هذا، وقد اشتهر هذا الكتاب في الأوساط العلميّة واعتمد عليه جمع من علماء القوم في كتبهم المختلفة، مما يدلّ على اعتباره عندهم:
كالحافظ الكنجي الشافعي، في غير موضع من كتابه. والحافظ الزرندي الحنفي. وابن الصباغ المالكي. والحافظ السمهودي الشافعي. وابن حجر الهيتمي المكي. وابن باكثير المكي. وعبد العزيز الدهلوي الحنفي. وقد أوردنا نصوص عباراتهم في كتابنا الكبير(9). قول ابن تيميه في الحجاج بن يوسف الثقفي الحلقه 7. (1) منهاج السنّة 5 / 41. (2) خريدة القصر وجريدة العصر، عنه: نفحات الأزهار 19 / 147، لعماد الدين الكاتب الإصفهاني، المتوفى 597، ترجم له في: معجم الأدباء 19 / 11، وفيات الأعيان 4 / 233، العبر 4 / 299، طبقات الشافعية الكبرى 6 / 178، مرآة الجنان 3 / 492 وغيرها. (3) ذيل تاريخ بغداد، عنه: اليقين للسيد ابن طاووس 166، للحافظ محب الدين ابن النجار البغدادي المتوفى سنة 643، ترجم له في: تذكرة الحفاظ 4 / 1428، طبقات الشافعية الكبرى 8 / 98، الوافي بالوفيات 5 / 7، البداية والنهاية 13 / 197 وغيرها. (4) عنه: بغية الوعاة كما سيأتي، وتوجد ترجمة الصفدي صاحب الوافي بالوفيات المتوفى سنة 767 في: الدرر الكامنة 2 / 87، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 6 / 4 وغيرهما.
قول ابن تيميه في الحجاج بن يوسف الثقفي الحلقه 7
...
صفحات أخرى من الفصل: الوجه السادس: من الوجوه الدالّة على أن مذهب الإماميّة واجب الاتّباع
الشرح:
ثم إن العلاّمة رحمه اللّه أورد عدّة أحاديث من روايات أخطب خوارزم، فكان أوّل شيء ردّ عليه ابن تيمية أن قال: «إن أخطب خوارزم هذا، له مصنّف في هذا الباب، فيه من الأحاديث المكذوبة ما لا يخفى كذبه على من له أدنى معرفة بالحديث، فضلاً عن علماء الحديث، وليس هو من علماء الحديث ولا ممن يرجع إليه في هذا الشأن ألبتة»(1). قول ابن تيميه في الحجاج بن يوسف الثقفي الحلقه 5. فأقول:
أوّلاً: كان مقصود العلاّمة في هذا المقام إيراد جملة من الأحاديث في فضائل وكمالات أمير المؤمنين عليه السلام اتفق على روايته الموافق والمخالف. وثانياً: إن هذه الأحاديث التي رواها عن أخطب خوارزم ليست مما ينفرد به هذا الرجل، وفي طرقها كثيرٌ من الأعلام، بل رواها غيره من علماء أهل السنة أيضاً كما سيظهر. وثالثاً: إن أخطب خوارزم ـ وهو أبو المؤيد الموفق بن أحمد بن محمد المكي الخوارزمي المتوفى سنة 568 ـ فقيه، محدّث، من علماء أهل السنة الكبار في القرنين الخامس والسادس، تخرّج بالزمخشري حتى قيل له: خليفة الزمخشري، ورحل في طلب العلم إلى البلاد كالحجاز والعراق، ولقي العلماء الكبار وأخذ عنهم وأجاز لهم.
قول ابن تيميه في الحجاج بن يوسف الثقفي الحلقه22
وتلخّص: إن أخطب خوارزم عالم فقيه محدّث أديب خطيب... لا يمكن تجاهله وإنكار قدره ومنزلته بين أهل السنة. ما وجه كلام ابن تيمية رحمه الله في تأويل قول الشافعي. وأمّا كتابه في الباب، فقد ذكر ابن تيمية أن فيه من الأحاديث المكذوبة ما لا يخفى. أقول:
وأي كتاب من كتب القوم ليس فيه من الأحاديث المكذوبة، وإنّ أصحّ كتبهم ـ وهما كتابا البخاري ومسلم المعروفان بالصّحيحين ـ قد نصّ غير واحد من أئمتهم على عدّة كبيرة من أحاديثهما بالبطلان، وقد جمعنا كلمات بعضهم في رسالة تحت عنوان (الصحيحان في الميزان). لقد ذكرنا مراراً: أن مقصود العلاّمة من ذكر هذه الأحاديث هو التذكير ببعض فضائل ومناقب أمير المؤمنين برواية المخالفين والموافقين، مما لم يرو في حق أئمة القوم، ولم يطعن في صحته إلا المتعصّبون منهم. ثم إن كتاب الخوارزمي في (مناقب الإمام علي) يشتمل على طرف من فضائل الإمام عليه السلام يرويها بالأسانيد عن مشايخه عن الصحابة، مع رعاية جميع أحكام الرواية، من دون أن يلتزم في أوّله بالصحّة، ومشايخه في الأكثر محدّثون معروفون في البلاد المختلفة، فمنهم من يروي عنه بالكتابة ومنهم بالإجازة وهكذا....
وليس الخوارزمي بأوّل من ألّف في (مناقب أمير المؤمنين) ولا بالأخير، فإن كثيراً من أكابر القوم من المتقدّمين والمتأخرين يفتخرون برواية فضائله ومناقبه وكتابتها، بخلاف النواصب الذين لا يطيقون سماع واحدة منها!
كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَبَائِعَهَا وَمُشْتَرِيهَا وَسَاقِيَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إلَيْهِ وَآكِلَ ثَمَنِهَا " وَلَا يَلْعَنُونَ الْمُعَيَّنَ. طرائف الحَجاج بن يوسف الثَقفي
وردت الكثير من الطرائف للحجاج بن يوسف الثقفي التي أصبحت تقال حتى يومنا هذا، ومن أبرز الطرائف للحجاج بن يوسف الثقفي حين كان الحَجاج بن يُوسف الثَقفي يستحم بالخليج الفارسي " الخليج العربي حالياً" وأشرف على الغرق فقام أحد المسلمين بإنقاذه، وعندما حمله للبر قال له الحجاج اطلب ما تشاء فطلبك مجاب، فقال له الرجل ومن أنت حتى تجيب لي أي طلب، فقال أنا الحجاج الثقفين فقام الرجل بهز رأسه وقلب يديه آسفا، وقال له طلبي الوحيد أنني سالتك بالله أن لا تخبر أحداً بأني أنقذتك. ومن الطرائف بعدما أعد الحجاج مائدة في يوم عيد وكان من بين الجالسين أعرابي فأراد الحجاج أن يلاطفه فانتظر حتى شمر الناس للأكل وقال من اكل من هذا ضربت عنقه، فظل الأعرابي ينظر للحجاج مرة وللطعام مرة أخرى ثم قال للحجاج: أوصيك بأولادي خيراً، وظل يأكل والحجاج يضحك وأمر بأن يكافأ الأعرابي.
متن الحديث
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) حديث صحيح رُويناه في كتاب الحجّة بإسناد صحيح. الشرح
من أعظم المباديء التي حرص الإسلام على ترسيخها في النفوس المؤمنة ، الانقياد لأحكام الشرع وتعاليمه ، بحيث تصبح أقوال الإنسان وأفعاله صادرة عن الشرع ، مرتبطة بأحكامه ، وحينئذٍ تتكامل جوانب الإيمان في وجدانه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي معنا: ( لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به). ولهذا الحديث مدلوله في بيان ضرورة التزام منهج الله تعالى ، والإذعان لأحكامه وشرائعه ، فإن المؤمن إذا رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ، حمله ذلك على أن يحكّم شرع الله في حياته ، فيحل حلاله ، ويحرم حرامه ، ويحب ما دعا إليه ، ويبغض ما نهى عنه ، ولا يجد في ذلك ضيقا أو تبرما ، بل إننا نقول: لا يعد إيمان العبد صادقا حتى يكون على مثل هذه الحالة من الانقياد ظاهرا وباطنا ، والتسليم التام لحكم الله ورسوله ، كما دلّ عليه قوله تعالى: { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} ( النساء: 56).
لا يؤمن احدكم حتي اكون احب اليه من والده
بتصرّف. ↑ "محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم-" ، إسلام واي ، 5/2/2015، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2022. بتصرّف.
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه
[٢] وكلما لاح له شر وظهر له باطل اجتنبه وحذّر أخاه منه، وهذه هي المحبة الحقيقية التي بها يمتلئ المجتمع بالفضائل والتواد والتراحم حتى يصبح كالجسد الواحد، ويسلم من أضداد ذلك من الحقد والحسد والتباغض والغش وترك النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لا يؤمن احدكم حتي يحب. [٢]
من تمام الإيمان التفكير الأممي
لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يحث المؤمنين على أن يذهب كل امرئ منهم في البحث عن سلامته دون سواه، فلا يفكر في غير نجاته هو فقط، بل إنما كانت دعوته دعوة أممية مليئة بالرحمة بالناس، ومليئة بالعمل لتحقيق سلامة الخلق كلهم من فتن الدنيا والآخرة. وهذا الحديث من جملة أدلة كثيرة جداً في القرآن والسنة التي تدعو المسلمين إلى الحرص على أن يكونوا أمة قوية متماسكة ثابتة على دينها بكل مقاصده العظيمة، وتلك المقاصد التي تأمرهم أن يقيموا دنياهم على التراحم والتكامل والترفّع عن الأنانية وما فيها من إضعاف للمجتمع. وتدعوهم إلى العمل على نشر الفضائل وتحقيق المصالح العامة والخاصة، ودفع المفاسد والأضرار والأسباب التي تؤدي إليها، إذ ليست المحبة مجرد شعور يعيشه المسلم في أحاسيسه كالخيال العابر بل هي محرِّكٌ ودافع للعمل والسعي وبذل الوسع في تحقيق المصالح وإيجادها واقعاً يعيشه المسلم مع إخوانه في أمة ثابتة قائمة على أرقى القيم وأحسن الأخلاق.
-صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ. -صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت. مفردات ذات علاقة:
الإخاء
ترجمة نص هذا
الحديث متوفرة باللغات التالية
العربية
- العربية
الإنجليزية
- English
الفرنسية
- Français
الإسبانية
- Español
التركية
- Türkçe
الأردية
- اردو
الأندونيسية
- Bahasa Indonesia
البوسنية
- Bosanski
الروسية
- Русский
البنغالية
- বাংলা
الصينية
- 中文