إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) ( إِنَّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ) يقول تعالى ذكره: إن جهنم لإحدى الكبر، يعني: الأمور العظام. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثني عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( إِنَّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ) يعني: جهنم. قصص اطفال قصيرة عن عدم التكبر - قصص وحكايات كل يوم. حدثنا أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن سميع، عن أبي رزين ( إِنَّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ) قال: جهنم. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( إِنَّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ) قال: هذه النار. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( إِنَّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ) قال: هي النار. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( إِنَّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ) يعني: جهنم. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( إِنَّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ) يعني جهنم. وقوله: ( نَذِيرًا لِلْبَشَرِ) يقول تعالى ذكره: إن النار لإحدى الكبر، نذيرا لبنى آدم.
قصص اطفال قصيرة عن عدم التكبر - قصص وحكايات كل يوم
مظاهر التواضع والتكبر
التواضع هو السمَّة التي يحبها الله ورسوله، والتواضع مع النَّاس هو معاملتهم باللين والخلق الحسن والطَّيب، وسيد الأمثلة على التواضع هو تواضع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فكان يُلاعب الصغير ويعطف على الكبير وهو سيد الأمة والعالمين، حتَّى أنَّ رجلًا قد أتى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يُكلمه في بعض الأمر وكانت فرائضه ترتعد وقلبه يرتجف حتى بان ذلك عليه، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يهوّن الأمر عليه فهو ليس بالملك الظالم بل هو ابن امرأة كانت تأكل القديد -كما أخبره عليه الصلاة والسلام-. [١]
من أهم مظاهر التواضع هو أن يُقبل الإنسان على مساعدة من أهم أقل قوة منه ولا يتجبّر عليهم ولا يغتر بنفسه فالله هو المعطي وهو المانع، وهو المعز وهو المذل، والتواضع مع النَّاس هو صفة الصَّالحين حتى بات ذلك الخلق دالًا على طيب صاحبه، فلا ينبغي لإنسان أن يرفع صوته على آخر ولا يهينه ولا يزجره، بل يكون هينَا لينًا طيب المعشر متسامحًا في أخطاء الآخرين فلا يهول الأمور ودائمًا يترك ما بينه وبين شعرة فلا يقطعها مهما أساؤوا إليه. من مظاهر التواضع أن يسعى الإنسان في شأن أخيه الإنسان فمن كان صاحب حاجة فليُساعده على قضاء حاجته، ومن كان صاحب طلب يُعينه على إجابة طلبه طالما كان كل ذلك بمقدوره، أمَّا التكبر فهو عكس التواضع وضده على الحقيقة، فالمتكبر هو الإنسان الذي يبدأ بالإساءة إلى نفسه قبل الإساءة إلى الآخرين، فلا يراه الإنسان إلا معجبًا بذاته مختالًا في مشيته ينظر إلى الآخرين بعين التحقير وما ذلك إلا لأسباب اخترعها في خياله فهي وهم على وهم، وفي بعض الأحيان يُعجب الإنسان بمحبة النَّاس له فلا يزيده ذلك إلا تكبرًا وغطرسة وغرورًا.
يعتبر التكبر واحدًا من أسوأ الصفات التي يمكن أن يتسم بها أي إنسان ، وقد نهانا الخالق عز وجل عن هذه الصفة وجاءت العديد من الايات القرانية والأحاديث النبوية التي أكدت على ضرورة أن يحرص كل مسلم عن الابتعاد تمامًا عن الكبر والغرور ووردت أيضًا العديد من القصص التي بينت نهاية الكبر والغرور. حديث عن التكبر
هناك عدد كبير من الأحاديث النبوية الشريفة التي بينت عاقبة التكبر في الاسلام وكيف أنه صفه ذميمة تحرم صاحبها من الخيرات وتجلب عليه النقمة والضرر ، وقد جاء عن رسول الله – صلَّ الله عليه وسلم – قوله: { لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ ، وَغَمْطُ النَّاسِ} رواه مسلم. وفي هذا الحديث إشارة قوية إلى أن الإنسان الذي يتصف بالكبر والغرور لا يحبه الله تعالى ورسوله ويُحرم من الجنة ويكون منبوذًا ومكروهًا في المجتمع ، وبدلًا من ذلك يجب أن يكون الإنسان متواضع ومتعاون مع من حوله ولا يسبب لهم الضرر ولا الإيذاء النفسي ولا يسخر منهم ، كما أوضح رسول الله – صل الله عليه وسلم – أن التواضع لا يعني أن لا يهتم الإنسان بمظهره ونظافته ، ولكنه يعني عدم التكلف والتكبر والتفاخر على الاخرين فقط.
وفي الكَشّافِ: ماتَتْ أُمُّهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وهو ابْنُ ثَمانِي سِنِينَ فَكَفَلَهُ عَمُّهُ وكانَ شَدِيدَ الِاعْتِناءِ بِأمْرِهِ إلى أنَّ بَعَثَهُ اللَّهُ تَعالى وكانَ يَرى مِنهُ صَلّى اللَّهُ تَعالى عَلَيْهِ وسَلَّمَ في صِغَرِهِ ما لَمْ يَرَ مِن صَغِيرٍ. رُوِيَ أنَّهُ قالَ يَوْمًا لِأخِيهِ العَبّاسِ: ألا أُخْبِرُكَ عَنْ مُحَمَّدٍ صَلّى اللَّهُ تَعالى عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِما رَأيْتُ مِنهُ. فَقالَ: بَلى.
ألم يجدك يتيماً فآوى - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ
تفسير بن كثير روى الإمام أحمد، عن جندب بن عبد اللّه قال: اشتكى النبي صلى اللّه عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين، فأتت إمرأة فقالت: يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فأنزل اللّه عزَّ وجلَّ: { والضحى والليل إذا سجى. ألم يجدك يتيماً فآوى - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. ما ودعك ربك وما قلى} ""أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي"". وفي رواية: أبطأ جبريل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال المشركون: ودع محمداً ربه، فأنزل اللّه تعالى: { والضحى والليل إذا سجى. ما ودعك ربك وما قلى} ، وهذا قسم منه تعالى بالضحى وما جعل فيه من الضياء { والليل إذا سجى} أي سكن فأظلم وادلهم، وذلك دليل ظاهر على قدرته تعالى، كما قال تعالى: { والليل إذا يغشى.
تفسير ألم يجدك يتيما فآوى [ الضحى: 6]
11. خـلاصـة: لقد كانت بعثة الرسل والأنبياء عليهم السلام عموما وبعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفة أخـص -باعتبارها الرسالة الإلهية الأخيرة للإنسان- محور التاريخ البشري، تمثل منعطفا حاسما لتصحيح مسار الإنسانية وتذكيرها برسالتها وغاية وجودها المتمثلة في إقامة مجتمع العمران الأخوي. واليوم ونحن في زمن انبعاث الأمة لتعانق موعـود رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشارته العظيمة للمسلمين بالنصر والتمكين أحوج ما يحتاجه أبناء الدعوة هو الارتواء من المنبع النبوي تأسيا كاملا في التربية كما في التخطيط كما في الإعداد والتحرك الميداني تأهلا لنصر الله وتأييده، يقول تبارك وتعالى:{ وعـد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا، يعبدونني لا يشركون بي شيئا} 12 صدق الله العظيم. والحمد لله رب العالمين. [1] سورة النساء، الآيتان: 151 و 164. \ [2] سورة الأنعام، الآية: 75. \ [3] سورة يوسف، الآية: 15. \ [4] سورة الشعراء، الآية: 17. \ [5] سورة الضحى، الآية: 6. \ [6] رواه ابن حبان في صحيحه\ [7] فقه السيرة النبوية لمحمد رمضان البوطي، ص: 46،45.
↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 5304، صحيح. ↑ سامي محمد، العمل الصالح ، صفحة 401، جزء 1. بتصرّف.