( وأما بنعمة ربك فحدث) [ ص: 200] ثم قوله تعالى: ( وأما بنعمة ربك فحدث) وفيه وجوه:
أحدها: قال مجاهد: تلك النعمة هي القرآن ، فإن القرآن أعظم ما أنعم الله به على محمد عليه السلام ، والتحديث به أن يقرأه ويقرئ غيره ويبين حقائقه لهم. وثانيها: روي أيضا عن مجاهد: أن تلك النعمة هي النبوة ، أي بلغ ما أنزل إليك من ربك.
تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}
بتصرّف. ↑ "كيف يقوم العبد المسلم بشكر ربه تعالى على نعمِه الكثيرة ؟ " ، islamqa ، 1_12_2008، اطّلع عليه بتاريخ 14_6_2020. بتصرّف.
فهذا هو قوله: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) أي: إنك لما عرفت بنفسك ما يكون فيه الفقير، فأوسع في البذل على الفقراء. وليس القصد هو مجرد ذكر الثروة، فإن هذا من الفخفخة التي يتنزه عنها النبيّ صلى الله عليه وسلم. ولم يعرف عنه في امتثال هذا الأمر أنه كان يذكر ما عنده من نقود وعروض. ولكن الذي عرف عنه أنه كان ينفق ما عنده ويبيت طاويا. وقد يقال: إن المراد من النعمة النبوة. تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}. ولكن سياق الآيات يدل على أن هذه الآية مقابلة لقوله: (وَوَجَدَكَ عائِلًا) فتكون النعمة بمعنى الغنى" انتهى من "محاسن التأويل" (9/493)، وينظر: "تفسير جزء عم" للشيخ محمد عبده (112). على أن التحديث بالنعم لا يلزم أن يكون على سبيل التفصيل، بل قد يكون إجمالاً، بأن يقول: إن الله أنعم علىَّ بالصحة والغنى والهداية، ولا يفصل في ذكر هذه النعم. قال السعدي رحمه الله:
"(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ): وهذا يشمل النعم الدينية والدنيوية؛ أي: أثن على الله بها، وخُصها بالذكر، إن كان هناك مصلحة، وإلا؛ فحدث بنعم الله على الإطلاق، فإن التحدث بنعمة الله داع لشكرها، وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها؛ فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن" انتهى من " تفسير السعدي " (ص 928).
8 ترجمة ابن مطير: الحسين بن مطير بن مكمل الأسدي (ت 169ھ): شاعر متقدم في القصيد والرجز، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية. له أماديح في رجالهما، وكان زيه وكلامه كزي أهل البادية وكلامهم. وفد على معن بن زائدة لما ولي اليمن، فمدحه، ولما مات معن رثاه.
معن بن زائدة - ديوان العرب
^^**_-_-_**^^
بعض من حكاياته في هذه الدنيا مَن هو أجود منك:
قال معن بن زائدة: لما انتقلت الدولة إلى بني العباس، جَدَّ المنصورُ في طلبي، وجعل لمن يحملني إليه مالاً. فاضطررت لشدّة الطلب إلى أن تعرّضت للشمس حتى لوحت وجهي، وخَفَّـفتُ عارضي، ولبست جبـّة صوف، وركبت جملاً، وخرجت متوجهًا إلى البادية لأقيم بها. فلما خرجتُ من باب حرب، وهو أحد أبواب بغداد، تبعني أَسود متقلـِّد بسيف، حتى إذا غبت عن الحرس، قبض على خطام الجمل فأناخه، وقبض على يدي. فقلت له: ما بك؟ فقال: أنت طلبة أمير المؤمنين. فقلت: ومن أنا حتى أُطلب. قال: أنت معن بن زائدة. فقلت له: يا هذا، اتّق اللّه، وأين أنا من معن؟ فقال: دع هذا، فواللّه إني لأَعـْرَفُ بك منك. فلما رأيت منه الجد، قلت له: هذا جوهر قد حملته معي بأضعاف ما جعله المنصور لمن يجيئه بي. فخذه ولا تكن سببًا في سفك دمي. قال: هاته. فأخرجته إليه، فنظر فيه ساعة وقال: صدقتَ في قيمته، ولستُ قابلَه حتى أسألك عن شيء، فإن صَدَقتني أطلقتك. فقلت: قل. قال: إن الناس قد وصفوك بالجود. فأخبرني: هل وهبتَ مالك كله قط؟ قلت: لا. قال: فنصفه؟ قلت: لا.
معن بن زائدة | صحيفة الخليج
في شخصيات تاريخية
671 زيارة
معن بن زائدة الشيباني
هو أبو الوليد معن بن زائدة بن عبد اللّه بن زائدة بن مطر بن شريك الشيباني. كان من رجال الدولتين العباسية والاموية معروف بالشجاعة والكرم والعطايا الجزيلة حتى مدحه الشعراء وقصدوه من اقاصي البلدان. وكان مروان بن أبي حفصه الشاعر المشهور خصيصا به وأكثر مدائحه فيه. كان معن في عهد بني امية متنقلا في الولايات ومنقطعا إلى يزيد بن عمرو بن هبيرة الفزاري امير العراقين فلما انتقلت الدولة إلى بني العباس وجرى بين أبي جعفر المنصور وبين يزيد بن عمرو المذكور من محاصرته بمدينة واسط ما هو معروف في التاريخ أبلى يؤمئذ معن بن زائدة بلاء حسنا في تلك الوقائع فلما قتل يزيد خاف معن من أبي جعفر المنصور فاستتر عنه مدة وجرى له في استتاره غرائب. فمن ذلك ما حكاه مروان بن ابي حفصة الشاعر المذكور آنفا قال اخبرني معن بن زائدة وهو يومئذ متولي بلاد اليمن ان المنصور جد في طلبي وجعل لمن يحملني إليه مالاً. قال فاضطررت لشدة الطلب إلى ان تعرضت للشمس حتى لوحت وجهي وخففت عارضي ولبست جبة صوف وركبت جملا وخرجت متوجها إلى البادية لأقيم بها. قال فلما خرجت من باب حرب وهو احد أبواب بغداد تبعني اسود مقلد بسيف حتى إذا غبت عن الحرس قبض على خطام الجمل فأناخه وقبض على يدي فقلت له وما بك؟ فقال أنت طلب أمير المؤمنين.
جود معن بن زائدة أبلغ من أشعار مدحه
فأنت نسيجُ وحدك في الحلم، ونادرةُ دَهرِك في الجود ( وإنك لعلى خلق عظيم). ولقد كنت في صفاتك بين مصدِّقٍ ومُكَذِّبٍ، فلما بَلّوْتُك صَغَّر الخُبْرُ(المخبر) الخبر، وأذّهَبَ ضعفَ الشكِّ قوةُ اليقين، وما بعثني على ما فعلتُ إلا مائة بعير عِلتْ لي على إغضابك. فقال له الأمير: لا تثريب عليك! ووصى له بمائتي بعير: نصفها للرهان والنصف الآخر له، فانصرف الأعرابيُ داعياً له، شاكراً لهباته، معجبا بأناته. من كتاب: رجال ومواقف – الجزء الأول – اعداد فايز موسى ابو شيخه
إسلام ويب - سير أعلام النبلاء - الطبقة السادسة - معن بن زائدة- الجزء رقم7
فأنشد الأعرابي قائلًا: أتذكرُ إذ لحافك جلد شاةٍ وإذ نعلاكَ من جلد البعيرِ فقال له معن: نعم أتذكر ذلك ولم أنساه، و الحمد لله ، فقال له الأعرابي: فسُبحانَ الذي أعطاكَ مُلكاً وعلََمكَ الجلوسَ على السريرِ فقال معن: سبحان الله تعالى!
ودَخَلَ معن على أبي جعفر المنصور يُقارِب خَطْوَه، فقال الخليفة العباسي: لقد كَبُرَتْ سِنَّك؛ قال: في طاعتِك؛ قال المنصور: وإنَّكَ لجَلْد؛ قال: على أعدائك؛ قال: أرى فيكَ بقيَّة، قال: هيَ لَك.