قال القاضي عياض: "(وقف ولم يلتفت) فيه: التزام أوامره صلى الله عليه وسلم، والأخذ بظاهرها ما أمكن ولم يصرفها عنه صارف". ـ لا آخذه أبدا ، وقد طرحه رسول الله:
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه، وقال: يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده ، فقيل للرّجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك انتفع به، قال: لا والله لا آخذه أبدا، وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه مسلم. قال النووي: "فيه المبالغة في امتثال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، واجتناب نهيه، وعدم الترخص فيه بالتأويلات الضعيفة".
صور عن الرسول الاعظم
قال المباركفوري: "قال الخطابي: هذا يُوهِم أن السُنة في تحية الميت أن يقال له عليك السلام كما يفعله كثير من العامة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل المقبرة فقال السلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين، فقدَّم الدعاء على اسم المدعو له، كهو في تحية الأحياء، وإنما كان ذلك القول منه إشارة إلى ما جرت به العادة منهم في تحية الأموات، إذ كانوا يقدمون اسم الميت على الدعاء وهو مذكور في أشعارهم.. والسُنَّة لا تختلف في تحية الأحياء والأموات". وفي دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين: (فما سببْتُ بعده حرّاً ولا عبداً، ولا بعيراً ولا شاة): أشار به إلى كمال الامتثال (لأمر النبي صلى الله عليه وسلم)، وعدم المشاحنة في شيء من ذلك". صور عن الرسول. ـ الاستجابة حتى في الجلوس ، وفي عدم الالتفات:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، قال: اجلِسوا ، فسَمِع ذلك ابن مسعود فجلس على باب المسجد، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: تعالَ يا عبد الله بنَ مسعود) رواه أبو داود وصححه الألباني، قال ابن حجر: "(فجلس على باب المسجد) مبادرة إلى الامتثال (الطاعة)". وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: ( لأُعطينَّ الراية رجلاً يحب الله ورسوله، يَفتح الله على يديه، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما أحببتُ الإمارة إلا يومئذٍ، قال: فتساوَرتُ لها، رجاء أن أُدعَى لها، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب فأعطاه إياها وقال: امشِ ولا تَلتفِت حتى يَفتح الله عليك ، فسار عليٌّ شيئًا ثم وقَف ولم يَلتفِت، فصرخ: يا رسول الله، على ماذا أقاتل الناس؟ فقال: قاتِلهم حتى يَشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك، فقد منَعوا منكَ دِماءهم وأموالهم إلا بحقِّها وحِسابُهم على الله) رواه مسلم.
69 يوميا
مشاركة رقم: 8
بتاريخ: 07-02-2012 الساعة: 03:30 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
الله يثيتنا على ولايتهم
بارك الله بيك على الطرح حاتم
وننتظر جديدك
توقيع: عاشق الأكرف
كلما قلبني الهم سأشكو ياعلي..
حينما يهزمني الدمع سأبكي ياعلي..
في قيامي في قعودي سأنادي ياعلي..
في جهادي وكفاحي أنت درعي ياعلي..
وإذا مانالني الضعف بدربي سأنادي
ياعليا ياعليا ياعليا
مشاركة رقم: 9
بتاريخ: 08-02-2012 الساعة: 12:35 AM
مشكورين يا اخوتي الاعزاء وتحياتي الحارة لكم جميعا على المرور
فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ (44) ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) هذه الآية فيها عبرة عظيمة ، وهو أن فرعون في غاية العتو والاستكبار ، وموسى صفوة الله من خلقه إذ ذاك ، ومع هذا أمر ألا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين ، كما قال يزيد الرقاشي عند قوله: ( فقولا له قولا لينا): يا من يتحبب إلى من يعاديه فكيف بمن يتولاه ويناديه ؟ وقال وهب بن منبه: قولا له: إني إلى العفو والمغفرة أقرب مني إلى الغضب والعقوبة. فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى. وعن عكرمة في قوله: ( فقولا له قولا لينا) قال: لا إله إلا الله ، وقال عمرو بن عبيد ، عن الحسن البصري: ( فقولا له قولا لينا) أعذرا إليه ، قولا له: إن لك ربا ولك معادا ، وإن بين يديك جنة ونارا. وقال بقية ، عن علي بن هارون ، عن رجل ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن النزال بن سبرة ، عن علي في قوله: ( فقولا له قولا لينا) قال: كنه. وكذا روي عن سفيان الثوري: كنه بأبي مرة. والحاصل من أقوالهم أن دعوتهما له تكون بكلام رقيق لين قريب سهل ، ليكون أوقع في النفوس وأبلغ وأنجع ، كما قال تعالى: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) الآية [ النحل: 125].
التفريغ النصي - تفسير سورة طه _ (5) - للشيخ أبوبكر الجزائري
الْقَوْل في تَأْويل قَوْله تَعَالَى: { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيّنًا} يَقُول تَعَالَى ذكْره لمُوسَى وَهَارُون: فَقُولَا لفرْعَوْن قَوْلًا لَيّنًا. ذُكرَ أَنَّ الْقَوْل اللَّيّن الَّذي أَمَرَهُمَا اللَّه أَنْ يَقُولَاهُ لَهُ, هُوَ أَنْ يُكَنّيَاهُ. 18206 - حَدَّثَني جَعْفَر ابْن ابْنَة إسْحَاق بْن يُوسُف الْأَزْرَق, قَالَ: ثنا سَعيد بْن مُحَمَّد الثَّقَفيّ, قَالَ: ثنا عَليّ بْن صَالح, عَنْ السُّدّيّ: { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيّنًا} قَالَ: كَنّيَاهُ. التفريغ النصي - تفسير سورة طه _ (5) - للشيخ أبوبكر الجزائري. ' وَقَوْله: { لَعَلَّهُ يَتَذَكَّر أَوْ يَخْشَى} اخْتَلَفَ في مَعْنَى قَوْله: { لَعَلَّهُ} في هَذَا الْمَوْضع, فَقَالَ بَعْضهمْ مَعْنَاهَا هَهُنَا الاسْتفْهَام, كَأَنَّهُمْ وَجَّهُوا مَعْنَى الْكَلَام إلَى: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيّنًا, فَانْظُرَا هَلْ يَتَذَكَّر وَيُرَاجع أَوْ يَخْشَى اللَّه فَيَرْتَدع عَنْ طُغْيَانه. ذكْر مَنْ قَالَ ذَلكَ: 18207 - حَدَّثَني عَليّ, قَالَ: ثنا عَبْد اللَّه, قَالَ: ثني مُعَاويَة, عَنْ عَليّ, عَنْ ابْن عَبَّاس, قَوْله: { لَعَلَّهُ يَتَذَكَّر أَوْ يَخْشَى} يَقُول: هَلْ يَتَذَكَّر أَوْ يَخْشَى. وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى لَعَلَّ هَهُنَا كَيْ.
الآيــات
{اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآياتي وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي* اذْهَبَآ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى* قَالاَ رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يَطْغَى* قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَى* فَأْتِيَاهُ فَقُولاَ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْناكَ بآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى* إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى} (42ـ48). * * *
معاني المفردات
{وَلاَ تَنِيَا}: ونى في الأمر، يني ونياً: أفتر، وضعف. {يَفْرُطَ}: الفرط: التقدم. والمراد به هنا أن يعجل علينا بعقوبته.