وقد قام سيدنا إبراهيم برفع أساسات وقواعد الكعبة والبيت الحرام بمساعدة ابنه إسماعيل التي تُعرف اليوم بمقام إبراهيم، وقد أمرنا الله بالصلاة عند مقام إبراهيم فلا يأتي أي مسلم للكعبة المشرفة والبيت الحرام إلا ويُصلي في هذا المكان الطاهر والمقدس، ويتسابق الحجاج والمعتمرون لأداء الصلاة عند مقام إبراهيم في محيط الكعبة المشرفة. يعتبر مقام إبراهيم من الحجارة الرخوة وهو على هيئة مكعب أبعاده متساوية في الطول وتبلغ 50 سنتيمتراً ذو لون بين البياض والسواد والصفرة، وتظهر في وسط الحجارة آثار قدمي سيدنا إبراهيم على شكل حفرتان بيضاوية الشكل مائلة إلى الشكل المستطيل، طول قدم سيدنا إبراهيم نصف متر تقريباً، وقد قام الخلفاء العباسيون بتغطيته بالرصاص والذهب وبعد ذلك قاموا بتغطيته بغطاء زجاجي ذو شكل شبيه بالقبة.
قصة مقام ابراهيم عسيري
كما من زوجات سيدنا ابراهيم عليه السلام بعد ذلك كانت من قنطورا وأنجب منها ستة أبناء وأيضًا تزوج من حجون وأنجبت له خمسة أبناء. عودة سيدنا إبراهيم إلى بيت المقدس
بعد أن عاش سيدنا إبراهيم مع السيدة سارة في بيت المقدس 20 عامًا، ولم ينجبا فأهدته السيدة سارة جاريتها هاجر لتنجب له، فلما حملت هاجر، غارت سارة، وبعد أن أنجبت إسماعيل عليه السلام ازدادت غيرة سارة، فسار سيدنا إبراهيم بالسيدة هاجر وابنها إلى مكة بأمر من المولى عز وجل وتركهم هناك، حتى شب إسماعيل عليه السلام. وحينها أوحى الله تعالى لإبراهيم أن يذبح ابنه، فلما أخبر إبراهيم ابنه بذلك امتثل لأمر الله، لكنه حين هم بذبحه فمر السكين على حلقه، لكنها لم تقطع، وهبط عليه كبش أبيض فذبحه. قصة سيدنا إبراهيم وبناء الكعبة للأطفال بأسلوب بسيط ⋆ تطبيق حكايات بالعربي. عندما عاد الخليل إلى بيت المقدس، أرسله له المولى عز وجل ملائكة في هيئة بشر، فقدم لهم الطعام، لكن أيديهم لم تصل إلى الطعام، فخاف منهم سيدنا إبراهيم عليه السلام، لكنهم طمأنوه وأخبروه أن الله أرسلهم ليهلكوا قوم لوط، وكانت السيدة سارة حاضرة فبشروها بأنها ستنجب إسحاق عليه السلام. قصة بناء الكعبة
أمر الله تعالى سيدنا إبراهيم أن يقوم ببناء الكعبة بمساعدة ولده إسماعيل، فارتحل إبراهيم إلى مكة مرة أخرى، وأخبر ولده بأمر المولى عز وجل، فاستجاب إسماعيل، فجمعوا الحجارة، ووضع سيدنا إسماعيل حجر لأبيه ليقف عليه وهو يبني البيت، وهذا الحجر هو مقام إبراهيم [3]
وفاة سيدنا إبراهيم
في بحث عن ابراهيم عليه السلام ووفاته ، فقد وفي سيدنا إبراهيم عليه السلام بعد بلغ من العمر مائة وخمس وسبعين عامًا، وقد دفناه ولداه إسماعيل وإسحاق عليهما السلام.
و في صحيح البخاري أن خليل الله إبراهيم – عليه السلام – استعان بهذا الحجر ليبني القسم العلوي من الكعبة المشرفة " حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجر" [4]. و قيل أنه الحجر الذي وضعته زوج إسماعيل لإبراهيم حيث غسلت رأسه و هو راكب [5]. المكان الأصلي لمقام إبراهيم – عليه السلام –:
قال ابن حجر ((وقد روى الأزرقي في أخبار مكة بأسانيد صحيحة أن المقام كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر في الموضع الذي هو فيه الآن حتى جاء سيل في خلافه عمر فاحتمله حتى وجد بأسفل مكة فأتى به فربط إلى أستار الكعبة حتى قدم عمر فاستثبت في أمره حتى تحقق موضعه الأول فأعاده إليه وبنى حوله فاستقر ثم إلى الآن)) انتهى [6].
مِن الواضح أنّ نكران الجميل ومكافأة الإحسان بالإساءة ، أمران يستنكرهما العقل والشرع ويستهجنهما الضمير والوجدان ، وكلّما عظُم الجميل والإحسان ، كان جحودها أشدّ نكراً وأفظع جريرةً وإثماً. وبهذا المقياس ندرك بشاعة عقوق الوالدين وفظاعة جرمه ، حتّى عدّ مِن الكبائر الموجبة لدخول النار. ولا غرابة فالعقوق - فضلاً عن مخالفته المبادئ الإنسانيّة ، وقوانين العقل والشرع - دالٌّ على موت الضمير ، وضعف الإيمان، وتلاشي القِيَم الإنسانية في العاق. عقوق الْوَالِدَيْنِ من الكبائر - منبع الحلول. فقد بذل الأبوان طاقات ضخمة وجهوداً جبّارة ، في تربية الأبناء وتوفير ما يبعث على إسعادهم وازدهار حياتهم مادّيا وأدبيّاً ، ما يعجز الأولاد عن تثمينه وتقديره. فكيف يسوغ للأبناء تناسي تلك العواطف والألطاف ومكافأتها بالإساءة والعقوق ؟. مِن أجل ذلك حذّرت الشريعة الإسلاميّة مِن عقوق الوالدين أشدّ التحذير ، وأوعدت عليه بالعقاب العاجل والآجل. فعن أبي الحسن ( عليه السلام) قال: ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله): كن بارّاً ، واقتصر على الجنّة ، وإنْ كنت عاقّاً ، فاقتصر على النار) (1). وقال الصادق ( عليه السلام): ( لو عِلم اللّه شيئاً هو أدنى مِن أُفٍّ ، لنهى عنه ، وهو مِن أدنى العقوق ، ومِن العقوق أنْ ينظر الرجل إلى والديه ، فيحدّ النظر إليهما) (2).
عقوق الْوَالِدَيْنِ من الكبائر - منبع الحلول
[٥]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعَنَ اللهُ مَنْ لعَنَ والِديْهِ، ولَعنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغيرِ اللهِ، ولَعنَ اللهُ مَنْ غيَّرَ مَنارَ الأرْضِ). [٦]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الوالِدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ، فإنَّ شئتَ فأضِع ذلك البابَ أو احفَظْه). شرح حديث عبدالله بن عمرو: "الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين". [٧]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثُ دعَواتٍ مُستَجاباتٍ: دَعوَةُ المظلومِ، ودَعوةُ المسافِرِ، ودَعوةُ الوالِدِ علَى ولدِهِ). [٨]
رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (ذَكَرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الكَبَائِرَ، أوْ سُئِلَ عَنِ الكَبَائِرِ فَقالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ). [٩]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلُّ ذنوبٍ يؤخِرُ اللهُ منها ما شاءَ إلى يومِ القيامةِ إلَّا البَغيَ، وعقوقَ الوالدَينِ، أو قطيعةَ الرَّحمِ، يُعجِلُ لصاحبِها في الدُّنيا قبلَ المَوتِ).
شرح حديث عبدالله بن عمرو: "الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين"
والمحظور الثاني: ارتكاب المحرَّم. فالأموال يجب أن يحافِظ عليها الإنسان، وألا يضَعَها وألا يبذلَها إلا فيما فيه مصلحةٌ له دينيَّةٌ أو دنيوية. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 208- 213)
عقوق الوالدين
انظر أيضا:
المَبحَثُ الأوَّلُ: من حُقوق الوالِدَينِ على الأولادِ: بِرُّ الوالِدَينِ. المَبحَثُ الثَّاني: حَقُّ الأمِّ في البِرِّ أكثَرُ مِن حَقِّ الأبِ. المَبحَثُ الثَّالِثُ: من حُقوق الوالِدَينِ على الأولادِ: بِرُّ الوالِدَينِ الفاسِقَينِ أو الكافِرَينِ. المَبحَثُ الرَّابِعُ: من حُقوق الوالِدَينِ على الأولادِ: الإنفاقُ على الوالِدَينِ.
وذلك تحذيرٌ من أن يكون الإنسان سببًا في شتم والديه؛ بأن يأتيَ إلى شخص فيَشتِم والدَي الشخص، فيقابله الشخصُ الآخر بالمِثل ويَشتِم والديه، ولا يعني ذلك أنه يجوز للثاني أن يشتِم والدَي الرجلِ؛ لأنه لا تَزِرُ وازرةٌ وِزرَ أخرى، ولكنه في العادة والطبيعة أن الإنسان يجازي غيرَه بمثل ما فعل به، فإذا سَبَّه سبَّه. وذلك كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [الأنعام: 108]؛ لذلك لما كان سببًا في سبِّ والديه؛ كان عليه إثمُ ذلك. ثم ذكَرَ المؤلِّف حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى حرَّم عليكم عقوق الأمهات، ومنعًا وهات، ووأد البنات)). الشاهد من هذا الحديث قوله: ((عقوق الأمهات))، وهو قطع ما يجب لهن من البِرِّ، أما وأد البنات فهو دفنُهن أحياء؛ وذلك لأنهم في الجاهلية كانوا يكرهون البنات، ويقولون: إن إبقاء البنت عند الرجل مَسَبَّةٌ له. فكانوا - والعياذ بالله - يأتون بالبنت فيَحفِرون لها حفرة، ويدفنونها وهي حية. عقوق الوالدين. قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾ [التكوير: 8، 9]، فحرَّم الله ذلك، وهو لا شك من أكبر الكبائر، وإذا كان قتل الأجنبيِّ المؤمن سببًا للخلود في النار كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93]، فالقرابة أشدُّ وأشد.