باب تحريم تشبه الرجال بالنساء
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء. وفي رواية: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال. رواه البخاري. ---------------- المخنثين: بصيغة اسم الفاعل، وبصيغة اسم المفعول من يشبه خلقه النساء في حركاته وكلماته وإن كان ذلك خلقيا فلا لوم عليه، وعليه تكلف إزالته، فإن تمادى عليه ولم يتكلف إزالته ذم. وإن كان بقصد منه وتكلف له فهو المذموم. قال ابن حبيب: المخنث هو المؤنث من الرجال، وإن لم تعرض منه الفاحشة، مأخوذ من التكسر في المشي ونحوه. قوله: «المتشبيهن من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال». تشبه الرجال بالنساء - موقع مصادر. قال الحافظ: قال القرطبي: المعنى لا يجوز للرجال التشبه بالنساء في لبس وزينة مختصات بهن، ولا العكس. وقال ابن أبي جمرة: ظاهر اللفظ الزجر عن التشبيه في كل شيء، لكن عرف من أدلة أخرى أن المراد التشبه في الزي وبعض الصفات والحركات ونحوهما، إلا التشبه في أمور الخير. واللعن: يدل على أن ما ذكر من الكبائر. والحكمة في لعن من تشبه إخراجه الشيء عن الصفة التي وضعها عليه أحكم الحكماء، كما أشار إليه - صلى الله عليه وسلم - في لعن الواصلات بقوله: «المغيرات خلق الله».
- تشبه الرجال بالنساء - موقع مصادر
تشبه الرجال بالنساء - موقع مصادر
أيها المؤمنون: إن للرجل أعمالًا لا تليق إلا به، وللمرأة أعمالًا لا تليق إلا بها، وللرجل صفات لا تليق إلا به، وللمرأة صفات لا تليق إلا بها، وللرجل لباسٌ لا يليق إلا به، وللمرأة لباسٌ لا يليق إلا بها؛ ميَّز الله بينهما خلْقًا وخُلقا، صفةً وهيئة، وظيفةً وأعمالا، فلكلٍّ من الصفات والمزايا ما يخصه ويليق به. أيها المؤمنون: وإن من عظيم المحرمات وكبير الموبقات وعظيم الذنوب والخطايا أن يتشبَّه هذا بتلك أو هذه بذاك؛ فإن هذا من كبائر الذنوب وعظائم الآثام. روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: « أن النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَعَنَ المخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالمُتَرَجِّلاَتِ مِنَ النِّسَاءِ »، وفي رواية له: « لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ ». حكم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال. وروى ابن ماجه في سننه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: « أَنَّ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَعَنَ الْمَرْأَةَ تَتَشَبَّهُ بِالرِّجَالِ، وَالرَّجُلَ يَتَشَبَّهُ بِالنِّسَاءِ ». وروى أبو داود في سننه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: « أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَعَنَ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ ».
ويمكن الرد على مدعي التطور والتمدن، أي تطوّر وتمدّن يُحمد أم يحسن في تشبّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، بل بالعكس تماما إنما هو انحدار وسقوط يؤول إلى أضرار أخلاقية واجتماعية كثيرة، ولا يمكن أن ينهض المجتمع المسلم بشكل صحيح إذا انقلبت الأمور وفق هذا الاعوجاج الشنيع فيما بين الرجل والمرأة من تشبه كل منهما بالآخر. حكم تشبه الرجال بالنساء. والله نسأل أن يحفظ المسلمين والمسلمات من كل سوء وشر، وأن يقينا مجتمعنا وبلادنا من الدعوات المنحطة باسم التطوّر والتمدّن في تشبه مشين الرجال بالنساء أو النساء بالرجال. اللعن بالمتشبهين ويقول فضيلة الدكتور إبراهيم بن صالح الخضيري قاضي الاستئناف بوزارة العدل: النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لعن الله المتشبّهين من الرجال بالنساء ولعن الله المتشبهات من النساء بالرجال». وقال -عليه الصلاة والسلام-: «من تشبّه بقومٍ فهو منهم». فلا يجوز التشبّه بالكفار، ولا الرجل بالمرأة، ولا المرأة بالرجل، ومما يؤسف له أن تنشأ مظاهر هذا التشبّه المرفوض بين شباب المسلمين من خلال وسائل الإعلام، التي تقدّم الماجنين والفاسقين، على أنهم قدوة، وتقدّم التعرّي والتشبّه بأبشع صوره وأقبحها على أنه طريق إلى النجومية والشهرة وغير ذلك مما يخدعون به شباب المسلمين.