ونصب"ويعلم الصابرين"، على الصرف. و"الصرف"، أن يجتمع فعلان ببعض حروف النسق، وفي أوله ما لا يحسن إعادته مع حرف النسق، فينصب الذي بعد حرف العطف على الصرف، لأنه مصروف عن معنى الأول، ولكن يكون مع جحد أو استفهام أو نهي في أول الكلام. [[انظر"الصرف" فيما سلف ١: ٥٦٩، وتعليق: ١ / ٣: ٥٥٢، تعليق: ١. ]] وذلك كقولهم:"لا يسعني شيء ويضيقَ عنك"، لأن"لا" التي مع"يسعني" لا يحسن إعادتها مع قوله:"ويضيقَ عنك"، فلذلك نصب. [[انظر معاني القرآن للفراء ١: ٢٣٥، ٢٣٦. ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم ه. ]]. والقرأة في هذا الحرف على النصب. وقد روي عن الحسن أنه كان يقرأ: ﴿وَيَعْلَمِ الصَّابِرِينَ﴾ ، فيكسر"الميم" من"يعلم"، لأنه كان ينوي جزمها على العطف به على قوله:"ولما يعلم الله".
الباحث القرآني
الرسم العثماني أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جٰهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصّٰبِرِينَ الـرسـم الإمـلائـي اَمۡ حَسِبۡتُمۡ اَنۡ تَدۡخُلُوا الۡجَـنَّةَ وَلَمَّا يَعۡلَمِ اللّٰهُ الَّذِيۡنَ جَاهَدُوۡا مِنۡكُمۡ وَيَعۡلَمَ الصّٰبِرِيۡنَ تفسير ميسر: يا أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أظننتم أن تدخلوا الجنة، ولم تُبْتَلوا بالقتال والشدائد؟ لا يحصل لكم دخولها حتى تُبْتلوا، ويعلم الله -علما ظاهرا للخلق- المجاهدين منكم في سبيله، والصابرين على مقاومة الأعداء. تفسير ابن كثير تفسير القرطبي تفسير الطبري تفسير السعدي تفسير الجلالين اعراب صرف ثم قال تعالى "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين" أي أحسبتم أن تدخلوا الجنة ولم تبتلوا بالقتال والشدائد. كما قال تعالى في سورة البقرة "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا" الآية. تفسير سورة آل عمران الآية 142 تفسير السعدي - القران للجميع. وقال تعالى "الم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون" الآية. ولهذا قال ههنا "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين" أي لا يحصل لكم دخول الجنة حتى تبتلوا ويرى الله منكم المجاهدين في سبيله والصابرين على مقاومة الأعداء.
تفسير سورة آل عمران الآية 142 تفسير السعدي - القران للجميع
وأصْلُهُ مِنَ المَلْئِ. يُقالُ: سَيْلٌ راعِبٌ يَمْلَأُ الوادِي، ورَعَبْتُ الحَوْضَ: مَلَأْتُهُ. السُّلْطانُ: الحُجَّةُ والبُرْهانُ، ومِنهُ قِيلَ لِلْوالِي: سُلْطانٌ. وقِيلَ: اشْتِقاقُ السُّلْطانِ مِنَ السَّلِيطِ، وهو ما يُضِيءُ بِهِ السِّراجُ مِن دُهْنِ السِّمْسِمِ. وقِيلَ: السَّلِيطُ الحَدِيدُ، والسَّلاطَةُ الحِدَّةُ، والسَّلاطَةُ مِنَ التَّسْلِيطِ وهو القَهْرُ والسُّلْطانُ مِن ذَلِكَ، فالنُّونُ زائِدَةٌ. والسَّلِيطَةُ: المَرْأةُ الصَّخّابَةُ. والسَّلِيطُ: الرَّجُلُ الفَصِيحُ اللِّسانِ. المَثْوى: مَفْعَلْ مِن ثَوى يَثْوِي أقامَ. يَكُونُ لِلْمَصْدَرِ والزَّمانِ والمَكانِ، والثَّواءُ: الإقامَةُ بِالمَكانِ. الباحث القرآني. الحَسُّ: القَتْلُ الذَّرِيعُ، يُقالُ: حَسَّهُ يُحُسُّهُ. قالَ الشّاعِرُ:
؎حَسَسْناهم بِالسَّيْفِ حَسًّا فَأصْبَحَتْ ∗∗∗ بَقِيَّتُهم قَدْ شُرِّدُوا وتَبَدَّدُوا
وجَرادٌ مَحْسُوسٌ: قَتَلَهُ البَرْدُ، وسَنَةٌ حَسُوسٌ: أتَتْ عَلى كُلِّ شَيْءٍ. التَّنازُعُ: الِاخْتِلافُ، وهو مِنَ النَّزْعِ وهو الجَذْبُ. ونَزَعَ يَنْزِعُ جَذَبَ، وهو مُتَعَدٍّ إلى واحِدٍ. ونازَعَ مُتَعَدٍّ إلى اثْنَيْنِ، وتَنازَعَ مُتَعَدٍّ إلى واحِدٍ.
(p-٦٥)"كَأيِّنْ" كَلِمَةٌ يُكَثَّرُ بِها بِمَعْنى كَمِ الخَبَرِيَّةِ، وقَلَّ الِاسْتِفْهامُ بِها. والكافُ لِلتَّشْبِيهِ، دَخَلَتْ عَلى "أيْ" وزالَ مَعْنى التَّشْبِيهِ، هَذا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ والخَلِيلِ، والوَقْفُ عَلى قَوْلِهِما بِغَيْرِ تَنْوِينٍ. وزَعَمَ أبُو الفَتْحِ: أنَّ أيًّا وزْنُهُ فِعْلٌ، وهو مَصْدَرُ "أوى" يَأْوِي، إذا انْضَمَّ واجْتَمَعَ، أصْلُهُ "أوى" عَمِلَ فِيهِ ما عَمِلَ في طَيٍّ مَصْدَرِ طَوَيَ. وهَذا كُلُّهُ دَعْوى لا يَقُومُ دَلِيلٌ عَلى شَيْءٍ مِنها. والَّذِي يَظْهُرُ أنَّهُ اسْمٌ مَبْنِيٌّ بَسِيطٌ لا تَرْكِيبَ فِيهِ، يَأْتِي لِلتَّكْثِيرِ مِثْلَ "كَمْ"، وفِيهِ لُغاتٌ: الأُولى وهي الَّتِي تَقَدَّمَتْ، و"كائِنٌ" ومَنِ ادَّعى أنَّ هَذِهِ اسْمُ فاعِلٍ مِن كانَ، فَقَوْلُهُ بِعِيدٌ. و"كَئَنَ" عَلى وزْنِ كَعَنَ، وكَأيِّنْ وكَيَيِّنْ، ويُوقَفُ عَلَيْها بِالنُّونِ. وأكْثَرُ ما يَجِيءُ تَمْيِيزُها مَصْحُوبًا بِمِن. ووَهَمَ ابْنُ عُصْفُورٍ في قَوْلِهِ: إنَّهُ يَلْزَمُهُ مِن، وإذا حُذِفَتِ انْتَصَبَ التَّمْيِيزُ سَواءٌ أوَلِيَها أمْ لَمْ يَلِيها، نَحْوَ قَوْلِ الشّاعِرِ:
؎أطْرُدُ اليَأْسَ بِالرَّجاءِ فَكَأيِّنْ ألَمًا عَمَّ يَسْرُهُ بَعْدَ عُسْرِ
وقَوْلِ الآخَرِ:
؎وكَأيِّنْ لَنا فَضْلًا عَلَيْكم ونِعْمَةً ∗∗∗ قَدِيمًا ولا تَدْرُونَ ما مِن مُنْعِمِ
الرُّعْبُ: الخَوْفُ، رَعَبْتُهُ فَهو مَرْعُوبٌ.
تاريخ النشر: 2013-10-01 23:58:16
المجيب: د. محمد عبد العليم
تــقيـيـم:
السؤال
السلام عليكم
أنا شاب، أبلغ من العمر 29 عاما، في عام 2006م أصبت بحالة من الهلع الرهيب، والإحساس بالموت بعد موقف معين حدث لي. نوبات الهلع تحولت إلى وسواس الموت أرجوكم ساعدوني. - موقع الاستشارات - إسلام ويب. منذ ذلك التاريخ وأنا أعاني من حالات متقطعة من الهلع تستمر لدقائق، وأحيانا لفترة أطول، وأصبت باكتئاب رهيب، وحالة نفسية مزرية أثرت على طاقتي الجنسية، وأثرت على تعاملي مع أصدقائي وزملائي في العمل وفي المنزل، لأني أصبحت عصبياً جدا، ولا أطيق التحدث مع أحد، وقمت بإجراء الفحوصات، وقال لي طبيب المسالك البولية: إنها حالة نفسية، وأصبت بارتفاع الضغط النفسي والوسواس القهري بأني مريض بشيء في القلب. قمت بعمل التحاليل والفحوصات اللازمة، والحمد لله كلها سليمة، وأعطاني الطبيب عقار البراكس، وتقريبا أنا تعودت عليه، ولكن بفضل الله خففت الجرعة من حبتين يوميا إلي حبة واحدة، لكن لدي وسواس أني مريض. عندما أتحدث مع شخص غريب أتعرق، وأحس بصعوبة في الكلام، وكل تلك الأعراض ظهرت لي بعد الموقف الذي حدث لي في 2006م عندما تأتي حالة الهلع أحس بأني سأموت، وأحاول عدم التفكير في الأمر، وأقوم بمكالمة صديق أو أي شيء آخر. قرأت عن عقار زولفت من استشارات سابقة لكم، وقرأت عن أعراضه الجانبية البسيطة، فما رأيكم به في حالتي؟ وما هي الجرعات المناسبة؟ وهل سعره في المتناول؟ فأنا أمر بحالة نفسية رهيبة، منذ فترة طويلة.
أرشيف الإسلام - استشارة عن (تحاصرني نوبات الهلع والخوف والإحساس بالموت وضيق التنفس!)
وفقك الله وسدد خطاك. مواد ذات الصله
لا يوجد استشارات مرتبطة
لا يوجد صوتيات مرتبطة
تعليقات الزوار
أضف تعليقك
لا توجد تعليقات حتى الآن
نوبات الهلع تحولت إلى وسواس الموت أرجوكم ساعدوني. - موقع الاستشارات - إسلام ويب
جزاكم الله خيراً، وشفى الله كل مريض من المسلمين. الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله. أرشيف الإسلام - استشارة عن (تحاصرني نوبات الهلع والخوف والإحساس بالموت وضيق التنفس!). السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت لديك أعراض كثيرة ومتعددة ومتداخلة، وأتفق مع من قال لك إن حالتك نفسية، هذا في البداية. الذي أريدك أن تركز عليه كثيرًا: أن تعدد هذه الأعراض، وكل المسميات التي أوردتها في رسالتك لا يعني أنك تعاني من أمراض نفسية متعددة، لا، أنت لديك نوبات هرع أو فزع، كانت هذه البداية، ثم بعد ذلك بدأت تأتيك المخاوف، ثم بعد ذلك أصبحت تُصاب بشيء من عسر المزاج، وتعددت عليك الأعراض الجسدية أو ما نسميه بالأعراض (النفسوجسدية) وفحوصاتك كلها سليمة، وحدث لك تأثير سلبي على النطاق الاجتماعي، وكذلك فيما يخص مقدرتك الجنسية. أيها الفاضل الكريم: هذا مرض واحد، علة واحدة نسميها بـ (قلق المخاوف الوسواسي) نعم الأعراض متعددة ومتشعبة، لكن الحالة واحدة، ولا نعتبرها حالة نفسية خطيرة أبدًا، هي حالة من الحالات العُصابية - كما تسمى – وتعالج من خلال تفهمها، أي أن الحالة ليست خطيرة. يجب أن تصرف انتباهك تمامًا عن هذه الأعراض، بأن تعيش حياة صحية، لا تتنقل بين الأطباء، يجب أن تمارس الرياضة، تجتهد في عملك، أتقن التواصل الاجتماعي، قم بواجباتك الدينية، كن بارًا بوالديك، كن متطلعًا نحو المستقبل بإصرار وآمال وثقة وتفاؤل، هذه هي الحياة الصحية والتي أعتقد أنك في حاجة شديدة إليها.
"الشعور بأقتراب الأجل".. ظاهرة فسرها العلم
مع الشكر. الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحبا بك، وردا على استشارتك أقول:
كل بني آدم مسلمهم وكافرهم يوقنون أنهم سيموتون، وأنه لا يمكن أن يخلد أحد في هذه الحياة الفانية، غير أن المسلمين يؤمنون بأن الله خلقهم من أجل عبادته قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، وأن من أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار يقول عليه الصلاة والسلام: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟! "الشعور بأقتراب الأجل".. ظاهرة فسرها العلم. قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)، ولذلك فهم يعبدون الله فيأتمرون بأمره وينتهون بنهيه، ومن عصى فتاب تاب الله عليه. التفتي لمن حولك من الناس فإذا سألتهم هل يؤمنون بأنهم سيموتون، وأنه يمكن أن يموت الواحد منهم في أي لحظة، لكان جوابهم جميعا (نعم)، فلم لم يكونوا هلعين وفزعين مثل هلعك وفزعك؟! الخوف من الموت ليست ظاهرة مرضية في الأصل؛ لأنها تدل على مراقبة الله سبحانه، لكن إن زادت عن الحد كما هي حالتك فهي حالة مرضية يقول -عليه الصلاة والسلام-: (أكثروا من ذكر هادم اللذات الموت)، وعلى المؤمن أن يكون مستعدا للقاء ربه من خلال الاستقامة والتسديد والمقاربة يقول -عليه الصلاة والسلام-: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه).
مواد ذات الصله
لا يوجد صوتيات مرتبطة
تعليقات الزوار
أضف تعليقك
لا توجد تعليقات حتى الآن