مصافحة أقارب الرجل من النساء: السؤال الرابع من الفتوى رقم (4126) س4: يحدث عند رجوع الرجل من السفر، وغيابه عن أهله أن تسلم أو تصافحه النساء الأقارب، وهذه عادة يصعب التغلب عليها؛ لأنهن لا يعلمن الحكم الشرعي فيها، وهؤلاء الأقارب قد يكن زوجات أخواله، وزوجات أعمامه وما شاكلهن، ويتحرج في عدم مصافحتهن، حيث إنهن تعودن على ذلك، علما بأنه مازال شابا (20 سنة) ويحدث أن تقبله زوجة عمه أو خاله بحجة أنها مثل والدته. فما حكم الإسلام في ذلك، وما الحل؟ والأمر كذلك حيث إنه يتحرج من زيارة أقاربه وصلة الرحم منعا لحدوث مثل ذلك. ج 4: صلة الرحم مما حث عليه الكتاب والسنة، لكن في حدود ما شرع الله، وقطيعة الرحم من كبائر الذنوب، ولا يعتبر اجتناب ما حرم الشرع عند اللقاء والتزاور قطيعة، بل هو من التعاون على ترك الإثم والعدوان، ومن ذلك اجتناب مصافحة الرجل لمن ليست محرما له وتقبيلها، وليست زوجة عمه أو خاله أو أخيه محرما له، ولا بمنزلة أمه بالنسبة لأحكام المحارم، فيحرم تقبيلها إياه وتقبيله إياها ومصافحتها، ويجب على المسلم أن يؤثر شرع الله ويقدمه على العادات، ويجعل سلطانه فوق سلطانها؛ إحقاقا للحق، وإعظاما لشرع الله تعالى، والله المستعان.
حكم مصافحة المرأة للرجل حلق دبره
نفس الأمر حدث أيضًا مع رئيس جامعة الأزهر الدكتور «أحمد الطيب» أثناء احتفال الجامعة بيوم التميز والتفوق؛ حيث رفضت الطالبة هبة عبدالرحمن عبدالحليم مصافحته أثناء تسليمها شهادة التقدير لتفوقها الدراسي، معللة ذلك أن المصافحة حرام بين الرجال والنساء، وتكرر الأمر للمرة الثالثة في جامعة القاهرة بمصر في احتفال كلية الآداب بيوم التفوق عندما رفضت طالبة منقبة مصافحة رئيس الجامعة وعميد ووكيل الكلية أثناء تسلمها شهادة التفوق. يقول د. حكم مصافحة المرأة للرجل حلق دبره. محمد الشحات الجندي - الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية عضو مجمع البحوث بالأزهر «إن المصافحة ليست عملاً مقصودًا، ولا ينبغي أن تكون كذلك، كما أنها ليست ضرورة وليست جزءا من صميم العمل أو المناسبات العامة، دلنا على هذا الاتجاه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان النساء يبايعنه. فقد أخذ عليهن العهود والمواثيق، والتي وردت في قوله تعالى: «يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئًا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم» فهذه قضية دينية مجتمعية لم يصافح فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن ما كانت المناسبة جارية على وتيرة على أساس أن هناك رجالا ونساء يشهدون مناسبة.
حكم مصافحة المرأة للرجل لإنجاب الذكور
وذكر بعض المفسرين أنه عليه الصلاة والسلام دعا بقدح من ماء فغمس فيه يده ثم غمس فيه أيديهن! وقال بعضهم: ما صافحهن بحائل وكان على يده ثوب قطري! وقيل: كان عمر رضي الله عنه يصافحهن عنه! مصافحة الرجال للنساء تثير خلافاً بين العلماء. ولا يصح شيءٌ من ذلك ، لا سيما الأخير ، وكيف يفعل عمر رضي الله عنه أمرا لا يفعله صاحب العصمة الواجبة ؟.
" طرح التثريب " ( 7 / 45). قال الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى -:
الأظهر المنع من ذلك ( أي مصافحة النساء من وراء حائل) مطلقا عملا بعموم الحديث الشريف ، وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " إني لا أصافح النساء " ، وسدّاً للذريعة. ( حاشية مجموعة رسائل في الحجاب والسفور صفحة " 69 " بتصرف). ثالثاً:
ومثله مصافحة العجائز ، فهي حرام لعموم النصوص في ذلك ، وما ورد في ذلك من الإباحة فهو ضعيف:
قال الزيلعي:
قوله: " وروي أن أبا بكر كان يصافح العجائز " ، قلت: غريب أيضاً.
" نصب الراية " ( 4 / 240). وقال ابن حجر:
لم أجده.
" الدراية في تخريج أحاديث الهداية " ( 2 / 225). رابعاً:
وأما مذاهب العلماء الأربعة فكما يلي:
1- مذهب الحنفية:
قال ابن نجيم:
ولا يجوز له أن يمس وجهها ولا كفها وإن أمن الشهوة لوجود المحرم ولانعدام الضرورة.
"
رواه مسلم ( 1866). عن عروة أن عائشة أخبرته عن بيعة النساء قالت: " ما مس رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها فإذا أخذ عليها فأعطته ، قال: اذهبي فقد بايعتك ". فهذا المعصوم خير البشرية جمعاء سيد ولد آدم يوم القيامة لا يمس النساء ، هذا مع أن الأصل في البيعة أن تكون باليد ، فكيف غيره من الرجال ؟. عن أميمة ابنة رقيقة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لا أصافح النساء ". رواه النسائي ( 4181) وابن ماجه (2874). وصححه الألباني " صحيح الجامع " ( 2513). ثانياً:
لا تجوز المصافحة ولو بحائل من تحت ثوب وما أشبهه والذي ورد بذلك من الحديث ضعيف:
عن معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم: " كان يصافح النساء من تحت الثوب ". حكم مصافحة المرأة للرجل لإنجاب الذكور. رواه الطبراني في الأوسط ( 2855). قال الهيثمي: رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، وفيه عتاب بن حرب ، وهو ضعيف.
" مجمع الزوائد " ( 6 / 39). قال ولي الدين العراقي:
قولها رضي الله عنها " كان يبايع النساء بالكلام " أي: فقط من غير أخذ كف ولا مصافحة ، وهو دال على أن بيعة الرجال بأخذ الكف والمصافحة مع الكلام وهو كذلك ، وما ذكرته عائشة رضي الله عنها من ذلك هو المعروف.
وأوثر التعبير به هنا توركا على اليهود لأنهم كانوا يقصدون به الغض من العرب ومن النبيء - صلى الله عليه وسلم - جهلا منهم فيقولون: هو رسول الأميين وليس رسولا إلينا. وقد قال ابن صياد للنبيء - صلى الله عليه وسلم - لما قال له أتشهد أني رسول الله. أشهد أنك [ ص: 209] رسول الأميين. وكان ابن صياد متدينا باليهودية لأن أهله كانوا حلفاء لليهود. وكان اليهود ينتقصون المسلمين بأنهم أميون قال تعالى ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل فتحدى الله اليهود بأنه بعث رسولا إلى الأميين وبأن الرسول أمي ، وأعلمهم أن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء كما في آخر الآية وأن فضل الله ليس خاصا باليهود ولا بغيرهم وقد قال تعالى من قبل لموسى ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أيمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض). ووصف الرسول بأنه منهم ، أي من الأميين شامل لمماثلته لهم في الأمية وفي القومية. الاميون الذين بعث الله فيهم رسولا - اندماج. وهذا من إيجاز القرآن البديع. وفي وصف الرسول الأمي بأنه يتلو على الأميين آيات الله ، أي وحيه ويزكيهم ويعلمهم الكتاب ، أي يلقنهم إياه كما كانت الرسل تلقن الأمم الكتاب بالكتابة ، ويعلمهم الحكمة التي علمتها الرسل السابقون أممهم في كل هذه الأوصاف تحد بمعجزة الأمية في هذا الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، أي هو مع كونه أميا قد أتى أمته بجميع الفوائد التي أتى بها الرسل غير الأميين أممهم ولم ينقص عنهم شيئا ، فتمحضت الأمية للكون معجزة حصل من صاحبها أفضل مما حصل من الرسل الكاتبين مثل موسى.
الاميون الذين بعث الله فيهم رسولا - اندماج
تفسير قوله تعالى هو الذي بعث في الأميين رسولا:
نزل في سورة الجمعة قول الله تعالى: "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"[3]، ومعنى هذه الآية الكريمة أنَّ الله تعالى أرسل إلى العرب رسولًا عربيًا مثلهم ليعلمهم تعاليم الإسلام، من خلال التشريعات التي جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية، والتي تدعو إلى تزكية النفس وتهذيبها، ويحث على مكارم الأخلاق والعمل الصالح، بعد أن كان العرب غارقين في الجهل والضلال
الأميون الذين بعث الله فيهم رسولا هم - موقع المرجع
هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين. استئناف بياني ناشئ عن إجراء الصفات المذكورة آنفا على اسم الجلالة إذ يتساءل السامع عن وجه تخصيص تلك الصفات بالذكر من بين صفات الله تعالى فكان الحال مقتضيا أن يبين شيء عظيم من تعلق تلك الصفات بأحوال خلقه تعالى إذ بعث فيهم رسولا يطهر نفوسهم ويزكيهم ويعلمهم. الأميون الذين بعث الله فيهم رسولا هم - موقع المرجع. فصفة ( الملك) تعلقت بأن يدبر أمر عباده ويصلح شئونهم ، وصفة ( القدوس) تعلقت بأن يزكي نفوسهم ، وصفة ( العزيز) اقتضت أن يلحق الأميين من عباده بمراتب أهل العلم ويخرجهم من ذلة الضلال فينالوا عزة العلم وشرفه ، وصفة ( الحكيم) اقتضت أن يعلمهم الحكمة والشريعة. وابتداء الجملة بضمير اسم الجلالة لتكون جملة اسمية فتفيد تقوية هذا الحكم وتأكيده ، أي أن النبيء - صلى الله عليه وسلم - مبعوث من الله لا محالة. و في من قوله في الأميين للظرفية ، أي ظرفية الجماعة ولأحد أفرادها. ويفهم من الظرفية معنى الملازمة ، أي رسولا لا يفارقهم فليس مارا بهم كما يمر المرسل بمقالة أو بمالكة يبلغها إلى القوم ويغادرهم. والمعنى: أن الله أقام رسوله للناس بين العرب يدعوهم وينشر رسالته إلى جميع الناس من بلاد العرب فإن دلائل عموم رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - معلومة من مواضع [ ص: 208] أخرى من القرآن كما في سورة الأعراف قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا وفي سورة سبأ وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا.
من هم الأميين الذين بُعث فيهم الرسول ( ص ) ؟ – سالم الصباغ
والمراد ب ( الأميين): العرب لأن وصف الأمية غالب على الأمة العربية يومئذ. ووصف الرسول ب ( منهم) ، أي لم يكن غريبا عنهم كما بعث لوطا إلى أهل سدوم ولا كما بعث يونس إلى أهل نينوى ، وبعث إلياس إلى أهل صيدا من الكنعانيين الذين يعبدون بعلا ، ف ( من) تبعيضية ، أي رسولا من العرب. وهذه منة موجهة للعرب ليشكروا نعمة الله على لطفه بهم ، فإن كون رسول القوم منهم نعمة زائدة على نعمة الإرشاد والهدي ، وهذا استجابة لدعوة إبراهيم إذ قال ربنا وابعث فيهم رسولا منهم فتذكيرهم بهذه النعمة استنزال لطائر نفوسهم وعنادهم. وفيه تورك عليهم إذ أعرضوا عن سماع القرآن فإن كون الرسول منهم وكتابه بلغتهم هو أعون على تلقي الإرشاد منه إذ ينطلق بلسانهم وبحملهم على ما يصلح أخلاقهم ليكونوا حملة هذا الدين إلى غيرهم. والأميين: صفة لموصوف محذوف دل عليه صيغة جمع العقلاء ، أي في الناس الأميين. وصيغة جمع المذكور في كلام الشارع تشمل النساء بطريقة التغليب الاصطلاحي ، أي في الأميين والأميات فإن أدلة الشريعة قائمة على أنها تعم الرجال والنساء إلا في أحكام معلومة. والأميون: الذين لا يقرءون الكتابة ولا يكتبون ، وهو جمع أمي نسبة إلى الأمة ، يعنون بها أمة العرب لأنهم لا يكتبون إلا نادرا ، فغلب هذا التشبيه في الإطلاق عند العرب حتى صارت تطلق على من لا يكتب ولو من غيرهم قال تعالى في ذكر بني إسرائيل ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وقد تقدم في سورة البقرة.
ـ الصفة الثانية: أنهم من (ذرية إبراهيم وإسماعيل) والرسول منهم وبعث فيهم.. آل عمران. ـ الصفة الثالثة: أنهم (المؤمنين) والرسول من (أنفسهم) ، وبعث فيهم. ـ بالجمع بين الآيات الثلاث وباختصار نستنتج أن:
الأميين الذين بعث فيهم الرسول صلوات الله عليه وآله وهو (منهم)،
هم في نفس الوقت (المؤمنين) الذين منَّ الله عليهم والرسول منهم وبعث فيهم ،
كذلك هم ( من ذرية إبراهيم وإسماعيل) في دعوة إبراهيم ( عليه السلام)
وهم في هذه الامة محمد وآل محمد ( عليهم السلام) والرسول منهم وبعث فيهم أيضاً. وللحديث بقية وللتفكر تتمة في المقال الثاني بإذن الله تعالى