وفي زواج النبي - صلى الله عليه وسلم ـ من خديجة ـ رضي الله عنها ـ ما يلجم ألسنة وأقلام الحاقدين على الإسلام، من المستشرقين ومن تبعهم، الذين ظنوا بجهلهم وحقدهم، أنهم وجدوا في موضوع كثرة زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خللا يُدْخل منه لمهاجمة الإسلام، فصوّروا النبي - صلى الله عليه وسلم - في صورة الرجل الغارق في لذاته وشهواته.. وزواجه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من خديجة ـ رضي الله عنها ـ ما يرد على هؤلاء الحاقدين. فقد عاش - صلى الله عليه وسلم - إلى الخامسة والعشرين من عمره في بيئة جاهلية، عفيف النفس، دون أن ينساق في شيء من التيارات الفاسدة التي تموج حوله، كما أنه تزوج من امرأة لها ما يقارب ضعف عمره، حتى تجاوز مرحلة الشباب، ودخل في سن الشيوخ، وقد ظل هذا الزواج قائماً حتى توفيت خديجة ـ رضي الله عنها ـ عن خمسة وستين عاماً، وقد قرب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الخمسين من عمره، دون أن يفكر خلالها بالزواج بأي امرأة أخرى، ومابين العشرين والخمسين من عُمْر الإنسان هو الزمن الذي تتحرك فيه الرغبة في ذلك. متى تزوج الرسول خديجه. لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفكر في هذه الفترة بأن يضم إليها ـ رضي الله عنها ـ مثلها من النساء زوجة أو أمة، ولو أراد لكان الكثير من النساء والإماء طوع بنانه.
10 ربيع الأول زواج رسول الله(ص) من السيدة خديجة – الشیعة
فكيف يجوز في نظر أهل الفهم أن تكون خديجة، يتزوّجها أعرابي من تميم، وتمتنع من سادات قريش وأشرافها على ما وصفناه؟! ألا يعلم ذوو التمييز والنظر أنّه من أبين المحال، وأفظع المقال»؟! ثالثاً: كيف لم يعيّرها زعماء قريش ـ الذين خطبوها فردّتهم ـ بزواجها من أعرابي بوّال على عقبيه؟! رابعاً: لقد روي أنّه كانت لخديجة أُخت اسمها هالة، تزوّجها رجل مخزومي، فولدت له بنتاً اسمها هالة، ثمّ خلف عليها ـ أي على هالة الأُولى ـ رجل تميمي يُقال له: أبو هند، فأولدها ولداً اسمه هند. وكان لهذا التميمي امرأة أُخرى قد ولدت له زينب ورقية، فماتت، ومات التميمي، فلحق ولده هند بقومه، وبقيت هالة أُخت خديجة والطفلتان اللتان من التميمي وزوجته الأُخرى، فضمّتهم خديجة إليها، وبعد أن تزوّجت بالنبيّ(صلى الله عليه وآله) ماتت هالة، فبقيت الطفلتان في حجر خديجة والنبيّ(صلى الله عليه وآله). متى تزوج النبي خديجة - الليث التعليمي. وكان العرب يزعمون: أنّ الربيبة بنت، ولأجل ذلك نُسبتا إليه(صلى الله عليه وآله)، مع أنّهما ابنتا أبي هند زوج أُختها(۲). تاريخ الزواج
۱۰ ربيع الأوّل ۱۵ عاماً قبل البعثة. ————————
۱- الكافي ۵/ ۳۷۴٫
۲- اُنظر: الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم ۲/ ۱۲۱٫
بقلم: محمد أمين نجف
زواج النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة خديجة - إسلام ويب - مركز الفتوى
رغبة النبي للمتاجرة في مال خديجة
وكانت خديجة بنت خو يلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال كثير وتجارة، وتبعث بها إلى الشام فتكون عيرها كعامة عير قريش، وكانت تستأجر الرجال وتدفع إليهم المال مضاربة، وكانت قريش قوما تجارًا، ومن لم يكن تاجرًا من قريش فليس عندهم بشيء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" فلعلها ترسل إليَّ في ذلك ". خديجة تطلب النبي ليتاجر لها في مالها
فقال أبو طالب: إني أخاف أن تولي غيرك فتطلب أمرًا مدبراً، فافترقا، وبلغ خديجة ما كان من محاورة عمه له، وقبل ذلك ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته، وكرم أخلافه، فقالت: ما علمت أنه يريد هذا، ثم أرسلت إليه، فقالت: إنه دعاني إلى البعثة إليك ما بلغني من صدق حديثك، وعظم أمانتك، وكرم أخلاقك، وأنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلاً من قومك،
ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقي أبا طالب، فذكر له ذلك، فقال: إن هذا لرزق ساقه الله إليك. خروج النبي وميسرة للشام وما رآه ميسرة
فخرج مع غلامها ميسرة حتى قدم الشام، وجعل عمومته يوصون به أهل العير حتى قدم الشام، فنزلا في سوق بُصرى في ظل شجرة قريباً من صومعة راهب، يقال له: نسطورا، فاطلع الراهب إلى ميسرة، وكان يعرفه، فقال: يا ميسرة، من هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ فقال ميسرة: رجل من قريش من أهل الحرم، فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي، ثم قال له: في عينيه حمرة؟ قال ميسرة: نعم لا تفارقه، قال الراهب: هو هو، وهو آخر الأنبياء، و يا ليت أني أدركه حين يؤمر بالخروج.
متى تزوج النبي خديجة - الليث التعليمي
مقدّمة
لا بدّ للنبيّ(صلى الله عليه وآله) من الاقتران بامرأة تتناسب مع عظمة شخصيّته، وتتجاوب مع أهدافه السامية، ولم يكن في دنيا النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله) امرأة تصلح لذلك غير السيّدة خديجة(رضي الله عنها)؛ لما ينتظرها من جهاد، وبذل، وصبر. وشاءت حكمة الله تعالى أن يتّجه قلب خديجة نحو النبيّ(صلى الله عليه وآله)، وأن تتعلّق بشخصيّته وتطلب منه أن يقترن بها، فيقبل النبيّ(صلى الله عليه وآله) بذلك، ويتمّ الزواج منها في العاشر من ربيع الأوّل قبل بعثته(صلى الله عليه وآله) بخمسة عشر عاماً. وكان حينذاك عمر النبيّ(صلى الله عليه وآله) لم يتجاوز الخامسة والعشرين، وعمرها(رضي الله عنها) لم يتجاوز الأربعين سنة. زواج النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة خديجة - إسلام ويب - مركز الفتوى. صفات الزوجين
كانت(رضي الله عنها) من خيرة نساء قريش، وأكثر نسائهم مالاً، وأجملهم حسناً، وكانت تُدعى في العصر الجاهلي بـ (الطاهرة) و (سيّدة قريش). وقد خطبها أكابر قريش وبذلوا الأموال لذلك، ومنهم: عقبة بن أبي معيط، والصلت بن أبي يهاب، وأبو جهل، وأبو سفيان، فرفضتهم كاملاً وأبدت رغبتها بالاقتران بالنبيّ(صلى الله عليه وآله)؛ لما عرفت عنه من النبل، وسموّ نسب، وشرف وعفّة، وأخلاق لا تُضاهى، وصفات كريمة فائقة.
وذكر الواقدي وغيره من حديث نفيسة أن خديجة أرسلتها إليه دسيسًا فدعته إلى تزويجها.
هذا ويمكن أن يطلق على جميع حركات الأنبياء والرسل وبعثهم إلى الخلق، بأنها حركات إصلاحية، ويشير إلى هذا المعنى قوله تعالى:- (هو الذي بعث في الأميـين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)[4]. وهذا الإمام الحسين(ع) يقود حركة إصلاحية كبرى يقف من خلالها في وجه الطغيان والاستبداد والظلمة، فيقول(ع) كلمة مدوية: ما خرجت أشراً ولا بطراً، إنما خرجت طلباً للإصلاح في أمة جدي. المفسدون في الأرض:
وفي مقابل المجتمع الإسلامي والركائز التي يقوم عليها، مما يعني لزوم اتصاف المؤمنين بها، يكون المجتمع الفاسد، والذي يقوم أيضاً على عدة ركائز أشارت لها الآية الشريفة، وقد سبق منا الإشارة إليها في مطلع الحديث، لكننا نود الآن أن نتعرف على المفسدين، ويتم ذلك من خلال التعرف في البداية على مفهوم الفساد، فنقول:
الفساد كما يستفاد من كلمات أهل اللغة أنه ضد الصلاح، وهو عبارة عن خروج الشيء عن الاعتدال والاستقامة. وهو بهذا المعنى يفيد معنى واسعاً، غير محدد بإطار معين أو بدائرة خاصة. وقد استعمل الفساد في القرآن الكريم أيضاً بهذا المعنى أعني ضد الصلاح، ويظهر ذلك من خلال ملاحظة الآيات الشريفة، إذ يجد القارئ المقارنة بين العنوانين، عنوان الصلاح وعنوان الفساد، فلاحظ قوله تعالى:- (وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين)، وقال تعالى:- (الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون)، إلى غير ذلك من الآيات الشريفة في هذا المضمار.
المفسدون في الأرض والفضاء
إن الأزمة التي تعيشها بلادنا هي أزمة عقول في المقام الأول، فالسياسة التعليمية التي انتهجت طوال العقود الماضية أفرزت عقولا جامدة متحجرة منقادة للآخر الذي يكيفها حسبما يريد ويفرض وصايته عليها ولا يسمح لها بالانعتاق عما يرسمه لها، لأن المنهج التعليمي قام على التلقين والحفظ الببغائي وألغى دور العقل الذي يناقش ويتساءل ويفكر ويحلل وينقد، إضافة إلى نمو ثقافة التطرف والعمل الحزبي المنظم الذي لبس لباس الدين واستطاع من خلاله تمرير كثير من المقولات الإرهابية وتفخيخ عقول الشباب بدعاوى باطلة فيها كثير من الاجتراء على الدين والوطن والمواطنين {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون}! والترويج للأكاذيب التي تنزل الإرهابيين منزلة تعلو منزلة البشر كقولهم عن الهالك المقرن ان جثته ينبعث منها كرائحة المسك والآخر الذي ذكروا أن ابتسامة الرضا تعلو وجهه وذلك الذي ذكروا أن جثته لم تتحلل على الرغم من مرور أكثر من شهر على قتله، ساعد هذا الأسلوب على انزلاق بعض الصغار إلى أتون الإرهاب وجحيم الإرهابيين، وصار تفخيخ السيارات وتدمير المنشآت وقتل الأبرياء يحدث بسهولة تماثل السهولة التي يمارس فيها الإنسان العاقل شؤون يومه.
المفسدون في الأرض الفلسطينية المحتلة
ولقد سقطت البلاد العربية والاسلامية في مستنقعات الفساد، واستضعَف المفسِدون شعوبهم؛ فأسرفوا في التعدي على حرمات الدين وحقوق المجتمع وكرامة الإنسان، وتحوَّل الفساد في الكثير منها من ممارسات شاذة محدودة لبعض الناس إلى مؤسسات مشروعة ، وأماكن مألوفة ترعاها الحكومات ولهذا كان واجب المصلحين حقًا أن يواجهوا أولئك السفهاء، ويأخذوا على أيديهم، ويبصِّروا المجتمع بمخازيهم، امتثالًا لقول الله جل وعلا: {فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ} هود:116 ، وقوله سبحانه: {الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ} [الشعراء:152]. أما عن جزاء المفسدين في الأرض فقد بَيَّنَه الله -عز وجل- لنا في كتابه فقال -جل وعلا-: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ} [المائدة: 33] هذا هو جزاء من أفسد في الأرض التي أمر الله -جل وعلا- بإعمارها بطاعته -جل وعلا-، والانشغال بذكره -جل وعلا-.
الثاني: العهود العقلية. الثالث: العهود التشريعية. أما العهود الفطرية، فهي شاملة لكل من العهود التي تدعو الإنسان إلى إيجادها خارجاً الفطرية الإنسانية، فهل تشمل العهود والمواثيق الفطرية المتأصلة في النفس الإنسانية والتي تنسجم معها من دون حاجة إلى تشريع سماوي، مثل رأفة الأب وشفقته على ولده، أو عطف الولد على والده، فإن هذه النـزعة الأسرية الموجودة بين الوالد والولد، ومن المعلوم أن العهود والمواثيق الإلهية ذات معنى واسع، فلا تنحصر في خصوص العهود والمواثيق التشريعية. وكذا البحث عن الخالق والموجد، فإن قد قرر في البحوث الكلامية أن ذلك من الأمور الفطرية، بل جعل أحد أبرز الأدلة التي يستدل بها على إثبات وجود الخالق، وكذا وحدانيته، الفطرة الإنسانية. وأما العهود العقلية، فهي العهود والمواثيق التي يدركها الإنسان من خلال الحكم العقلي والإدراك لذلك، وهذا يعتمد اعتماداً لياً على قاعدة الحسن والقبح العقليـين، فكل ما حكم العقل بكونه حسناً، فإنه يكون محسناً عند الشرع، وكذا كل ما حكم العقل بقبحه، فإن الشرع يحكم بقبحه، ولذا قالوا أن الحسن ما حسنه العقل، وأن القبيح ما قبحه، فالعقل مثلاً يدرك حسن العدل، فلا ريب في أن الشارع يحكم بحسن العدل، كما أن العقل يحكم بقبح الظلم، فعندها سوف يحكم الشرع بقبح الظلم، العقل يحكم بحسن الصد، فإن الشرع يحكم بكونه أمراً مطلوباً، والعقل لما كان يحكم بقبح الكذب، فلا ريب في أن الشرع يحكم بقبحه، وهكذا.