ثمار الدعاء إن الدعاء هو أسمى درجات القرب من الله، سواء أستجاب الله أم لم يستجب، ولا يخرج العبد إذا لاذ بالدعاء إلى سبحانه وتعالى إلا ويرزقه الله بثمار عدة، وهي: يستجيب الله دعاء العبد إذا دعا، بل ويدهش العبد بعظيم عطائه وجزيل فضله، فيرد العبد بشكر الله، ويضاعف الله شكر العبد بالخير. يكفُّ الله عنه شراً قد يلحقه في الدنيا؛ بسبب الدعاء، وطرق العبد لأبواب فضل الله. الدعاء عند السجود - دعاء مستجاب. قد لا يتسجيب الله دعاء العبد، فيؤخر ثوابه إلى يوم القيامة، ويضاعفه بالحسنات، ومن عظيم الأجر، يقال إذا رأى الناس جزاء وثواب الدعوة التي لم يستجبها الله للعبد في دعائه، ودّ لو أن الله لم يستجب له دعوة دعاها في الدنيا قط لعظيم أجرها؛ وذلك لأن الله لا يرد الدعاء ولكن يؤجله إلى حينه. آداب الدعاء هناك أمور تحول بين الدعاء واستجابته، مثل: المعاصي، والتي هي أهم أسباب الحرمان من إجابة الدعاء، وكذلك أكل الحرام، والتساهل في ارتكاب المعصية، واستسهال الكسب المحرم في الرزق، فجميعها أمور تمنع الدعاء من الاستجابة، فالحذر منها والعناية برضا الله وطاعته أمور تسهل الاستجابة؛ فإنّ للدعاء آداب عدة؛ حتى يستجيب الله لدعائك، وله آداب عظيمة لا يستهان بها، ومنها: يجب أن تكون نيتك خالصة لله تعالى وحده.
الدعاء عند السجود - دعاء مستجاب
حكم الدعاء وموضعه شرع الله لعباده المصلين الدعاء في الصلاة، وخير محل للدعاء عند السجود، فتلك الرقعة الصغيرة إنّما هي مساحة كبيرة وفضاء كبير بين العبد وربه حين يضع العبد رأسه في رحاب الله داعياً خاشعاً متذللاً وطامعاً في رضا الله سبحانه، ومن عظيم علاقة العبد بربه هي التقرب إلى الله بالدعاء. الدعاء عند السجود في الصلاة. فقد قال سبحانه في آي القرآن الكريم: "وإذا سألك عبادي عني فإنّ قريبٌ أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ" {سورة البقرة: 186}، وقال عليه الصلاة والسلام: (أقرب ما يكون العبد من ربه في السجود)، وبهذا نرى الدلائل القرآنية والتشريعات السنية بجواز الدعاء، ويفسر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- الآية الكريمة في قوله تعالى "قريب" يقوله -عليه الصلاة والسلام- (أقرب)، فالحديث النبوي الشريف إنّما هو تفسير في وضعية قرب العبد لربه، فإنّ الدعاء في الصلاة يكون في السجود. مواضع الدعاء هناك مواضع أخرى غير السجود يدعو فيها العبد، وهي: أن يدعو بعد تكبيرة الإحرام، وقبل أن يقرأ سورة الفاتحة، دعاءً يمسى بدعاء الاستفتاح. وهناك دعاء يقرأ في صلاة الوتر بعد الركوع، وهو دعاء يسمى بـ (دعاء القنوت)، وهو دعاء طويل جداً يقرأ بعض المصلين جزءاً منه أحياناً، ويزيدون على ذلك في أحيان أخرى.
تاريخ النشر: الخميس 10 محرم 1432 هـ - 16-12-2010 م
التقييم:
رقم الفتوى: 144923
84624
0
436
السؤال
ما حكم الدعاء في السجود والركوع؟ وهل هو واجب أم سنة؟ وهل تبطل الصلاه بترك الدعاء في السجود والركوع؟ وهل يجوز لي الدعاء في أموري الخاصة؟. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالدعاء في الركوع غير واجب، وقد كرهه بعض أهل العلم والصحيح أنه مستحب، وقد بوب البخاري في صحيحه باب: الدعاء في الركوع ـ وذكر فيه حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم أغفر لي. قال ابن رجب ـ رحمه الله: وأما الدعاء في الركوع، فقد دل حديث عائشة الذي خرَّجه البخاري هاهنا على استحبابه، وعلى ذلك بوب البخاري هاهنا، وهو قول أكثر العلماء، وروي عن ابن مسعود وقال مالك: يكره الدعاء في الركوع دون السجود، واستدل بحديث علي عن النبي قال: أما الركوع: فعظموا فيه الرب، وأما السجود: فاجتهدوا فيه في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم. خرَّجه مسلم. انتهى. وفي الفتح للحافظ ابن حجر: قال ابن دقيق العيد: يؤخذ من هذا الحديث إباحة الدعاء في الركوع وإباحة التسبيح في السجود، ولا يعارضه قوله صلى الله عليه وسلم: أما الركوع: فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا فيه من الدعاء ـ قال: ويمكن أن يحمل حديث الباب على الجواز، وذلك على الأولوية، ويحتمل أن يكون أمر في السجود بتكثير الدعاء لإشارة قوله: فاجتهدوا ـ والذي وقع في الركوع من قوله: اللهم اغفر لي ـ ليس كثيرا فلا يعارض ما أمر به في السجود.
ما صحة حديث من كفر مسلما فقد كفر؟ - YouTube
حديث النبي صلى الله عليه وسلم (من كفر مسلما فقد كفر) ذكر فيه النووي أقوالا منها أنه ليس على ظاهره لأن التكفير معصية وبالتالي فصاحب المعصية لا يكفر فما رأيكم.؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
السؤال:
بارك الله فيكم يسأل عن الحديث التالي وما صحته: من كفر مسلماً فقد كفر؟
الجواب:
الشيخ: هذا الحديث بهذا اللفظ لا أعرفه؛ ولكن صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل عليه، وهو أن من قال لشخص: يا كافر.
أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث ( أيما رجل مسلم أكفر رجلا مسلما : فإن كان كافرا ... ) من سنن أبي داود
فالواجب على من ترك الصلاة أن يتوب إلى الله، وأن يبادر بفعلها، ويندم على ما مضى من تقصيره، ويعزم ألا يعود، هذا هو الواجب عليه. وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يكون عاصيًا معصية كبيرة، وجعلوا هذا كفرًا أصغر، واحتجوا بما جاء في الأحاديث الصحيحة من فضل التوحيد، وأن من مات عليه فهو من أهل الجنة إلى غير هذا، لكنها لا تدل على المطلوب، فإن ما جاء في فضل التوحيد ومن مات عليه فهو من أهل الجنة إنما يكون بالتزامه أمور الإسلام، ومن ذلك أمر الصلاة، من التزم بها حصل له ما وعد به المتقون، ومن أبى حصل عليه ما توعد به غير المتقين. ولو أن إنسانا قال: لا إله إلا الله، ووحد الله ثم جحد وجوب الصلاة كفر، ولا ينفعه قوله: لا إله إلا الله، أو توحيده لله مع جحده وجوب الصلاة، فهكذا من تركها تساهلًا وعمدًا وقلة مبالاة حكمه حكم من جحد وجوبها في الصحيح من قولي العلماء، ولا تنفعه شهادته بأنه لا إله إلا الله؛ لأنه ترك حقها؛ لأن من حقها أن يؤدي المرء الصلاة.
الحديث رواه الإمام مسلم في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال [ من دعا رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا صار عليه] والمعنى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حذرنا أن نقول لمسلم يا كافر أو يا عدو الله وبين لنا أن من قال ذلك لمسلم يعود عليه وبال هذه الكلمة إلا أن كان قالها لسبب شرعي فليس عليه حرج وكذلك إن كان قال ذلك متأولا فلا يكفر، والتأويل هو أن يفعل هذا المسلم فعلا يشبه فعل الكفار فيظن به أنه لا يحب الإسلام أو لا يعتقد الإسلام فكفره بناء على هذا الظن لما رأى منه من قول خبيث أو فعل خبيث.