(8) والذين هم على صلواتهم يحافظون ؛ أي: يداومون عليها في أوقاتها وحدودها وأشراطها وأركانها، فمدحهم بالخشوع بالصلاة، وبالمحافظة عليها؛ لأنه لا يتم أمرهم إلا بالأمرين، فمن يداوم على الصلاة من غير خشوع أو على الخشوع من دون محافظة عليها فإنه مذموم ناقص. (10) أولئك الموصوفون بتلك الصفات هم الوارثون. (11) الذين يرثون الفردوس الذي هو أعلى الجنة ووسطها وأفضلها؛ لأنهم حلوا من صفات الخير أعلاها وذروتها، أو المراد بذلك جميع الجنة؛ ليدخل بذلك عموم المؤمنين على درجاتهم ومراتبهم كل بحسب حاله هم فيها خالدون لا يظعنون عنها، ولا يبغون عنها حولا؛ لاشتمالها على أكمل النعيم وأفضله وأتمه من غير مكدر ولا منغص.
تفسير قوله تعالى الذين هم في صلاتهم خاشعون - ملك الجواب
♦ الآية: ﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: المؤمنون (2). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ ساكنون لا يرفعون ابصارهم عن مواضع سجودهم. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾، اخْتَلَفُوا فِي مَعْنَى الْخُشُوعِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مُخْبِتُونَ أَذِلَّاءُ. وَقَالَ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ: خَائِفُونَ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: مُتَوَاضِعُونَ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ غَضُّ الْبَصَرِ وَخَفْضُ الصَّوْتِ، وَالْخُشُوعُ قَرِيبٌ مِنَ الْخُضُوعِ إِلَّا أَنَّ الْخُضُوعَ فِي الْبَدَنِ والخشوع في القلب والبصر وَالصَّوْتِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ ﴾ [طه: 108]، وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هُوَ أَنْ لَا يَلْتَفِتَ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: هُوَ أَنْ لَا يَعْرِفَ مَنْ عَلَى يَمِينِهِ وَلَا مَنْ عَلَى شماله، وَلَا يَلْتَفِتَ مِنَ الْخُشُوعِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّعِيمِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَنَا مُحَمَّدُ بن إسماعيل حدثنا مسدد أنا أبو الأحوص أنا أَشْعَثُ بْنُ سَلِيمٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الِالْتِفَاتِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ: «هُوَ اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشيطان من صلاة العبد».
وَقَالَ عَطَاءٌ: هُوَ أَنْ لَا تَعْبَثَ بِشَيْءٍ مِنْ جَسَدِكَ فِي الصَّلَاةِ. وَرُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَ رَجُلًا يَعْبَثُ بِلِحْيَتِهِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ: «لَوْ خشع قلب هذا خشعت جَوَارِحُهُ». أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ الضَّبِّيُّ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجِرَاحِيُّ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ أَنَا أَبُو عيسى الترمذي أنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ أَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَلَا يَمْسَحِ الْحَصَى فَإِنَّ الرَّحْمَةَ تُوَاجِهُهُ». وَقِيلَ: الْخُشُوعُ فِي الصَّلَاةِ هُوَ جَمْعُ الْهِمَّةِ وَالْإِعْرَاضُ عَمَّا سِوَاهَا، وَالتَّدَبُّرُ فِيمَا يَجْرِي عَلَى لِسَانِهِ من القراءة والذكر. تفسير القرآن الكريم
يُقال إن قراءة سورة يونس تحمي المسلم من الفتن ومن المصائب والابتلاءات، خاصة الآية رقم 107 التي هي" وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ". مقاصد سورة يونس
بعد تناولنا لماذا سميت سورة يونس بهذا الاسم في بداية المقال نعرض في تلك الفقرة مقاصد السورة، نزلت سورة يونس بعدد من القصص التي بها عبرة للمؤمنين، فمن يدرك تلك المقاصد وما تحتوي الروايات من نصائح، حمي نفسه من ارتكاب الآثام، نتناول مقاصد سورة يونس فيما يلي:
تأتي سورة يونس لتوجيه النصح وإرشاد المسلمين بأن السير في طريق الباطل وعصيان أوامر الله يتسبب في وقوع المسلم في مصائب وفتن. حثت السورة علي التمسك بالعقيدة الإسلامية واتباع كتاب الله وسنه رسوله، وتم ذكر الآيات في السورة بأسلوب بديعي وإرشادي، حتي يتقبلها المسلم ويتفهمها بكل وضوح وسلاسة. مناسبة سورة يونس لما قبلها
انزل الله آياته لحكمه، فكل سورة تنبه المسلم لأمر ما قد حدث في الماضي وعلي المسلم ألا يقع في نفس الخطأ، فبعد أن تناولنا فضل سورة يونس وأهمية قراءتها، نعرض مناسبة سورة يونس بما قبلها في التالي:
تتناسب سورة يونس مع قبلها بانها خُتمت أيضا أياتها بذكر رسول الله صلي الله عليه وسلم، مع سردها لمظاهر حياة الكافرين في تلك الفترة والعقاب الذي ناله المشرك.
لماذا سميت سورة يونس بهذا الاسم نسبة
إن لسورة يونس فضل كبير في إنهاء الحسد وفك السحر، إذ قام الشخص بتلاوة الآيات ثلاث مرات متتالية ثم الدعاء للنفس، حمي المرء نفسه من الحسد والعين ومن أعمال السحر، وحفظته من كل سوء. فوائدة سورة يونس
لقراءة القران فوائد عظيمه، إذ انه يطهر الروح والبدن من الذنوب، ويجعل المرء في حالة سكبنه ورضا وتصالح مع النفس، بالإضافة إلى تقرب العبد إلى ربه، فكثرت القراءة تمحي الذنوب وتزيد الحسنات وتعصم البدن والنفس من الوقوع في المعاصي، وذكر الأئمة والشيوخ بتعدد فوائد السورة وعلي المسلم التمسك بقراءتها بشكل مستمر ، نسرد لكم فوائد سورة يونس فيما يلي:
بعد ذكر الشيوخ لماذا سميت سورة يونس بهذا الاسم أضافوا أن المداومة علي قراءة السورة كل شهر قربت العبد من ربه يوم القيامة، واستجاب الله له دعائه. إن قراءة الآيات من سورة يونس تجلب للمسلم الفوز ويتحقق له ما يتمناه، حيث جاء في احدي الكتب الدينية إن قراءة السورة واحد وعشرون مرة يهزم بها المرء أعدائه وتحفظه الآيات من كل شر. عند قراءة السورة يشعر المسلم بصفاء الذهن وقربه من الله، كما إنها تعظ المسلمين من الوقوع في المعاصي وانه لا مفر من عقاب الله، لذا علي المؤمن الصالح اتباع أوامر الله.
لماذا سميت سورة يونس بهذا الاسم لانها
المراجع
↑ سورة يونس، آية:40
↑ سورة يونس، آية:94
↑ سورة يونس، آية:98
^ أ ب "مقاصد سورة يونس" ، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 20/12/2020. بتصرّف. ^ أ ب سورة يونس، آية:15
↑ "أسباب النزول- سورة يونس" ، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 20/12/2020. بتصرّف. ↑ "أسباب النزول- سورة يونس " ، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 20/12/2020. بتصرّف. ↑ سورة يونس، آية:57
↑ "مقاصد سورة يونس " ، الإسلام سؤال وجواب ، اطّلع عليه بتاريخ 20/12/2020. بتصرّف. ↑ "سُورةُ يُونُس" ، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 21/12/2020. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1459 ، صحيح. ↑ "الموسوعة الحديثية" ، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 22/12/2020. بتصرّف. ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:10/81، إسناده صحيح.
لماذا سميت سورة يونس بهذا الاسم نسبه الى
حياك الله السائل الكريم، ووفقك الله في بحثك، سمّيت سورة يونس بهذا الاسم لذكر اسم النبي يونس -عليه السلام- فيها في قول الله -تعالى-: (فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ). "يونس:98" كما أنّ هناك عدّة مواضع في القرآن الكريم قد ذُكِر فيها اسم النبي يونس -عليه السلام- منها ما يأتي:
قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ). "الأنعام: 86" قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا). "النساء: 163" قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ). "الصافات: 139"
لماذا سميت سورة يونس بهذا الاسم وذلك بسبب
بيّنت سورة يونس عَِِجِز لسان من نزل بهم القرآن على أن يُعارضوه، وبالرّغم من أنّ حروف القرآن من حروف كلامهم، ومع ذلك، لم يستطيعوا أن يأتوا ولن يأتوا بمثله لأنه من عند الله تعالى. دفعت سورة يونس شبَه المشركين الذي شككوا برسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وبالقرآن الكريم. [١٠]
قد يُهِمُّكَ: فضل سورة يونس
وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة في فضل سورة يونس، إليك بعضًا منها: [٤]
عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ: [أُوتيَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سبعًا منَ المثاني الطُّولِ وأُوتيَ موسَى عليهِ السَّلام ستًّا فلمَّا ألقى الألواحَ رُفعت ثنتانِ وبقيَ أربعٌ] [١١] ، وبشرح الحديث يُقصد بسبع من المثاني الطوال، سبع سور طوال، وقيل أن المُراد في هذا من سورة البقرة إلى سورة التوبة، وقيل أن المراد سورة البقرة ، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، وهذا ما يبيّن فضل سورة يونس في القرآن الكريم.
فقد كان القرآن يومئذ مقسما إلى مائة وأربع عشرة سورة بأسمائها ولم يخالف في ذلك إلا عبد الله بن مسعود فإنه لم يثبت المعوذتين في سور القرآن وكان يقول " إنما هما تعوذ أمر الله رسوله بأن يقوله وليس هو من القرآن " وأثبت القنوت الذي يقال في صلاة الصبح على أنه سورة من القرآن سماها سورة الخلع والخنع. وجعل سورة الفيل وسورة قريش سورة واحدة. وكل ذلك استنادا لما فهمه من نزول القرآن. ولم يحفظ عن جمهور الصحابة حين جمعوا القرآن أنهم ترددوا ولا اختلفوا في عدد سوره وأنها مائة وأربع عشرة سورة روى أصحاب السنن عن ابن عباس أن رسول الله كان إذا نزلت الآية يقول: ضعوها في السورة التي يذكر فيها كذا.