﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [غافر ١٦]
﴿لِمَنِ الْمُلْكُ﴾ هذه مقول قول محذوف، التقدير: يقال: لمن الملك اليوم. والقائل هو الله عز وجل؛ فإنه تعالى يقبض السماوات بيمينه وبيده الأخرى الأرض ويهزهن، ويقول: أنا الملك أين ملوك الدنيا، ويقول أيضًا: لمن الملك اليوم؟ فيجيب نفسه: لله الواحد القهار. قال: (يقوله تعالى ويجيب نفسه) ﴿لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [غافر ١٦] (أي: لخلقه). فقوله: ﴿لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ خبر مبتدأ محذوف، التقدير: الملك لله الواحد القهار. والواحد يعني الذي لا ثاني له، لا في ذاته ولا في أفعاله ولا في أحكامه ولا في صفاته سبحانه وتعالى. وقوله: ﴿الْقَهَّارِ﴾ صيغة مبالغة من القهر، وهو الغلبة، فهو قهار لكل شيء. والمفسر قال: (أي: لخلقه). * في هذه الآية من الفوائد أولًا: أن الناس يبرزون في يوم القيامة، لا يضلهم شجر ولا مدر ولا بناء ولا جبل ولا غير ذلك؛ لقوله: ﴿يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ﴾ [غافر ١٦]. * ومن فوائدها، من فوائد هذه الآية: أنهم في ذلك اليوم لا يخفى على الله منهم شيء؛ لأنه محيط بهم علمًا وقدرة وسلطانًا. فإن قال قائل: هل يُستثنى من قوله: ﴿يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ﴾ أحد؟
قلنا: نعم، يُستثنى من يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وهم سبعة، بل هم أكثر، بلغوا إلى واحد وعشرين رجلًا، لكن النبي ﷺ جمع سبعة في سياق واحد.
- الحكمة من سؤال الله تعالى : لمن الملك اليوم؟ - الإسلام سؤال وجواب
- تفسير آية (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) - موضوع
- لمن الملك اليوم لله 💖 الواحد القهار تلاوه هادئه - YouTube
- "لمن الملك اليوم لله الواحد القهار"
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - الآية 79
الحكمة من سؤال الله تعالى : لمن الملك اليوم؟ - الإسلام سؤال وجواب
لمن الملك اليوم لله الواحد القهار - فيديو Dailymotion
Watch fullscreen
Font
تفسير آية (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) - موضوع
غير انه ليس في ظاهر الآية ولا باطنها ما يدل على أن الكلام
لمعدوم ، على ما ظنه السائل وأقدم على القول به ، من غير بصيرة ولا يقين ( 7). ووجه آخر وهو أن قوله عزوجل: " ممن الملك اليوم "
يفيد وقوعه في حال إنزال ( 8)
* هامش *
1 - سورة غافر ( 40): 16. 2 - رض ، مل ، مر ، رض 2: في العقول. 3 - رض ، مل: غير مضمنة. 4 - سورة غافر ( 20): 15 - 16. 5 - رض 2: إذ البروز. 6 - سائر النسخ: لموجود. 7 - حش: ولا تبيين. 8 - باقى النسخ: إنزاله. ( *)
الآية دون المستقبل ، ألا ترى إلى قوله لنبيه صلى الله عليه
وآله: " لينذر يوم التلاق *
يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهنم شئ لمن الملك اليوم " يعنى اليوم
الذى تقدم ذكر ثم قال: " لله الواحد القهار ". فكان قوله: " لمن الملك اليوم " تنبيها على أن
الملك لله تعالى وحده يومئذ ، ولم يقصد به إلى تقريره ولا استخبار. وقوله تعالى: " لله الواحد القهار "
تأكيد ( 1) للتنبيه والدلالة على تفرده تعالى بالملك دون من سواه ، ويكون
تقدير الآية كقول ( 2) القائل: يوم كذا وكذا لمن الامر ؟ في اليوم المذكور
أليس هو لفلان أو فلاق ؟ ولم يقصد بذلك تقريرا ولا استخبارا ولا إخبارا ( 3)،
وإنما قصد الدلالة على حال المذكور في اليوم الموصوت ، وهذا ما لاسبهة فيه ،
والله المحمود.
لمن الملك اليوم لله 💖 الواحد القهار تلاوه هادئه - Youtube
وقوله: ( يوم هم بارزون) أي: ظاهرون بادون كلهم ، لا شيء يكنهم ولا يظلهم ولا يسترهم. ولهذا قال: ( يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء) أي: الجميع في علمه على السواء. وقوله: ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) قد تقدم في حديث ابن عمر: أنه تعالى يطوي السماوات والأرض بيده ، ثم يقول: أنا الملك ، أنا الجبار ، أنا المتكبر ، أين ملوك الأرض ؟ أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟. وفي حديث الصور: أنه تعالى إذا قبض أرواح جميع خلقه ، فلم يبق سواه وحده لا شريك له ، حينئذ يقول: لمن الملك اليوم ؟ ثلاث مرات ، ثم يجيب نفسه قائلا ( لله الواحد القهار) أي: الذي هو وحده قد قهر كل شيء وغلبه. وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن غالب الدقاق ، حدثنا عبيد بن عبيدة ، حدثنا معتمر ، عن أبيه ، حدثنا أبو نضرة ، عن ابن عباس [ رضي الله عنهما] قال: ينادي مناد بين يدي الساعة: يا أيها الناس ، أتتكم الساعة. فيسمعها الأحياء والأموات ، قال: وينزل الله [ عز وجل] إلى سماء الدنيا ويقول: ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار).
&Quot;لمن الملك اليوم لله الواحد القهار&Quot;
قوله تعالى: لمن الملك اليوم لله الواحد القهار الآية. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد "الزهد"، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه، وأبو نعيم في "الحلية"، عن ابن عباس قال: ينادي مناد بين يدي الساعة: يا أيها الناس، أتتكم الساعة. فيسمعها الأحياء والأموات، وينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول: لمن الملك اليوم لله الواحد القهار. وأخرج ابن أبي الدنيا في "البعث"، والديلمي، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ينادي مناد بين يدي الصيحة: يا أيها الناس أتتكم الساعة. ومد بها صوته، يسمعه الأحياء والأموات، وينزل الله إلى السماء الدنيا، ثم ينادي مناد: لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار. [ ص: 27] وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال: ينادى بالجبارين فيجعلون في توابيت من نار، ثم يقال: لمن الملك اليوم؟ فيقال: لله الواحد القهار.
ومما قَهَرَهم به أيضاً: الأمراض والمصائب والنَّكبات، التي لا يملكون ردّها عن أنفسهم. وما أحسنَ قولِ مَنْ قال: القهَّار الذي طاحتْ عند صولته صولةُ المخلوقين، وبادتْ عند سطوته قوى الخلائق أجمعين، قال تعالى: (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (غافر: 16) فأين الجبابرة والأكاسرة؟! عند ظُهُور هذا الخِطاب؟ وأين الأنبياء والمرسلون، والملائكة المقربون في هذا العتاب؟ وأين أهل الضلال والإلحاد، والتوحيد والإرشاد؟ وأين آدم وذريته؟ وأين إبليس وشيعته؟ وكأنَّهم بَادوا وانقضوا، زهقت النفوس، وتبدَّدت الأرواح؛ وتلفت الأجْسَام والأشباح، وتفرَّقت الأوْصال، وبقي الموجود الذي لم يَزلْ ولا يزال. 2- وأما صفةُ القَهْر في الخَلْق، فغالباً ما تكون مَذْمومةً؛ لقيامها على الظُّلم والطُّغيان، والتَّسلّط على الضعفاء والفقراء، كما قال فرعون لعنه الله: (سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ) (الأعراف: 127). وقال تعالى: (فأما اليتيم فلا تقهر) (الضحى: 9). أي: لا تَتَسلّط عليه بالظُّلم؛ وادفع إليه حقَّه، وخَصَّ اليتيم؛ لأنه لا ناصرَ له غير الله تعالى، فغلّظ في أمره بتغليظ العقوبة على ظَالمه، وقوله: (وأما السائل فلا تنهر) (الضحى: 10) أي: لا تَزْجره؛ ولا تُغلظ له القَول.
قال:
فإنها ليست له، ويبوء بإثمه فيقتله، ومن كان قتل بالغين ما بلغوا، ويذوق الموت عدد
ما ماتوا. 2
هناك يظهر الملك الحقيقي وتزول ملوك الأرض الضعيفة، ولا يبقى لها وزن ولا ذكر إلا
من كان منهم صالحاً عادلاً، فإن الله يوفيه حسابه وأجره والله سريع الحساب. فما على العاقل إلا أن يعتصم بالله الملك القهار، ويستقيم على شرعه ليكرمه في يوم
تتقلب فيه القلوب والأبصار. نسأل الله أن يرحمنا برحمته إنه أرحم الراحمين. 1
الأهوال – (ج 1 / ص 29)، لابن أبي الدنيا. 2
الأهوال – (ج 1 / ص 261)
كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون: الشيخ صالح الفوزان حفظه الله - YouTube
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - الآية 79
كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) القول في تأويل قوله: كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: كان هؤلاء اليهود الذين لعنهم الله= " لا يتناهون " ، يقول: لا ينتهون عن منكر فعلوه، ولا ينهى بعضهم بعضًا. (19) ويعني بـ " المنكر " ، المعاصي التي كانوا يعصون الله بها. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - الآية 79. (20) * * * فتأويل الكلام: كانوا لا ينتهون عن منكر أتوه= " لبئس ما كانوا يفعلون ". وهذا قسم من الله تعالى ذكره يقول: أقسم: لبئس الفعل كانوا يفعلون، في تركهم الانتهاء عن معاصي الله تعالى ذكره، وركوب محارمه، وقتل أنبياء الله ورسله، (21) كما:- 12313 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج: " كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه " ، لا تتناهى أنفسهم بعد أن وقعوا في الكفر. -------------- الهوامش: (19) انظر تفسير "انتهى" فيما سلف قريبًا ص: 482 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك. (20) انظر تفسير "المنكر" فيما سلف 7: 91 ، 105 ، 130. (21) انظر تفسير "بئس" فيما سلف 2: 338 ، 393/ 3: 56/ 7: 459.
ولابد من وقفة متأنية عند هذه النقطة نظراً لخطورتها وكثرة المشكلات الناشئة عنها. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه. إن كثيراً من مجتمعات المسلمين اليوم لا يتوفر فيه ما يجعله صالحاً لإطلاق اسم (مجتمع) عليه لأن التفلت من الواجبات الشرعية والوقوع في المحظورات - والتي في مجملها تشكل الحس الجماعي عند المسلمين- يجعل صفة الفردية طاغية على هذه التجمعات وإن بدت حسب الظاهر في صورة مجتمعات منظمة متحدة..
إن المجتمع - كما يقول مالك بن نبي - الذي يعمل فيه كل فرد ما يحلو له ليس مجتمعاً ولكنه إما مجتمع في بداية تكونه وإما مجتمع بدأ حركة الانسحاب من التاريخ فهو بقية مجتمع. واليهود حين أرادوا تدمير المجتمعات الغربية خططوا لتضخيم جانب الفردية على حساب الحس الجماعي حتى كثرت القضايا التي يعدها العرف هناك خصوصيات تخضع بمزاج الفرد ومصلحته ، وكانت النتيجة التي انتهوا إليها تفكك تلك المجتمعات على نحو مخيف ذهب بأمن الحياة وروائها وسيعصف بكل الجهود العزيزة التي بذلت في بناء الحضارة الحديثة في يوم من الأيام. وقد انتقلت هذه العدوى إلى بلاد المسلمين فصار كثير من المسلمين غير مستعد لقبول نصيحة من أحد بحجة أن ما يلاحظ عليه يعود إلى خصوصياته التي لا تقبل أي نوع من التدخل.