#1
إنا أنزلناه في ليلة مباركة
لله سبحانه أن يفضل زمانا على آخر، أو مكانا أو قوما أو رسولا أو كتابا؛ فله الشأن كله، وهو أحكم الحاكمين، سبحانه. ونعيش في هذا الشهر أياما وليالي لعلها الأكثر بركة وفضلا؛ فيها ليلة القدر، وقد ورد في شأنها ما جاء في سورة القدر فقد قال تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (سورة القدر). وما جاء في صدر سورة الدخان، قال تعالى: { حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إنا أنزلناه في ليلة مباركة إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (الدخان، الآيات 1-6). إنا أنـزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين . [ الدخان: 3]. إذ تحدثت سورة القدر عن إنزال القرآن في ليلة القدر، وهو النزول من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة جملة واحدة؛ فمن بركة هذه الليلة نزول القرآن فيها، ويذكرنا الله سبحانه بذلك.
- إنا أنزلناه في ليلة مباركة
- إنا أنـزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين . [ الدخان: 3]
- صوت العراق | ليلة القدر وصوتها في الاسلام (ح 3)
- حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة
- حكم قراءة الفاتحة في الصلاة عند الحنفية
إنا أنزلناه في ليلة مباركة
لقد كان عليه الصلاة والسلام يستحث أمته، ويستنهض عزائمهم لتحري بركة هذه الليلة وخيراتها الموفورة، وبركاتها العظيمة؛ فالواجب علينا أن نتحرى هذه الليلة المباركة بالجد والاجتهاد في الطاعة، والإقبال على العبادة، والنصح لأنفسنا بالتقرب إلى الله- عز وجل –. ما أعظمَها خسارة أن تمر هذه الليلة مضيعة مهملة مفرط في ما فيها من خير أو بركة! ما أعظمها من خسارة أن تمر هذه الليلة على المسلم ولا شأنَ لها عنده ولا مكانة لها في قلبه فيُحرم من خيرها وبركتها! ما أعظمها من خسارة أن تمر هذه الليلة والمرء مستمر في غيه، سادر في لهوه، مداوم على تفريطه وإضاعته!. إذا لم تتحرك القلوب إقبالا على الله عز وجل في مثل هذا الوقت المبارك، والموسم العظيم، فمتى عساها تتحرك؟ إذا لم تُنب إلى الله وتتب إليه في مثل هذه الأيام فمتى تكون الإنابة ومتى تكون التوبة؟
إن الواجب علينا أن نقبل على الله عز وجل إقبالا صادقا، تائبين إليه من ذنوبنا، سائليه سبحانه العافية، راجين رحمته، طامعين في فضله وعظيم ثوابه. صوت العراق | ليلة القدر وصوتها في الاسلام (ح 3). ومن أهم أعمال هذه الليلة المباركة
الصلاة: هي صِلَةٌ بين العبد وربه، وأقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجدٌ؛ فيَغتَنم المسلم وقته في هذه الليلة بالصلاة النافِلة -قيام الليل-؛ مخلِصًا لله سبحانه وتَعالى، طالِبًا منه الرحمة، والمَغفرة، والرضوان.
إنا أنـزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين . [ الدخان: 3]
تُعتبر ليلة القدر ليلة مُباركة، إذ يقول الله تعالى: { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ}. تشهد ليلة القدر كتابة الله تعالى للآجال والأرزاق خلال العام. تمتاز ليلة القدر بفضل العبادة فيها عن بقية الليالي الأخرى من العام. تشهد ليلة القدر نزول الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة، لقوله تعالى: { تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}. إنا أنزلناه في ليلة مباركة. تخلو ليلة القدر من الشر والأذى، وتزداد فيها العبادة والطاعة وأعمال الخير والبر، وفي هذه الليلة أيضًا لا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها، فهي سلام كلها حَتَّى مَطْلَع الْفَجْر. تمتاز ليلة القَدر بغفران الذنوب لكلّ من قام إيمانًا واحتسابًا للأجر من عند الله -عزّ وجلّ-. شاهد أيضًا: خطبة قصيرة عن العشر الاواخر من رمضان
سبب تسميتها بليلة القدر
يتساءل الكثير من الناس عن السبب أو الحكمة وراء تسمية ليلة القدر بهذا الاسم، ولهذا جاءت العديد من الآراء والدراسات التي درست سبب تسمية ليلة القَدر بهذا الاسم، وهُنا نُتيح لكم أبرز الأسباب لتسميتها بليلة القدر:
السبب الأول: سُميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف، وذلك كما هو دارج على كثير من الألسن مثل: فلان ذو قدر عظيم، أي: ذو شرف عظيم، وهكذا.
صوت العراق | ليلة القدر وصوتها في الاسلام (ح 3)
وهي المرة الثانية التي يُحتفى بالقرآن فيها في شهر الصيام، فحين عرّف الله شهر رمضان عرفه بأنه الذي أُنزِل فيه القرآن، وهنا في سورة القدر تنويه آخر، فليلة القدر هي ليلة إنزال القرآن. ونأخذ من هذا أهمية القرآن في حياتنا، لا لأنه معجزة فقط، بل لأنه قوام حياتنا ودستورنا ومنهج حياتنا، ويكفي أنه كلام الله تعالى، وهو النور والروح والهدى والبركة والفرقان والشفاء والذكر والرحمة، وحق على المسلمين أن يكون للقرآن شأن مهم في حياتهم. وتأتي صيغة الاستفهام الدالة على تعظيم الليلة "وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ". ويأتي الجواب بأنها خير من ألف شهر. وهذه منة من الله تعالى، أعطاها لعباده المؤمنين؛ فالعبادة فيها تعدل أو تربو على ألف شهر، مضاعفة للحسنات والبركات. فيها تتنزل الرحمات، إذ تنزل الملائكة يتقدمهم جبريل عليه السلام، ويخبرنا تعالى أنها سلام حتى مطلع الفجر. وهي فرصة لكل مسلم أن ينال شرفها وفضلها، فهي ليلة كاملة من الغروب إلى الفجر، لا ساعة ما مخفية، بل ليلة متواصلة كلها بركة وفضل ورحمة. وللعلماء آراء في سبب تسميتها بالقدر. فمن قائل بأنها ذات قدر وقيمة وعظمة، أو أن محييها ذو قدر. وقيل إن الأرض تضيق من كثرة ما ينزل من الملائكة، وقيل بأن الله يقدر الأمور في هذه الليلة لما يكون في العام كله… وغير ذلك.
مقالات ذات صلة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم "مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه"، فقد أكد الحبيب المُصطفى على المغفرة التي تتنزل من الله على العبد المؤمن الذي يقوم إيمانًا بالله وقدرته وأنه الحق لا إله إلا هو، واحتسابًا أي لا يُريد رحمة الله وتوبته مُتغاضيًا عن الخلق في ليلة القدر. ألا يُريد المؤمن إلا مرضاة الله تعالى بعيدًا عن أعين الناس ومؤديًا لطاعات الله من فروض وابتهال وإخراج الصدقات والعمل الصالح من القول والفعل وصلاة الشفع والوتر في ليلة السابع والعشرين من رمضان التي غالبًا ما تأتي ليلة القدر فيها حيث الليالي الوترية، فعن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "تَحرُّوا لَيلةَ القَدْرِ في الوَتْر من العَشرِ الأواخِرِ من رمضانَ". ليلة مُباركة من الله تعالى؛ تشمل هذه الليلة بركة وفضل ومغفرة ورحمة وعتق من النار، لذا تتجلى في منزلتها التي خصها الله بسمات جعلتها من الليالي التي يتحينها المسلم للتقرب من الله تعالى والابتهال والدعاء. فضل ليلة القدر وعلامتها
هناك بعض العلامات التي يستطيع المؤمن الفطن الشعور بقدوم ليلة القدر، فما هي تلك العلامات؟، هذا ما نرصده لم في السطور الآتية:
يشعر بها المؤمن بقلبة ويُدركها بإحساسه إذا كان صادقًا مع ذاته ومع الله.
هذا بالنسبة لما سوى الفاتحة. أما الفاتحة: فقد اختلف العلماء في حكم قراءة المأموم لها، والراجح عندنا أن قراءتها واجبة على كل مصل ـ ولو كان مأموما ـ في الصلاة السرية والجهرية، وهذا مذهب الشافعي وأهل الظاهر واختيار العلامتين ابن باز و ابن عثيمين، قال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله: لا يجوز للمأموم في الصلاة الجهرية أن يقرأ زيادة على الفاتحة بل الواجب عليه بعد ذلك الإنصات لقراءة الإمام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: لا تَفْعَلُوا إِلا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَإِنَّهُ لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا. ولقول الله سبحانه: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. وقوله صلى الله عليه وسلم: إِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا. وإنما يستثنى من ذلك قراءة الفاتحة ـ فقط ـ للحديث السابق، ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم: لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ. متفق على صحته. انتهى. وراجع للفائدة الفتوى رقم 94629. وبهذا تعلم أنه لا يجوز لك أن تقرأ ما تيسر من القرآن سوى الفاتحة إذا كنت مأموما.
حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة
شاهد أيضًا: فوائد سورة النمل للرزق
ما هي سورة الفاتحة؟
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)" صدق الله العظيم. تعد فاتحة الكتاب هي أول السور في كتاب الله- عز وجل- المجيد، فهي من حيث الترتيب في المصحف السورة الأولى، هي سورة مكية، كما ورد أنها مدنية، بل منهم من ذهب بأنها نزلت مرة بمكة عندما فرضت الصلاة، ومرة أخرى بالمدينة عندما حولت القبلة إلى الكعبة. أما بالنسبة لعدد آياتها فهو سبعة (7) تتضمن البسلمة، وهي أول سورة في كتاب الله- عز وجل-، وتقع في الجزء الأول، والحزب الأول، والربع الأول. كان نزول سورة الفاتحة عقب نزول سورة سورة المدثر، وهي مبدوئة بالحمد والثناء، والتي احتوت على لفظ الجلالة ("الله") مرة واحدة ضمن آياتها، والذي تضمنته الآية الأولى منها. هل قراءة الفاتحة في الصلاة ركن أم واجب؟
مقالات قد تعجبك:
بعد أن تعرفنا على الفرق بين الركن والواجب في الصلاة، فإن قراءة الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة هي ركن يلزم الإتيان به، وهو لا يسقط بالنسيان أو بالجهل أو بالعمد، كما ذكرنا؛ لذا، إذا سقط هذا الركن (قراءة القرآن في الصلاة) فإن الصلاة تبطل ولا تصح.
حكم قراءة الفاتحة في الصلاة عند الحنفية
تاريخ النشر: الثلاثاء 17 ربيع الأول 1431 هـ - 2-3-2010 م
التقييم:
رقم الفتوى: 132715
152132
0
576
السؤال
سؤالي: متعلق بصلاة الجماعة في صلاة المغرب والعشاء والفجر: فإنها صلوات جهرية فكيف أقرأ في أول ركعتين جهريتين لكل صلاة؟ وهل أقرأ وراء الإمام مثلاً: الحمد لله رب العالمين، فأقرؤها وراءه؟ أم ماذا؟ وما تيسر من القرآن متى أقرؤه؟ فهل في الوقت الفاصل بين قراءة الفاتحة والسورة؟ والمشكلة أن بعض الأئمة لا يعطون وقتا لذلك، فمبجرد أن ينتهي أحدهم من قراءة الفاتحة يدخل مباشره في قراءة السورة، فكيف أقرأ أنا ـ أيضا ـ ما تيسر من القرآن. وبقية سؤالي: إذا حضرت صلاة العشاء ـ مثلاً ـ والإمام يقرأ السورة بعد قراءة الفاتحة، فهل أقرأ الفاتحة ـ فقط ـ سريعاً وأقرأ أي سورة صغيرة؟ أم لا أقرأ إلا الفاتحة؟. وأخيرا: إذا تأخرت عن الركعة الأولى من أي صلاة، فهل عندما أقضيها أقضيها بالفاتحة وما تيسر من القرآن؟ أم بالفاتحة ـ فقط؟. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم ـ بارك الله فيك ـ أنه لا يجوز لك أن تقرأ خلف الإمام إذا كنت تسمع قراءته، بل يجب عليك أن تستمع وتنصت لقراءته وتكون قراءته قراءة لك، كما روي في الحديث: من كان له إمام فقراءة الإمام له قر اءة.
[3] حديث عبادة رواه الدارقطني بسند حسن في سننه (12) (1/320). وأما حديث أنس، فصحيح رواه ابن حبان في صحيحه (1852) (5/162) عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بأصحابه، فلما قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه فقال: (( أتقرؤون في صلاتكم خلف الإمام والإمام يقرأ؟))، فسكتوا، قالها ثلاث مرات، فقال قائل أو قائلون: إنا لنفعل، قال: (( فلا تفعلوا، وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه)). [4] أثر صحيح: رواه عبدالرزاق في المصنف (2789) (2/134).