نحن قسمنا معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضَهُم فوق بعضٍ درجاتٍ ليتخذَ بعضُهًم بعضاً سخرياً ورحمةُ ربكَ خيرُُمما يجمعون} [الزخرف:32]. فمن لم يرض بالقسمة فقد عارض الله تعالى في قسمته وحكمته.
حب لأخيك ما تحب لنفسك
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. وبعد:
روى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيِه مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)) [1]. هذا الحديث الشريف مِن الأحاديث العظيمة التي عليها مدار الدِّين، ولو عمل الناسُ به لقُضى على كثير من المنكَرات والخصومات بين الناس، ولعمَّ المجتمعَ الأمنُ والخير والسلام، وهذا يحصُل عند كمال سلامة الصدر مِن الغل والغش والحسد، فإنَّ الحسد يَقتضي أن يَكره الحاسدُ أن يَفوقه أحدٌ في خير أو يُساويه فيه؛ لأنه يحب أن يمتاز على الناس بفضائله ويَتفرَّد بها عنهم، والإيمانُ يَقتضي خلافَ ذلك، وهو أنْ يَشْركه المؤمنون كلُّهم فيما أعطاه الله من الخير، مِن غير أن ينقص عليه من ذلك شيء [2]. حب لأخيك ما تحب لنفسك. روى الإمام أحمد في مسنده من حديث معاذ رضي الله عنه؛ أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان، قال: ((أَفْضَلُ الْإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ للِه، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ، وَتُعْمِلَ لِسَانَكَ فِي ذِكْرِ اللهِ)) قال: وماذا يا رسول الله؟ قال: ((وَأَنْ تُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَتَكْرَهَ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ، وَأَنْ تَقُولَ خَيْرًا أَوْ تَصْمُتَ)) [3].
حب لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك
محبة الخير للآخرين روى الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". لقد ربى الإسلام أبناءه على استشعار أنهم كيان واحد، أمة واحدة، جسد واحد: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ َ) (الحجرات:10) ، ويقول الله تعالى: ( إن هذه أمتكم أمة واحدة) ( الأنبياء:92). حب لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك. أما الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أكد هذا المعنى وشدد عليه حين قال:"المسلم أخو المسلم"، "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"، "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر". محبة الخير للآخرين من علامات الإيمان ومن ذلك أنه رباهم على محبة الخير لإخوانهم المسلمين كما يحبونه لأنفسهم، وجعل ذلك من علامات كمال الإيمان، فمن لم يكن كذلك فقد نقص إيمانه، ويؤكد هذا المعنى –أن محبة الخير للآخرين من علامات الإيمان- ما رواه الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا". ويؤكده أيضا ما رواه أحمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان؟ فقال: "أفضل الإيمان أن تحب لله، وتبغض لله، وتعمل لسانك في ذكر الله" قال: وماذا يا رسول الله؟ قال: "أن تحب للناس ما تحب لنفسك ، وتكره لهم ما تكره لنفسك ، وأن تقول خيرا أو تصمت".
حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه - طريق الإسلام
ومثل هذا يحتاج للتذكير بنهي الشرع عن الحسد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تحاسدوا... " ويقول الله تبارك وتعالى:
(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (النساء:54) ولو علم هذا الحاقد أن حقده وحسده لا يغير من أقدار الله شيئا لأراح نفسه ولشغلها بما يصلحها بدلا من شغلها بالناس وما آتاهم الله من فضله. حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه - طريق الإسلام. الثالث: رجل أذهلته شهوة طبعه عن سعة فضل الله تعالى فيخشى إذا زاحمه الناس على الخير ألا يبقى له حظ معهم، وهذا من الجهل، فخزائن ربنا ملأى: "يد الله ملأى لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه". (رواه البخاري). والله عز وجل يقول في الحديث القدسي:
"يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر... " (الحديث رواه مسلم).
معاشر المسلمين: لقد وثق الإسلام عرى الأخوة بين المؤمنين، وأكثر من النصوص في ذلك، وترجم ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- عمليا، بل صرح بأعظم من ذلك فبين أن إيمان العبد لا يكمل الكمال الواجب حتى يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه. الله أكبر! ما أعظمه من أدب وأجله من خلق حيث يتعامل المسلم مع أخيه وكأنه نفسه بل كأنهما شيء واحد لا يفترق. أخرج البُخاريُّ ومُسلِمٌ في صحيحهما من حديث أنسِ بنِ مالكٍ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قالَ: "لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأَخيهِ ما يُحِبُّ لِنَفسه". هذا الحديث خرَّجاه في "الصحيحين" من حديث قتادة، عن أنسٍ، ولفظُ مسلم: "حَتَّى يُحِبَّ لجاره أو لأخيه". وخرَّجه الإمام أحمد، ولفظه: "لا يبلغُ عبدٌ حقيقةَ الإيمان حتَّى يحبَّ للناس ما يُحِبُّ لنفسه من الخِير". المقصودُ أنَّ مِن جملة خِصال الإيمانِ الواجبةِ، أنْ يُحِبَّ المرءُ لأخيه المؤمن ما يحبُّ لنفسه، ويكره له ما يكرهه لنفسه، فإذا زالَ ذلك عنه، فقد نَقَصَ إيمانُهُ بذلك، وإذا كان النقص من كماله الواجب فدل على أنه يأثم بذلك!! فقل لي -بربك-: هل نحب لإخواننا ما نحب لأنفسنا من الخير الدنيوي والأخروي؟ لنتفقد أنفسنا ولنحكم بعد ذلك على إيماننا.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
قال تعالى (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا))/الأحزاب 56
إعلم أخي القارئ لايوجد حد لفضل الصلاة على محمد وآل محمد وسأذكر لك جملة من الأحاديث الشريفة بخصوص فضلها وخاصة ليلة الجمعة ويومها فهنيئاً لشيعة ومحبي أهل البيت عليهم السلام. قال رسول الله صلّى الله عليه وآله ((من صلى علي مرة صلى الله عليه عشراً ، ومن صلى علي عشراً صلى الله عليه مائة مرة ، ومن صلى علي مائة مرة صلى الله عليه ألف مرة ، ومن صلى الله عليه ألف مرة لا يعذبه الله في النار أبداً)). وقال صلّى الله عليه وآله ((من صلى علي مرة فتح الله عليه باباً من العافية)). وقال عليه السّلام ((من صلى عليَّ مرة لم يبق له من ذنوبه ذرة)). روى عبد الله بن مسعود: أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال ((أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة)). وقال عليه السّلام في الوصية ((يا علي من صلى عليَّ كل يوم أوكل ليلة وجبتَ له شفاعتي ولوكان من أهل الكبائر)). عن أنس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله ((إن أقربكم مني يوم القيامة في كل موطن أكثركم عليّ صلاة في دار الدنيا ، ومن صلى عليً يوم الجمعة أو في ليلة الجمعة مائة مرة قضى الله له مائة حاجة ، سبعين من حوائج الآخرة وثلاثين من حوائج الدنيا ، ثم يوكّل الله تعالى له بكل صلاة ملكاً يدخل عليَّ في قبري كما يدخل أحدكم الهدايا ، ويخبرني من صلى عليَّ باسمه ونسبه إلى عشيرته ، فاثبته عندي في صحيفة بيضاء)).
اللهم صل علي محمد سامي يوسف
[٦]
ه
عـ
ء
ـع
أهمية الميزان الصرفي
للميزان الصّرفي أهميّة كبيرة في اللّغة العربيّة، فعن طريقه يمكنه معرفة الآتي: [٧]
معرفة المجرد والمزيد من الأفعال حيث يُمكن معرفة الأحرف الأصليّة من الأحرف الزائدة، فعند معرفة الجذر الأساسي للكلمة يمكن معرفة ما هو زائد عن هذا الجذر، وذلك على نحو: استقبل، فوزنه الصّرفي هو "استفعل" فقد زيد على حروفه الأصليّة الألف والسّين والتّاء، فالفعل مزيد. معرفة ما حُذف من الحروف الأصليّة للفعل وذلك على نحو الفعل "جِد" فإنّ وزنه الصّرفي هو "عِلْ" فقد حذفت فاء الفعل، والفعل الأساسي هو "وجد" ووزنه "فعل". معرفة ما أبدل من الحروف وذلك على نحو: اضطرب، فوزنه الصّرفي هو "افتعل" فقد تبيّن أن التاء قد أبدلت طاء في الفعل السابق. معرفة إذا ما كان هناك تغييرٌ في ترتيب الحروف في الكلمة وذلك على نحو "أيس" فإنّها على وزن "عفل" والفعل الأساسي هو "يأس" ووزنه "فعل". معرفة الإعلال الواقع في الكلمات وذلك على نحو كلمة "ميزان" فإنّ وزنها الصّرفي هو "مِفعال" وهي مأخوذة من الفعل "وزن" ففاء الفعل في الفعل الأصلي هي واو، وفي كلمة "ميزان" قد قلبت ياءً.
اللهم صل علي محمد وال محمد
[٨]
الكلمة
وزنها
صلاة
فَعَال
جَمَاعَة
فَعَالَة
تُضَعَّفُ
تُفَعَّلُ
تَوَضَّأ
تَفَعَّلَ
أحْسَنَ
أفْعَلَ
يُخْرِجْهُ
يُفْعِلْهُ
يخطُ
يَفْعُ
حُطَّ
فُعلَ
صَلّى
فَعَّلَ
تزل
تَفَلْ
ارْحَمْهُ
افْعلْهُ
انتظر
افتعل
تدريبات على الميزان الصرفي
فيما يأتي تدريبات متنوعة على الميزان الصرفي:
استخرج الكلمات المجردة والمزيدة من الجمل الآتية وحدّد وزنها
استخرج من الأمثلة الآتية الكلمات المجردة والمزيدة وحدّد نوعها:
استقبل الأب أبناءه مسرورًا. اكتشف العالم اختراعًا جديدًا. قابل أحمد صديقه. ينتشر الحبّ في الحياة بوجود الصّدق. لعب الطفلُ بالكرة.
[٤]
رَ
دْ
دَ
إذا أريد وزن كلمة فيها إدغام ليس أصليًّا بل هو زيادة، يوضع عندها الإدغام فوق الحرف المقابل له في الميزان، ويبقى ضبطًا فقط وذلك على نحو: لوّن، فإنّ وزنها هو "فعّل"، وكذلك تقدّم، فإنّ وزنها هو "تفعّل". [٥]
لـ
ـوّ
ن
ـعّـ
تـ
ـدّ
م
ـفـ
إذا أريد وزن كلمة فيها إبدال يُحافَظ على الحرف الأساسي الموجود في الفعل قبل الإبدال، ولا يبدل في الميزان، وذلك على نحو: اصطياف، فإنّ وزنها الصرفي هو: افتعال. [٥]
صـ
ـطـ
ـيـ
ـا
ف
إذا أريد وزن كلمة فيها إعلال بالقلب يبقى الوزن كما هو ولا يتغيّر ميزان الكلمة أو يحذف منها شيء، فكلمة "قال" الألف فيها إعلال بالقلب، فأصل الألف واو، أي "قول" فوزن "قول" هو "فعل" وكذلك بعد الإعلال يبقى وزن "قال" هو "فعل". [٥]
ـو
وزن ما فيه قلب مكاني
إذا أريد وزن ما فيه قلبٌ مكاني بين الأحرف، فيتغيّر ترتيب الأحرف في الميزان، وفقًا للترتيب الحاصل في الكلمة المراد وزنها، وذلك على نحو: "جاه" فإنّ هذه الكلمة مأخوذة من كلمة "وجه"، وهي على وزن "فعل" فكلمة "جاه" إذًا تكون على وزن "عفْل". [٦]
منه أيضًا كلمة "ناء" فإنّها مأخوذة من "نأى"، وهذه الكلمة على وزن "فعل" فكلمة "ناء" إذًا تكون على وزن "فَلَعَ".