والمعنى الذي قصده المصنف -رحمه الله- من إيراد هذا الحديث هو أن لا يحقر الإنسان هؤلاء ويعرف قدرهم، وأن هؤلاء قد يكونون عند الله بمنزلة، فيتواضع لهم، ويوفي حقوقهم، ويدنيهم ويقربهم ويحبهم ويُكْبرهم. لا يحقر الإنسان هؤلاء ويعرف قدرهم، وأن هؤلاء قد يكونون عند الله بمنزلة، فيتواضع لهم، ويوفي حقوقهم، ويدنيهم ويقربهم ويحبهم ويُكْبرهم.
مدونة الأستاذ أحمد رزق أبودية Master: إنما تنصرون بضعفائكم
فكم من إنسان كان رزقه مقترا، فلما كثرت عائلته ،والمتعلقون به، وسع الله له الرزق من جهات وأسباب شرعية قدرية إلهية.
حديث «هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم» ، «ابغوني الضعفاء..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
وأمّا النوع الثاني: فهو الأسباب المعنويّة، وهي قوّة التوكل على الله ، وكمال الثقة به، وقوّة التوجّه إليه والطلب منه. وهذه الأمور تقوى جدّاً من الضعفاء العاجزين الذين ألجأتهم الضرورة إلى أن يعلموا حقّ العلم أنّ كفايتهم ورزقهم ونصرهم من عند الله، وأنّهم في غاية العجز، فتنكسر بذلك قلوبهم، وتتوجّه إلى الله ثقة به وطمعاً في فضله وبرّه ورجاء لما في يديه الكريمتين. مدونة الأستاذ أحمد رزق أبودية MASTER: إنما تنصرون بضعفائكم. فيُنْزِل الله لهم من نصره ورزقه ما لا يدركه القادرون، بل ييسّر للقادرين بسببهم من أسباب النصر والرزق ما لم يخطر لهم ببال، ولا دار لهم يوماً في خيال ، { { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إلَّا هُوَ}} [المدثر: 31]. الفائدة الثالثة: قلب العبد وجوارحه في حالة استنفار تام في ذات الله: قد يظن القارئ الكريم أَنَّ هناك تعارضاً بين النصوص السابقة والنصوص التي تمدح المؤمن القوي وتأمره بالأخذ بالقوة والاستعداد للأعداء. وعند التأمّل نجد أَنَّه لا تعارض، إذ المراد أَنَّه متى تمكّن المسلم من الأخذ بأسباب القوة المادية وتيسَّرت له، فعليه أنْ يسارع ولا يفرط ولا يقصر. وقد ورد الجمع بين الأمرين في قول الله عز وجل لنبيه: { { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}} [الحجر: ٩٩].
قال أنسٌ: فنَظَرتُ إليه وهو يضحَك، فقال: «يا أُنَيس! أذهَبتَ حيثُ أمَرتُك؟»، قُلتُ: نعم، أنا أذهَبُ يا رسولَ الله". وكما أمرَ – صلى الله عليه وسلم – بالرحمةِ والعطفِ على الصَّغير، أمَرَ كذلك باحتِرامِ الكبير وتوقِيرِه، وحُسن رِعايتِه وإجلالِه. فعن أنسِ بن مالكٍ – رضي الله عنه – قال: جاءَ شَيخٌ يُريدُ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم -، فأبطَأَ القَومُ عنه أن يُوسِّعُوا له، فقال النبيُّ – صلى الله عليه وسلم -: «ليس مِنَّا مَن لم يرحَم صغيرَنا، ويُوقِّر كبيرَنا»؛ رواه الترمذي بسندٍ صحيحٍ. حديث «هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم» ، «ابغوني الضعفاء..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. أي: ليس على هديِنَا وطريقتِنَا مَن لا يعطِف ويرفِق بصغِيرِنا، ولا يُجِلُّ ويُوقِّرُ كبيرَ السنِّ فينا، فيُقدِّمُه على غيرِه مِن الناسِ؛ لشَيبَتِه في الإسلام، وتقدُّم سنِّه وضعفِه. وفي "شُعب الإيمان": بشَّر رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – مَن يرحَمُ الصغيرَ، ويُوقِّرُ الكبيرَ بمُرافقتِه في الجنة. فعن أنسِ بن مالكٍ – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «يا أنس! وقِّر الكبيرَ، وارحَم الصغيرَ؛ تُرافِقُني في الجنة». فكيف لا نُجِلُّ كبيرَ السنِّ فينا، ورسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «إن مِن إجلالِ الله: إكرامَ ذي الشَّيبَةِ المُسلم»؛ رواه أبو داود بإسنادٍ حسنٍ.
عناصر محتوى المفردة:
المقدمة
اسم: (القدوس): من أسماء الله الحسنى، مأخوذ من قدَّس بمعنى نزَّهه وأبعده عن السوء مع الإجلال والتعظيم. المادة الأساسية
معنى اسم الله ﴿ القدوس ﴾: المنزَّه من كل شرِّ وعيب ونقص، الطاهر من كل عيب، المنزه عن الأولاد والأنداد. ورد اسم الله القدوس في القرآن مرتين، وكان رسول الله ﷺ يدعو به في ركوعه وسجوده فيقول: «سبُّوح قدُّوس، ربُّ الملائكة والروح ». اسم الله القدوس. الله القدوس فلن يبلغ مدحته أحد، ولا يجزي بآلائه أحد، فهذا أعلم الخلق بربه محمد ﷺ يقول: «لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسِك ». الإله الكامل يستلزم صفات الكمال، والقداسة من الشر والعيب، وهذا لا يكون إلا الله الملك القدوس، فهو الفعَّال لما يريد المنزه من العجز والظلم ومن كل نقص. القدُّوس قدَّس قلوب عباده الصالحين عن حب الدنيا والتعلق بها فهي في أيديهم وليست في قلوبهم، فلا يحزن إن أدبرت ولا يبالغ في الفرح إن أقبلت. القدوس يريد لعباده الطهارة ولذا شرع لهم كل ما فيه تطهير لقلوبهم وأبدانهم ولصحائفهم من اﻵثام قال ربنا: ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ(5) ﴾ [المدثر: 4-5]. مهما تظاهر الناس لك بالكمال لا بد أن تظهر عيوبهم ونقصهم شاءوا ذلك أم أبوا؛ ﻷنه لا عظيم يستحق أن تحبه وتقدسه وتصفه بالكمال غير الله القدوس تعالى.
اسم الله القدوس - ملتقى الخطباء
معنى "القدوس" في اللغة: وله معنيان في اللغـة: الأول: أنَّ"القُدُوس" فعول من القُدس؛ وهو الطَّهارة، وجاء في التنزيل: (نحن نسّبحُ بِحْمدك ونقدّس لك) (البقرة: 30). قال الزجاج: معنى (نقدّسُ لك) أي: نطهِّر أنفْسَنا لك. ولهذا قيل: بيت المقْدس، أي: البيت المُطهّر، أو المَكان الذي يُتطهَّر به من الذّنوب. والمعنى الثاني: أنّ القُدْس: البركة، والأرض المقدّسة أي: المُباركة، ويقويه أنّ الله تعالى قد بيّن أنّ الأرضَ المقدَّسة مباركة، وذلك في قوله: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) (الإسراء: 1). وقوله سبحانه: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء: 71). معني اسم الله القدوس النابلسي. وهي الأرض المقدَّسة. معنى "القدوس" في حقّ الله تبارك وتعالى: قال قتادة: القدُّوس أي: المُبَارك. وقال ابن جرير في تفسير قوله تعالى: (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) (البقرة: 30):"ونحن نُسبِّح بحمْدك: ننزّهك ونبرّئك؛ مما يُضيفه إليك أهلُ الشّرك بك؛ ونصلّي لك، ونقدّس لك: نَنْسبك إلى ما هو مِنْ صِفاتك؛ من الطّهارة من الأدْناس، وما أضافَ إليك؛ أهلُ الكفر بك" اهـ وقال البيـهقي:"القُدُوس" هو الطّاهر من العُيوب، المنزّه عن الأولاد والأنْداد، وهذه صفةٌ يَسْتحقّها بذاته.
القُدُّوس المُنزّه من كل شر ونقص وعيب ، كما قال أهل التفسير: هو الطاهر من كل عيب المنزّه عما لا يليق به ، وهذا قول أهل اللغة. وأصل الكلمة من الطهارة والنزاهة، ومنه بيت المقدس؛ لأنه مكان يُتَطَهّر فيه من الذنوب ومن أمَّه لا يريد إلا الصلاة فيه رجع من خطيئته كيوم ولدته أُمُّه، ومنه سميت الجنة حظيرة القدس لطهارتها من آفات الدنيا، ومنه سُمِّيَ جبريل روح القدس؛ لأنه طاهر من كل عيب. ومنه قول الملائكة: ( وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) [البقرة: 30] فقيل: المعنى ونقدس أنفسنا لك، فعدّى باللام، وهذا ليس شيء، والصواب: أن المعنى نقدسك وننزهك عما لا يليق بك. هذا قول جمهور أهل التفسير. وقال ابن جرير: "ونقدس لك: ننسبك إلى ما هو من صفاتك من الطهارة من الأدناس ومما أضاف إليك أهل الكفر بك" قال وقال بعضهم: "نعظمك ونمجدك" قاله أبو صالح، وقال مجاهد: "نعظمك ونكبرك" انتهى وقال بعضهم: ننزهك عن السوء فلا ننسبه إليك، واللام فيه على حَدّها في قوله: ( رَدِفَ لَكُمْ) لأن المعنى: تنزيه الله لا تنزيه نفوسهم لأجله. قصص أطفال - قصة اسم الله القدوس. قلت: ولهذا قرن هذا اللفظ بقولهم ( نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ) فإن التسبيح تنزيه الله سبحانه عن كل سوء، قال ميمون بن مهران: "سبحان الله كلمة يُعظّم بها الرب ويُحاشى بها من السوء" وقال ابن عباس: "هي تنزيه لله من كل سوء" وأصل اللفظة من المباعدة من قولهم سبحت في الأرض إذا تباعدت فيها، ومنه ( كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [الأنبياء: 33] فمن أثنى على الله ونزّهه عن السوء فقد سبّحه، ويُقال سبح الله وسبح له وقدسه وقدس له.
اسم الله القدوس
ماذا نفعل بعد ذلك
نتعبَّد الله سبحانه وتعالى باسمه القدوس، وذلك بأن ننزه جلَّ في علاه عما لا يليق به، وأن نمدحه جلَّ في علاه بما هو أهله. ندعو الله ونسبحه باسمه القدوس، وخصوصًا في الركوع والسجود. نحبُّ الله سبحانه وتعالى لأنه سبحانه المتَّصف بصفات الكمال والجلال، والمنزَّه عن النقائص والعيوب، ومن كان هذا وصفه فإن النفوس مجبولة على حبه وتعظيمه، وهذه المحبة تورث حلاوة في القلب ونورًا افي الصدر، وكفى بهذا نعيمًا. اسم الله القدوس - ملتقى الخطباء. أن نتحاكم إلى شرعه سبحانه وتعالى ونحكم به، ونرضى به، ونسلِّم له، ومن حاد عن ذلك فما قدَّس الله عزَّ وجلَّ. أن نعذر من يخطئ -فيما يحب الله العذر فيه -، فالبشر لا يمكن أن يتقدَّسوا عن الأخطاء. ينبغي للمؤمن أن يبتعد كلَّ البعد عن سوء الظن بالله جلَّ في علاه؛ فسوء الظن قادح في تنزيهه سبحانه، والذي هو موجب اسمه سبحانه (القدوس)؛ فكل ظن لا يليق بحمده وحكمته، ورحمته، وعلمه، فهو سوء ظن بالله تعالى. المحتوى الدعوي:
اقترح تعديلاً
تفسير وترجمة الآية
شواهد اسم الله القُدّوس من حولنا
التعبّد لله باسمه القُدّوس
قال العلماء: "إن التعبّد بأسماء الله الحسنى وصفاته هو جنة الدنيا، التي من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة". إن بإمكاننا أن نجد وسائل متنوّعة للتعبّد لله تعالى باسمه (القُدّوس)، من بينها على سبيل المثال لا الحصر:
– أن نقدّس الله تعالى وننزّهه عن كل عيب ونقص ومشابهة للمخلوقات. – أن نطمح إلى أن تسمو قلوبنا وأحوالنا ويطهّرها الله من عيوبها ودنسها. – أن نسمّي أبنائنا أو نقترح التسمية باسم "عبد القُدّوس". – أن نستجيب لأمر الله تعالى الذي يحب أسماءه الحسنى؛ فندعوه باسمه القُدّوس، ونبتهل إليه به في ثنائنا عليه بكثافة كما كان يفعل النبي الكريم. – أن نكثر من تسبيح الله وتقديسه في الأذكار والأدعية، داخل الصلوات وخارجها. مصادر للاستزادة
– أسماء الله الحسنى، محمد متولي الشعراوي، مطابع أخبار اليوم، القاهرة، 1993م. – أسماء الله الحسنى والآيات الكريمة الواردة فيها، حسنين محمد مخلوف، جمعية آل البيت للتراث والعلوم الشرعية، فلسطين. – أسماء الله الحسنى: جلالها ولطائف اقترانها وثمراتها في ضوء الكتاب والسنة، ماهر مقدم، مكتبة الإمام الذهبي، الكويت، 2014م.
قصص أطفال - قصة اسم الله القدوس
وقد اختصّ الله ذاته بهذا الاسم فهو محمودٌ طاهرٌ منزهٌ عمّا لا يليق بعظمته، منزهٌ عن الصاحبة والولد وأن يُشرك به شيئاً في عبادته. والله القدوس الذي لا يقبل عبداً من عباده أن يتصل به إلا أن يكون طاهراً من الذنوب والمعاصي، موحداً الله في عبادته. إن معرفة العبد عن ربه أنه قدوسٌ وجب عليه الإيمان بكماله وأنه ملك الملوك المعظّم المُنزه عن كل نقص وعيب. وعلينا بعد معرفة هذه المعاني الجليلة عن اسم الله القدوس أن نعلّم أطفالنا أسماء الله ومعانيها لينشؤوا على حبه والتقرب منه بمعرفته حق المعرفة.
كيف نعيش بإسم الله "القُدّوس"
*معنى القدوس في اللغة: المنزه عن النقائص والعيوب والشبهات وبلغ قدره في القلوب منزلة لا تنافسها منزلة! ان الله القدوس حينما يخلق لا يخلق عبثاً ولا صدفة ولا يخلق ناقصاً في الظاهر إلا لحكمة! خلق الانسان في احسن تقويم ونفخ فيه من روحه.. فروح الانسان مقدسة من قداسة الخالق..
والانسان مكرم من ربه.. قبل ان يكرم من الملائكة ومن الخلق أجمع! فالحيوان والنبات يقدرون الانسان ولهذا سخرها الله لخدمته! ولا يستطيع احد في الكون ان يهين كرامته! حتى وإن أهان الجسد أو عذبه تبقى روحه وذاته مكرمة ومقدسة! *أن تعي اسم الله القدوس يعني:
ان تشعر بقدسيتك فتبتعد عن كل ما يحط من قدرك عند الله..
أن تطور ذاتك وترتقي بروحك وتهذب اخلاقك..
أن تشعر أنك مكرم فلا تشعر بالمهانة طالما انك تتوب وتستعين بالقدوس حتى لو أذنبت مراراً وتكراراً..
لا يردد كلمة "كرامتي" كثيراً إلا من لم يشعر بتلك القيمة بل يستخدمهاغالباً للتكبر والعناد! أن لا تنتظر تقديرا من الناس ولا تسعى إليه.. بل تستشعر تقدير الله لك فيأتيك تقدير الناس ويسخر لك الأقدار تخدم رسالتك وأهدافك السامية في الحياة..
أن ترجع للقدوس في أمور حياتك.. فلا تقدس قول أحد من الناس مهما بلغ من علم ودين طالما تستشعر بقلبك وبصدق انه يخالف أمر الله القدوس.. بل تحترمهم كأشخاص مجتهدين ولا يلزم بالضرورة اتباعهم في كل قول وفعل!