[٥]
يقول السعدي: الرجاء يوجب للعبد السعي والاجتهاد فيما رجاه، وأما اليأس فيوجب التثاقل والتباطؤ، وأول ما يرجوه العباد هو فضل الله وإحسانه ورحمته وروحه. [٦] ما تُرشد إليه آية (ولا تيأسوا من رَوْحِ الله)
هذه الآية مع كل الظروف المحيطة بها تستوقف المسلم في بعض المحطات، ومن ذلك: [٧]
حسن الظن بالله حيث إنّ ابن سيدنا يعقوب غائب، وابنه الثاني كذلك، ولا يزال لديه الأمل الكبير بالله -تعالى- أن يعود الاثنان معا، والحزن لا ينافي حسن الظن بالله. التفاؤل رغم صعوبة الظروف ضرير، كبير السن، مبتلى بالفقد يعلّم أبناءه البحث والتفاؤل ويرشدهم إلى الطريق. ولا تيأسوا من روح الله - ملتقى الخطباء. مكانة الابن في قلب أبيه اذهبوا فتحسسوا من يوسف؛ يوسف أول ما ينطق به اللسان، إنه نبض القلب الذي لا يُنسى. التوكل على الله المؤمن مهما ضاقت به الدنيا يبقى مستندًا لركن شديد يلجأ إليه، فيقوى به ضعفه، وثمة أوجاع لا تسكن إلا بالله والاطمئنان إلى حكمته وقدره. الأخذ بالأسباب الاعتماد على الله والتوكل عليه لا يُنسي المؤمن الأخذ بالأسباب؛ اذهبوا فتحسسوا؛ أي التمسوا خبره واعرفوه. وقفات مع آية (ولا تيأسوا من رَوْحِ الله)
القصة والظروف المتعلقة بالآية
إنّ المتدبر في قصة يوسف -عليه السلام- يرى حال يعقوب -عليه السلام- وقد زعم أولاده أن الذئب قد أكل ابنه، وهو يعلم علم يقين بأن يوسف -عليه السلام- سيكبر ويكون ذا شأن، كيف لا وقد فسّر له رؤياه، فكان سيدنا يعقوب يصبر دون غضبٍ، ودون شكوى إلا لله، لكن مشاعر الأبوة وفقد أعزّ الناس تؤذيه في بصره حتى يفقد ذلك.
لا تياسوا من روح الله واستبشر بعطاء الله
إجابة
بسم الله الرحمن الرحيم
الآية الكريمة تدعو إلى الأمل الذي ينبغي ألا يغيب عن الإنسان المؤمن في حياته، الأمل بالله سبحانه وتعالى ورحمته وهدايته وفضله وكرمه، وأن يبقى المسلم متعلقاً بهذا الأمل وألا يستسلم لأحزانه وهمومه، فاليأس كبيرة مذمومة تقتل الحركة وتمنع من تحقيق الآمال والطموحات. فالمقصود من قوله: ((ولا تيأسوا من روح الله))، أي لا تفقدوا أملكم في رحمة الله وفرجه وتنفيسه، قال أبو الحسن الماوردي في تفسيره: "ولا تيأسوا من روح الله فيه تأويلان: أحدهما: من فرج الله، والثاني: من رحمة الله". وقال الزمخشري: "أي: من رحمته التي تحيا بها العباد". القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة يوسف - الآية 87. وجعلت الآية القرآنية اليأس من روح الله من صفات الكافرين، قال أبو حيان الأندلسي في المحيط شارحاً: "إذ فيه التكذيب بالربوبية أو الجهل بصفات الله". وجمهور الفقهاء على أن اليأس كبيرة لا كفراً، ومفاد الآية أنه من صفات الكفار لا أن من ارتكبه كان كافرا بارتكابه. قال الآلوسي: "والأوفق بالسنة طريق الفقهاء (أي كونه كبيرة لا كفراً) لحديث الدارقطني عن ابن عباس مرفوعا حيث عدها من الكبائر وعطفها على الإشراك بالله تعالى". قال الشيخ السعدي في تفسير الآية: "أي: قال يعقوب عليه السلام لبنيه: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ} أي: احرصوا واجتهدوا على التفتيش عنهما {وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} فإن الرجاء يوجب للعبد السعي والاجتهاد فيما رجاه، والإياس: يوجب له التثاقل والتباطؤ، وأولى ما رجا العباد، فضل الله وإحسانه ورحمته وروحه، {إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} فإنهم لكفرهم يستبعدون رحمته، ورحمته بعيدة منهم، فلا تتشبهوا بالكافرين.
لا تياسوا من روح الله كلمات
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
و لا تيأسوا من روح الله
يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) يقول تعالى مخبرا عن يعقوب ، عليه السلام ، إنه ندب بنيه على الذهاب في الأرض ، يستعلمون أخبار يوسف وأخيه بنيامين. والتحسس يكون في الخير ، والتجسس يستعمل في الشر. ونهضهم وبشرهم وأمرهم ألا ييأسوا من روح الله ، أي: لا يقطعوا رجاءهم وأملهم من الله فيما يرومونه ويقصدونه فإنه لا يقطع الرجاء ، ويقطع الإياس من الله إلا القوم الكافرون.
اليأس ليس فيه تأدب مع الحق -جل وجلا-. اليأس طريق إلى الانزلاق في مهاوي الكفر والضلال. لا تيأسوا من روح الله - مكتبة نور. اليأس سبب في استجلاب الخمول والكسل، والقعود عن القيام بالطاعات. حكم اليأس من روح الله -تعالى-
ومن فوائد قوله -تعالى-: (وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ)، [١] التي وقف عندها الإمام ابن حجر العسقلاني -رحمه الله-؛ وهي اعتباره اليأس والقنوط من رحمة الرحمن -جل في علاه- من كبائر الذنوب وأعظمها؛ مستشهداً بالآية المذكورة سابقاً، وبعد أن ساق جملة من الأحاديث النبوية الصحيحة المبشرة بسعة رحمته -جل في علاه- قال: "عد هذا كبيرة هو ما أطبقوا عليه، وهو ظاهر؛ لما فيه من الوعيد الشديد". [٣]
أقوال العلماء والمفسرين في ذم (اليأس)
هناك جملة من أقوال السلف والخلف من أهل العلم في ذم اليأس من روح الله -تعالى-، والتحذير منه، نذكر منها: [٣]
رويَ عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "اليأس من أكبر كبائر الذنوب، وتشترك في الإثم مع كبائر أخرى؛ مثل الشرك بالله -تعالى-، والأمن من مكره -سبحانه-". ما روي عن عروة أنه سأل أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، زوجة النبي -صلى الله عليه وسلم-: ماذا يعني قول الله -جل في علاه-: (حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا)، [٤] فبينت -رضي الله عنها- فقالت: "بل كذبهم قومهم".
وليتذكروا ((لو كان الفقر رجلا لقتلته)) الإمام علي عليه السلام هذه المقولة الفائقة الدلالة والقوة والمضمون لم يقلها إنسانا عاديا او انفعالياالعوز الدافع نحو توجهين وطريقين متناسبين مع درجة وعي وحصانة وتربية ذات الفرد المعوز… فهي إما تدفع الفرد باتجاه القردنة والثعلبة والتسول الأخلاقي أي ما يقود نحو الانحراف والمسكنة ومهادنة المسئول واندثار القيم الايجابية مما يجر الى الفساد والنفاق وانتشار الأمراض الاجتماعية المختلفة كالسرقة والرشوة والاحتيال والكسب غير المشروع والسكوت على الظلم….
لو كان الفقر رجلا لقتلته من القائل
وتساءل من يقف وراء قتل العراقيين؟؟ من خلال صناعة الجوع فيه، وإضعافه، ونشر الفوضى فيه، ومنعه من النهوض ليصبح دولة مزدهرة متقدمة يعيش شعبها بكرامة، علما أن جميع مقومات الدولة القوية متوافرة في هذا العراق، فمن يمنعه من تحقيق هذا الهدف الانساني المشروع، ومن يقف وراء صناعة الجوع لتدمير العراق والعراقيين،؟ وما هي الأساليب التي اتّبعوها ولا زالوا يتبعونها حتى هذه اللحظة لتحقيق هذا المأرب الذي يرقى لمستوى الجريمة، ألا وهي جريمة (الإبادة الجماعية)!!. لو كان الفقر رجلا لقتلته - موسوعة. وتدمير صناعته وزراعته وثرواته السمكية والحيوانية صنعت الفوضى في العراق، وهي الدول والقوى التي اشترك في جعل العراق دولة ضعيفة، لا يعمل فيها القانون ولا القضاء، وليست فيه مؤسسات قوية، كذلك عملت هذه الأطراف على تدمير قطاع الكهرباء، ونشر الفساد في البلاد، وخاصة في القضاء وفي قطاع الكهرباء، وبسبب ذلك، أقفلت آلاف المعامل الصغيرة والكبيرة أبوابها وسرحت عمالها. قد تحوّل العراق بسبب سياسة التجويع التي تشنها بعض الدول المجاورة للعراق، والقوى العالمية المعادية لشعبه، الى سوق كبيرة لهذه الدول والشركات وسواها، ممن وجد في العراق (كعكة) يظن أن له حصة فيها!! ، بل يذهب كثيرون (سياسيون رسميون يقودون دولا)، الى اعتبار ثروة العراق ليست للعراقيين؟؟!!
لو كان الفقر رجلا لقتلته علي بن ابي
يبدو أن هذه الجمعية كبقية الجمعيات الخيرية الأخرى العاملة في الدولة تعتمد في حصادها الموسمي على ما تجود به أيادي التجار ورجال الأعمال ومسؤولي الدوائر الحكومية وكبار الشخصيات والمتبرعين من أفراد المجتمع، ليتم صرف الحصاد وتوزيعه على الأسر الفقيرة التي تزداد في أعداد أفرادها ومعدلات الفقر فيها؛ وما يلفت النظر هو أن معظم هذه الأسر الفقيرة ـ سواء المسجلة لدى هذه الجمعية أو الجمعيات الأخرى ـ من المناطق النائية! إن الفقر ظاهرة تستوجب التدخل السريع والفاعل من مختلف مؤسسات الدولة وأجهزتها نظراً لما للفقر من آثار خطيرة على الإنسان والمجتمع، وعلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، كما أن الفقر بدأ يتغذى على نسيج الدولة من أطرافها، حيث المناطق النائية، وهنا تكمن الخطورة؛ إذ إن الأطراف أو المناطق النائية ستتحول إلى بؤر ومناطق خصبة للتطرف والمشكلات الخطيرة، وبالتالي سيؤثر ذلك بشكل كبير في أوضاعنا الاقتصادية وبيئتنا الاستثمارية فضلاً عن الأوضاع الاجتماعية والأمنية. من ناحية أخرى، فإن اعتماد الجمعيات الخيرية على جمع التبرعات والصدقات في موسم شهر رمضان والمناسبات الدينية لن يحقق المعالجة ويحد من تفاقم الفقر في ظل تنامي أسباب الظاهرة وأعداد الفقراء المنتمين، أو الذين سينتمون مستقبلاً إلى طبقة الفقراء.
لو كان الفقر رجلا لقتلته ابن باز
أما الأسباب الخارجية فهي متعددة، وهي أعقدُ وأخفى أحيانا. من أكثرها ظهورا الاحتلال الأجنبي كما حدث في العراق أخيرا بعد حصار دام أكثر من عقد تسبب في تفقير شعب بأكمله رغم ثرواته النفطية. لو كان الفقر رجلا لقتلته | صحيفة الاقتصادية. ويتعقد الأمر كثيرا إذا كان الاحتلال استيطانيا كما في فلسطين حيث تتدهور حالة الشعب الفلسطيني يوما بعد يوم وتتسع فيه رقعة الفقر نتيجة إرهاب الدولة الصهيونية وتدميرها المتواصل للبنية التحتية وهدم المنازل وتجريف الأراضي الفلاحية فتتحول مئات العائلات بين يوم وليلة من الكفاف إلى الفقر المدقع. ومن الأسباب غير الظاهرة للعيان نقص المساعدات الدولية أو سوء توزيعها في البلدان التي يسود فيها الفساد في الحكم. ومن الأسباب التي لا يعرفها عادة غير أهل الاختصاص - كما يقول - لأنها من أخفى عوامل التفقير للبلدان النامية التي يعتمد اقتصادها خاصة على المنتوج الفلاحي وبعض الصناعات التحويلية، الحمايةُ الجمركية التي تمارسها البلدان الغنية في وجه صادرات البلدان النامية، وبالخصوص الدعم المالي الذي تقدّمه لفلاحيها حتى يُنافس منتوجُهم الفلاحي صادراتِ البلدان النامية، وقد بلغ مقدار هذا الدعم رقما مهولا يقارب المليار دولار يوميا»! في عالمنا العربي كم هو مؤلم أن نجد عديدا من الأثرياء في عالمنا العربي ينطبق عليهم صفة (السفهاء) أو (المبذرين) إذ إنهم يتمتعون بأموال مكدسة لم تؤثر فيها النكسة الأخيرة المالية إلا قليلا رغم أنها عمت العالم نتيجة الفساد الإداري والنظام الربوي الذي أكل الأخضر واليابس لعديد من هؤلاء الأباطرة الأثرياء, يبذرون أموالهم في شراء مزيد من الكماليات التي يتباهون بها في محيط من الفقر لمن لا يجدون لقمة عيش تسد رمقهم, بينما نجد هؤلاء الأثرياء يحرقون أموالهم في شراء يخوت فاخرة وقصور متعددة في أنحاء العالم, وطائرات خاصة مترفة ربما ثمن المقعد فيها فقط يكفي ألف أسرة للعيش بكرامة!
تلك مقولة لعلي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ أحد الخلفاء الراشدين، وأحد مؤسسي الدولة الإسلامية في صدر الإسلام، قالها في فترة كان للإسلام مِنعة، وللقيم الإسلامية قوة، وكان للوازع الديني لدى الأفراد قوة، وصور التكامل والترابط الإسلامي واضحة، وذهب الاعتقاد إلى أن الفقر زائل، وأن استئصاله من المجتمع مسألة وقت، لكن يبدو أن سرطان الفقر تفشى في أوصال المجتمع الإسلامي وتغلغل، ليس من منطلق غياب الإمكانات والثروات والمال، وإنما لفقر القيم وضعف الوازع الديني. وهكذا نحن في دولة الإمارات نملك من الثروات المالية الكثير الكثير، لكن داء الفقر أصاب نسيجينا الاجتماعي والاقتصادي ليبلغنا نائب مدير عام جمعية بيت الخير بأن «17 ألف أسرة مواطنة فقيرة أُدرجت ضمن كشوف مستحقي مساعدات الجمعية الشهرية والموسمية»، وتوقع ازدياد مستحقي المساعدات خلال العام الجاري! تلك الأرقام يسوقها لنا مسؤول في جمعية خيرية واحدة فقط، فكم هو عدد الفقراء في عشرات الجمعيات الخيرية والإنسانية في الدولة التي تحتفظ في سجلاتها بأسر مواطنة فقيرة؟! لو كان الفقر رجلا لقتلته علي بن ابي. وكم عدد الفقراء المنتمين لأسر فقيرة، لكن عفّة النفس تمنعهم من التردد على الجمعيات الخيرية أعطوهم أو منعوهم؟!