ثم قال: انا ابن عديمات العيوب أنا ابن فاطمة الزهراء أنا ابن سيدة النساء انا ابن الطهر البتول انا ابن بضعه الرسول ، أنا ابن خديجة الكبرى
أنا ابن المقتول ظلماً
أنا ابن محزوز الرأس من القفا
أنا ابن العطشان حتى قضى
أنا ابن طريح كربلاء
أنا ابن مسلوب العمامة والرداء
أنا ابن من بكت عليه ملائكة السماء
أنا ابن من ناحت عليه الجن في الأرض و الطير في الهواء
أنا ابن من رأسه على السنان يهدى
أنا ابن من حرمه من العراق إلى الشام تسبى
فلم يزل يقول: أنا ، أنا ، حتى ضج الناس بالبكاء و النحيب ، و خشي يزيد أن تكون فتنة ، فأمر يزيد المؤذن مع أنه لم يكن وقت الصلاة فقطع عليه الكلام. فلما قال المؤذن: اللَّه أكبر
قال علي بن الحسين: لا شيء أكبر من الله ، كبرت كبيراً لا يقاس
فلما قال المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله
قال علي بن الحسين: شهد بها شعري و بشري و عظمي و لحمي و دمي
فلما قال المؤذن: أشهد أن محمداً رسول الله
إلتفت من فوق المنبر إلى يزيد و قال: محمداً هذا جدي أم جدك يا يزيد؟! فإن زعمت أنه جدّك فقد كذبت و كفرت ، و إن قلت: إنه جدّي فلم قتلت عترته؟! الإمام زين العابدين عليه السلام: كلمة الحقّ وصوت الحسين عليه السلام. اللهم صل على سيدنا علي زين العابدين و على إبنه سيدنا زيد الشهيد و سلم تسليماً كثيرا
و صل اللهم و سلم و زد و أنعم و بارك على سيدنا الحبيب المصطفى و آله
- الإمام زين العابدين(عليه السلام) في سطور
- الإمام زين العابدين عليه السلام: كلمة الحقّ وصوت الحسين عليه السلام
- خطبة سيدي علي زين العابدين رضى الله عنه – الشيخ محمد عبدالله الأسوانى
- الحليم عند الغضب عند
- الحليم عند الغضب ppt
الإمام زين العابدين(عليه السلام) في سطور
وفجأة دوّى صوت في المجلس أخرس الخطيب وجعل كل من في المجلس كأن على رؤوسهم الطير..! ارتفع الصوت في مجلس يزيد بهذه الكلمات: ويلك أيها الخطيب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار!!! كان صوت الحق والحقيقة الصوت الذي انبثق من صوت السماء ودعوة النبوة إنه صوت علي بن الحسين زين العابدين (ع), ثم أراد (ع) أن يصحح المسار ويشير ببوصلة الهدى إلى الحقيقة التي أخفاها الأمويون عن الناس وزيفوها... أراد أن يكشف القناع الزائف الذي لبسه الأمويون باسم الإسلام ويظهر وجوههم القبيحة وأفعالهم وجرائمهم فقَال ليزيد: يا يزيد إئذن لي حتى أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلمات لله فيهن رضا ولهؤلاء الجالسين فيهن أجر وثواب. الإمام زين العابدين(عليه السلام) في سطور. لكن ابن آكلة الأكباد يعرف قبل غيره من هو هذا المتحدث ومن أين استقى علمه وبلاغته فهو المجسّد لبلاغة جده سيد البلغاء والمتكلمين فأبى عليه ذلك, فقال الناس ائذن له فليصعد المنبر فلعلنا نسمع منه شيئاً ؟ فقال: إنه إن صعد لم ينزل إلا بفضيحتي وبفضيحة آل أبي سفيان فقيل له: وما قدر ما يحسن هذا ؟ فقال: إنه من أهل بيت قد زقوا العلم زقاً, فلم يزالوا به حتى أذن له. وها هي شمس الحقيقة تسطع وسط الظلام ها هو لسان الثورة الحسينية الهادر, ووريث النبوة.
ولأوَّل مرة، نقرأ دستور الحقوق في الإسلام في كلِّ ما يتَّصل بحياة الإنسان المؤمن مع الله ومع نفسه ومع النَّاس ومع مسؤوليَّاته، حتى إنّ كلّ مسؤوليّة من مسؤوليَّاتك لها حقّ عليك، فالصَّلاة لها حقّ عليك، والصَّوم له حقّ عليك، والزكاة لها حقّ عليك، والحجّ له حقّ عليك، فرسالة الحقوق هي الرّسالة التي سبقت كلّ دساتير حقوق الإنسان، لأنها لم تكتفِ بحقوق الإنسان فقط، وإنما حركت حقوق المسؤوليَّة في الإنسان، وانفتحت في البداية على حقّ الله سبحانه وتعالى.
الإمام زين العابدين عليه السلام: كلمة الحقّ وصوت الحسين عليه السلام
فانطلق صوت زين العابدين ليدحض هذه الأكاذيب ويؤكد للرأي العام على أن هذه الثورة هي تجسيد للإسلام المحمدي وامتداد لمنهج النبي (ص) في كل المراحل التي مر بها في رحلة الأسر وأول صوت له (ع) كان في الكوفة من خلال خطبته العظيمة التي بين فيها الجريمة النكراء التي ارتكبها الأمويون بقتلهم سبط رسول الله وغدر أهل الكوفة به وفيها من التقريع لهم ما أجج في النفوس مشاعر السخط والغضب على يزيد وكان مما قاله في ذلك اليوم: بأية عين تنظرون إلى رسول الله (ص) إذ يقول لكم: قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي ؟! خطبة سيدي علي زين العابدين رضى الله عنه – الشيخ محمد عبدالله الأسوانى. كان لهذه الكلمات دوي وضجيج واستفاقة ووجوم وغضب وسخط على السلطة وتأنيب للضمير وتقريع للنفس وجلد للذات: (فارتفعت أصوات الناس من كل ناحية ويقول بعضهم لبعض هلكتم وما تعلمون)!! ورغم الحالة المأساوية التي كان عليها فقد استأنف حديثه ووعظه لهم. كما وقف بتلك الشجاعة والصلابة أمام الطاغية ابن زياد وهو أسير فنظر إليه وهو ينكث بالقضيب ثنايا أبيه تشفياً وانتقاماً فلم يمنعه شدة الحزن على التصدّي له والوقوف بوجهه, وقد تعرض (ع) للقتل على يديه ولكن إرادة الله حالت دون ما يريد المجرم ابن زياد، وقد دار حوار بينهما انتهى بأن أمر ابن زياد بأن يضرب عنق الإمام فتعلقت الحوراء زينب بابن أخيها وقالت لابن زياد: (إنك لم تبق منا أحداً فإن كنت عزمت على قتله فاقتلني معه), لكن الإمام السجاد لم يأبه بأمر ابن زياد ولم يخشه في مجلسه, بل وجه إليه كلاماً عرّفه بنفسه الشريفة التي لا تخشى الموت بل تستهين به, فقال له بكل ثبات وجرأة ويقين: (أبالقتل تهددني!!!
أيها الناس، فأي رجالات منكم يسرّون بعد قتله؟ أم أي فؤاد لا يحزن من أجله؟ أم أي عين منكم تحبس دمعها وتضن عن انهمالها؟(5)... إلى آخر خطبته عليه السلام. فالملاحظ أن الإمام عليه السلام بيّن في خطبه هذه فداحة الخطب وعظم المصاب وفظاعة الجريمة، التي ارتكبها يزيد بحق الإمام الحسين عليه السلام وبحق الإسلام والرسول صلى الله عليه وآله من جهة، ومن جهة أخرى أثار وجدان وضمير الناس، وحفزهم للثورة على هذا الحاكم الظالم والنظام الغاشم. 2 - دعمه وتأييده للثورات التي قامت ضد السلطة الأموية الطاغية، "فنراه يصدر بياناً عاماً ويثني ثناءً حاراً على كل مسلم يقوم بالثورة ضد الحكام المنحرفين. فحينما جاءه عمه محمد بن الحنفية مع رسول المختار الثقفي ليستشيره في طلب المختار الثورة، أجابه ببيان عام لم يكن يخص المختار فقط، بل إن بيانه يشمل كل مسلم يقف ثائراً بوجه ظلم بني أمية وحكمهم المنحرف"(6). أضف إلى ذلك أن الإمام السجاد عليه السلام ترحم على المختار لاقتصاصه من قتلة الإمام الحسين عليه السلام، لا سيما عبيد الله بن زياد الذي بعث المختار برأسه إلى الإمام عليه السلام، كما نقرأ في الزيارة الموجودة على قبر المختار في الكوفة.
خطبة سيدي علي زين العابدين رضى الله عنه – الشيخ محمد عبدالله الأسوانى
[2] ندوة الشام الأسبوعيّة، فكر وثقافة. [3] شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج1، ص 241. [4] ندوة الشام الأسبوعيّة، فكر وثقافة. [5] في رحاب أهل البيت (ع)، ج2.
5ـ العتق: كان(ع) دائم العتق للعبيد في سبيل الله، فقد روي عنه(ع) أنّه كان بين الآونة والأُخرى يجمع عبيده ويطلقهم، ويقول لهم: «عَفَوْتُ عَنْكُمْ فَهَلْ عَفَوْتُمْ عَنِّي؟… فيقولون له: قد عفونا عنك يا سيّدنا وما أسأت. فيقول(ع) لهم: قُولُوا: اللَّهُمَّ اعْفُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ كَمَا عَفَا عَنَّا، فَأَعْتِقْهُ مِنَ النَّارِ كَمَا أَعْتَقَ رِقَابَنَا مِنَ الرِّقِّ. فَيَقُولُونَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِين»(7). 6ـ الفصاحة والبلاغة: تجلّت فصاحته(ع) وبلاغته في الخطب العصماء التي خطبها في الكوفة في مجلس الطاغية عبيد الله بن زياد، وفي الشام في مجلس الطاغية يزيد بن معاوية، ثمّ في المدينة المنوّرة بعد عودته من الشام. هذا ناهيك عن الصحيفة السجّادية الكاملة، وما جاء فيها من عبارات الدعاء الرائعة والمضامين العميقة، وبلاغة اللفظ وفصاحته وعمقه، والحوارات الجميلة والعبارات اللطيفة الجزيلة التي يعجز البلغاء والشعراء عن إيراد مثلها، وقد عُرفت الصحيفة بـ «إنجيل آل محمّد». 7ـ المهابة: للإمام(ع) مهابة خاصّة في قلوب الناس، روي أنّ هشام بن عبد الملك جاء إلى مكّة لأداء الحجّ ـ قبل استخلافه ـ، فأراد استلام الحجر الأسود فلم يقدر، فنصب له منبر فجلس عليه وطاف به أهل الشام، فبينما هو كذلك إذ أقبل الإمام زين العابدين(ع) وعليه إزار ورداء، من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحة، بين عينيه ثفنة السجود فجعل يطوف، فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحّى الناس حتّى يستلمه هيبة له.
فليتعلم الدعاة من حلمه جل وعز فلا يعجلوا بالأذى والغضب على العصاة المخالفين لمنهج الله وطريقه المستقيم. فالحلم من أشرف الأخلاق وأحقّها بذوي الألباب؛ لما فيه من سلامة العِرض وسلامة الجسد واجتلاب الحمد [8]. الحلم صفة للمخلوق:
قال المفسرون [9]: ذو الحلم أي العقل، والحليم: الكثير الحلم، بطيء الغضب. وهو الذي يصفح عن الذنوب، ويصبر على الأذى، وقيل: هو الذي لا يعاقب أحدا قط إلا في الله، ولم ينتصر من أحد إلا لله. وهو الذي لا يحمله الغضب أن يفعل ما لم يكن ليفعله في حال الرضا، ويحتمل أسباب الغضب فيصبر ويتأنى ولا يثور. والحلم صفة تقتضي الصفح وتحمّل الأذى، ورجاحة العقل وثباتة ورصانة وتباعد عن العدوان وعدم القسوة، وهو اسم يجمع أصالة الرأي ومكارم الأخلاق والرحمة بالمخلوق. اتق شر الحليم إذا غضب - YouTube. ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم من أحلم الناس، فكان لا يضيق صدره بما يصدر عن بعض أصحابه من أخطاء، كما أنه كان يعلّمهم الحلم وكظم الغيظ. ومن الأمثلة على حلمه عليه الصلاة والسلام ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه بردٌ نجرانيٌّ غليظ الحاشية، فأدركه أعرابيٌّ، فجبذه بردائه جبْذَةً شديدةً، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثَّرت بها حاشية البُرْد مِن شدَّة جَبْذَته، ثمَّ قال:يا محمَّد!
الحليم عند الغضب عند
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
الحليم عند الغضب Ppt
الروابط المفضلة
الروابط المفضلة
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 27/11/2016 ميلادي - 27/2/1438 هجري
الزيارات: 43428
الحِلْم
صفة الرب وخُلُق العبد
الحِلْم هو كَظْم الغيظ، والبعد عن الغضب، ومقابلة السيئة بالحسنة، وسَعَة الصدر والتغافل عن هفوات الآخرين وإعذارهم، والترفُّع عن شتم الناس وسبِّهم، وهو من الأخلاق الربَّانية السامية ، وصفة من صفات الله على ما يليق بجلاله وقدسه سبحانه وتعالى، قال جل وعز: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [1] ، وقال تعالى: ﴿ وَاللّهُ غَنِىٌّ حَلِيمٌ ﴾ [2] ، وقال سبحانه: ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ ﴾ [3]. ومدح الله نبييه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لاتصافهما بهذه الصفة العظيمة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴾ [4] ، وقال عن اسماعيل عليه السلام: ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 101] [5] ، واعترف أصحاب مدين وهم قوم شعيب عليه السلام باتصافه بهذه الصفة الجليلة: ﴿ قَالُوا يَاشُعَيبُ أَصَلاَتُكَ تَأمُرُكَ أَن نَّترُكَ مَا يَعبُدُ آبَآؤُنَا أَو أَن نَّفعَلَ فِى أَموَالِنَا مَا نَشَآءُ إِنَّكَ لَأَنتَ الحَلِيمُ الرَّشِيدُ ﴾ [6]. والحلم اسم من أسماء الله الحسنى سمّى الله سبحانه وتعالى به نفسه في إحدى عشرة آية في القرآن الكريم، دلالة على عِظم هذا الاسم وجلالة قدره عند الله تعالى.