله - لصعب شديد!! ولكن موسى لم ينازع ، ولم يقل أنا أريد النظر إليك فإذا لم أرك لا أنظر إلى غيرك بل قال: لا أرفع بصري عما أمرتني بأن أنظر إليه ، وفي معناه أنشدوا: أريد وصاله ويريد هجري... فأترك ما أريد لما يريد ويقال بل الحق سبحانه أراد بقوله: { ولكن انظر إلى الجبل} تداركه قلب موسى - عليه السلام - حيث لم يترك على صريح الرد بل علله برفق كما قيل: فذريني أفني قليلا قليلا... ويقال لما رد موسى إلى حال الصحو وأفاق رجع إلى رأس الأمر فقال: { تبت إليك} يعني إن لم تكن الرؤية هي غاية المرتبة فلا أقل من التوبة ، فقبله - تعالى - لسمو همته إلى الرتبة العلية. قوله جل ذكره: { تبت إليك}. هذه إناخة بعقوة العبودية ، وشرط الإنصاف ألا تبرح محل الخدمة وإن حيل بينك وبين وجود القربة؛ لأن القربة حظ نفسك ، والخدمة حق ربك وهي تتم بألا تكون بحظ نفسك.
Skip to content
الرئيسية
كتاب التفسير الجامع
سورة الأعراف (88-206)
الآية رقم (143) - وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ
﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا ﴾: أي جاء عند ميقاتنا.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 143
وقال بعضهم: ( جعله دكا) أي: فتته. وقال مجاهد في قوله: ( ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني) فإنه أكبر منك وأشد خلقا ، ( فلما تجلى ربه للجبل) فنظر إلى الجبل لا يتمالك ، وأقبل الجبل فدك على أوله ، ورأى موسى ما يصنع الجبل ، فخر صعقا. وقال عكرمة: ( جعله دكا) قال: نظر الله إلى الجبل ، فصار صحراء ترابا. وقد قرأ بهذه القراءة بعض القراء ، واختارها ابن جرير ، وقد ورد فيها حديث مرفوع ، رواه ابن مردويه. والمعروف أن " الصعق " هو الغشي هاهنا ، كما فسره ابن عباس وغيره ، لا كما فسره قتادة بالموت ، وإن كان ذلك صحيحا في اللغة ، كقوله تعالى: ( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) [ الزمر: 68] فإن هناك قرينة تدل على الموت كما أن هنا قرينة تدل على الغشي ، وهي قوله: ( فلما أفاق) والإفاقة إنما تكون من غشي. ( قال سبحانك) تنزيها وتعظيما وإجلالا أن يراه أحد من الدنيا إلا مات. وقوله: ( تبت إليك) قال مجاهد: أن أسألك الرؤية. ( وأنا أول المؤمنين) قال ابن عباس ومجاهد: من بني إسرائيل. واختاره ابن جرير. وفي رواية أخرى عن ابن عباس: ( وأنا أول المؤمنين) أنه لا يراك أحد.
ثم إنه لما جاء وسمع الخطاب لم يذكر - مما دبره في نفسه ، وتحمله من قومه ، وجمعه في قلبه - شيئا لا حرفا ، بل نطق بما صار في الوقت غالبا على قلبه ، فقال: { رب أرنى أنظر إليك} وفي معناه أنشدوا: فيا ليل كم من حاجة لي مهمة... إذا جئتكم ليلى فلم أدر ماهيا ويقال أشد الخلق شوقا إلى الحبيب أقربهم من الحبيب؛ هذا موسى عليه السلام ، وكان عريق الوصلة ، واقفا في محل المناجاة ، محدقة به سجوف التولي ، غالبة عليه بواده الوجود ، ثم في عين ذلك كان يقول: { رب أرنى أنظر إليك} كأنه غائب عن الحقيقة. ولكن ما ازداد القوم شربا إلا ازدادوا عطشا ، ولا ازدادوا تيما إلا ازدادوا شوقا ، لأنه لا سبيل إلى الوصلة إلا بالكمال ، والحق - سبحانه - يصون أسرار أصفيائه عن مداخلة الملال.
ثم يصف الشاعر جمال هند، وهي امرأة جميلة، لينة الملمس، لذيذة المذاق، بيضاء الاسنان، اما عينيها ففي طرفيهما شدة بياض وسواد، والعنق ناعم، وفي الصيف تنبعث برودة من جسمها، وفي الشتاء تكون دافئة لمحبوبها، كي لا يشعر بالبرد. [2]
مقتطفات من شعر عمر بن أبي ربيعة تظهر حزنه على فراق هند:
أَراكِ يا هِندُ في مُباعَدَتي
مُعتَلَّةً لي لِتَقطَعي سَبَبي
هِندُ أَطاعَت بِيَ الوُشاةَ فَقَد
أَمسَت تَراني كَعُرَّةِ الجَرِبِ
يا هِندُ لا تَبخَلي بِنائِلِكُم
عَنّا فَلَم أَقضِ مِنكُمُ أَرَبي [3]
عمر بن ابي ربيعه غزل
عمر بن أبي ربيعة يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "عمر بن أبي ربيعة" أضف اقتباس من "عمر بن أبي ربيعة" المؤلف: جبرائيل سليمان جبور الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "عمر بن أبي ربيعة" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
عمر بن أبي ربيعة وهل يخفى القمر
- موسوعة حرف للحديث الشريف.
مقال حول عمر بن ابي ربيعه غزل
وأطرقت أسماءُ إطراقةً، ثم رفعت رأسها تُومِئُ إلى الخشبة، فوالله لقد رعدت فرائصي حتى تَزَايلتْ أوْصالي، وصَرَّ الناسُ كأنما تقصَّفت أصلابُهم [11] ، وإذا هي تقول: "أَلاَ منْ مُبْلغ الحجَّاج أن المُثْلَة سبَّة للحيِّ وما تضرُّ الميِّت، ألا مَنْ يُبْلِغ الحجَّاجَ عنِّي أن الشَّاةَ إذا ذُبِحَتْ لم تألم السَّلْخَ". وحامتْ أسماءُ وطافت بين الناس وبين هذه الخشبة ساكنةً صابرةً، لا يُرَى إلاَّ بريق وجهها يومِضُ كأنه سيف صَقِيل، ثم طفقت تردِّد: " يا بَنِيَّ، أمَا آن لهذا الراكبِ أن ينزل؟! أَمَا آن لهذا الراكب أن ينزل؟! يا بَنِيَّ، ليستأذنْ أحدُكم حَجَّاجَكمُ هذا أن يَدفَع إليَّ هذه العظام، أدُّوا عني، يرحم الله من أدَّى عنِّي". فيجيء الرَّسول من قِبل الحجاج يأبَى عليها أن تُدْفَعَ إليها عظَامُ ابنها المصلوب، ويَجيءُ على أثره موكَّلون قد وكَّلهم بجثَّته يقومون عليها يَحرسونها، كأنَّما خَشِي أن يَحيا ميتٌ قد حُزَّ رأسه أن تمسَّهُ يَدُ أُمِّه، فوالله، فوالله، لقد سمعتْ أسماءُ وخُبِّرتْ فما زادت على أن وَلَّتْ عنهم كما جاءت ما تقطر من عينيها قطرةُ دمْع، وما تُجاوز قومًا إلا جاوزتهم كأنَّهم فُسطاطٌ يتقوَّض، حتى ولجتْ بابَها وغلَّقَته عليها.
عمر بن أبي ربيعة مقال أولى ثانوي
رحمة الله عليكم يا آل أبي بكر، لأنتم أصلبُ الناس أعوادًا وألينهم قلوبًا، وأحسن الله عزاءك يا ذاتَ النطاقين، فلقد تجملتِ بالصَّبر حتى لقد أُنسيت أنك أمٌّ يجزع قلبها أن يَهلكَ عليها ولدُها، فيتقطع عليه حَشاها. وانصرفتُ عنها بهمِّي أَسعَى، فوالله ما رأيت كاليوم أَكْسَبَ لعجب وأجَدَّ لحُزنٍ من أُمٍّ ثكلى، يحيا ظاهرُها كأنه سراجٌ يَزْهَرُ، ويموتُ باطنها كأنه ذُبَالةٌ توشكُ أن تنطفئ، وذهبتُ ألتمسُ الوُجوهَ وأحزانها، فما أَرَى وُجُومَها وقُطُوبَها وانكِسَارَها ورَهَقَهَا وصُفرَتها، إلاَّ ذِلَّة النفس وخضوعَها واستكانتها وضعفَها وعلَّتها، وأن المؤمنَ حين يحضُرُه الهمُّ أَشْعَثَ أغبرَ يَردُّه إيمانُه - حين يؤمن - أبلجَ يتوقَّد، ليُكوِّن البُرْهانَ على أنَّ الإيمانَ صيْقَلُ الحياةِ الدُّنيا، يَنْفي خَبَثَها ويجلو صَدَأَها، فإِمَّا رَكِبها من ذلك شيءٌ، عادَ عليها يُحَادثها ويصقُلها حتى يتركها بيضاءَ نقيَّة.
عمر بن ابي ربيعة تدريب على المقال الأدبي
بعض ما روى عياش بن أبي ربيعة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
عن عياش بن أبي ربيعة المخزومي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا عَظَّمُوا هَذِهِ الْحُرْمَةَ حَقَّ تَعْظِيمِهَا فَإِذَا ضَيَّعُوا ذَلِكَ هَلَكُوا ". وعنه رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " تخرج ريحٌ بين يدي الساعة تقبض فيها أرواح كل مؤمن ". عن حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام و عكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة أثبتوا يوم اليرموك فدعا الحارث بشراب فنظر إليه عكرمة فقال: ادفعوه إلى عكرمة فدفع إليه فنظر إليه عياش بن أبي ربيعة فقال عكرمة: ادفعوه إلى عياش فما وصل إلى أحد منهم حتى ماتوا جميعا وما ذاقوه. وقيل: إنَّه تُوفِّي بمكة..
متى توفي؟
مات سنة خمس عشرة بالشام في خلافة عمر وقيل استشهد باليمامة وقيل باليرموك. مات في أيام عمر رضي الله عنه من الأعلام: عتبة بن غزوان والعلاء بن الحضرمي.. وعياش بن أبي ربيعة..
أين دفن؟
دفن بـ اليرموك ؛ حيث استشهد رضي الله عنه. المراجع:
- الإصابة. - الاستيعاب. - أسد الغابة. - الطبقات الكبرى. - المعجم الكبير. - سيرة ابن هشام. - تاريخ الخلفاء.
وجاء في تفسير القرطبي -أيضًا-: { الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا} [العنكبوت: 1، 2]، أحسبوا { أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 2]. قال ابن عباس وغيره: يُريد بالناس قومًا من المؤمنين كانوا بمكة وكان الكفار من قريش يؤذونهم ويعذبونهم على الإسلام كسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، والوليد بن الوليد، و عمار بن ياسر ، وياسر أبوه، وسمية أمه، وعدة من بني مخزوم، وغيره، فكانت صدورهم تضيق لذلك وربَّما استنكر أن يُمكِّن الله الكفار من المؤمنين، قال مجاهد وغيره: فنزلت هذه الآية مسلية معلمة أنَّ هذه هي سيرة الله في عباده اختبارًا للمؤمنين وفتنة..
ونزلت: { وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [العنكبوت: 8]. وقال ابن عباس: نزلت في عياش بن أبي ربيعة أخي أبي جهل لأمه وقد فعلت أمه مثل ذلك..
وجاء في فتح القدير عن عكرمة قال: كان الحارث بن يزيد من بني عامر بن لؤي يعذب عياش بن أبي ربيعة مع أبي جهل ثم خرج مهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعني الحارث فلقيه عياش بالحرة فعلاه بالسيف وهو يحسب أنه كافر ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فنزلت: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَأً} [النساء: 92] الآية.