فأصدّق يقول: فأزكي مالي ( وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) يقول: وأعمل بطاعتك، وأؤدّي فرائضك. وقيل: عنى بقوله: ( وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) وأحجّ بيتك الحرام. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. وانفقوا مما رزقناكم من قبل ان ياتي. * ذكر من قال ذلك: حدثني يونس وسعيد بن الربيع، قال سعيد، ثنا سفيان، وقال يونس: أخبرنا سفيان، عن أَبي جناب عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس، قال: ما من أحد يموت ولم يؤدّ زكاة ماله ولم يحجّ إلا سأل الكرّة، فقالوا: يا أبا عباس لا تزال تأتينا بالشيء لا نعرفه؛ قال: فأنا أقرأ عليكم في كتاب الله: ( وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ) قال: أؤدي زكاة مالي ( وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) قال: أحجّ. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أَبي سنان، عن رجل، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: ما يمنع أحدكم إذا كان له مال يجب عليه فيه الزكاة أن يزكي، وإذا أطاق الحجّ أن يحجّ من قبل أن يأتيه الموت، فيسأل ربه الكرّة فلا يُعطاها، فقال رجل: أما تتقي الله، يسأل المؤمن الكرّة قال: نعم، أقرأ عليكم قرآنًا، فقرأ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ فقال الرجل: فما الذي يوجب عليّ الحجّ، قال: راحلة تحمله، ونفقة تبلغه.
- تفسير سورة المنافقون الآية 10 تفسير السعدي - القران للجميع
- تفسير قوله تعالى: وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن
- سورة العاديات
- تجربتي مع سورة العاديات – جربها
تفسير سورة المنافقون الآية 10 تفسير السعدي - القران للجميع
الثَّالِثَةُ: قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: أَخَذَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِعُمُومِ الْآيَةِ فِي إِنْفَاقِ الْوَاجِبِ خَاصَّةً دُونَ النَّفْلِ، فَأَمَّا تَفْسِيرُهُ بِالزَّكَاةِ فَصَحِيحٌ كُلُّهُ عُمُومًا وَتَقْدِيرًا بِالْمِائَتَيْنِ. انتهى. وبناء على ما سبق، فالمقصود بالصدقة في هذه الآية الزكاة, خصت بالذكر هنا في حق من وجبت عليه ولم يؤدها، فيتمنى الرجعة, ولا يجاب إلى ذلك، لفوات الأوان. والله أعلم.
تفسير قوله تعالى: وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن
وأما تقدير الأمر بالزاد والراحلة ففي ذلك خلاف مشهور بين العلماء. وليس لكلام ابن عباس فيه مدخل; لأجل أن الرجعة والوعيد لا يدخل في المسائل المجتهد فيها ولا المختلف عليها ، وإنما يدخل في المتفق عليه. والصحيح تناوله للواجب من الإنفاق كيف تصرف بالإجماع أو بنص القرآن; لأجل أن ما عدا ذلك لا يتطرق إليه تحقيق الوعيد. الرابعة: قوله تعالى: لولا أي هلا; فيكون استفهاما. وقيل: " لا " صلة; فيكون الكلام بمعنى التمني. " فأصدق " نصب على جواب التمني بالفاء. " وأكون " عطف على " فأصدق " وهي قراءة ابن عمرو وابن محيصن ومجاهد. وقرأ الباقون " وأكن " بالجزم عطفا على موضع الفاء; لأن قوله: " فأصدق " لو لم تكن الفاء لكان مجزوما; أي أصدق. ومثله من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم فيمن جزم. قال ابن عباس: هذه الآية أشد على أهل التوحيد; لأنه لا يتمنى الرجوع في الدنيا أو التأخير فيها أحد له عند الله خير في الآخرة. تفسير قوله تعالى: وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن. قلت: إلا الشهيد فإنه يتمنى الرجوع حتى يقتل ، لما يرى من الكرامة. تفسير الطبري
يقول تعالى ذكره: وأنفقوا أيها المؤمنون بالله ورسوله من الأموال التي رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول إذا نـزل به الموت: يا ربّ هلا أخرتني فتُمْهَلَ لي في الأجل إلى أجل قريب.
وقد بينا صحة ذلك بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع (13). * * * وكان قتادة يقول في ذلك بما:- 5761 - حدثنا به بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة في قوله: " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة " ، قد علم الله أن ناسا يتحابون في الدنيا، ويشفع بعضهم لبعض، فأما يوم القيامة فلا خلة إلا خلة المتقين. * * * وأما قوله: " والكافرون هم الظالمون " ، فإنه يعني تعالى ذكره بذلك: والجاحدون لله المكذبون به وبرسله= " هم الظالمون " ، يقول: هم الواضعون جحودهم في غير موضعه، والفاعلون غير ما لهم فعله، والقائلون ما ليس لهم قوله. * * * وقد دللنا على معنى " الظلم " بشواهده فيما مضى قبل بما أغنى عن إعادته (14). * * * قال أبو جعفر: وفي قوله تعالى ذكره في هذا الموضع: " والكافرون هم الظالمون " ، دلالة واضحة على صحة ما قلناه، وأن قوله: " ولا خلة ولا شفاعة " ، إنما هو مراد به أهل الكفر، فلذلك أتبع قوله ذلك: " والكافرون هم الظالمون ". وانفقوا مما رزقناكم من قبل. فدل بذلك على أن معنى ذلك: حرمنا الكفار النصرة من الأخلاء، والشفاعة من الأولياء والأقرباء، ولم نكن لهم في فعلنا ذلك بهم ظالمين، إذ كان ذلك جزاء منا لما سلف منهم من الكفر بالله في الدنيا، بل الكافرون هم الظالمون أنفسهم بما أتوا من الأفعال التي أوجبوا لها العقوبة من ربهم.
عن أبي عبدالله (ع) قال: من قرأ سورة العاديات وأدمن قراءتها بعثه الله عز وجل مع أمير المؤمنين (ع) يوم القيامة خاصة، وكان في حجره ورفقائه. -----------
ثواب الأعمال ص 125, أعلام الدين ص 384, تفسير الصافي ج 5 ص 365, وسائل الشيعة ج 6 ص 259, البرهان ج 5 ص 731, بحار الأنوار ج 89 ص 335, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 651, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 397
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن رسول الله (ص) قال: من قرأ سورة العاديات اعطي من الأجر عشر حسنات، بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعا. --------
مستدرك الوسائل ج 4 ص 368, تفسير مجمع البيان ج 10 ص 421, تفسير جوامع الجامع ج 3 ص 829, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 651, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 397
عن رسول الله (ص) قال: من قرأ هذه السورة أعطي من الأجر كمن قرأ القرآن، ومن أدمن قراءتها وعليه دين أعانه الله على قضائه سريعا، كائنا ما كان. سورة العاديات. البرهان ج 5 ص 731 عن خواص القرآن
عن الإمام الصادق (ع): من قرأها للخائف أمن من الخوف، وقراءتها للجائع يسكن جوعه، والعطشان يسكن عطشه، فإذا قرأها وأدمن قراءتها المديون أدى الله عنه دينه بإذن الله تعالى. تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
سورة العاديات
سبب نزول سورة العاديات هو الموضوع الذي ستناوله هذا المقال، حيث أنّ القرآن الكريم هو كتاب الله سبحانه وتعالى الذي نزل على النّبيّ صلى الله عليه وسلّم، جاء بالتّشريعات للنّاس في كلّ زمانٍ ومكان وعلى النّاس أن يحتكمو اإليه لتصبح حياتهم نوراً على نور، ففي تلاوة القرآن فضلٌ عظيم وله أجرٌ كبير ولكلّ حرفٍ يقرأ من القرآن حسنة والحسنة بعشر أمثالها ويضاعف الله لمن يشاء.
تجربتي مع سورة العاديات – جربها
سورة العاديات:. فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:. فصل في فضل السورة الكريمة: قال مجد الدين الفيروزابادي: فضل السّورة: فيه من الأَحاديث الضَّعيفة: «مَنْ قرأها أعطى من الأَجر عشر حسنات، بعدد مَنْ يأْتي المزدلفة، ويشهد جَمْعًا». وحديث علي: «يا علي مَنْ قرأها فكأَنَّما كسا كلّ يتيم في أُمّتي، وأَعطاه الله بكلّ آية قرأها حديقة في الجنَّة». اهـ.. فصل في مقصود السورة الكريمة:. قال البقاعي: سورة العاديات مقصودها إعلام بأن أكثر الخلق يوم الزلزلة هالك لإيثار الفاني من العز والمال على الباقي عند ذي الجلال، المدلول عليه بالقسم وهو العاديات والمقسم عليه وما عطف عليه، وقد علم أن اسمها أدل شيء على ذلك لما هدى إليه القسم والمقسم عليه. قال مجد الدين الفيروزابادي:. بصيرة في: {والعاديات ضبحا}: السّورة مكِّيّة. تجربتي مع سورة العاديات – جربها. آياتها إحدى عشرة. وكلماتها أَربعون. وحروفها مائة وستُّون. فواصل آياتها على (دار). سمّيت سورة العاديات؛ لمفتتحها.. معظم مقصود السّورة: بيان شرف الغُزاة في سبيل الرّحمن، وذكر كفران الإنسان، والخبر عن اطلاع الملك الدّيّان، على الإِسرار والإِعلان، وذمّ محبّة ما هو فان، والخبر من إِحياءِ الأموات بالأَجساد والأَبدان، وأَمَّه- تعالى- خبير بما للخلق من الطَّاعة والعصيان.
والإنسان بطبعه مفطور على حبِّ المال والشَّهوات، ومن المفترض أن يراقب نفسه ويحاسبها فيما يجنيه من مالٍ أو يقبل عليه من شهواتٍ وملذّات، وأن يتعامل مع حاجاته بشكلٍ سليمٍ ومتوازن، فلا يسرف ولا يبذّر، ولا ينحرف في حاجاته عن الأمور العاديّة والمألوفة. ويضيف سماحته: "{ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}، قيل: المراد بالخير المال الّذي ينفتح الإنسان عليه بكلّ مشاعره وحواسّه، بحيث يملك عليه كلّ كيانه. { أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ}، وخرج النّاس من الأجداث كأنهم جراد منتشر، مسرعين إلى الموقف يوم الحساب، حيث يواجهون المسؤوليّة أمام الله، ليأخذ كلَّ إنسان نتيجة عمله من خير أو شرّ"..
والله تعالى خبير بالأنفس وما تخفيه الصّدور، فلا أسرار تخفى عليه.. من هنا، على المرء أن يكون في غاية الحذر، وأن يعرف أنَّ عليه حسيباً ورقيباً، فلا يتحرّك إلا بما يرضي الله في السرّ والعلانية، فرقابة الله عليه دافع قويّ حتى يصحِّح خطواته، من أجل سلامة مصيره في الدّنيا والآخرة. ويتابع السيّد فضل الله: "{ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ}، أي جمع ما فيها من الخير أو الشّرّ الكامن في ذات الإنسان. { إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ}، فهو المطَّلع على كوامن النّفوس، فليس هناك سرّ خفيّ أمامه، فهو الّذي يعلم خائنة الأعين في نفوس النّاس وما تخفي الصّدور.. وهذه هي الحقيقة الإيمانيّة الّتي تبعث الرّعب في نفوس النّاس الّذين يتحركون بالجريمة في الزّوايا الخفيّة من حياتهم، أو في دائرة الأسرار الكامنة في صدورهم".