تاريخ النشر: الخميس 15 رجب 1432 هـ - 16-6-2011 م
التقييم:
رقم الفتوى: 158875
204004
0
467
السؤال
إن أبغض الحلال عند الله الطلاق ـ عبارة نسمعها كثيراً، ولكن أين وردت؟. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحديث: أبغض الحلال إلى الله الطلاق. رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الحاكم ورجح بعض أهل العلم أنه مرسل وضعفه الشيخ الألباني في إرواء الغليل. جاء في سبل السلام للصنعاني: وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبغض الحلال إلى الله الطلاق ـ رواه أبو داود, وابن ماجه, وصححه الحاكم, ورجح أبو حاتم إرساله وكذا الدارقطني, والبيهقي رجحا الإرسال. انتهي. حديث ابغض الحلال عند الله الطلاق سوره النساء. ثم علق عليه قائلا: الحديث فيه دليل على أن في الحلال أشياء مبغوضة إلى الله تعالى, وأن أبغضها الطلاق فيكون مجازا عن كونه لا ثواب فيه, ولا قربة في فعله, ومثل بعض العلماء المبغوض من الحلال بالصلاة المكتوبة في غير المسجد لغير عذر, والحديث دليل على أنه يحسن تجنب إيقاع الطلاق ما وجد عنه مندوحة. انتهي. والله أعلم.
17-درجة حديث ابغض الحلال إلى الله الطلاق
ولعلَّ هذا الفرض هو الذي نشأ عنه الحكم بحلِّيَّة الطلاق، فهو وإنْ كان مبغوضاً لدى الشارع لِمَا يترتَّب عليه من مفاسد إلا أنَّ تلك المفاسد مزاحَمةٌ بمصالحَ تفوقُ تلك المفاسد أهميةً بحيثُ لا يسعُ الشارع الإغفال لتلك المصالح، ولذلك أباح الطلاق رعايةً لتلك المصالح ولكنَّه أكَّد على مبغوضيَّة هذا الفعل لغرض التحذير من التوظيف للحكم بإباحته فيما يتنافى مع الأخلاق الفاضلة، وحتى يستفرغَ المؤمنُ وسعَه في البحث عن خيارٍ آخر قبل أنْ يلجأ إلى هذا الخيار. ويمكن التنظير للحكم بحلِّيَّة الطلاق والحكم في ذات الوقت بكراهتِه بما حكم به الشارع من كراهة التدايُن دون إشهادٍ ولا توثيق، فالشارعُ وإنْ كان قد حكم بإباحة التدايُن دون إشهادٍ ولا توثيق ولكنَّه أكَّد على كراهتِه لأنَّ في ذلك مظنَّةَ الضياع للمال. فهو قد أباح التدايُن دون توثيق لأنَّ تحريمه يُفوِّت مصالح كثيرة وكبيرة على عموم الناس خصوصاً لأصحاب التجارات الصغيرة ومَن يتعامل معهم من سواد الناس لذلك كانت الرعايةُ لهذه المصالح الحيويَّة مقتضيةٌ للإباحة رغم أنَّ الحكم بالإباحةِ سينشأُ عنه الضياع لأموالِ بعض الناس إلا أنَّ هذه المفسدة لا تُضاهي المصالح التي ستفوتُ لو حكم الشارع بالحرمة.
اهـ. ونقل السيوطي في الدرر المنتثرة عن ابن حجر، أنه قال في كتابه تسديد القوس في كلامه على هذا الحديث: (هو مشهور على الألسنة، وهو من كلام إبراهيم بن أبي عبلة في الكنى للنسائي) انتهى. حديث ابغض الحلال عند الله الطلاق صحيح. وأما حديث: من تعلم لغة قوم أمن مكرهم، فلم نجده فيما اطلعنا عليه من كتب أهل الحديث، ولعله قول بعض السلف، ومعناه صحيح، فإن من تعلم لغة قوم فجالسهم علم ما يتحدثون فيه فأمن مكرهم به. وأما ما يقتضيه من الترغيب في تعلم اللغات الأجنبية فإنه مشروع عند الحاجة؛ فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر زيد بن ثابت أن يتعلم لسان اليهود؛ ليكون واسطة مأمونة موثوقة بينه وبين اليهود في نقل كلامه إليهم وكلامهم إليه. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي عضو: عبدالله بن عبدالرحمن بن غديان عضو: عبدالله بن سليمان بن منيع. حديث: علموا أولادكم الرماية والسباحة: الفتوى رقم (5876): س: يرجى بيان من قائل هذه العبارة، فمدرسون يقولون: حديث شريف وآخرون يقولون: قول أحد الصحابة، علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل فآمل أن ترسل لنا الجواب الصحيح وبسند صحيح، وجزاكم الله خيرا.
فيا أخي المريض، لا تيأس، ولا تجزع، وكن صابرًا محتسبًا، وتذكر ما قاله أحد السلف: "لولا مصائب الدنيا، لوردنا القيامة مفاليس"[10]، لكن بصبرنا واحتسابنا على المصائب، يغفر الله لنا ذنوبنا. ولا يتمنى أحدنا البلاء والأمراض، بل دائمًا اسألوا الله العفو والعافية، وإذا نزل البلاء، فعلينا أن نصبر ونحتسب، أسأل الله لنا ولكم العفو والعافية، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، وعافِ مبتلانا ومبتلى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين.
أيها المريض صبرك واحتسابك طريقك إلى الجنة - طريق الإسلام
قال ابن كثير - رحمه الله -: «هذه تذكرة لمن ابتلي في جسده، أو ماله، أو ولده، فله أسوة بنبي الله أيوب؛ حيث ابتلاه الله بما هو أعظم من ذلك فصبر واحتسب، حتى فرج الله عنه» [1]. اهـ. وقد يبتلى المؤمن بالمرض لتقصيره ببعض ما أمر الله به فيكون المرض تكفيرًا لسيئاته، قال تعالى: ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [النساء: 123]. أيها المريض صبرك واحتسابك طريقك إلى الجنة - طريق الإسلام. روى الإمام أحمد في مسنده من حديث زهير قال: أُخبرت أن أبا بكر- رضي الله عنه - قال: يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية: ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [النساء: 123] فكل سُوءٍ عملنا جُزِيْنَا به؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَبَا بَكرٍ، أَلَستَ تَمرَضُ؟ أَلَستَ تَنصَبُ؟ أَلَستَ تَحزَنُ؟ أَلَستَ تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ [2] ؟ » قَالَ: بَلَى، قَالَ: «فَهُوَ مَا تُجزَونَ بِهِ» [3]. وقال تعالى: ﴿ إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ [الشورى: 33].
- موقع معلومات
إن من السنن الكونية وقوع البلاء على المخلوقين اختباراً لهم, وتمحيصاً لذنوبهم, وتمييزاً قال الله تعالى ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) وقال تعالى ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
و قال تعالى ( الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وقال حديث حسن. وأكمل الناس إيمانا أشدهم إبتلاء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة. أخرجه الإمام أحمد وغيره. المرض، بين الابتلاء والنعمة. | مؤسسة علوم نهج البلاغة. و فوائد الإبتلاء: • تكفير الذنوب ومحو السيئات. • رفع الدرجة والمنزلة في الآخرة. • الشعور بالتفريط في حق الله واتهام النفس ولومها.
المرض، بين الابتلاء والنعمة. | مؤسسة علوم نهج البلاغة
أمَّا سُورَةُ التَوبة, ففيها نَبَأُ خَسَارٍ, تَضطَرِبُ مِنهُ فَرَقَاً قُلُوبُ أُولي الإيمان, وما ذاك؛ إلا لأنَّ سَببَ السُقوطِ لم يَكن اشتِدَادُ الضَراء, كلا!!
وفي المقابل إذا كان المسلم عابدا طائعا صالحا ، ليس بينه وبين الله إلا العبودية الحقة ، والشكر والحمد والإنابة والإخبات إليه سبحانه: فهذا يغلب على الظن في ابتلائه وجه المكرمة ورفع الدرجات ، والعباد شهداء الله في الأرض ، فإذا عرفوا فيه الصلاح كان لهم أن يبشروه برفعة الدرجات عند الله تعالى إن هو صبر على بلائه. وأما إذا أبدى المبتلى السخط والجزع ، فلا يظن أن يكون ابتلاؤه مكرمة من الله له لرفع درجاته ، وقد علم سبحانه منه عدم الصبر والرضا ، فالأقرب في هذه القرينة وجه المجازاة والعقوبة ، وقد قال بعض الصالحين: " علامة الابتلاء على وجه العقوبة والمقابلة: عدم الصبر عند وجود البلاء ، والجزع والشكوى إلى الخلق. وعلامة الابتلاء تكفيراً وتمحيصاً للخطيئات: وجود الصبر الجميل من غير شكوى ، ولا جزع ولا ضجر ، ولا ثقل في أداء الأوامر والطاعات. وعلامة الابتلاء لارتفاع الدرجات: وجود الرضا والموافقة ، وطمأنينة النفس ، والسكون للأقدار حتى تنكشف " انتهى. وهكذا ، ما هي إلا قرائن ظنية يمكن للعبد أن يتأمل فيها ليعرف شيئا من حكمة الله تعالى في المصائب والمحن ، لا ليجزم في الحكم بها على نفسه ، أو على عباد الله المبتلين.
فكيف بحالنا نحن المقصرين المذنبين. ثم أولى من ذلك كله وأهم ، أن يحسن العبد الظن بربه دائما ، وعلى كل حال ؛ فالله سبحانه وتعالى هو أولى بالجميل ، وهو أهل التقوى وأهل المغفرة. نسأل الله تعالى أن يرحمنا ويغفر لنا ، وأن يعلمنا ما ينفعنا ، ويأجرنا في مصائبنا ، إنه سميع مجيب الدعوات. وانظر جواب السؤال رقم: ( 13205)
والله أعلم.