27 شوال 1428 ( 08-11-2007)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله... وبعد:
فأما كيف نتقي النار- فمن أجل هذا أنزل الله الكتب وبعث الأنبياء والرسل. فهو موضوع عظيم وجليل يتضمن لب الشريعة ومقصودها، ومن أجل ذلك فرض الله الجهاد والقتال، والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحسبة. كيف نتقي الله والذاكرات. فتقوى النار ليس بالأمر الهين إنها فريق النجاة من جهنم التي سبق الكلام عنها وعن أحوالها وأحوال أهلها وما يلاقونه فيها من ألوان العذاب وحميم الشراب والثياب. أخي الكريم: اعلم أن النجاة كل النجاة، في الاستقامة على أمر الله بمراد الله لوجه الله، ولن يأتي لك العلم بذلك إلا إذا فقهت أنك في دار ابتلاء وامتحان، وأن الله - جل وعلا - هو الذي يمتحنك في الدنيا والشيطان والنفس الأمارة والهوى، فقد أنزل وحيه على رسوله - صلى الله علية وسلم- وأمرك باتباعه ثم أمرك باتباعه ثم أمرك بالإخلاص في ذلك، وجعل اتباعك و'خلصك علامة نجاحك ونجاتك قال - تعالى -: { الَّذِي خَلَقَ المَوتَ وَالحَيَاةَ لِيَبلُوَكُم أَيٌّكُم أَحسَنُ عَمَلاً وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ} (الملك: 2) وإحسان العمل إنما يكون بالاتباع لرسول الله - صلى الله علية وسلم- والإخلاص لله - سبحانه -.
كيف نتقي ه
[١] التقوى اصطلاحاً: هي أن يجعل المسلم بينه وبين ما يخافه ويحذره من نيل عقوبة الله وغضبه وقايةً تحول دون ذلك، وتقوى الله تكون بالعمل، والعبادة، والطاعة، واجتناب المعاصي والآثام،[٢] أو هي عبادة الله تعالى، من خلال القيام بما أمر به من الأعمال والعبادات، وترك ما نهى عنه من النواهي بداعي الخوف منه، رغبةً فيما وعد به من النعيم، وخشيةً واتقاءً له، وتعظيماً لحرماته، ومحبةً له ولرسوله الذي ختم به الرسالة. [٣] كيفية اتقاء الله يوجد العديد من الأمور العملية التطبيقية التي من خلالها يتقي العبد ربه تعالى، ويُظهر مخافته له، فالتقوى كما مرّ في تعريفها فعل ما أمر به الله وترك ما نهى عنه، وذلك جزءٌ من كيفية التقوى؛ أي من خلال القيام بالأعمال الصالحة، والبعد عن المنكرات والآثام، وفيما يأتي بيان أبرز النقاط التطبيقية لكيفية اتقاء الله:[٤] ينبغي على المسلم أن يطّلع على حاله في الدنيا، ويتفكّر بمآله في الآخرة، فيستشعر قدر كلّ واحدةٍ منهما، وأحوالهما ممّا يقوده بالنتيجة إلى فعل ما يجعله من أهل الفوز والفلاح في الآخرة لينال نعيم الجنة وما فيها من ملذات. أن يجتهد في فعل ما به طاعة لله لنيل ما وعد به، والبعد عن عقوبته لكي يكافئه الله مقابل طاعته بزيادة الهداية فيكون من أهل التقوى، ويعينه بالنتيجة على القيام بالأعمال الصالحة، والبعد عن أبواب الشرّ والمحرّمات، وييسر له أبواب الخير، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ).
كيف نتقي الله والذاكرات
وحتّى يتّقي المؤمن ربّه عليه أن يتذكّر ثمرات التقوى ومنزلته الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى ، فلقد وضع ربّنا جلّ جلاله قانوناً لا يتغيّر ولا يتبدّل: ( ( ومن يتّقِِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب)) ، فمعَ التقوى تكون المخارجُ من الأزمات والاضطرابات وتكون الحلول الشافية وتكون يَدُ الله معك والتي ما كانت مع أحدٍ إلاّ أمدته بالعون والنصر والتمكين ، ومع تقوى الله تكون الأرزاق المُغدقة من ربٍّ رزّاقٍ كريم ، ومع التقوى تُضاء لك دروب الحقّ ويحبّك الله ويقرّبك لتكون من أوليائه الصالحين. والتقوى محلّها القلب ، فعليك أن تجتهد في أن يكون قلبك معلّقاً بالله ، مجلاً له ، مطيعاً لأوامره ، والله الذي لا إله إلاّ هو لو أطعت الله واتقيته حقّ التقوى ، لفُتحت لكَ أبواب الكون على مصراعيها ؛ لأنك حينها تكون مع الملك ذو الجلال والإكرام.
كيف نتقي الله على
أن يتمسك المسلم بهدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيبتعد عن كلّ ما نهى عنه ويفعل ما فعله ويترك ما يفعل أهل المنكرات والبدع والشهوات، ولا يلجأ لتقليدهم بما فيه نهيٌ وتحريمٌ. يطلع المسلم على مظاهر عظمة الله في خلقه ممّا يوصله لتقوى الله نتيجة ما يرى من عظمة الخالق وإبداعه في خلق السماوات والأرض، وما فيهما من آياتٍ كونيةٍ باهرةٍ تدلّ على أنّه الخالق المنفرد، وأنّ له وحده الملك، وهو الجدير بالانفراد والعبادة، قال الله تعالى: (إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ). أن يُكثر من مطالعة كتاب الله، وقراءة القرآن ليلاً ونهاراً، ويُكثر من ذكر الله، وتسبيحه، وتحميده. أن يجعل أصحابه من أهل الخير والصلاح والتقوى ممّا لهم من الأثر في إعانته على تقوى الله، وتحفيزه عليها ونهيه عن فعل المنكرات. كيف نتقي الله على. أن يُهيء نفسه في جميع أوقاته لملاقاة الله تعالى، على اعتبار أنّ الموت ربما يأتيه في أي وقتٍ ممّا يوصله إلى تقوى الله، وفعل الطاعات دوماً، والمواظبة عليها. أثر تقوى الله يظهر أثر التقوى على حياة المتقي جلياً من خلال الكثير من الأمور، وأبرز هذه الأشياء التي تظهر فيها ثمرات وآثار وفضائل التقوى ما يأتي: الذي يتقي الله يكون في معية الله في جميع أوقاته وأحواله، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).
كيف نتقي الله عليه
[٦]
التمسّك بهدي النبي صلّى الله عليه وسلّم، والابتعاد عن البِدع المُحدثة في الدين، حيث قال الله تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). [٧]
التفكّر في آيات الله تعالى، الشرعية منها والكونيّة. الإكثار من ذكر الله تعالى، في جميع الظروف والأحوال، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم، وتدبّره. مصاحبة أهل الخير والصلاح، الذين ينصحون المرء ويُذكّرونه بالله، ومجانبة أهل الشرّ والبِدع. قراءة سِير المتقين من عباد الله، والمؤمنين والصالحين من أهل العلم والعبادة والزهد. ثمار وفوائد التقوى
تظهر ثمرات التقوى جليةً واضحةً على الفرد والمجتمع، فمن ثمراتها على الفرد: [٨]
نيل محبّة الله تعالى، فالله يحبّ عباده المتقين. الفوز بمعيّة الله، حيث إنّ الله -تعالى- مع عبادة االمتقين. كيف اكون من المتقين - موضوع. الانتفاع بالقرآن الكريم. حفظ الله له من الشيطان ووساوسه. انتفاء الخوف والحزن عن الفرد. قبول أعماله الصالحة. التيسيير عليه بعد العسر. الفراسة والحكمة والنور. الفوز بالجنة، والنّجاة من النّار. حُسن العاقبة والمآل يوم القيامة.
تقشعرّ جلود الذين آمنوا حينما تُلامس أسماعهم الآيات التي تصفُ أرباب النفاق، وأنهم في الدرك الأسفل من النار، ويزداد الخوف حين يستحضر المؤمنون خفاء النفاق وقدرته على التسلل إلى النفوس على حين غرة، ليتغلغل في الحواس ويعشّش في القلوب حتى يُفسدها، ويُذهب رونقها. ويتعاظم الخوف أكثر بسماع بعض الأخبار والآثار عن السلف كقول ابن أبي مليكة: "أدركت كذا وكذا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ما مات رجل منهم إلا وهو يخشى على نفسه النفاق" فيقول الواحد منّا: إذا كان أهل خير القرون وأفضل أتباع الأنبياء قاطبةً يخشون على أنفسهم النفاق، فكيف بحالنا نحن الذين خلطوا عملاً صالحاً، وآخر سيئاً؟.
من موضوعات سورة يونس ؟
نجاة قوم يونس لما آمنوا
التحذير من سلوك طريق المغضوب عليهم
معالجة بعض القضايا الاجتماعية
يبحث الطلاب والطالبات عن إجابة سؤال من موضوعات سورة يونس. نرحب بكل الطلاب والطالبات المجتهدين في دراستهم ونحن من موقع المتقدم يسرنا أن نعرض لكم إجابات العديد من أسئلة المناهج التعليمية، ونقدم لكم حل سؤال:
الإجابة هي:
نجاة قوم يونس لما آمنوا
تدارس المصباح المنير..سورة يونس | بصائر
تثبت سورة يونس بعد ذلك الإلهية و أن الله هو الواحد الأحد الذي لا شريك له في الملك، وهو خالق السموات والأرض، كما أن الأوثان التي يعبدها المشركين لا تنفع ولا تضر. تناولت السورة جزء كبير من إنكار عبادة الخلوقات، وإثبات عبادة الخالق الذي بيده كل شيء. ذكرت السورة أن الحكمة في عدم السرعة في عذاب المشركين ليذوقوا بعد ذلك عذابا أليما بعدما كذبوا رسل الله عز وجل. أكدت سورة يونس على دوام الآخرة وفناء والدنيا وزوالها وإنها متقلبة الأحوال، فعلى المرء الانشغال بدينه وآخرته عن حياته. كان بعض المشركين أن القرآن الكريم ما هو من عند الله، ولكن تناولت سورة يونس التوضيح والرد على هؤلاء السفهاء. سورة يونس فيها بشرى لعباد الله الصالحين المتقين، الذين أطاعوا الله ورسوله في الدنيا ولم ينحازوا لتيار المشركين، فلهم في الآخرة حظ عظيم. أقوال المشركين السفهاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعالهم المؤذية له لم تحزنه قط، لأنه يعلم أن الله قادرا على أن يجعلهم كلهم مؤمنين، لكن الله عز وجل يعلم فيما يكمن الخير. أسباب نزول سورة يونس
مما سبق عرضنا بعض الأغراض الهامة التي اشتملت عليها سورة يونس ومن أبرزها إثبات النبوة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هنا ننتقل إلى أسباب نزول سورة يونس:
السبب الأول والأهم في سورة يونس يتلخص في قول الله تعالى من الآية الرابعة: (أَكانَ لِلنّاسِ عَجَبًا أَن أَوحَينا إِلى رَجُلٍ مِنهُم أَن أَنذِرِ النّاسَ وَبَشِّرِ الَّذينَ آمَنوا أَنَّ لَهُم قَدَمَ صِدقٍ عِندَ رَبِّهِم قالَ الكافِرونَ إِنَّ هـذا لَساحِرٌ مُبينٌ).
موضوع إنشاء عن النبي يونس - مقال
قصة الملائكة الذين مروا عليه وهم بطريقهم لإهلاك قوم لوط، وهم أنفسهم ضيوف إبراهيم الذين بشروه بولادة غلام له، ويتجلى تدمير قوم لوط بسبب السيئات والخبائث التي اعتاد قوم لوط على ارتكابها من قوله تعالى: (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ {74}) إلى قوله تعالى: (مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ {83}).
3- الإنكارُ على المُشرِكينَ، وسَوقُ بَعضِ الأدِلَّةِ على بُطلانِ شِرْكِهم. 4- الأمرُ بالرُّجوعِ إلى حُكمِ اللهِ تعالى عندَ الاختِلافِ. 5- تقريرُ وَحدةِ الرِّسالةِ، وأنَّ التَّفَرُّقَ الَّذي قد وقَعَ بيْنَ النَّاسِ يَرجِعُ إلى البَغيِ واتِّباعِ الأهواءِ. 6- أمرُ اللهِ لِرَسولِه بالدَّعوةِ والاستِقامةِ، وإبطالُ حُجَجِ المعانِدينَ، وتوعُّدُهم بالوَعيدِ الشَّديدِ. 7- ذِكرُ اقتِرابِ السَّاعةِ، ومَوقِفِ الكُفَّارِ والمؤمِنينَ منها في الدُّنيا، وحالِ كُلٍّ منهما يومَ القيامةِ. 8- ذِكرُ شُبهةِ أنَّ الرَّسولَ افترَى على الله الكَذِبَ، مع الرَّدِّ عليها. 9- ذِكرُ بَعضِ مَظاهِرِ قُدرةِ الله تعالى ونِعَمِه على الخَلقِ، وأنَّه يَقبَلُ تَوبةَ التَّائِبينَ، ويَعفو عن سيِّئاتِهم، وأنَّه يُنَزِّلُ الغَيثَ عليهم، وأنَّه خَلَق السَّمَواتِ والأرضَ وما فيهما مِن دَوابَّ، وأنَّه قادِرٌ على جَمْعِهم، وأنَّ مِن آياتِه السُّفُنَ الجاريةَ في البَحرِ. 10- بيانُ بَعضِ صِفاتِ المُؤمِنينَ الصَّادِقينَ. 11- بيانُ الأحوالِ السَّيِّئةِ الَّتي سيكونُ عليها الظَّالِمونَ يومَ القيامةِ. 12- الأمرُ بالاستِجابةِ لله، والاستِسلامِ لحُكمِه.