قول ان شاء الله في الدعاء - عالم حواء
توجد مشكلة في الاتصال بالانترنت. السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلتكم
هل قول
الله يهدي الجميع ان شاء الله
فيه خطاء
حيث سمعت انه لا يجوز قول ان شاء الله في الدعوة
الجواب:_
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جاء النهي عن أن يُقرن الدعاء بالمشيئة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت. اللهم ارحمني إن شئت ليعزم في الدعاء ، فإن الله صانعُ ما شاء لا مُكره له. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم: إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلاَ يَقُلِ: اللّهُمّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ ، وَلَـَكِنْ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ ، وَلْيُعَظّمِ الرّغْبَةَ ، فَإنّ اللّهَ لاَ يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ. ويُخطئ بعض الناس عندما يقرِن الدعاءَ بالمشيئة ، فيقول مثلاً: جزاك الله خيراً إن شاء الله ، وما أشبه ذلك ، وهذا خطأ. وذلك لأن من دعـا وقَرَنَ دعائه بالمشيئة فهو بين أمرين:
1/ إما أن يكون الداعي غير محتاج لما سأل. 2/ وإما أن يكون المسؤول غير مقتدر على تلبية السؤال ، فيخشى أن يُوقعه في الحرج ، فيقول: أعطني كذا إن شئت. هل يجوز قول ان شاء الله في الدعاء. وكل من الأمرين مُنْتَـفٍ في حق الله تبارك وتعالى.
هل يجوز قول ان شاء الله في الدعاء
الاحابة
نعم ، النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يقول اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، وليعزم المسألة ، لأن الله لا مكره له سبحانه وتعالى ، فلا يقول إن شاء الله إذا دعا له أو لأخيه أو لأحدٍ من المسلمين ، يدعو دعاءً جازماً ولا يتردد فيه لأن إن شاء الله استثناء ، فيها استثناء وليس فيها جزم ، فيترك هذه اللفظة.
قال ابن كثير في تفسيره: هذا إرشاد من الله لرسوله -صلوات الله وسلامه عليه- إلى الأدب فيما إذا عزم على شيء ليفعله في المستقبل، أن يرد ذلك إلى مشيئة الله -عز وجل- علام الغيوب، الذي يعلم ما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه [قال] قال سليمان بن داود -عليهما السلام-: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة -وفي رواية: تسعين امرأة. وفي رواية: مائة امرأة- تلد كل امرأة منهن غلامًا يقاتل في سبيل الله، فقيل له - وفي رواية: فقال له الملك - قل: إن شاء الله. فلم يقل، فطاف بهن فلم يلد منهن إلا امرأة واحدة نصف إنسان"، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده، لو قال: "إن شاء الله" لم يحنث، وكان دركا لحاجته"، وفي رواية: "ولقاتلوا في سبيل الله فرسانا أجمعون. حكم قول إن شاء الله في الدعاء. اهـ. ولذا ينبغي أن تكون هذه العبارة على لسان المرء دائمًا كلما قال ما يقتضيها، وقد أشرنا إلى الأحوال المناسبة لقولها، وذلك في الفتوى رقم: 255934. أما عن ختم الدعاء بهذه العبارة: فإنه لا ينبغي؛ إذ يكره تعليقه على المشيئة، كما أشرنا في الفتوى رقم: 68475.
بعد هذه المقدمة التي لابد منها، نستعرض نماذج من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ونرى هدي السلف في النصح والشدة فيه: فمنهم: "هشام بن حكيم بن حزام الأسدي القرشي كان ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أنكر شيئاً قال: لا يكون هذا ما عشت أنا وهشام بن حكيم، وفي الاستيعاب عن مالك عن ابن شهاب قال: كان هشام بن حكيم في نفر من أهل الشام يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ليس لأحد عليهم إمارة، قال مالك: كانوا يمشون في الأرض بالإصلاح والنصيحة يحتسبون". [3] [3] ومنهم: "التابعي الجليل عطاء بن أبي رباح، دخل على عبد الملك بن مروان فقال له: يا أبا محمد: حاجتك؟ قال: يا أمير المؤمنين. يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف. اتق الله في حرم الله، وحرم رسوله، فتعاهده بالعمارة، واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار، فإنك بهم جلست هذا المجلس، واتق الله في أهل الثغور، فإنهم حصن المسلمين، وتفقد أمور المسلمين، فإنك وحدك المسؤول عنهم... واتق الله فيمن على بابك، فلا تغفل عنهم، ولا تغلق دونهم بابك، فقال له: أفعل، ثم نهض وقام". [4] [4] ومنهم: الإمام الأوزاعي رحمه الله، الذي تحدث عن لقائه بعبد الله بن علي العباسي عندما قدم الشام وقد قتل من بني أمية العدد الكثير، يقول: بعث إليّ، فلما قمت مقاماً يسمعني، وسلمت قال: أنت عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي؟ قلت: نعم أصلح الله الأمير.
يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف
[5] [5] " ومنهم الإمام محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب القرشي العامري كان خشن العيش قواماً بالحق، لما حج أبو جعفر المنصور دعاه وقال له: نشدتك بالله، ألست أعمل بالحق؟ أليس تراني أعدل؟ فقال ابن أبي ذئب: أما إذا نشدتني بالله فأقول: اللهم لا، ما أراك تعدل، وإنك لجائر، وإنك لتستعمل الظلمة وتدع أهل الخير، فجزع أبو جعفر وقال له: قم فاخرج [6] [6] وفي رواية أنه قال له: ما تقول فيَّ؟ وأعاد عليه، فقال: ورب هذه البنية [7] [7] إنك لجائر. ولما حج المهدي (ابن المنصور) ودخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يبق أحداً إلا قام له إلا ابن أبي ذئب، فقيل له: قم، قال: إنما يقوم الناس لرب العالمين، فقال المهدي: دعوه فقد قامت كل شعرة في رأسي". [8] [8]...
إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم –إلخ. ===========
الخطيب الشيخ/ صالح بن فوزان الفوزان ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة التوبة - الآية 71
فيجب على صاحب البيت أن يأمر من تحت يده بطاعة الله ويلزمهم بأداء الواجبات وترك المنكرات ومن لم تكن له سلطة ولا قدرة على إزالة المنكر بيده، وجب عليه أن ينكره بلسانه بأن ينهي العاصي ويخوفه عقاب الله، ويبين له حرمة الفعل الذي ارتكبه، فإن لم تجد فيه النصيحة وجب عليه رفع أمره إلى ولاة الأمور لإزالة منكره باليد والقضاء عليه بالسلطة.
ليست مهمة العلماء التربية على كتف الحاكم الظالم والسكوت عن المنكرات واللجوء إلى نصوص مقطوعة عن بداياتها ونهاياتها لتبرير ما يفعله الحكام، أو يجرون وراء أقوال عامة صحيحة ولكنها لا تنطبق على الواقع اليوم، أو السكوت عما يفعله الحكام متذرعين بـ (الحكمة) هذه الكلمة التي أسيء استعمالها كثيراً، فليس هناك عاقل يقول: إن إخفاء عيوب الأمة خير من بيانها، أو أن الأحسن في حق المريض ألا يخبر بمرضه أو يحذر من عاقبة إهماله. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة التوبة - الآية 71. إن من أكثر الأشياء إيلاماً للنفس أن تُحرف نصوص الكتاب والسنة لخدمة الطغاة المفسدين في الأرض، أيكون الإسلام الذي جاء لتحرير الناس من عبودية الناس هو الذي يدعو للقبول بالظلم والسكوت عن المنكرات؟!. ليس المطلوب من العلماء شيئاً فوق طاقتهم، أو أكبر مما يحتملون، فإن لم يستطيعوا قول الحق جهاراً نهاراً، فليمارسوا أضعف الإيمان، وهو مقاطعة الظلمة وعدم مجاراتهم أو تبرير أعمالهم، وهو ما يسمى الآن (بالعمل السلبي) وهذا هو معنى الإنكار بالقلب، أما المداهنة أو السكوت عن باطلهم والقول في السر "اللهم إن هذا منكراً لا أرضاه" فليس ذلك من أضعف الإيمان في شيء. يقول ابن حزم رحمه الله: "فأما الفرض الذي لا يسع أحداً فيه تقية، فأن لا يعين ظالماً بيده ولا بلسانه، ولا أن يُزيّن له فعله، ويُصوّب شرّه ويعاديهم بنيته ولسانه عند من يأمن على نفسه... ".
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التوبة - الآية 71
فالواجب على أهل الإسلام أن يتعاونوا على هذا الخير العظيم، وأن يتواصوا به أينما كانوا. وهكذا بايع النبيُّ ﷺ الصحابة: أن يقولوا بالحق أينما كانوا، لا تأخذهم في الله لومة لائم، بايع النبيُّ الصحابة على أن يقولوا بالحق أينما كانوا، وهذا في إنكار المنكر والدعوة إلى الخير. الأسئلة:
س: في حديث ابن مسعود: ليس وراء ذلك حبَّة خردل ؟
ج: يعني فيما يتعلق بالإيمان بالأمر والنهي، وليس معناه أنه كافر، ليس بكافر، الإنكار آخرها القلب، ما بقي شيءٌ بعد القلب. س: كيف نجمع بين قوله في الحديث: لا تأخذنا في الله لومة لائم وبين تقديم المصالح في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
ج: هذا إلى ولي الأمر، ولي الأمر يُنظِّم الأمور؛ لئلا تحصل فوضى وفتنة. س: أقصد الآمر العادي، الفرد العادي؟
ج: يتكلم على حسب طاقته بالكلام الطيب: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ [النحل:125]، يكون بالكلام الطيب والفعل الطيب، هذا الإنكار باللسان، إذا رأى مَن يحلف بغير الله يقول: اتق الله، هذا ما يجوز. رأى مَن يشتم ويسب يقول: ما يجوز. رأى مَن ينظر للنساء ويفعل المشاكل التي يُخشى منها يُنكر عليه، يرى مَن يتخلف عن الصلاة في الجماعة ينصحه، وهكذا.
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذه الأحاديث كلها تتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهكذا الآيات، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الواجبات، ومن أعظم شعائر الإسلام، ومن أسباب صلاح الجميع ونجاة الجميع، وإضاعته من أسباب هلاك الجميع.