سورة الطارق سورة مكية وعدد آياتها سبعة عشر آية تقع السورة في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم بعد سورة البروج وقبل سورة الأعلى ابتدأت بالقسم بمخلوقات الله تعالى وعظيم صنعه في كونه وترتيب السورة في. سورة الطارق كاملة. والسماء والطارق 1 وما أدراك ما الطارق 2 النجم الثاقب 3 إن كل نفس لما عليها. سورة الطارق – سورة 86 – عدد آياتها 17 بسم الله الرحمن الرحيم. لا تنسى الاشتراك بالقناة bitlyAlafasyChannel Follow US Mobile App App Store googleBYWIa Android googlp47yGz Web. والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب إن كل نفس لما عليها حافظ. تم تفسير سورة الطارق والحمد لله رب العالمين. سورة البقرة كاملة بصوت الشيخ عبد الرحمن السديس Sura Al-Baqarah by abdul rahman al sudaisقناة فتحت خصيصا لنشر القران الكريم. سورة الطارق – سورة رقم 86 – عدد آياتها 17. ما هو الطارقما معنى الآية والسماء ذات الرجع وما هوموضوع سورة الطارق وماذا نستفيد منها في حياتنا. سورة الطارق مكتوبة ماهر المعيقليSûrat At-TâriqThe Night-Comer LXXXVIqurancomplexgovsaQuranTargamaTargamaasplarbt. اللهـــــمـ انى اشكو اليك ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس انت ارحم الرحمين ورب المستضعفين.
تفسير سورة الطارق
سورة الطارق مكتوبة pdf
تحميل سورة الطارق مكتوبة كاملة pdf القرآن الكريم | سورة الطارق | تنزيل سورة الطارق مكتوبة كاملة بالرسم العثماني برواية حفص عن عاصم بصيغة pdf, تحميل ملف pdf بجودة عالية و برابط واحد مباشر. الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين أما بعد: يسرنا أن نقدم لكم القرآن الكريم مكتوبا بالرسم العثماني برواية حفص عن عاصم مقسما إلى سور كل ملف بصيغة pdf للقراءة على الجوال و الكومبيوتر.
سورة الطارق كاملة – لاينز
{ فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ}
يدفع بها عن نفسه
{ وَلَا نَاصِرٍ}
خارجي ينتصر به، فهذا القسم على حالة العاملين وقت عملهم وعند جزائهم. ثم أقسم قسمًا ثانيًا على صحة القرآن، فقال:
{ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}
أي: ترجع السماء بالمطر كل عام، وتنصدع الأرض للنبات، فيعيش بذلك
الآدميون والبهائم، وترجع السماء أيضًا بالأقدار والشئون الإلهية كل وقت،
وتنصدع الأرض عن الأموات،
{ إِنَّه}
أي: القرآن
{ لَقَوْلٌ فَصْلٌ}
أي: حق وصدق بين واضح. { وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ}
أي: جد ليس بالهزل، وهو القول الذي يفصل بين الطوائف والمقالات، وتنفصل
به الخصومات. { إِنَّهُمْ}
أي: المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم، وللقرآن
{ يَكِيدُونَ كَيْدًا}
ليدفعوا بكيدهم الحق، ويؤيدوا الباطل. { وَأَكِيدُ كَيْدًا}
لإظهار الحق، ولو كره الكافرون، ولدفع ما جاءوا به من الباطل، ويعلم بهذا
من الغالب، فإن الآدمي أضعف وأحقر من أن يغالب القوي العليم في كيده. { فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا}
أي: قليلًا، فسيعلمون عاقبة أمرهم، حين ينزل بهم العقاب. تم تفسير سورة الطارق، والحمد لله رب العالمين.
شرح سورة الطارق - موضوع
بتصرّف. ↑ سورة الطارق، آية:15-17
↑ سورة الطارق، آية:17
↑ أبو السعود، تفسير أبي السعود ، صفحة 140. بتصرّف. ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير ، صفحة 257. بتصرّف. ↑ سعيد حوَّى، الأساس في التفسير ، صفحة 6465. بتصرّف. ↑ المراغي، أحمد بن مصطفى، تفسير المراغي ، صفحة 109. بتصرّف.
[٧]
وأجاب الله -تعالى- على هذا الاستفهام بأنّه خلق الإنسان من الماء الدّافق؛ أيّ الذي يتدفّق وينصبّ في رحم المرأة، فقصد الله -تعالى- هنا ماء الرّجل وماء المرأة اللّذان يجتمعان في رحمِ المرأة ويتكوّن منه الجنين، [٧] وهذا الماء يخرج من الصُّلب؛ أيّ من عظام ظهر الرّجل، ومن التّرائب؛ أيّ عظام صدر المرأة، فذكّر الله -تعالى- الإنسان بأصل خَلقه؛ كي لا يتكبّرَ ويعصي خالقه. [٨] يدعو الله عباده للتفكّر بأصل خلقهم وبداية نشأتهم. البعث والجزاء يوم القيامة
يُتبع الله الآيات بقوله -تعالى-: (إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ* يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ* فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ)، [٩] أي إنّ الله على رجع وإعادة الإنسان لقادر، وهذه الآية فُسّرت عند العلماء بثلاثة وجوه: [٥]
الأول: أنّ الله -تعالى- قادرٌ على إرجاع الإنسان إلى الحياةِ بعد موته وبعثه من جديد ليُحاسبه. المعنى الثاني: أنّ الله -تعالى- قادرٌ على إرجاع الإنسان من حال الشّيخوخة إلى حال الشّباب. المعنى الثالث: أنّ الله -تعالى- قادرٌ على إرجاع ماء الرّجل وماء المرأة ومنعه، فلا يتكوّن منهما الولد إن أراد الله ذلك. ثمّ يأتي هذا اليوم الذي تظهر فيه السّرائر؛ وهي كلّ ما يُخفيه الإنسان في داخله من المعتقدات والنّوايا، وكلّ الأعمال المخفيّة التي لا يطّلع عليها أحد، فتنكشف كلّها وتظهر أمام الخالق يوم القيامة، وعندها لا يستطيع الإنسان إنكار أيّ أمرٍ كان بينه وبين الله -تعالى-، ويكون حينها متجرّداً من قوّتِه، ولا أحد يُعينه ويحميه.
[١] العباد ضعيفون محتاجون لربّهم في كلّ حين ويوم القيامة لن يكون لأحد قوة ولا ناصر إن لم ينصره الله ويعينه. قسم الله على أن القرآن كتاب الحق
جاءت هذه الآيات لتدلّ على صدق وعظمة القرآن الكريم، فالله -تعالى- يقول: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ* وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ* إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ* وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ) ؛ [١٠] فقد أقسم الله -تعالى- بالسّماء مرّةً أخرى، ووصفها بأنّها ذات الرَّجع، والرّجع في اللّغة؛ يُطلق على الشيء الذي يرجع ويتكرّر، وهو هنا المطر الذي يرجع إلى السّماء في كلّ موسم، فينزل إلى الأرضِ، ثمّ يتبخّر ثانية ويعود إلى السّماء لتُمطرَ من جديد. [٥]
وأقسم بالأرض ذات الصّدع؛ أيّ ذات الشّقّ، فالأرض بطبيعة الحال عندما ينزل عليها المطر تتصدّع وتتشقّق ليخرجَ منها النّبات، فأقسم الله -تعالى- بالسّماء والأرض؛ ليَستشعر الإنسان نعم الله عليه. [٤]
وأجاب الله على هذا القسم بقوله: ( إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ)، والضمير هنا يعود على على القرآن الكريم، فوصفه الله -تعالى- بالقول الفَصْل الذّي يَفصل ويُفرّق بين الحقّ والباطل، [١١] فكتاب الله لا هَزْل فيه؛ أيّ كلّه جِدّ وصدق لا لعب فيه ولا باطل، وما نزل إلّا من أجل هداية الضّالين، ووصف الله -تعالى- القرآن الكريم بهذه السّمات العظيمة؛ لتزدادَ هيبة وعظمة القرآن الكريم في قلب المؤمن، فيتيقّن عند قراءته وسماعه أنّ القرآن الكريم ما نزل للهزل والمزاح، فيَخشى الله ويكون جادّاً مُطيعاً عند سماع أوامر الله -تعالى- ونواهيه.
الرسم العثماني وَالَّذِى هُوَ يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِ الـرسـم الإمـلائـي وَالَّذِىۡ هُوَ يُطۡعِمُنِىۡ وَيَسۡقِيۡنِۙ تفسير ميسر: قال إبراهيم; أفأبصرتم بتدبر ما كنتم تعبدون من الأصنام التي لا تسمع ولا تنفع ولا تضر، أنتم وآباؤكم الأقدمون من قبلكم؟ فإن ما تعبدونهم من دون الله أعداء لي، لكن رب العالمين ومالك أمرهم هو وحده الذي أعبده. هو الذي خلقني في أحسن صورة فهو يرشدني إلى مصالح الدنيا والآخرة، وهو الذي ينعم عليَّ بالطعام والشراب، وإذا أصابني مرض فهو الذي يَشْفيني ويعافيني منه، وهو الذي يميتني في الدينا بقبض روحي، ثم يحييني يوم القيامة، لا يقدر على ذلك أحد سواه، والذي أطمع أن يتجاوز عن ذنبي يوم الجزاء. القرآن الكريم - الشعراء 26: 79 Asy-Syu'ara' 26: 79
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الشعراء - الآية 79
أي زلت أعظم من هذه الزلة؟ اسمعوا رسول الله عليه وسلم قال له مؤمن يحدثه: ( ما شاء الله وشئت يا رسول الله، فقال: قل ما شاء الله وحده، ما زدت أن سويتني بالله، وجعلتني لله نداً). فكيف يرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن تقول: يا رسول الله! إني مريض أو إني غريب، أو أني كذا.. وادع الله لي كذا وكذا. هذا كله من الشرك والعياذ بالله، فالذي يجيب الدعاء ويسمعه واحد هو الله فوق سماواته.. فوق عرشه يسمع ما تقول ويرى ما تفعل، كما قالها موسى: كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ [الشعراء:62] [ ثالثاً: بيان أن كل من عبد معبود غير الله تعالى سيكون له عدواً لدوداً يوم القيامة]. الذين عبدوا عبد القادر بالذبح والنذر والله ليكون لهم غداً يوم القيامة عدواً لهم، ولا يعترف لهم بأنهم نادوه ولا ذبحوا له ولا حلفوا به. وقد قال إبراهيم: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ [الشعراء:77]، أي: كل معبوداتكم. وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ-آيات قرآنية. [ رابعاً: بيان أن العكوف على الأضرحة والتمرغ في تربتها وطلب الشفاء منها شرك] والعياذ بالله تعالى. وصاحبه إن لم يتب لا ينج من النار؛ لأن الله يقول: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48].
الليزك والطيران الحربي
هل يحق لمن يلبس النظارات أن يحلم بأن يكون طيارا حربيا يبدو ان الجواب سيكون بالإيجاب. فحتى سنوات قليلة ماضية كانت كل وزارات الدفاع في العالم تحرم على طياريها إجراء عمليات الليزر والليزك وتشترط للمتقدمين للعمل في الطيران الحربي أن يتمتعوا برؤية حادة دون الحاجة إلى نظارات وبدون أي عمليات ولكن هذا الحظر بدأ في التغير فوزارة الدفاع الأمريكية بدأت بالسماح لطياريها بالطيران وذلك باستخدام تقنية الأي ليزك (I- lasik) بل إن وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) سمحت لرواد الفضاء بالسفر على مركباتها إذا كانوا قد تخلصوا من نظاراتهم بعملية الأي ليزك (I - LASIK) صحيح أن هذا التغير لم تأخذ به الكثير من القوات الجوية لدى الكثير من وزارات الدفاع في العالم ولكن أحسب ان المسألة مسألة وقت لا أكثر. @ استشاري العيون
وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ-آيات قرآنية
فالموت أن تخرج الروح، والجسم سليم الأجزاء كامل الإعضاء، وبعد خروج الروح تُنقض البنية، أما القتل فيكون بنقْض البنية نَقْضاً يترتب عليه خروج الروح. إذن: الموت لم يدَّعه أحدٌ لنفسه، ولما ادعاه النمرود جادله إبراهيم ـ عليه السلام ـ في ذلك، وكشف زيف هذا الادعاء، كما قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ} [البقرة: 258]. الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين. ولم يفعل إلا أنْ جاء برجل فأمر بقتله، ثم عفا عنه؛ لذلك رأى إبراهيم عليه السلام أنْ يقطع عليه الطريق، فقال: { فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأْتِي بِٱلشَّمْسِ مِنَ ٱلْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ ٱلْمَغْرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَ} [البقرة: 258]. وهكذا أنهى هذه السفسطة، وكشف حقيقة هذا المكابر المعاند. وتأمل حرف العطف { وَٱلَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} [الشعراء: 81] و(ثم) تفيد العطف مع التراخي، ولم يقل: ويحيين؛ لأن الواو تفيد مُطلَق العطف، وبين الموت والإحياء الآخر مسافة طويلة، ألا ترى قوله تعالى: { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ} [عبس: 21ـ22].
وعُطِفَ (إذا مَرِضْتُ) عَلى (﴿يُطْعِمُنِي ويَسْقِينِ﴾)؛ لِأنَّهُ لَمْ يَكُنْ حِينَ قالَ ذَلِكَ مَرِيضًا فَإنَّ (إذا) تُخَلِّصُ الفِعْلَ بَعْدَها لِلْمُسْتَقْبَلِ، أيْ: إذا طَرَأ عَلَيَّ مَرَضٌ. وفِي إسْنادِهِ فِعْلَ المَرَضِ إلى نَفْسِهِ تَأدُّبٌ مَعَ اللَّهِ راعى فِيهِ الإسْنادَ إلى الأسْبابِ الظّاهِرَةِ في مَقامِ الأدَبِ، فَأسْنَدَ إحْداثَ المَرَضِ إلى ذاتِهِ؛ ولِأنَّهُ المُتَسَبِّبُ فِيهِ، فَأمّا قَوْلُهُ: (﴿والَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ﴾) فَلَمْ يَأْتِ فِيهِ ما يَقْتَضِي الحَصْرَ؛ لِأنَّهم لَمْ يَكُونُوا يَزْعُمُونَ أنَّ الأصْنامَ تُمِيتُ بَلْ عَمَلُ الأصْنامِ قاصِرٌ عَلى الإعانَةِ أوِ الإعاقَةِ في أعْمالِ النّاسِ في حَياتِهِمْ. الذي خلقني فهو يهدين والذي يطعمني ويسقين. فَأمّا المَوْتُ فَهو مِن فِعْلِ الدَّهْرِ والطَّبِيعَةِ إنْ كانُوا دَهْرِيِّينَ وإنْ كانُوا يَعْلَمُونَ أنَّ الخَلْقَ والإحْياءَ والإماتَةَ لَيْسَتْ مِن شُئُونِ الأصْنامِ وأنَّها مِن فِعْلِ اللَّهِ تَعالى كَما يَعْتَقِدُ المُشْرِكُونَ مِنَ العَرَبِ فَظاهِرٌ. وتَكْرِيرُ اسْمِ المَوْصُولِ في المَواضِعِ الثَّلاثَةِ مَعَ أنَّ مُقْتَضى الظّاهِرِ أنْ تُعْطَفَ الصِّلَتانِ عَلى الصِّلَةِ الأُولى لِلِاهْتِمامِ بِصاحِبِ تِلْكَ الصِّلاتِ الثَّلاثِ؛ لِأنَّها نَعْتٌ عَظِيمٌ لِلَّهِ تَعالى فَحَقِيقٌ أنْ يُجْعَلَ مُسْتَقِلًّا بِدَلالَتِهِ.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الشعراء - الآية 81
فتج الباري: 1/31
تراه إذا ما جئته متهلّلاً كأنّك تعطيه الّذي أنت نائله
فلو لم يكن في كفّه غير روحه لجاد بها فليتّقِ الله سائله
لا سيما ونحن نعيش ظروفاً قاسيةً وجراحاً بليغةً وحروباً أنهكت القوى ونزوحاً طلّح الركائب، ونحن في شهر الخير والجود والمواساة، وما أجمل قول ابن عبّاس: " أجود بالخير من الرّيح المرسلة، وَعَبَّرَ بِالْمُرْسَلَةِ إِشَارَةً إِلَى دَوَامِ هُبُوبِهَا بِالرَّحْمَةِ وَإِلَى عُمُومِ النَّفْعِ بِجُودِهِ كَمَا تَعُمُّ الرِّيحُ الْمُرْسَلَةُ جَمِيعَ مَا تَهُبُّ عَلَيْهِ ". فتج الباري، 1/31
ومن جود الحبيب صلى الله عليه وسلم أنّ كرمه يصل إلى من يستحقّه قبل أن يذوب في طلبه ماء الحياء من وجهه، كحال الرّيح المرسلة تأتي النّاس برحمات خالقها في ديارهم وأراضيهم، وقد قال الإمام الشّافعيّ: " فَأَحِبُّ لِلرَّجُلِ الزِّيَادَةَ بِالْجُودِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ اقْتِدَاءً بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلِحَاجَةِ النَّاسِ فِيهِ إِلَى مَصَالِحِهِمْ، وَتَشَاغُلِ كَثِيرٍ مِنْهُمْ بِالصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ، عَنْ مَكَاسِبَهُمْ ". معرفة السّنن والآثار للبيهقيّ: 9063
عزلته وعبادته لم تشغله عن جانب الاهتمام بالرّعيل الأوّل الّذي ربّاه على عينه الشّريفة: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: ١٢٨].
صحيح البخاريّ: 2018
تواضع فطوره وسحوره: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى رُطَبَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرَاتٌ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ ". سنن التّرمذيّ: 696
والمراد هنا أن نقتفي أثره ونحذو حذوه، فهو الّذي لا يمتنع عن موجودٍ من غير سرفٍ ولا مخيلةٍ، ولا يتكلّف حوز المفقود. وما أورثه ذلك إلّا تواضعُ قلبه وإخباته لربّه وإقباله عليه مع الطّمأنينة والرّضا والتّعلّق بالآخرة. وهذا ما دعاه إلى أن لا يُبقي شيئاً من متاع الدنيا عنده ولا سيما في رمضان. وهذه من ثمرة مدارسته للقرآن وعيشه معه الّتي ذكرها ابن عبّاس رضي الله عنهما بقوله: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ ". صحيح البخاريّ: 6
وقد أبدع الإمام ابن حجر في اكتشاف علّة زيادة جوده في رمضان عن غيره: " أَنَّ مُدَارَسَةَ الْقُرْآنِ تُجَدِّدُ لَهُ الْعَهْدَ بِمَزِيدِ غِنَى النَّفْسِ وَالْغِنَى سَبَبُ الْجُودِ ".