ثانيا: حوّل اهتمامكَ لمَا حولك وليس لذاتك
ينبع القلق من تدقيقكَ ومراقبتك لنفسك طوال الوقت، حيث تضع نفسك أسفل عدسةٍ مُكبرة، لكن في وسعكَ تدريب انتباهك على التركيز على المحيط. تخيل عضلة في دماغكَ تحتاج تعزيزا وتقوية للتمكن من التحكم فيها. تُتَّبع تقنية "تدريب الانتباه" في العلاج المعرفي السلوكي للقلق الاجتماعي، ومن ثَم فإن قضاء عدة دقائق وحدكَ يوميا لممارسة هذه التمارين سيساعدك على التخفيف من القلق. (1)
أنصت إلى كل الأصوات من حولك، اِستغرق فيها واستمتع بها قدر الإمكان. قد تغمض عينيك وتسمع صوت العصافير، أو صوت سياراتٍ هادرةٍ يأتي من بعيد، أو صوت تلفازٍ مكتوم، أو صوت أناسٍ يتحدثون. تَطلَّع إلى مَن حولك ولاحظ الألوان ودرجاتها في بيئتك، أشكال الظل الغريبة التي تُشكلها المباني في الشارع، أو ألوان السيارات المصفوفة في الجراج، أو تدرُّج اللون الأخضر بين أوراق شجرةٍ كبيرة. الاردن - الرهاب الاجتماعي.. العلاج والأعراض | MENAFN.COM. استمع لمقطوعةٍ موسيقية عدة مرات، مع التركيز على آلةٍ واحدة كل مرة والتبديل بينها، تبدأ بالتركيز على البيانو ثم الجيتار، ثم صوت الغناء، وهكذا. لهذه التمارين الصغيرة أن تُحسِّن من قدرتك شئيا فشيئا على تحويل انتباهك لما هو حولكَ بدلا من أن ينصب كله على ذاتك.
تعريف الرهاب الاجتماعي الجديد
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد. مواد ذات الصله
تعليقات الزوار
أضف تعليقك
لا توجد تعليقات حتى الآن
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) قوله تعالى: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال عطاء عن ابن عباس: نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ، وذلك أن المشركين قالوا ربنا الله ، والملائكة بناته ، وهؤلاء شفعاءنا عند الله ، فلم يستقيموا. وقال أبو بكر: ربنا الله وحده لا شريك له ، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - عبده ورسوله ، فاستقام. حديث قل آمنت بالله ثم استقم - موقع مقالات إسلام ويب. وفي الترمذي عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال: قد قال الناس ثم كفر أكثرهم ، فمن مات عليها فهو ممن استقام قال: حديث غريب. ويروى في هذه الآية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي معنى استقاموا ، ففي صحيح مسلم عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك - وفي رواية - غيرك. قال: قل آمنت بالله ثم استقم زاد الترمذي قلت: يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي ؟ فأخذ بلسان نفسه وقال: ( هذا).
الدرر السنية
ولئن كانت الاستقامة تستدعي من العبد اجتهاداً في الطاعة ، فلا يعني ذلك أنه لا يقع منه تقصير أو خلل أو زلل ، بل لا بد أن يحصل له بعض ذلك ، بدليل أن الله تعالى قد جمع بين الأمر بالاستقامة وبين الاستغفار في قوله: { فاستقيموا إليه واستغفروه} ( فصلت: 6) ، فأشار إلى أنه قد يحصل التقصير في الاستقامة المأمور بها ، وذلك يستدعي من العبد أن يجبر نقصه وخلله بالتوبة إلى الله عزوجل ، والاستغفار من هذا التقصير ، وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم: ( استقيموا ولن تحصوا) رواه أحمد ، وقوله أيضا: ( سددوا وقاربوا) رواه البخاري. والمقصود منه المحاولة الجادة للسير في هذا الطريق، والعمل على وفق ذلك المنهج على قدر استطاعته وإن لم يصل إلى غايته، شأنه في ذلك شأن من يسدد سهامه إلى هدف ، فقد يصيب هذا الهدف ، وقد تخطئ رميته ، لكنه بذل وسعه في محاولة تحقيق ما ينشده ويصبو إليه. وللاستقامة ثمار عديدة لا تنقطع ، فهي باب من أبواب الخير ، وبركتها لا تقتصر على صاحبها فحسب ، بل تشمل كل من حوله ، ويفهم هذا من قوله تعالى: { وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا} ( الجن: 16) ، وتستمر عناية الله بعباده المستقيمين على طاعته حتى ينتهي بهم مطاف الحياة ، وهم ثابتون على كلمة التوحيد ، لتكون آخر ما يودعون بها الدنيا ، كما قال الله تعالى: { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ، نزلا من غفور رحيم} ( فصلت: 30-32).
أما البعيد عن ربه -تبارك وتعالى، وعن الاستقامة فمثل: السمكة التي طلعت من الماء، ثم بعد ذلك ما يلبث أنه ينتهي إلى أمراض نفسية، ومشاكل، وانتحار، أو عُقَد، ومصائب، وأمراض، وبلايا، وتظلم الدنيا في عينيه، وأنت تعرف هذا حتى في وجهه، -نسأل الله العافية، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من السعداء، ووالدينا، وإخواننا المسلمين، وأن يصلح حالنا، وأن يجعلنا من أوليائه، وأهل قربه، وعتقائه من النار، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه. سبق تخريجه. أخرجه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب الحراسة في الغزو في سبيل الله، رقم: (2887).
قل آمنت بالله ثم استقم - عبد الكريم الخضير
ولكي يتعلم الحكمة من أفواه الحكماء عليه أن يجالسهم ويتبع آثارهم، ويتفقد أحوالهم مع الله ومع الناس, ويصغى إلى أقوالهم، وينتبه إلى ما يصدر عنهم من إشارات تقوم مقام العبارات، فالعلماء والحكماء يحيون القلوب بالعلم والحكمة كما يحيي الله الأرض بالمطر. تَحْيَا بهم كل أرضٍ ينزلون بها كأنهم في بقاع الأرض أمطار
ويستفاد من هذا الحديث فوق ما ذكرناه أن العلم أبواب مقفلة مفاتيحها الأسئلة، لهذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه عن كل ما غمض عليهم فهمه، في أدب جم وأسلوب كريم، فيجيبهم عن كل ما سألوا بحب وكرامة، ولا يعيب على أحد سأله عن شيء، كما يفعل بعض علمائنا اليوم، بل كان يجعل من السؤال التافه منطلقاً إلى باب مهم من أبواب العلم. ويستفاد أيضاً من هذا الحديث أن يكون المسئول حكيماً في فهمه للسؤال وفي الإجابة عنه، فلا يكون جوابه بعيداً عن المطلوب في السؤال، ولا يكون قاصراً مخلاً لا يكتفي السائل به، ولا طويلاً مملاً ينفر منه، ويتحرى المسئول حاجة السائل إلى السؤال فلا يمهله ولا يتبرم منه، ويتعرف على حاله – في الثقافة والفهم – فيخاطبه على قدر عقله ووعيه، فهذه هي البلاغة في سموها وعراقتها، فهي كما يقول أهلها: مراعاة المتكلم بكلامه مقتضى حال المخاطب، والله ولي التوفيق.
وأمرت لأدعوكم إلى دين الله، بالعدل والإحسان، لا أكرهكم عليه، ولا أجادلكم إلا بالتي هي أحسن. { اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} أي أن الرب الذي أدعوكم إليه ليس ربي وحدي، حتى يكون لي مصلحة خاصة في دعوتكم إليه، فهو سبحانه ربكم كما هو ربي. وفي هذا تعريض باليهود الذين يجعلون الله سبحانه وتعالى ربًّا لهم وحدهم، ويؤثرهم بما عنده من خير وإحسان، فيسمونه رب إسرائيل، ويسمونه رب الجنود، ويجعلونه قائداً لجيشهم في الحرب، كما تصرح بذلك التوراة، التي في أيديهم، في أكثر من موضع منها. وقوله تعالى: { لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ} أي كل محاسب على عمله مجزى به إن خيراً فخير وإن شراً فشر. { لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ} أي لا جدال ولا مناظرة بيننا وبينكم فإن الحق قد ظهر واشتهر. { اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} فهو الذي يجمعنا ليوم الجمع فنرجع إليه فيحاسبنا على ما قدمنا وما أخرنا. وهذه الآية قد جمعت أصول الدين كلها فقد اشتملت على عشرة أوامر كل أمر منها أصل تندرج تحته أحكام لا تنحصر. وقبل أن نفارق هذا الحديث إلى غيره ينبغي أن ننبه كل مؤمن يبتغي الحكمة أن ينشدها في مظانها عند الحكماء المشهود لهم بالعلم والمعرفة والصلاح والتقى، فرب كلمة تصدر من قلوبهم على أفواههم يكون فيها خير الدنيا والآخرة.
حديث قل آمنت بالله ثم استقم - موقع مقالات إسلام ويب
أيها المؤمنون: إن معراج فلاحكم، ومنار نجاتكم تقواكم لربكم -سبحانه وتعالى-، فاتقوا الله تكونوا من المفلحين. ثم اعلموا -رحمكم الله- أن من طرائق فلاح العبد استرشاده بكُمل المؤمنين الذين ينصحونه النصيحة فيرشدونه إلى ما ينفعه في الداريين، فتكون به نجاته، وتتحقق له سعادته، وتتهيأ له الحياة الطيبة في الأولى والآخرة. ألا وإن خيركم في الخلق والإرشاد هو محمد -صلى الله عليه وسلم- وكان أصحابه -رضي الله عنهم- أرغب الناس إلى إرشاده ونصحه، فيسأله أحدهم المسألة ينتفع بها هو وينتفع من بعده فئام كثيرة من الأمة.
فإذا ذاق الإنسان حلاوة الإيمان ، وتمكنت جذوره في قلبه ، استطاع أن يثبت على الحق ، ويواصل المسير ، حتى يلقى ربّه وهو راض عنه ، ثم إن ذلك الإيمان يثمر له العمل الصالح ، فلا إيمان بلا عمل ، كما أنه لا ثمرة بلا شجر ، ولهذا جاء في الحديث: ( ثم استقم) فرتّب الاستقامة على الإيمان ، فالاستقامة ثمرة ضرورية للإيمان الصادق ، ويجدر بنا في هذا المقام أن نستعرض بعضاً من جوانب الاستقامة المذكورة في الحديث. إن حقيقة الاستقامة ، أن يحافظ العبد على الفطرة التي فطره الله عليها ، فلا يحجب نورها بالمعاصي والشهوات ، مستمسكا بحبل الله ، كما قال ابن رجب رحمه الله: " والاستقامة في سلوك الصراط المستقيم ، وهو الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة ولا يسرة ، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها: الظاهرة والباطنة ، وترك المنهيات كلها " ، وهو بذلك يشير إلى قوله تعالى: { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون} ( الروم: 30). وقد أمر الله تعالى بالاستقامة في مواضع عدة من كتابه ، منها قوله تعالى: { فاستقم كما أمرت ومن تاب معك} ( هود: 112) ، وبيّن سبحانه هدايته لعباده المؤمنين إلى طريق الاستقامة ، كما قال عزوجل: { وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم} ( الحج: 54)، وجعل القرآن الكريم كتاب هداية للناس ، يقول الله تعالى في ذلك: { كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد} ( إبراهيم: 1).