أما إذا وجد الهواء، والأجواء الملائمة، لا يوجد برد شديد، ولا يوجد مطر يشق على الناس، ويبلل ثيابهم، ولا يوجد هواء أو أوحال، أو نحو ذلك، فهنا ما وجه الجمع؟. ليس له وجه، ولذلك إذا نظرتم الآن إلى أحوال الناس، كثير من المساجد جمعت مثلاً، الناس ينتشرون في الطرقات، والسيارات كثيرة، وفي كل مكان، وفي الأسواق، ما شق عليهم الخروج من منازلهم، لا بسبب مطر، ولا بسبب وحل، ولا بسبب برد شديد أقعدهم في بيوتهم، إطلاقًا. بل هم أكثر انتشارًا بمثل هذه الأجواء من انتشارهم لربما في غيرها، فهم يرون هذه الأجواء جميلة، فلا توجد المشقة، فلا يتساهل في الصلاة، والإنسان لا يحاكي الآخرين. من الناس من يقول: المساجد الأخرى جمعت. وافوض امري الي الله الشيخ المنشاوي. وإذا جمعت المساجد! أنا صليت اليوم الظهر في مسجد، ما في مطر، فجمعوا، ولا أعرف إلى الآن ما وجه الجمع؟ ولكني لم أجمع معهم؛ لأني لا أستحل هذا العمل. نرجع إلى موضعنا. أما بعد:
فهذا باب فضل الرجاء، لما تكلم المؤلف -رحمه الله- على الرجاء ذكر فضل الرجاء، وكعادته -رحمه الله- يصدر بآيات من القرآن في كل باب. قال: قال الله تعالى -إخبارًا عن العبد الصالح مؤمن آل فرعون-: أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ [غافر:28] إلى أن قال لهم: وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ [غافر:44].
أسرار وأفوض أمري إلى الله
من كان الله حسبه فهو كافيه، ومن كان الله وكيله فهو موفيه. وافوض امري الى الله | من بيتي اليكم. { وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ} [غافر:44] كن في حياتك كلها مفوضاً أمرك إليه سبحانه، داوم على الاستخارة في كل أمر، ابحث عن مراد الله قبل كل فعل و قول، وأبشر بالتأييد والتمكين والسداد والحفظ من كل شر واعلم أن الشر إذا أصابك فبغفلتك أو ركونك إلى نفسك أو نسيانك لأمر الله أو ولوغك في نهيه. من كان الله حسبه فهو كافيه، ومن كان الله وكيله فهو موفيه، وحده من يملك كمال الأمن وكمال الاهتداء وإنما يحدث النقصان في حياة ابن آدم بسبب ظلمه لنفسه، وكلما قل الظلم كلما زاد اكتمال الأمن وكلما كان العبد إلى الله أقرب كلما كان القلب أسعد وتحققت له من المباهج ما لا يخطر على بال أهل الدنيا وعبادها. قال السعدي رحمه الله في تفسيره: { وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ} أي: ألجأ إليه وأعتصم، وألقي أموري كلها لديه، وأتوكل عليه في مصالحي ودفع الضرر الذي يصيبني منكم أو من غيركم. وقال ابن كثير في تفسيره: { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران:173] أي: الذين توعدهم الناس بالجموع وخوفوهم بكثرة الأعداء، فما اكترثوا لذلك، بل توكلوا على الله واستعانوا به { وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.
وافوض امري الي الله الشيخ المنشاوي
{ { وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ}} أي: ألجأ إليه وأعتصم، وألقي أموري كلها لديه، وأتوكل عليه في مصالحي ودفع الضرر الذي يصيبني منكم أو من غيركم. { { إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}} يعلم أحوالهم وما يستحقون، يعلم حالي وضعفي فيمنعني منكم ويكفيني شركم، ويعلم أحوالكم فلا تتصرفون إلا بإرادته ومشيئته، فإن سلطكم علي،َّ فبحكمة منه تعالى، وعن إرادته ومشيئته صدر ذلك. أسرار وأفوض أمري إلى الله. { { فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا}} أي: وقى الله القويّ الرحيم، ذلك الرجل المؤمن الموفق، عقوبات ما مكر فرعون وآله له، من إرادة إهلاكه وإتلافه، لأنه بادأهم بما يكرهون، وأظهر لهم الموافقة التامة لموسى عليه السلام، ودعاهم إلى ما دعاهم إليه موسى، وهذا أمر لا يحتملونه وهم الذين لهم القدرة إذ ذاك، وقد أغضبهم واشتد حنقهم عليه، فأرادوا به كيدًا فحفظه الله من كيدهم ومكرهم وانقلب كيدهم ومكرهم، على أنفسهم، { { وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ}} أغرقهم الله تعالى في صبيحة واحدة عن آخرهم. وفي البرزخ { { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}} فهذه العقوبات الشنيعة، التي تحل بالمكذبين لرسل الله، المعاندين لأمره.
وذكرنا الكلام على هذا سابقًا، إنسان أذنب وأساء في حق الله وتعدى وظلم، ثم يقول: يا رب، أنا تبت إليك، وينيب ويندم، فالله يفرح بتوبته أعظم من فرح ذلك الإنسان الذي في فلاة من الأرض، وضاعت عليه راحلته، ثم استسلم للموت، ونام تحت شجرة، فوجدها عند رأسه، كيف يفرح؟، فقال: اللهم أنت عبدي، وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح، هل هناك أحد من أهل الدنيا يفرح باعتذار المسيء له -اعتذار المخطئ- من الجناية في حقه، مثل هذا الفرح؟، أبدًا. الجيد منا -أيها الأحبة- هو الذي يقبل الاعتذار، ويقول ربما على إغماض: عفوت عنك، وأنت في حل، لكن فرح شديد بالتوبة، فرح شديد بالإنابة، والاعتذار من الخطأ، والإساءة هذا لا يوجد عند أهل الدنيا، حتى الوالد مع ولده، إذا جاء الولد يعتذر من خطأ، أو نحو ذلك، لربما ما يقبل منه، ولربما يقبل على إغماض، ويشيح بوجهه لئلا يرى الولد تقاسيم وجهه، لربما يجد علامات من الرضا لا يريد أن يظهرها للولد، فيشيح عنه بوجهه. الله أعظم فرحًا بتوبتنا -وهو الغنيّ الغِنى الكامل- من هذا الإنسان الذي في أشد الحالات اضطرارًا، حينما ضاعت راحلته، فوجدها بعد أن استسلم للموت، من شدة الفرح ما يدري ما يقول، يريد أن يقول: اللهم أنت ربي وأنا عبدك، قال: اللهم أنت عبدي، وأنا ربك.
لذلك هو يعتبر أحد أكبر أعداء النجاح الخمسة التي ذكرناها سابقا العادات السيئة وأخيرا الغرور تأثيرا على الفرد. أنا منحوس أنا حظي سيء أنا أعرف نفسي و أعرف حظي جيدا في كل شيء أعمله تحدث لي بعده مصيبة. هذه هي بعض أقوال المتشائم فهو يجذب إليه ما يتوقعه لذلك هو يواجه كل هذه السلبيات في حياته لأنه افتقد إلى النظرة الإيجابية المتفائلة. أسباب التشاؤم وطرق التعامل معه ما الذي يجعل المتشائم يفكر بهذه الطريقة إذا ؟ هناك عدة أسباب لهذه الحالة 1 - التركيز على السلبيات: دائما ما ينظر المتشائم إلى النصف الفارغ من الكأس ، ولا ينظر إلى النصف الممتلئ منه. إضافة أنه لا يتوقع أي نتائج إيجابية نتيجة لأي فعل أو حدث أو سبب. مالقوا في الذهب عيب كليلة. وهذا لأنه مهتم بالتركيز على كل العيوب و النواقص والسلبيات ومحب للنقد والذم ونسي انه لا يوجد شيء كامل والكمال لله سبحانه وتعالى وحده. كما يقولون في المثل الشعبي " مالقوا في الورد عيب قالوا يا أحمر الخدين ". هذه الطريقة في التعامل و التعايش مع أمور الحياة ومتطلباتها المتغيرة التي من سننها دوام الحال من المحال هي التي تولد لدى المتشائم هذه المشاعر و الأحاسيس السلبية تجاه كل ما يواجه أو يفكر فيه مما يجعله يتوقف عن العمل على مستقبله و أهدافه او حتى مجرد التفكير في حياته المستقبلية وماذا يريد أن يحققه أو يحصل عليه أو حتى يصل إليه.
مالقوا في الذهب عيب كليلة
وفي مكان آخر نري تراجي مصطفي التي حضرت الي السودان أملاً في أن تصبح عضو مجلس سيادة ليكون أول عضو مجلس سيادة في الدنيا ثقافته ومعرفته وحديثه المخزي لا يفارق مابين الفخذين يثير الفتن ويهدد بإذكاء الفتنة والفرقة التي عف عليها الزمن وتجاوزتها روح الشباب الثائر المناضل ولم يبقي لتراجي شيئاً للمتاجرة به!!!! إن الحرية لا تعني الإنفلات والتفلت علي الشخصيات المحترمة والتحشر في مهام الآخرين وليس من المقبول أن تعتقد تراجي أنها يمكن أن تدخل في كل مكتب بدون إستئذان ولا تنسيق لتعرقل الإجتماعات الدولة فتصيح وترغي وتذبد من دون محاسبة ؟؟ ليس هذا أسلوب مقبول ولا يقره قانون ولا نظام ولا حس وطني ووجب محاسبة هذه "المطلوقة" وسجنها وعقبوتها بما يردعها من التفلت علي الآخرين مثل الثور الهائج ، إن الديموقراطية إذا فقدت الإحترام والحدود تكون فوضي ووبال علي الناس ونتمني من المسئولين رفع دعوي علي مثل هؤلاء ليلزموا حدود الأدب وعلي تراجي هذه الفاجرة وإيقافها عند حدها بالقانون يوسف علي النور حسن
عزيزي القارئ إن ما يدور داخلك ينعكس على واقعك ويظهر عليك ، في مظهرك و أقوالك و أفعالك وتعاملك مع الأخرين و تعاملك ماع كل ما يمر عليك في حياتك. لذلك قم بتحسين داخلك ليتحسن ظاهرك وبذلك ترى الأمور بشكل مختلف فتتغير طريقة تعاملك معها وتتحسن حياتك مما يقودك للنجاح وتحقيق أهدافك. إن من أهم مقومات النجاح ان تكون شخصا متفائلا ذا نظرة إيجابية للأمور. لأنه لكي تنجح و تحقق اهدافك يجب أن يكون لديك اعتقاد بأنك ستنجح. جريدة الرياض | تقرير رسمي:156 ألف وظيفة شاغرة منها 5 آلاف في القضاء والمراتب العليا. وهذا الاعتقاد مبني على توقع إيجابي لما يمكن أن يحدث. وهذا التوقع الإيجابي مبني على الإيمان بقدرتك على تحقيق الأهداف والنجاح. لذلك فإن الافتقار إلى هذا التوقع الإيجابي ( التفاؤل) هم ما يدخل في دائرة الشك ومنها إلى الفتور ثم الملل فالإحباط و التوقف عن العمل عل أهدافك. " يرى المتشائم الصعوبة في كل فرصة ويرى المتفائل فرصة في كل صعوبة "