يقول المُنَاوِي في فيض القدير: "قوله صلى الله عليه وسلم: ( العبادة في الهَرْج) أي: وقت الفتن واختلاط الأمور، ( كهجرة إلي): في كثرة الثواب، أو يقال: المهاجر في الأول كان قليلاً؛ لعدم تمكُّن أكثر الناس من ذلك، فهكذا العابد في الهَرْج قليل. قال ابن العربي: وجْه تمثيله بالهجرة أن الزمن الأول كان الناس يفرِّون فيه من دار الكفر وأهله، إلى دار الإيمان وأهله، فإذا وقَعَت الفتن تعيَّن على المرء أن يفرَّ بدينِه من الفتنة إلى العبادة، ويَهْجُر أولئك القوم وتلك الحالة، وهو أحد أقسام الهجرة". في رحاب التوجيه النبوي
- ارتقت العبادة في زمن الغفلة والفتنة إلى المنزلة الرفيعة للهجرة لأسباب متعددة؛ ذكرها الأئمة في شروحهم للحديث، نورد منها ما يلي:
السبب الأول: أن الناس يَغْفُلون عنها ويَشْتَغلون عنها، ولا يتفرَّغ لها إلا أفراد، كما ذكر ذلك الإمام النووي رحمه الله. ماذا يقصد بـ العبادة في الهرج؟ - إقرأ يا مسلم. السبب الثاني: أن الناس في زمن الفتن يتَّبعون أهواءهم، ولا يرجعون إلى دين؛ فيكون حالهم شبيهًا بحال الجاهلية، فإذا انفرد من بينهم مَن يتمسَّك بدينِه ويعبد ربَّه، ويتَّبع مراضيه، ويجتنب مساخطه، كان بمنزلة مَن هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، متبعًا لأوامره، مجتنبًا لنواهيه، كما ذكر ذلك الحافظ ابن رجب رحمه الله.
- ماذا يقصد بـ العبادة في الهرج؟ - إقرأ يا مسلم
- العبادة في الهرج - ملتقى الخطباء
- بالفيديو| رمضان عبد الرازق يوضح لماذا كان الرسول ﷺ يصوم كثي | مصراوى
- تفسير وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى.. - إسلام ويب - مركز الفتوى
- (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) الآية الأولى /دعاةٌ إلى الخير | مسابقة
- وتعاونوا على البر والتقوى - موقع مقالات إسلام ويب
- مقطع مميز: وتعاونوا على البر والتقوى - علي بن عبد الخالق القرني - طريق الإسلام
- ﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان﴾ أحمد العجمي Ahmad Alajmy - YouTube
ماذا يقصد بـ العبادة في الهرج؟ - إقرأ يا مسلم
ومن أهل العلم من يقول: بأن ذلك بمعنى أن الهجرة لما كانت ثقيلة وشاقة ولا يهاجر في الزمان الأول حينما كانت الهجرة في أول الإسلام إلا القليل من الناس، فكذلك الذين ينتقلون من هذه الحال يعني حينما تقع الفتن ينتقلون إلى عبادة الله وطاعته وما إلى ذلك هم قلة. ومن أهل العلم من يقول: إن ذلك بسبب أن الناس في أوقات الفتن -وهذا ذكره القرطبي [5] رحمه الله- وهو من أجود هذه المعاني أن الناس في أوقات الفتن ينشغلون تشتغل قلوبهم وأسماعهم بالفتن، وتتبعها، وتلقف الأخبار من هنا وهناك، فذلك يشغلهم عن طاعة الله، وطاعة رسوله ﷺ، يشغلهم عن العبادة، فكان إقبالهم على العبادة في وقت الفتن كالهجرة إلى النبي ﷺ، وهذا أمر مشاهد.
العبادة في الهرج - ملتقى الخطباء
السبب الثالث: أن المتمسك في ذلك الوقت، والمنقطع إلى العبادة، المنعزل عن الناس، أجرُه كأجر المهاجر إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، لأنه ناسبه من حيث إن المهاجر فرَّ بدينه ممن يصده عنه للاعتصام بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكذا هذا المنقطع للعبادة فرَّ من الناس بدينه إلى الاعتصام بعبادة ربه، فهو في الحقيقة قد هاجر إلى ربه، وفرَّ من جميع خلقه، كما ذكر ذلك الإمام القرطبي رحمه الله. السبب الرابع: إذا عَمَّت الفتن اشتغلت القلوب، وإذا تعبَّد حينئذٍ متعبِّدٌ، دلَّ على قُوَّة اشتغال قلبه بالله عز وَجل فيَكْثُر أجره، كما ذكر ذلك الإمام ابن الجوزي رحمه الله. - كيفية العبادة التي يريدها ويحبُّها الله عز وجل منا: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "العبودية": العبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، فالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان للجار واليتيم، والمسكين، وابن السبيل، والمملوك من الآدميين والبهائم، والدعاء والذكر والقراءة، وأمثال ذلك من العبادة.
بالفيديو| رمضان عبد الرازق يوضح لماذا كان الرسول ﷺ يصوم كثي | مصراوى
والعبادة وقت الغفلة أشق على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهده من أحوال أبناء الجنس، فإذا كثُرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات، وإذا كثُرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس، فيشق على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها، ولهذا المعنى قال: " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء "، وفي رواية: "قيل: ومن الغرباء؟ قال: " الذين يُصلحون إذا فسد الناس ". ومنها أن المنفرد بالطاعة عن أهل المعاصي والغفلة قد يُدفع به البلاء عن الناس كلهم، فكأنه يحميهم ويدافع عنهم، قال بعض السلف: ذاكر الله في الغافلين كمثل الذي يحمي الفئة المنهزمة، ولولا من يذكر الله في غفلة الناس لهلك الناس، وقد قيل في تأويل قوله تعالى: ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ)، أنه يدخل فيها دفعه عن العصاة بأهل الطاعة. وجاء في الأثر إن الله يدفع بالرجل الصالح عن أهله وولده وذريته ومن حوله" انتهى كلامه رحمه الله. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.
لذلك فإنّنا ندعو إِلى الثباتِ على طاعةِ الله تعالى، نَدْعُو إلى الالتزامِ التّامِّ بالشَّرعِ وعلى التّكاتُفِ والتّعاضُدِ والتّعاوُنِ على طاعةِ الله تعالى، والاعتصامِ بِحَبْلِ اللهِ المتين لا سِيَّما في هذا الزّمنِ العصِيبِ الّذي عَظُمَ فيه الخَطْبُ واسْتَشْرَى فيه الشّرُّ وزادَ الفسادُ، فَصِرْنا نرىَ القابِضَ فيه على دِينِهِ كالقابضِ على جَمر. وكلّكم يِسْمَع ويَرى واقعَ البلادِ والعباد، وإذا كانَ الأمرُ هكذا، فإنّنا نَنْصَحُ بالعَمَلِ بحدِيْثِ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: "العِبادَةُ في الهَرْجِ كَهِجْرةٍ إليَّ". فهنيئًا لمن عَمِلَ بما حثَّ عليه النبيُّ الأكرمُ صلَّى اللهُ عليه وسلم وقَدْ حَثَّنا عليه الصلاةُ والسلامُ في هذا الحديثِ على الاشتغالِ بالعبادةِ في أيامِ الهرجِ. والهرجُ معناه شِدَّةُ القَتْلِ، وها نحنُ نعيشُ زمنَ الهَرْج، نعيشُ في زمنِ الفِتنَ التي ما زالت تتوالَى كَقِطَعِ الليلِ المُظْلم. فليَشْغَلِ الواحِدُ منا نفسَه في هذه الأيامِ بعبادةِ رَبِّهِ لينالَ تلكَ الفضيلةَ العظيمةَ. فقد شبَّه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجرَ المتعبِّدِ في الهَرْجِ بأجْرِ مَنْ هاجرَ إليه حين كانتِ الهجرةُ فَرْضًا، حيثُ أنَّ الهجرةَ كانت في وقتٍ منِ الأوقاتِ فَرْضًا على المُستطيعِ منَ المسلمين فكانَ واجبًا على مَنِ استطاعَ الهجرةَ أن يُهاجِرَ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلَّم في المدينةِ المنوَّرةِ، ثم نُسِخَ هذا الحكمُ بعدَما فتحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم مكةَ المكرمة؛ أي لم تَعُدِ الهجرةُ بعد ذلك فَرْضًا.
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدهُ ونستعينهُ ونَستهديه ونشكرهُ ونعوذُ باللهِ منْ شرورِ أنفُسِنا ومنْ سيئاتِ أعمالِنا, مَنْ يَهْدِ اللهُ فهُو المُهتد ومَنْ يُضْلِلْ فلَن تجِدَ له وليِّاً مُرْشِداً, وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريك له ولا مَثيلَ له ولا ضَدَّ ولا نِدّ له, وأشهدُ أن سيدَنا وحبيبنَا وعظيمَنا وقائدَنا وقُرةَ أعيُننا محمّداً عبدهُ ورسولُه وصفيُّه وحبيبهُ صلَّى الله على سيِّدِنا محمّدٍ وعلى كُلِّ رسولٍ أرسلَه, اما بعدُ عبادَ الله, فإني أوصيكُم ونفسي بِتَقوى الله ِ القائلِ في مُحك كتابِه * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ * سورة الحجر ءاية 99.
﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان﴾ أحمد العجمي Ahmad Alajmy - YouTube
تفسير وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى.. - إسلام ويب - مركز الفتوى
رابعا *** تفسيرها من كتاب التفسير الطبري ***
قوله تعالى: { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}
يعني جل ثناؤه بقوله: { وتعاونوا على البر والتقوى} وليعن بعضكم أيها المؤمنون بعضا على البر,
وهو العمل بما أمر الله بالعمل به { والتقوى} هو اتقاء ما أمر الله باتقائه واجتنابه من معاصيه. وقوله: { ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} يعني: ولا يعن بعضكم بعضا على الإثم,
يعني: على ترك ما أمركم الله بفعله. { والعدوان} يقول: ولا على أن تتجاوزوا ما حد الله لكم في دينكم,
وفرض لكم في أنفسكم وفي غيركم. وإنما معنى الكلام: ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا,
ولكن ليعن بعضكم بعضا بالأمر بالانتهاء إلى ما حده الله لكم في القوم
الذين صدوكم عن المسجد الحرام وفي غيرهم, والانتهاء عما نهاكم الله أن تأتوا فيهم
وفي غيرهم وفي سائر ما نهاكم عنه, ولا يعن بعضكم بعضا على خلاف ذلك. 27-02-2013, 02:50 PM
#4
إذا الآية الكريمة تحث على التعاون على البر والتقوى
وعدم التعاون على الإثم والعدوان
فالبر والتقوى كلمتان جامعتان تجمعان خصال الخير بالكلية ، بل تفسر إحداهما الأخرى. تعاونوا علي البر والتقوي مزخرفه. فالبر هو الكمال المطلوب من الشيء والمنافع التي فيه والخير الذي يتضمنه.
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) الآية الأولى /دعاةٌ إلى الخير | مسابقة
وتعاون القوم: أعان بعضهم بعضًا. والمعْوانُ: الحَسَن المعُونة للنَّاس، أو كثيرها. اصطلاحًا:
التعاون: المساعدة على الحقِّ ابتغاء الأجر مِن الله سبحانه
27-02-2013, 02:49 PM
#2
قال الله تعالى
" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ
وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ
إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "
المائدة -٢
دعونا الأن نتجول بين التفسير لـ الآية الكريمة من بين مجموعة من كتب التفاسير
أولا *** تفسيرها من كتاب التفسير السعدي ***
{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ْ} أي:
ليعن بعضكم بعضا على البر. مقطع مميز: وتعاونوا على البر والتقوى - علي بن عبد الخالق القرني - طريق الإسلام. وهو: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأعمال الظاهرة والباطنة،
من حقوق الله وحقوق الآدميين. والتقوى في هذا الموضع: اسم جامع لترك كل ما يكرهه الله ورسوله،
من الأعمال الظاهرة والباطنة. وكلُّ خصلة من خصال الخير المأمور بفعلها،
أو خصلة من خصال الشر المأمور بتركها، فإن العبد مأمور بفعلها بنفسه،
وبمعاونة غيره من إخوانه المؤمنين عليها، بكل قول يبعث عليها وينشط لها،
وبكل فعل كذلك. { وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ ْ} وهو التجرؤ على المعاصي التي يأثم صاحبها،
ويحرج.
وتعاونوا على البر والتقوى - موقع مقالات إسلام ويب
جميع الحقوق محفوظة 1998 - 2022
مقطع مميز: وتعاونوا على البر والتقوى - علي بن عبد الخالق القرني - طريق الإسلام
الروابط المفضلة
الروابط المفضلة
﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان﴾ أحمد العجمي Ahmad Alajmy - Youtube
إنّ الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، لا يستطيع أن يحيا في هذا الكون بمفرده، فهو في بعض شؤون حياته مجبر على التّعاون مع الآخرين لتستمر الحياة. وقد خلق الله النّاس مختلفين ليتعاونوا، لأنّ التّعاون من أفضل السّلوكيات بين بني البشر، فهو أساس البناء الفعّال والنّجاح والسّعادة للمتعاونين. إنّ التّعاون قيمة اجتماعية عظيمة، والتّعاون سرّ نجاح الأمم، فبالتعاون تحصل الأمّة على غاياتها وأهدافها، ويعيش المجتمع في رخاء وسعادة، وتسوده المحبّة والألفة، وبالتّعاون والتّكاتف يقف في وجه العداء، ويكبح جماح الشرّ والظلم، وبالتعاون يشعر كلّ فرد بأهميّته وقيمته في مجتمعه وأمّته. تفسير وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى.. - إسلام ويب - مركز الفتوى. وحينما يتعاون المسلم مع أخيه يزيد جهدهما، فيصلا إلى الغرض بسرعة وإتقان، لأنّ التّعاون يوفّر الوقت والجهد، وقد قيل في الحكمة المأثورة "المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه". لذا جاءت الأحاديث النّبويّة الكثيرة الّتي تحثّ على التّعاون على البرّ والتّقوى، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: [مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحُمّى]، وقال عليه الصّلاة والسّلام: [ يد الله مع الجماعة]، وقال صلّى الله عليه وسلّم: [ المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضُه بعضًا].
والبرّ كلمة جامعة تطلق على أنواع الخير كلّها.