إذاً: فهذه الحقيقة هي منطلق الحديث، وهي أن الإيمان يزيد وينقص.
- الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص
- الايمان يزيد وينقص « مفاهيم يجب أن تصحح
- دليل زيادة الإيمان ونقصانه من القرآن والسنة | المرسال
- المحتوى القرآني - بسم الله الرحمن الرحيم قد أوتيت سؤلك يا موسى...
- تفسير آية قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ
- العشر الصغرى - عرض خلافات القراء في سورة طه الآية رقم جميع القراء
- قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ﴿٣٦﴾ - mohd roslan bin abdul ghani
الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص
فالمقام - عباد الله - يتطلب توجُّهًا صادقًا إلى الله، وسؤالاً مُلِحًّا إليه - تبارك وتعالى - أن يزيد الإيمان ويقويه، وأن يجدّده في القلب، وأن يمكنه فيه والله - تعالى - يقول: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾ [إبراهيم: 27]. والأمر الآخر - عباد الله - أن يجدَّ العبد ويجتهد في تحقيق الإيمان، وتكميله وتعليته؛ فإن الإيمان يقوى ويضعف، ويزيد وينقص؛ فعن عمير بن حبيب الخطمي - رضي الله عنه - وهو صحابي جليل، قال: "الإيمان يزيد وينقص، قيل وما زيادته ونقصانه، قال: إذا ذكرنا الله وحَمِدناه وسبَّحناه زاد، وإذا غفلنا وضيعنا ونسينا نقص". ولهذا فإن العبد الموفَّق لا يزال يسعى في هذه الحياة في تقوية إيمانه والبُعد عن أسباب نقصه وضعفه. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر. اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين. اللهم أصلح ذات بيننا، وألِّف بين قلوبنا واهدنا سُبل السلام وأخرجنا من الظلمات إلى النور، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا، وقواتنا وأزواجنا وذريتنا، واجعلنا مباركين أينما كنا.
>هل الايمان ينقص ويزيد
>
21- وُرجِّحتْ زيَادةُ الإيمانِ *** بما تزيدُ طاعةُ الإنسانِ
ورجحت زيادة الإيمان: تقدم أن العمل من كمال الإيمان، عند أهل السنة، وهنا ذكر المصنف أن الإيمان يزيد بسبب زيادة طاعة الإنسان. مزيد من المعلومات »
12 يناير 2011
Posted by موقع الامام الغزالى |
الايمان يزيد وينقص |
أضف تعليق
الايمان يزيد وينقص &Laquo; مفاهيم يجب أن تصحح
٢ تقدم تخريجه (ص ٩٢). ٣ انظر معارج القبول لحافظ حكمي (٢/ ٢٤، ٢٥). ٤ جامع العلوم والحكم لابن رجب (ص ٢٦).
الإيمان - عباد الله - استقامة على طاعة الله، ومداومة وملازمة لعبادة الله، وثبات على دين الله إلى الممات؛ يقول - صلى الله عليه وسلم - في حديث سفيان بن عبدالله الثقفي عندما قال للنبي - عليه الصلاة والسلام -: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا غيرك، قال: ((قل آمنت بالله، ثم استقِمْ)). الإيمان جمال للمرء وزينة وحلاوة، ولذة وله طعم لا نظير له؛ يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((ذاق طعم الإيمان مَن رَضِيَ بالله ربًّا والإسلام دينًا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولاً)). وفي الحديث الآخر يقول - عليه الصلاة والسلام -: ((ثلاث مَن كُنَّ فيه، وجد بهنَّ حلاوة الإيمان؛ أن يكون اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار))، وهو زينة وجمال؛ يقول - صلى الله عليه وسلم - في دعائه: ((اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هُداة مهتدين)). وفي القرآن يقول الله - تعالى -: ﴿ وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ﴾ [الأعراف: 26]. إنّ الواجب على أهل الإيمان أن يرعوا الإيمان حقَّ رعايته، وأن يعرفوا مقامه وقدره، وأن تكون عنايتهم به مُقدَّمة على عنايتهم بكل أمرٍ؛ فهو أساس الخير والسعادة والفلاح والرِّفعة في الدنيا والآخرة.
دليل زيادة الإيمان ونقصانه من القرآن والسنة | المرسال
بالإيمان - عباد الله - ينال المؤمن أشرف ما يُنال، ألا وهو رؤية الله - جل وعلا - يوم القيامة، كما قال - عليه الصلاة والسلام -: ((إنَّكم سترون ربكم يوم القيامة لا تضامون في رؤيته)). بالإيمان - عباد الله - ينال كل خير وفلاح ورفعة في الدنيا والآخرة، ويدفع كل شر وبلاء ونِقمة. إن الواجب على أهل الإيمان أن يحمدوا الله - جل وعلا - حمدًا كثيرًا على مِنَّته عليهم به، وهدايتهم إليه، كما قال - جل وعلا -: ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴾ [الحجرات: 7]. ليس الإيمان بالتمنِّي ولا بالتحلِّي، ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الأعمال. الإيمان - عباد الله - عقائد صحيحة وإيمانيات راسخة، قَوامُها وبناؤها على الإيمان بالله وملائكته وكتبه، ورسله واليوم الآخر، والإيمان بالقدر؛ خيره وشره؛ ففي صحيح مسلم من حديث عمر - رضي الله عنه -: أن جبريل سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان، قال أخبرني عن الإيمان، قال: ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأن تؤمن بالقدر؛ خيره وشره)).
وفي الحديث الصحيح عن النبي صل الله عليه وسلم قال: « ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن». ما هي أسباب زيادة الإيمان ؟
أسباب زيادة الإيمان هي:
1. معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته، فإن الإنسان كلما ازداد معرفة بالله وأسمائه وصفاته، ازداد إيمانًا بلا شك. 2. النظر في آيات الله الكونية والشرعية فإن الإنسان كلما نظر إلى الآيات الكونية والشرعية ازداد إيمانه قال الله تعالى: { وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ}[الذاريات:20]. 3. كثرة الطاعات، فالإنسان كلما كثرت طاعته ازداد بذلك إيمانه سواء طاعة قولية أو فعلية فالذكر يزيد الإيمان كمية وكيفية. ما هي أسباب نقصان الإيمان ؟
أسباب نقصان الإيمان هي عكس أسباب الزيادة:
1. الجهل بأسماء الله وصفاته يوجب نقصان الإيمان، لأن الإنسان إذا لم يعرف أسماء الله وصفاته ينقص إيمانه. 2. الإعراض عن التفكر في آيات الله الكونية والشرعية، فإن هذا يسبب نقص الإيمان أو على الأقل ركوده وعدم نموه. 3. فعل المعصية فإن للمعصية أثار عظيمة على القلب، وعلى الإيمان، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: « لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ».
وقال تعالى: ﴿زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا وَ يَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ اللّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِساب﴾، البقرة: 212. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، رواه مسلم والبخاري وابي داود والترمذي وأحمد. رابعاً: عظم الجزاء والثواب مع عظم البلاء، ولذلك لم يشفى الله عز وجل نبيه موسى عليه السلام شفاءاً كاملاً، ليتسلى به من بعده من الأمم، ولما فيه من الخير الكثير في الآخرة، قال تعالى: ﴿الم*أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ*وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾، العنكبوت: 1-3.
المحتوى القرآني - بسم الله الرحمن الرحيم قد أوتيت سؤلك يا موسى...
وقال تعالى: ﴿قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي﴾، الأعراف: 144. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَإِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ»، رواه مسلم والبيهقي وابن ماجه وابن حبان وأحمد.
تفسير آية قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ
اذهبا إلى فرعون إنه طغى هذا أمر لهما جميعا بالذهاب ، وموسى حاضر وهارون غائب تغليبا لموسى ، لأنه الأصل في أداء الرسالة ، وعلل الأمر بالذهاب لقوله: إنه طغى أي جاوز الحد في الكفر والتمرد ، وخص موسى وحده بالأمر بالذهاب فيما تقدم ، وجمعهما هنا تشريفا لموسى بإفراده ، وتأكيدا للأمر بالذهاب بالتكرير. وقيل: إن في هذا دليلا على أنه لا يكفي ذهاب أحدهما. وقيل: الأول أمر لموسى بالذهاب إلى كل الناس ، والثاني أمر لهما بالذهاب إلى فرعون. المحتوى القرآني - بسم الله الرحمن الرحيم قد أوتيت سؤلك يا موسى.... ثم أمرهما سبحانه بإلانة القول له لما في ذلك من التأثير في الإجابة ، فإن التخشين بادئ بدء يكون من أعظم أسباب النفور والتصلب في الكفر ، والقول اللين هو الذي لا خشونة فيه ، يقال: لأن الشيء يلين لينا ، والمراد تركهما للتعنيف كقولهما هل لك إلى أن تزكى [ النازعات: 18] وقيل: القول اللين هو الكنية له ، وقيل: أن يعداه بنعيم الدنيا إن أجاب ، ثم علل الأمر بإلانة القول له بقوله: لعله يتذكر أو يخشى أي باشرا ذلك مباشرة من يرجو ويطمع ، فالرجاء راجع إليهما كما قاله جماعة من النحويين: سيبويه وغيره. وقد تقدم تحقيقه في غير موضع قال الزجاج: لعل لفظة طمع وترج ، فخاطبهم بما يعقلون ، وقيل: لعل هاهنا بمعنى الاستفهام.
العشر الصغرى - عرض خلافات القراء في سورة طه الآية رقم جميع القراء
بسم الله الرحمن الرحيم
قد أوتيت سؤلك يا موسى
طلب موسى عليه السلام من ربه عز وجل أن يؤيده بأخيه هارون، ويجعله له وزيراً، فيشدّ به أزره، ويشركه في أمره. وقد أجاب الله عز وجل طلب نبيه الكريم، وآتاه سؤله، وبعث معه أخاه هارون إلى فرعون وقومه. وتلك كانت منة أخرى. العشر الصغرى - عرض خلافات القراء في سورة طه الآية رقم جميع القراء. قال تعالى: ﴿قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى﴾ [طه: 36 – 37]. "يقول تعالى ذكره: قال الله لموسى صلى الله عليه وسلم: قد أعطيت ما سألت يا موسى ربك من شرحه صدرك وتيسيره لك أمرك، وحل عقدة لسانك، وتصيير أخيك هارون وزيراً لك، وشد أزرك به، وإشراكه في الرسالة معك. (ولقد مننا عليك مرة أخرى) يقول تعالى ذكره: ولقد تطولنا عليك يا موسى قبل هذه المرة مرة أخرى. " (1)
ولما كانت هذه الإجابة لطلب موسى عليه السلام وسؤله منة أخرى، فما هي الأولى؟
وهل كانت منة واحدة؟ أم عدداً من النعم والمنن؟
_________________________
(1) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 18/ 301 - 302، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.
قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ﴿٣٦﴾ - Mohd Roslan Bin Abdul Ghani
والمعنى: فانظروا هل يتذكر أو يخشى ، وقيل: بمعنى كي. والتذكر: النظر فيما بلغاه من الذكر وإمعان الفكر فيه حتى يكون ذلك سببا في الإجابة ، والخشية هي خشية عقاب الله الموعود به على لسانهما ، وكلمة أو لمنع الخلو دون الجمع. وقد أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: فاقذفيه في اليم قال: هو النيل. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: وألقيت عليك محبة مني قال: كان كل من رآه ألقيت عليه منه محبته. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل قال: حببتك إلى عبادي. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني في قوله: ولتصنع على عيني قال: تربى بعين الله. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: لتغذى على عيني. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال: يقول أنت بعيني إذ جعلتك أمك في التابوت ، ثم في البحر ، وإذ تمشي أختك. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والخطيب عن ابن عمر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: إنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأ يقول الله سبحانه: وقتلت نفسا فنجيناك من الغم قال: من قتل النفس وفتناك فتونا قال: أخلصناك إخلاصا. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: وفتناك فتونا قال: ابتليناك ابتلاء.
وقال ابن جرير: المعنى وألقيت عليك رحمتي: وقيل: كلمة من متعلقة بألقيت ، فيكون المعنى: ألقيت مني عليك محبة: أي أحببتك ، ومن أحبه الله أحبه الناس ولتصنع على عيني أي ولتربى وتغذى بمرأى مني ، يقال صنع الرجل جاريته: إذا رباها ، وصنع فرسه: إذا داوم على علفه والقيام عليه ، وتفسير على عيني بمرأى مني صحيح. قال النحاس: وذلك معروف في اللغة ، ولكن لا يكون في هذا تخصيص لموسى ، فإن جميع الأشياء بمرأى من الله. وقال أبو عبيدة وابن الأنباري: إن المعنى لتغذى على محبتي وإرادتي ، تقول: أتخذ الأشياء على عيني: أي على محبتي. قال ابن الأنباري: العين في هذه الآية يقصد بها قصد الإرادة والاختيار ، من قول العرب: غدا فلان على عيني: أي على المحبة مني. قيل واللام متعلقة بمحذوف: أي فعلت ذلك لتصنع ، وقيل: متعلقة بألقيت ، وقيل: متعلقة بما بعده: أي ولتصنع على عيني قدرنا مشي أختك. وقرأ ابن القعقاع ( ولتصنع) بإسكان اللام على الأمر ، وقرأ أبو نهيك بفتح التاء. والمعنى: ولتكون حركتك وتصرفك بمشيئتي ، وعلى عين مني. إذ تمشي أختك ظرف لألقيت ، أو لتصنع ، ويجوز أن يكون بدلا من إذ أوحينا وأخته اسمها مريم فتقول هل أدلكم على من يكفله وذلك أنها خرجت متعرفة لخبره فوجدت فرعون وامرأته آسية يطلبان له مرضعة ، فقالت لهما هذا القول: أي هل أدلكم على من يضمه إلى نفسه ويربيه ، فقالا لها ومن هو ؟ قالت أمي ، فقالا هل لها لبن ؟ قالت نعم لبن أخي هارون ، وكان هارون أكبر من موسى بسنة ، وقيل: بأكثر ، فجاءت الأم فقبل ثديها ، وكان لا يقبل ثدي مرضعة غيرها ، وهذا هو معنى فرجعناك إلى أمك وفي مصحف أبي ( فرددناك) ، والفاء فصيحة كي تقر عينها قرأ ابن عامر في رواية عبد الحميد عنه ( كي تقر) بكسر القاف ، وقرأ الباقون بفتحها.
إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى أي مننا ذلك الوقت وهو وقت الإيحاء فإذا ظرف للإيحاء ، والمراد بالإيحاء إليها إما مجرد الإلهام لها أو في النوم بأن أراها ذلك أو على لسان نبي أو على لسان ملك ، لا على طريق النبوة كالوحي إلى مريم أو بإخبار الأنبياء المتقدمين بذلك وانتهى الخبر إليها ، والمراد بـ ما يوحى ما سيأتي من الأمر لها ، أبهمه أولا وفسره ثانيا تفخيما لشأنه. وجملة أن اقذفيه في التابوت مفسرة لأن الوحي فيه معنى القول ، أو مصدرية على تقدير بأن اقذفيه ، والقذف هاهنا الطرح: أي اطرحيه في التابوت ، وقد مر تفسير التابوت في البقرة في قصة طالوت فاقذفيه في اليم أي اطرحيه في البحر ، واليم: البحر أو النهر الكبير.